البيان والتبيين في الرد على أسدالدين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين
:basmala:
يتحدث الضيف عن المعاجم ، و اللغة ، و الإعراب .... إلخ ..
فمن أين يا تُرى تلقى هو دروس النحو و الإعراب ؟
هل تعتقد عزيزي أسد الدين أن هذا السؤال يحل المشكلة؟ فالمشكلة تظل قائمة سواءٌ تساءل عنها عالم لغة أو عالم رياضيات.
وهل تعتقد أن جميع المسيحيين العرب هم من العجم؟ إن الكثير منهم عربٌ أقحاح، ومنهم من فاق أترابهم من المسلمين العرب في إتقان اللغة العربية، ولك في من أخرجهم لبنان في القرون الماضية مثالاً صارخاً على صدق ما نقول.
ولكن لكي لا أتهم باقتباس الشبهة دون معرفة النحو والإعراب، أريد أن أنوه هنا إلى أني قد تلقيت علوم اللغة العربية في إحدى دول الخليج العربي منذ نعومة أظفاري بشكل جيد يسمح لي أن أميز بين الغث والسمين في كلام السابقين واللاحقين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين
:basmala:
طيب، من نصدق يا تُرى ؟ هل سنصدق سيبويه واضع قواعد اللغة العربية و النحو ؟
أم سنصدق النصراني ؟؟!!
هل الضيف أعلم باللغة و قواعدها من عرب الجاهلية الذين كانوا يبحثون عن أي منفذ كيفما كان ليهدموا الإسلام ؟!!
إن صح القول أن بالقرآن أخطاءاً لغوية ، لكان العرب في الجاهلية أول مكتشفيها ، و لما تركوا للعجم براءة الإكتشاف بعد 1400 سنة !
و هذا سؤال موجه للضيف و ننتظر الرد عليه !!
فهو يدعي أنه أعلم باللغة العربية من أهل اللغة و الفصاحة ، بل و أعلم من سيبويه نفسه .. و يحاول جاهداً أن يحوّل الصواب إلى خطأ ..
فإن كان لا يعلم ، فالأولى أن يسأل أهل العلم !!
عزيزي صدق الحق وحده، فسيبويه ليس نبياً أو رسولاً أو شخصاً موحى إليه حتى نأخذ كلامه كأنه منزلٌ من السماء.
والغريب أنك تستنكر على نصراني عربي إعرابه للقرآن فيما سيبويه هو أصلاً من العجم، والذي تعتقد أنت أنه مؤسس علم النحو العربي، فأين العرب إذن؟ وهل كانوا بانتظار أعجمي لكي يوضح لهم لغتهم ويضع قواعدها؟
والحق أيضاً لتوضيح خطأ قد ورد في كلامك، وذلك عندما قلت: "هل سنصدق سيبويه واضع قواعد اللغة العربية و النحو؟" حيث أن ما أوردته لنا من مقدمة ابن خلدون يبث لنا خطأ ادعائك بأن سيبويه هو واضع قواعد اللغة العربية والنحو، حيث أن ابن خلدون قد صرَّح قائلاً في مقدمته ما يلي: " .. واصطلحوا على تسميتها بعلم النحو. وأول من كتب فيها أبو الأسود الدؤلي من بني كنانة" أما سيبويه فقال أشار إليه بقوله: "وأخذها عنه سيبويه فكمل تفاريعها واستكثر من أدلتها وشواهدها ووضع فيها كتابه المشهور الذي صار إماماً لكل ما كتب فيها من بعده." أي أن واضع علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي أما سيبويه فقد أكمل المشوار من بعده.
وقد تعترض علينا بقولك إن سيبويه صار إماماً لكل ما كتب في النحو من بعده، باعتبار أن كتابه هو الأهم لمن جاء بعده، فأرد قائلاً بأن (صحيح البخاري) هو إمام الكتب في الحديث، ومع ذلك ليس لنا أن نقول بأن البخاري هوواضع علم الحديث لأن مالك بن أنس ببساطة قد سبقه إلى ذلك في موطئه المشهور.
أما عن قولك : "إن صح القول أن بالقرآن أخطاءاً لغوية ، لكان العرب في الجاهلية أول مكتشفيها ، و لما تركوا للعجم براءة الإكتشاف بعد 1400 سنة !"
