السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أبدأ فى الرد على هذه الشبهة الكاذبة
أرجو من كل مسيحى فضلا لا أمرا أن يقرأ الرد على هذه الشبهة بعقله وضميره لا بعاطفته
من أكثر الشبهات التى يثيرها المسيحيين هى قيام الخليفة عثمان بإحراق المصاحف لكى يفرض على المسلمين قرآنا جديدا غير القرآن الذى يؤمن المسلمون بأنه نزل على رسولهم
هذه الشبهة بالتأكيد هى شبهة باطلة بُنيت على العاطفة لا على العقل والمنطق كما سنرى
الآن سأعرض الأدلة والقرائن التى تنسف هذه الشبهة والتى تتلخص فيما يلى :
الدليل الأول : لا يوجد لدى أى مسيحى على وجه الكرة الأرضية دليلا واحدا على أن الخليفة الراشد عثمان قد زاد حرفا واحدا أو إنتقص حرفا واحدا من القرآن الذى يؤمن المسلمون بأنه نزل على رسولهم الكريم
ومن لديه هذا الدليل فليأتنا به
المسيحيون بنوا شبهتهم الكاذبة على حرق الخليفة عثمان للمصاحف
بمعنى أنهم يرون بأنه طالما أن الخليفة عثمان قد قام بحرق المصاحف فهو بالتأكيد قد فعل ذلك بهدف تحريف القرآن الذى يؤمن المسلمون بأنه نزل على رسولهم !!!!!
الدليل الثانى : كما هو معلوم فإن الرسول الكريم هاشمى من قريش ( نسبة إلى هاشم بن عبد مناف ) وكذلك الخليفة عثمان أموى من قريش ( نسبة إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف )
فالرسول الكريم والخليفة عثمان يجتمعان فى النسب عند " عبد مناف "
فعبد مناف هذا هو الجد الثالث للرسول الكريم وعبد مناف أيضا هو الجد الأول لأمية الذى ينتسب إليه الخليفة عثمان
نستنتج مما سبق أن الخليفة عثمان كان شديد القرابة من الرسول الكريم ولم يكن بينه وبين الرسول الكريم أية عداوة أو بغضاء حتى يقوم بحرق القرآن ( الذى يؤمن المسلمون بأنه نزل على رسولهم ) لكى يفرض على المسلمين قرآنا جديدا بحسب زعم من إفتروا هذه الشبهة الباطلة
بل العكس تماما هو الصحيح فالخليفة عثمان كان يحب الرسول حبا جما وكذلك الرسول الكريم كان يحبه حبا شديدا ويقدره
ليس هذا فقط بل إن الخليفة عثمان سُمى بذى النورين لأنه تزوج إبنتى الرسول الكريم رقية وأم كلثوم
الدليل الثالث : لم يثبت عن الخليفة عثمان أنه كان منافقا أو مخادعا أو كاذبا ... حتى يتم إتهامه بحرق المصاحف بهدف تحريف القرآن
ومن يستطيع أن يثبت عكس كلامى هذا فليأتنى بالدليل
فالعكس تماما هو الصحيح لأن الخليفة عثمان كان مشهودا له بالإيمان والجود وشدة الحياء وهذه هى صفات المؤمنون حقا وليس المخادعين لذا فإن رجل بمثل هذه الأوصاف من المستحيل أن يقوم بأعظم جريمة يمكن أن يرتكبها شخص فى حياته ألا وهى تحريف القرآن
الدليل الرابع : عندما قام الخليفة عثمان بإحراق المصاحف كان الإمام على بن أبى طالب على قيد الحياة ويذكر بأنه أى الإمام على قد عاين وشاهد بنفسه هذه الواقعة وأقر الخليفة عثمان على ما فعله
والإمام على لمن لا يعرفه هو والرسول الكريم أبناء عمومة لأن عبد الله ( والد الرسول الكريم ) وأبو طالب ( والد الإمام على ) أخوين أبيهم هو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
ليس هذا فقط بل إن الإمام على هو زوج إبنة الرسول الكريم السيدة فاطمة الزهراء
بجانب أن الإمام على كان مشهودا له بالإيمان والعلم والجود والشجاعة وكان لا يخاف فى الحق لومة لائم
فإذا إفترضنا جدلا أن الخليفة عثمان أراد أن يقوم بإحراق المصاحف من أجل أن يفرض قرآنا جديدا على المسلمين
