يقول الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل متى إصحاح 28 عند تناوله لقصة القيامة :
اقتباس
رجاء وتوعية لكل قارئ:
أن لا يُعثر من الاختلافات الواضحة في قصة
القيامة، لأن الذي يتحدَّث عن القيامة إنما يتحدَّث عن أمور ليست
تحت ضبط العقل والفكر والحواس والعين والتمييز البصري، فالقيامة
بكل ظهوراتها وأقوالها وتسجيلاتها تمَّت بسبب انفتاح خاص في الوعي الروحي ليُرى ما
لا يُرى، ولكل إنسان وعي خاص بإمكانيات خاصة، وكل وعي يختلف في القدرة والدقة
والانفتاح والشمول عن الوعي الآخر، حتى أن القيامة نفسها يوجد من عاينها ويوجد مَنْ
لم يعاينها لأنها تعتمد على قطبين: الأول إرادة المسيح في أن يُعلن أو لا يُعلن نفسه،
وبوضوح كامل أو بوضوح أقل كما حصل لتلميذي عمواس. والقطب الثاني قدرة الذي يتلقَّى
الاستعلان كما قلنا. لذلك يوجد مَنْ يحكي بإسهاب ومَنْ يحكي باختصار شديد، ومَنْ يقول
كثيراً ومَنْ يقول قليلاً، ومَنْ يقول اثنين ومَنْ يقول بل واحداً. وهكذا فكل
ما يخص القيامة لا يدخل تحت النقد أو الفحص أو التحقيق أو
الإيضاح.
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات