اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مراد فايز مشاهدة المشاركة
اشكرك اخى الفاضل وارجو الانتقال للهدف الثالث وشكرا على مجهودك
بخصوص الهدف الثالث وهو: محمد (:salla-s:) يطلب المجد من خلال ادعائه النبوة .


تعالَ عزيزي الفاضل , لنتعرف على حاله قبل النبوة : هل كان ناقص مجد ؟ ألا يكفيه فخراً أنه كان يُدعى وينادى "بمحمد الصادق الأمين" قبل نبوته ؟ ألا يكفيه فخراً أنه كان موضع إجلال وتوقير واحترام وإعجاب قومه بدءاً من أدناهم ووصولاً حتى أشرافهم ؟ (ومع ذلك .. فليس هو من يفتخر) .

وسنرى بعض ما جرى معه في الجاهلية واحكم بنفسك يا عزيزي : رأت قريش في يوم إعادة بناء الكعبة على أساس قواعد إبراهيم عليه السلام. ثُمَّ إنَّ قريشاً قسمت البناء بينها حتى تتمكن من إتمامها، فأخذت كل جماعة منها تتولى بناء الجزء الذي خصص لها، وظل الجميع يعمل في جدٍ ونشاط حتى بلغ البناء موضع الحجر الأسود، وهنا اختلفت العشائر من قريش فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه، وأرادت كل قبيلة وضعه لتفوز بهذا الشرف وحدها، وكاد الخلاف أن يؤدى إلى نزاعٍ دموي، وأوشك القتال أن يشب بين العشائر لولا أن اقترح "أبو أمية بن المغيرة" (وكان وقتها أسن رجل في قريش) أن يجعلوا بينهم حكماً أول داخل عليهم. فوافق الجميع على هذا الرأي، وكان النبي أول داخل من باب بني شيبة، فلمَّا رأوه قالوا: "هذا الأمين، رضينا به حكماً". فلمَّا انتهى إليهم أخبروه الخـبر وعرضوا عليه موضوع النزاع، فبسط النبي ثوبه على الأرض، ثُمَّ وضع عليه الحجر الأسود، وطلب أن تأخذ كل عشيرة بناحية من الثوب ثُمَّ يرفعوه جميعاً ففعلوا، ولمَّا بلغوا موضعه تناول النبي الحجر الحجر بيديه ثُمَّ وضعه في مكانه. وبذلك حسـم الخلاف بين قريش وأرضاهم جميعا ً... و أثنى عقلاؤهم عليه .

وقد عُرف النبي في شبابه بين قومه بالصادق الأمين، وأشتهر بينهم بحسن المعاملة ، والوفاء بالوعد ، واستقامه السيرة ، وحسن السمعة ، مما رغب خديجة في أن تعرض عليه الأتجار بمالها في القافلة التي تذهب إلى مدينة بصر كل عام على أن تعطية ضعف ما تعطي رجلاً من قومها , فلما عاد إلى مكة وأخبرها غلامها ميسرة بما كان من أمانته وإخلاصه، ورأت الربح الكثير في تلك الرحلة ، أضعفت له من الأجر ضعف ما كانت أسمت له ، ثم حملها ذلك على أن ترغب في الزواج منه ، فقيل أن يتزوجها وهو أصغر منها بخمسة عشر عاماً ، وأفضل شهادة له بحسن خلقه قبل النبوة قول خديجة له بعد أن جاءه الوحي في غار حراء وعاد مرتعداً : {كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل (الضعيف) ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق} .


وهذا ما كان من أمره قبل النبوة ، وتأكدنا الآن من موضعه بين قومه ، إذن فلنذهب الآن إلى زمن ما بعد النبوة : هل أبدى محمد (:salla-s:) تصرفات وأفعال تبين أنه كان يبحث عن مجد أو جاه ؟

إن كونه صاحب المجد بين قومه ومن يتبعه من المسلمين يعني أنهم لا يقضون أمراً دون الرجوع إليه واستشارته إن كان يرضى أم لا ... فلنبحث في ذلك .

هل ذلك ما وقع فعلاً ؟ .. لا … ذلك غير صحيح ... بل الأمر أكثر من ذلك… الأمر معكوس تماماً ... كيف !