فإن وجود شخص بإيمان وقيمة ومكانة الإمام على وقرابته الشديدة من الرسول الكريم كان بالتأكيد سيمنعه من فعل ذلك سواء شهد الإمام على هذه الواقعة بنفسه أو سمع عنها
فوجود الإمام على كان سيكشف لا محالة سعيه إلى إحراق المصاحف من أجل تحريف القرآن
الدليل الخامس : كما هو معلوم فإن القرآن محفوظ فى الصدور وبعض الصحابة كانوا يحفظون القرآن كاملا
فلو إفترضنا جدلا أن الخليفة عثمان قد قام بإحراق المصاحف بهدف تحريف القرآن فإن فعله هذا مهما طال الزمان أو قصر كان سيتم فضحه لا محالة من قبل الصحابة الذين يحفظون القرآن كاملا
الدليل الأخير : هذا الدليل أراه من أقوى الأدلة التى تنسف نسفا تاما الإدعاء بأن الخليفة عثمان قد قام بإحراق المصاحف بهدف تحريف القرآن
لو إفترضنا جدلا أن الخليفة عثمان قد قام بإحراق المصاحف بهدف تحريف القرآن فإنه فى هذه الحالة بالتأكيد كان يسعى من وراء ذلك إلى تحقيقة مكاسب مادية ومعنوية
سأبين الآن بالأدلة القاطعة بأن الخليفة عثمان لم يكن على الإطلاق بحاجة إلى أية مكاسب مادية أو معنوية من وراء إحراق المصاحف
فيما يخص المكاسب المادية فكما هو معلوم فإن الخليفة عثمان كان ثريا جدا وقد أنفق الكثير من أمواله فى خدمة الإسلام والمسلمين كتجهيزه لجيش العسرة وشرائه لبئر رومة لكى يشرب منها المسلمون وتصبح ملك خاص بهم دون غيرهم
لمَّا حُصِرَ عثمانُ ، أشرفَ عليهم فوقَ دارِهِ ، ثمَّ قالَ : أذَكِّرُكُم باللَّهِ هل تعلَمونَ أنَّ حراءَ حينَ انتفضَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : اثبُت حراءُ فليسَ عليكَ إلَّا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شَهيدٌ قالوا : نعَم . قالَ : أذَكِّرُكُم باللَّهِ هل تعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ في جيشِ العسرةِ : من ينفقُ نفقةً متقبَّلةً ، والنَّاسُ مُجهَدونَ مُعسِرونَ فجَهَّزتُ ذلِكَ الجيشَ ؟ قالوا : نعَم . ثمَّ قالَ أذَكِّرُكُم باللَّهِ هل تَعلمونَ أنَّ رومةَ لم يَكُن يشربُ منها أحدٌ إلَّا بثَمنٍ فابتعتُها فجعلتُها للغَنيِّ والفقيرِ وابنِ السَّبيلِ ؟ قالوا : اللَّهمَّ ، نعَم ، وأشياءَ عدَّها
الراوي : أبو عبدالرحمن السلمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3699 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
إذا هو ليس فى حاجة إلى المال لكى يقوم بإحراق المصاحف
أما فيما يتعلق بالمكاسب المعنوية فهو كان خليفة المسلمين والمسلمين فى ذلك الوقت كانوا يعدون بمثابة إمبراطوية عظيمة وكون أن المسلمين كانوا فى ذلك الوقت إمبراطورية عظيمة وهو أى الخليفة عثمان كان حاكما لهذه الإمبراطورية
إذا فهو ليس فى حاجة إلى أية مكاسب معنوية لكى يقوم بإحراق المصاحف بل العكس تماما هو الصحيح فسعيه لإحراق المصاحف بهدف تحريف القرآن كان سيكشفه لا محالة ووقتها كان سيفقد منصبه بصفته خليفة للمسلمين وحاكما لهم بعد أن كان وجوده كخليفة للمسلمين هو أهم المكاسب المعنوية التى يمكن أن يحققها
عموما لو رأى أى مسيحى يقرأ هذا الكلام أية مكاسب مادية أو معنوية غير التى ذكرتها كان يهدف الخليفة عثمان إلى تحقيقها من وراء إحراق المصاحف فليخبرنا بها
أخيرا : ما قام به الخليفة عثمان بمعونة وتوفيق من الله بإحراقه للمصاحف وجمعه للأمة على مصحف واحد هو عمل عظيم جدا نسأل الله أن يجزه عن هذا العمل خير الجزاء
المفضلات