طب شوف دي يا معلم

جاء في الإصحاح السادس عشر وعد بنبيّ كلامه أحسن الكلام: (كلامه أحسن الكلام، إنه محمد العظيم)، ولكن مفسري الكتاب المقدس قالوا إن كلمة (محمد) جاءت هنا صفة بمعنى (محمود) وليست اسماً لنبيّ!


شوف دي كمان يا معلم
قال تعالى:

(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 156-159].

جاء في العهد القديم في سفر التثنية: (يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ. 17قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. 18أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ) [سفر التثنية، الإصحاح 18: 15-22].

تعالوا نعد صفات هذا النبي من الكتاب المقدس
- هذا النبي هو من إخوة إسحق أي من نسل إسماعيل عليه السلام: (مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ) والمخاطب هنا بني إسرائيل، وإخوتهم هم بنو إسماعيل عليه السلام. وهذا دليل على أن النبي ينبغي أن يكون من بني إسماعيل.
2- هذا النبي يجب أن يكون مثل موسى عليه السلام بدليل كلمة (مِثْلَكَ)، أي أنه نبي صاحب شريعة، وينزل الله عليه كتاباً.
3- هذا النبي سوف يتكلم بكلام الله: (وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ).
4- كل ما يتكلم به هذا النبي سيحدث، وإذا لم يحدث فهذا دليل على أن هذا النبي كاذب: (فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ)، أي أن الكلام الذي سيتحدث به هذا النبي إذا لم يحدث ويتحقق فهذا يدل على أنه ليس كلام الله تعالى.
5- هذا النبي سوف يبلغ قومه كل ما يوحى إليه من وصايا وأحكام وتشريعات وقصص، ولن يكتم أي شيء أوصاه الله به: (فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ).
6- لقد ورد التأكيد على هذا النبي مرتين:
- (يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي).
- (أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ).

والسؤال الآن: من هو النبي المشار إليه في هذا النص؟ هل هو المسيح عليه السلام كما يدعون، أم هو محمد صلى الله عليه وسلم؟1- إن المسيح لا يشبه موسى في كثير من النواحي، فهو لم يأت بشريعة جديدة، بل جاء بالإنجيل الذي هو متمم للتوراة، وقد أكد المسيح على أنه لم يأت لينقض الناموس بل ليتمم (كما في الكتاب المقدس).
2- المسيح ليس له أب بل نفخ الله من روحه في سيدتنا مريم عليها السلام، ولذلك فإن ولادة موسى وولادة المسيح مختلفتان تماماً.
3- المسيح تكلم في المهد وموسى لم يتكلم، والمسيح كان يحيي الموتى ويشفي الأعمى والأبكم والأصم، أما موسى فقد كانت معجزته العصا.
4- يدعي النصارى أن المسيح هو ابن الله، فكيف يكون شبيهاً من وجهة نظرهم بسيدنا موسى الذي يعتبرونه نبياً؟
5- ثم إن المسيح عليه السلام لم يكن من بني إسماعيل، بل أرسله الله لبني إسرائيل، أما محمد فهو من نسل إسماعيل وأرسله الله للعرب وللناس كافة.
6- محمد وموسى كلاهما تزوج وكلاهما رعى الغنم، وموسى أرسله الله لفرعون وقومه ومحمد أرسله الله لأبي لهب وقومه.
7- موسى جاء بالتوراة ومحمد جاء بالقرآن.
8- وأخيراً هناك فارق كبير جداً من وجهة نظر الكتاب المقدس، فالمسيح هو إله ولم يتزوج وليس له أب وقد صُلب وقام (كما يدعون)، أما موسى فهو ليس إلهاً وتزوج وله أب ولم يُصلب، إذن لو تعاملنا بهذا المنطق، أين وجه الشبه بين موسى والمسيح كما يدَّعون؟؟!
ولذلك فإن قولك إن النبي الذي أشار إليه النص التوراتي هو المسيح هذا القول لا يستند إلى أي دليل، بل هو مخالف للحقيقة. أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان مثل موسى عليه السلام، فهو صاحب شريعة، وهو بلَّغنا كلام الله تعالى، وجاء بمعجزات، وكل ما تحدث به تحقق.