فنرد عليك قائلين بأن الكثير من أقوال الجاهليين لم تصل إلينا بفعل عمليات الطمس المتعمد من قبل المسلمين، فنحن نعلم أن كثيراً من الشعراء في الجاهلية قد قاموا بهجاء الرسول، ولكن أين أشعارهم الآن؟ هل تستطيع أن تخبرني؟ وأين كتابات مسيلمة؟ وأين المصاحف الأخرى التي أحرقها عثمان بن عفان؟ بل أين النسخة الأصلية من القرآن؟
هذا فضلاً عن أنك يمكن أن تتصور مصير من ينتقد القرآن آنذاك؟
أما عن سؤال (أهل العلم)، فالحق أقول لك أني ما كنت أجرأ على طرح هذا الموضوع لولا أن (أهل العلم) الذين يعتد بهم لديك قد احتاروا في إعراب القرآن، وكتبوا العديد من الكتب في مشكل إعراب القرآن، حتى أنهم قد اختلفوا في إعراب الكثير من الآيات والكلمات، بل وقد وصلت بهم المواصيل إلى الخروج على القواعد المتعارف عليها حتى يبرروا إعراب بعض الآيات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين
:basmala:
ننتظر الضيف أن يرد لنا على هذا الكلام :
:kaal:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ
http://www.mosshaf.com/web/images/fat7_kadeer.gif
66- "وإن لكم في الأنعام لعبرة" الأنعام هي الإبل والبقر والغنم ويدخل في الغنم المعز، والعبرة أصلها تمثيل الشيء بالشيء ليعرف حقيقته بطريق المشاكلة، ومنه "فاعتبروا يا أولي الأبصار" وقال أبو بكر الوراق: العبرة في الأنعام تسخيرها لأربابها وطاعتها لهم، والظاهر أن العبرة هي قوله: "نسقيكم مما في بطونه" فتكون الجملة مستأنفة لبيان العبرة. قرأ أهل المدينة وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر "نسقيكم" بفتح النون من سقى يسقي. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضم النون من أسقى يسقي، قيل هما لغتان. قال لبيد: سقى قومي بني مجد وأسقى نميرا والقبائل من هلال وقرئ بالتاء الفوقية على أن الضمير راجع إلى الأنعام، وقرئ بالتحتية على إرجاع الضمير إلى الله سبحانه، وهما ضعيفتان، وجميع القراء على القراءتين الأوليين، والفتح لغة قريش، والضم لغة حمير، وقيل إن بين سقى وأسقى فرقاً، فإذا كان الشراب من يد الساقي إلى فم المسقي فيقال سقيته، وإن كان بمجرد عرضه عليه وتهيئته له قيل أسقاه.
والضمير في قوله "مما في بطونه" راجع إلى الأنعام. قال سيبويه: العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد. وقال الزجاج لماكان لفظ الجمع يذكر ويؤنث، فيقال هو الأنعام، وهي الأنعام جاز عود الضمير بالتذكير. وقال الكسائي معناه مما في بطون ما ذكرنا فهو على هذا عائد إلى المذكور. قال الفراء: وهو صواب. وقال المبرد: هذا فاش في القرآن كثير مثل قوله للشمس "هذا ربي" يعني هذا الشيء الطالع، وكذلك " وإني مرسلة إليهم بهدية " ثم قال: "فلما جاء سليمان" ولم يقل جاءت لأن المعنى جاء الشيء الذي ذكرنا انتهى، ومن ذلك قوله: "إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً" ومثله قول الشاعر: مثل الفراخ نيفت حواصله ولم يقل حواصلها، وقول الآخر: وطاب إلقاح اللبان وبرد ولم يقل وبردت. وحكي عن الكسائي أن المعنى مما في بطون بعضه وهي الإناث، لأن الذكور لا ألبان لها، وبه قال أبو عبيدة وحكي عن الفراء أنه قال: النعم والأنعام واحد يذكر ويؤنث، ولهذا تقول العرب: هذه نعم وارد فرجع الضمير إلى لفظ النعم الذي هو بمعنى الأنعام، وهو كقول الزجاج ورجحه ابن العربي فقال: إنما يرجع التذكير إلى معنى الجمع، والتأنيث إلى معنى الجماعة، فذكره هنا باعتبار لفظ الجمع وأنثه في سورة المؤمنين باعتبار لفظ الجماعة "من بين فرث ودم" الفرث: الزبل الذي ينزل إلى الكرش، فإذا خرج منه لم يسم فرثاً: يقال أفرثت الكرش إذا أخرجت ما فيها. والمعنى: أن الشيء الذي تأكله يكون منه ما في الكرش، وهو الفرث ويكون منه الدم، فيكون أسفله فرثاً وأعلاه دماً وأوسطه "لبناً" فيجري الدم في العروق واللبن في الضروع، ويبقى الفرث كما هو. "خالصاً" يعني من حمرة الدم وقذارة الفرث بعد أن جمعهما وعاء واحد "سائغاً للشاربين" أي لذيذاً هنيئاً لا يغص به من شربه: يقال ساغ الشراب يسوغ سوغاً أي سهل مدخله في الحلق.
http://www.mosshaf.com/web/images/bnew.gif
يقول تعالى: {وإن لكم} أيها الناس {في الأنعام} وهي الإبل والبقر والغنم {لعبرة} أي لآية ودلالة على حكمه خالقها وقدرته ورحمته ولطفه، {نسقيكم مما في بطونه}
الضمير عائد على الحيوان، فإن الأنعام حيوانات، أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان، وفي الآية الأخرى {مما في بطونها} ويجوز هذا وهذا، كما في قوله: {كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره}، وقوله: {من بين فرث ودم لبنا خالصا} أي يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته، من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كل إلى موطنه إذا نضج الغذاء في معدته، فينصرف منه دم إلى العروق، ولبن إلى الضرع، وبول إلى المثانة، وروث إلى المخرج، وكل منها لا يشوب الآخر، ولا يمازجه بعد انفصاله عنه ولا يتغير به. وقوله: {لبنا خالصا سائغا للشاربين} أي لا يغص به أحد، ولما ذكر اللبن وأنه تعالى جعله شراباً للناس سائغاً ثنى بذكر ما يتخذه الناس من الأشربة من ثمرات النخيل والأعناب، وما كانوا يصنعون من النبيذ المسكر قبل تحريمه.