فنراه لا يقضي أمراً إلا بعد استشارة أصحابه كلهم ... و لن يُقضى هذا الأمر إلا بعد موافقتهم ورضاهم عنه ! , هذا إذا كان هذا الأمر نابع منه أصلا ! إذ أنه في بعض المناسبات نراه والصحابة مجتمعين على أمر فإذا هم أصحاب الأمر وهم من يوافق عليه وما على النبي محمد (:salla-s:) إلا أن يقبل برأي الجماعة ! ... بربك أين طلب المجد في هذا ؟


ونجد ايضاً عندما أشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة وهو مقترح لم تعهده العرب من قبل في حروبها ، لقد درس سلمان موقع المدينة وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها ، غير أن هناك فجوة واسعة ممتدة ومهيأة يستطيع جيش الأحزاب أن يقتحم منها ويستولي على المدينة .. أما الخندق فيكون حصنا منيعا للمسلمين لا يستطيع الأحزاب النفاذ منه. لقد كانت الموقعة في السنة الخامسة للهجرة عندما خرج بعض زعماء اليهود قاصدين مكة مؤلبين المشركين ومحزبين الأحزاب متعاهدين على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل دين الاسلام ووضعت خطة الحرب الغادرة التي تقضي بأن يهاجم جيش قريش وغطفان المدينة المنورة من خارجها بينما يهاجم اليهود من الداخل من وراء صفوف المسلمين، وعلم النبي والمسلمون بأمر هذا الجيش الكبير الذي يقترب من المدينة بأكثر من عشرين ألف مقاتل .. وأجمع المسلمون على القتال والدفاع ولكن كيف ؟ وهنا تقدم سلمان الفارسي فأشار بحفر خندق حول المدينة ولقى هذا الاقتراح الغريب كل الترحيب من طرف الصحابة ورحب به النبي أيضاً وبدأ الجميع في العمل يتقدمهم النبي .

و تخيل عزيزي المحترم أن محمداً (:salla-s:) الذي يريد المجد بنبوته : يشمر عن ساعده ليحفر الخندق مثله مثل أصحابه .. يحفر ويحفر حتى يعرق جبينه ويشتد به التعب والجوع ولا ينتهي عن العمل حتى يرى التعب قد نال من أصحابه ليستريحوا معاً و ليأكلوا معاً .


و تخيل أن محمداً (:salla-s:) الذي يطلب المجد بنبوته : أنه –في حادثة أخرى- و بينما هو وأصحابه في سفر، إذ جلسوا للإستراحة، فتشاور الأصحاب في إعداد شاة لطعامهم وتقاسموا العمل، وكل واحد منهم يقول: "وأنا علي فعل كذا.." فإذا بالنبي يقول: "وأنا علي جمع الحطب". فيرفض أصحابه ذلك ويدعونه إلى الاستراحة بينما هم يكفونه ذلك العمل .. فيرفض ذلك رفضاً قطعياً ويصر على العمل ولا يرضى إلا أن يكون مثل أصحابه .


و تخيل أن محمداً (:salla-s:) الذي يريد المجد بنبوته : أن –في حادثة أخرى- رجلاً جاءه من بعيد يرتعد (يحسب انه سيدخل على ملك من الملوك، فلم يكن يعلم عن سيرته شيئاً) , فقال له النبي : {هوِّن عليك فاني لست بملك انما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة} والقديد هو اللحم المجفف اي انها كانت تأكل اللحم الناشف .

وكان النبي في خدمة اهله يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويخدم نفسه , ومما يقوله الصحابة أن النبي اذا سلم لا ينزع يده حتى ينزعها الذي يسلم عليه واذا سلم سلم بكلّيته ولا يصرف وجهه عنك حتى تصرف انت وجهك وكان يجلس حيث انتهى به المجلس !

وتخيل .. وتخيل ...


وأخيراً نرجع إلى قول محمد (:salla-s:) نفسه : {لا تطروني (تمجدوني) كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله} .


أبعد هذا نقول أنه يمكن لمحمد (:salla-s:) أن يطلب المجد بادعائه النبوة ؟

عيب .. والله عيب علينا إذا قلنا ذلك وإنه لمِنَ المخجل حقاً أن نبقى بفرضيتنا متمسكين ... وإن هذه الوقائع لا تحملنا إلا على استبعاد هذه الفرضية بشكل مطلق .


وبعد ,,

فإذا كانت كل فرضياتنا المحتملة -بشأن أهداف محمد (:salla-s:) الدنيوية من خلال ادعائه النبوة- خاطئة ، إذن لا يوجد جواب لسؤال : لماذا يكذب محمد وما الذي يدعوه إلى الكذب ؟ لأنه في الحقيقة ... ’’محمد لا يكذب‘‘ .
.

السؤال الآن : هل كانت لمحمد (:salla-s:) سوابق مع الكذب ؟


يتبع