بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفي ، محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم :
...... وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا {طه/97} إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا {طه/98}

ايها الإخوة الأحبة:
عندما يفتح أي إنسان كتاب الله تعالى فإنه يقرأ :
{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
فيعرف في الحال أنه هو فعلا الكتاب الذي أوحى الله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وتتوالى شهادات القرآن على أنه هو الكتاب الحق المنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وبما أنه لا يوجد كتاب على الأرض ، يمكن أن تجد فيه مثل هذه الشهادات التي تؤكد على صدق القرآن ، وعلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا مجال حينئذ لمعترض حتى يأتي بكتاب مثله ، وتجد فيه مثل تلك الشهادات ، التي تشهد أنه منزل من عند الله.
يقول الله سبحانه وتعالى :
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {البقرة/23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {البقرة/24}
ويقول الله سبحانه وتعالى :
قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {القصص/49} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {القصص/50}
المعني عندي في هذه الآية : قل فأتوا بكتاب غير القرآن ، هو أعظم هداية منهما وهو المهيمن عليهما. والله أعلم.
فإذا وجدنا ذلك في كتاب الله ، علمنا أننا سوف نجد تكذيب أي كتاب آخر ، يدعي أصحابه أنه وحي من عند الله ، هو في نفسه ، ومن نفسه.
نعلم من ذلك أنه من قال لنا أن هذا الكتاب ، أو ذاك الكتاب هو من عند الله ، فعلينا أن نسأله في الحال سؤالين:
الأول : هل بدأ بــ { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } حتى نعلم أنه من عند الله
السؤال الثاني : أين نجد الشهادات البينات في هذا الكتاب الذي يدعون أنه التوراة أو الإنجيل ، التي تؤكد أنه وحي من الله ( أو إلهام أو تأييد أو أي شيء مما يدعونه ) ، على متى مثلا أو لوقا أو غيرهم من الكتاب.

وهنا سوف تخرس ألسنتهم ، وتنقطع حجتهم ، لأنه لا توجد أي شهادة على الإطلاق ، كما أنه معلوم بأي شيء تبدأ كتبهم.
يقول الله سبحانه وتعالى :
...... وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران/78} مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {آل عمران/79} وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {آل عمران/80}
ويقول الله سبحانه وتعالى :
قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {آل عمران/93} فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {آل عمران/94} قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {آل عمران/95}

وعليه فأن لم ولن يأتوا بالتوراة التي كان يقرأها عيسى عليه السلام ، فبالأحرى ، هم لم لن يأتوا بالإنجيل.
وبذلك يثبت بالبرهان القاطع أن الكتاب الذي يقرؤونه لا يمت بصلة إلى التوراة أو الإنجيل.
وهنا ينقطع الجدل ، ونبهتهم بالحجة.
والله سبحانه وتعالى أعلم