إن اقتباسك السابق يبين لنا حيرة العلماء في إعراب ذلك الضمير المتصل بكلمة (بطون) في كلا الحالتين، فنرى مثلاً ما يلي:
أولاً: قال سيبويه: "العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد"، وبين الزجاج ذلك بقوله: "وقال الزجاج لماكان لفظ الجمع يذكر ويؤنث، فيقال هو الأنعام، وهي الأنعام" بغير دليل من كلام العرب.
ثانياً : وقال الكسائي معناه مما في بطون ما ذكرنا فهو على هذا عائد إلى المذكور، وقال المبرد: هذا فاش في القرآن كثير مثل قوله للشمس "هذا ربي" يعني هذا الشيء الطالع. وهذا إعرابٌ آخر للضمير المتصل يتخلله قياسٌ باطل على آية أخرى تختلف في إعرابها عن الآية التي نحن بصددها، إذ أنه لا شبه بين (بطونه)و(هذا ربي) .. وإن شئت أعرب بنفسك!
ثالثاً: وحكي عن الكسائي أن المعنى مما في بطون بعضه وهي الإناث، لأن الذكور لا ألبان لها، أي أن الضمير عائد على بعض الأنعام، وهنا لي أن أتساءل أين ورد هذا (البعض)!
رابعاً: إن القياس على آياتٍ أخرى ربما يقودنا إلى نفس المشكلة أومشكلة أخرى كالاستشهاد بقوله تعالى: {كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره}، وكذلك القياس على الشعر ربما لن يكون في مصلحة أحد نظراً للضرورات الشعرية العديدة في الشعر العربي، والتي منها جواز قلب المذكر مؤنثاً والعكس كضرورة حتمية.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين
:basmala:
فهل تملك مرجعاً وحيداً يتيماً يرد على كل هؤلاء العلماء ؟؟
أم أنك أعلم منهم باللغة ؟؟
بانتظار ردك أنت أيضاً إن وُجد !
و الآن ... نتحدى كل من يدعي أن بالقرآن أخطاءاً لغوية أن يأتينا بقول عالم لغة واحد يؤكد كلامه ..
المشكلة عزيزي لا تكمن في عدد المراجع .. وإنما تكمن بأن كل من ذكرتهم من علماء قد استندوا إلى الآية لتبرير تفسيرهم، مع أنه لم يثبت أن الأنعام تؤنث وتذكر في كلام العرب.
أما عن تحديك فأنا أسوق لك اسم (الأرهري ابن الخطيب)،ولك أن تبحث بنفسك عن كتابه الذي ألفه في مجال ما ورد في القران من لحن وتبديل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين
:basmala:
فقولك أن المعاجم غير منزهة عن الأهواء هو كلام متناقض ، لأن واضعي هذه الأسس و القواعد ، هم أعلم الناس باللغة ، و من مراجعهم وثراتهم تعلمتَ أنت اللغة العربية التي تتحدث بها الآن ، و تأتي لتقول لنا بها أن هناك خطأ في القرآن ... ..
هذا القول مردود عليه بأن هؤلاء العلماء غير منزهين عن الأهواء والأخطاء، حتى وإن كانوا على إلمامٍ باللغة، وذلك لسبب بسيط هو أنهم غير معصمومين، أم أنك يا ترى ممن يقول بعصمتهم!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين
:basmala:
وهنا بدأ المسلمون يفكرون في مقاومة هذا اللحن والقضاء عليه، فتمكنوا من تأسيس قواعد اللغة العربية الفصحى استنباطاً من القرآن الكريم ، و هو ما يسمى بالإستقراء ..
هذا قولٌ يرد عليه ابن خلدون لا أنا حيث قال إنهم - أي أهل العلوم - استنبطوا من مجاري كلامهم قوانين لتلك الملكة مطردة شبه الكليات والقواعد يقيسون عليها سائر أنواع الكلام ويلحقون الأشباه بالأشباه.
فأهل العلوم لم يستنطوا القواعد من القران أو الحديث وإنما من مجاري كلامهم، إلا أنهم عندما واجهوا مشاكل في إعراب القرآن لجأوا إلى الخروج على القواعد الأساسية للكلمات، والمعروفة بالضرورة حتى لا يقولوا أن في القرآن لحناً، وبذا كانوا غير منزهين عن الأهواء في أعمالهم.