1- نلاحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين .. معجزات الرسل خرقت النواميس (القوانين).. وتحدت أثبتت أن الذي جاءت على يده رسولا صادقا من الله ، ولكنَّ معجزة النبي (
) عقلية باقية خالدة .. يستطيع كل واحد أن يقول : محمد رسول الله ... وهذه معجزته وهى القرآن..
2- شئ آخر .. إذا نظرنا إلي المعجزات السابقة .. وجدنا هذه المعجزات فعلاً من أفعال الله .. وفعل الله من الممكن أن ينتهي بعد أن يفعله الله ؛ البحر انشق لموسى عليه السلام ثم عاد إلى طبيعته .. النار لم تحرق إبراهيم ولكنها عادت إلي خاصيتها بعد ذلك .. ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله .. وهى كلامه .. والصفة باقية ببقاء الموصوف..
اختلاف معجزة القرآن عن معجزات الرسل :
3- ويلاحظ أيضاً في معجزة القرآن .. أنها اختلفت عن معجزات الرسل اختلافاً آخر .. كل رسول كانت له معجزة .. وله كتاب منهج .. معجزة موسى العصا .. ومنهجه التوراة .. ومعجزة عيسى الطب .. ومنهجه الإنجيل .. ولكن رسول الله ( :salla-icon:) معجزته هي عين منهجه .. ليظل المنهج محروساً بالمعجزة .. وتظل المعجزة في المنهج .. ومن هنا فقد كانت الكتب السابقة للقرآن داخلة في نطاق التكليف .. بمعنى أن الله - سبحانه وتعالى .. كان يُكلف عباده بالمحافظة على الكتاب .. أما القرآن .. فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه : الحجر 9
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
أولاً : لأن القرآن معجزة .. وكونه معجزة لابد أن يبقى بهذا النص وإلا ضاع الإعجاز ..
ثانياً : لأن الله اختبر عباده في الحفاظ على الكتب السابقة .. فنسوا حظا مما ذكروا به .. والذين لم ينسوه كتموا بعضه .. والذين لم يكتموه يلوون ألسنتهم به ويحرِّفونه عن موضعه .
وهكذا نرى أنَّه كان هناك أكثر من نوع : المسخ والنسيان والتحريف { المسخ هو تغيير الشيء إلي ما هو أقبح } .. ثم جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا إنها من عند الله ليشتروا بها ثمنا قليلاً..
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ ...
[المائدة13]
.
يتبع :-
المفضلات