الرد :
أولا :
من البديهي أن نوح عليه السلام قد دعا قومه إلى الله تعالى
فليس من المنطقى أن يهلك الله تعالى الناس دون أن يرسل لهم رسولا يبين لهم و يوجههم و يدعوهم و يخوفهم من عقاب الله فالله عز و جل عادل لا يظلم الناس و رحيم بهم لا يهلكهم قبل أن يرسل إليهم ما يدعوهم
فوجود قصة دعوة نوح لقومه فى القرآن الكريم و عدم وجودها فى الكتاب المقدس دليل على نقص الأخير و هيمنة القرآن الكريم عليه و أن القرآن الكريم هو وحى الله بلا تبديل و لا تحريف
ثانيا :
الكتاب المقدس أشار إلى دعوة نوح عليه السلام إلى قومه
ففي رسالة بطرس الثانية إصحاح 2 جاء
(4 لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء 5 ولم يشفق على العالم القديم بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.)
و من الواضح أن كاتب الرسالة كان مطلعا على التراث اليهودى و عرف منه تلك المعلومة على الرغم من أنها لم ترد فى العهد القديم صراحة أو على الأقل بالنسبة للنصارى الوحى الإلهى لكاتب الرسالة كان موافقا فى الهاجادا مما يدل على أن الهاجادا ليست كلها خرافات و أساطير
و يحق لنا كمسلمين أن نقول أن ما فى القرآن الكريم و وافق الهاجادا هو الجزء الحقيقي فيها
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات