هل حقا أن من آمن بالمسيح لن يموت إلى الأبد ؟

كثيرا ما يستخدم الأصدقاء المسيحيين من أجل التبشير عبارة :
(
أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ . مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا )
وقد قام أحد الأساتذة المحترمين في الفيس بمحاولة تبشيرنا بنفس النص مع إضافة صورة جميلة ليسوع الألماني ،
فرددت عليه بما يلي مع عدم ذكر اسمه هنا :
الأستاذ المحترم أنا شخصيا أشك في هذه العبارة التي جاءت في ( يوحنا 11 : 25 - 26 )
فإن كان يسوع قد قال تلك العبارة فمن المؤسف إن الواقع يكذبها
فيسوع نفسه -
كما تعتقدون - قد مات مقتولا على الصليب بالرغم من إيمانه بأنه هو القيامة والحياة وأن من امن به ولو مات فسيحيا وأن من كان حيا وآمن به فلن يموت إلى الأبد .
أي أن الأصل في من يؤمن بأن يسوع هو القيامة والحياة فأنه لن يموت إلى الأبد . أما إن مات فإنه سوف يحيا ثانية .
وهذا هو النص بتمامه :
25. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا
26. وَكُلُّ مَنْ كَانَ
حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟ )

لذلك أقول :
كيف يموت يسوع إن كان هو من قال تلك العبارة ؟
أم أن يسوع لم يكن مؤمنا بأنه هو القيامة والحياة ؟
وكذلك لابد أن تكون تلك المرأة قد آمنت بأن يسوع هو القيامة والحياة ،
ولابد أن يكون تلاميذ المسيح أيضا قد آمنوا بأن المسيح هو القيامة والحياة وأن من آمن به فلن يموت إلى الأبد ،
ولكنهم ماتوا جميعا ولم يبقى منهم أحد ، بل ولم يحيا منهم أحد بعدما مات .
فالأمر جاء على عكس ما قال يسوع يا أستاذ -
إن كان يسوع قد قال لكم ذلك -
أي أنه لم يبق أحد على قيد الحياة ممن آمن بيسوع من السابقين واللاحقين ، وكذلك لم يحيا أحدا منهم بعد موته .
فموت يسوع وموت تلاميذه وموت المؤمنين من بعدهم
إما أن يكون دليلا على عدم إيمان يسوع وعدم إيمان التلاميذ وغيرهم بأن يسوع هو القيامة والحياة ، وإما أن يكون دليلا على أن يسوع لا علم له بتلك العبارة وأنه لم يتلفظ بتلك الكلمات التي منها يتشكل ذلك النص ، وأن ذلك النص قد أضيف للإنجيل من أجل دعم فكر لاهوتي ،
فلابد أنك تعلم
أيها الأستاذ الكريم أن هناك بعض النصوص والعبارات قد أضيفت للإنجيل من أجل دعم فكر لاهوتي ولا أصل لتلك النصوص في المخطوطات القديمة ، لذلك لربما تمت إضافة ذلك النص لنفس الغرض ، ولكن ربما كانت إضافة ذلك النص أقدم من بعض النصوص التي تم كشفها ومن ثم تم حذفها والتخلص منها.

وعلى سبيل المثال من المؤكد أنك تعلم أن هذه العبارة أو هذا النص :
(
7. فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. )
بأنه قد ثبت لعلماء الكتاب المقدس
أنه لا علم ليسوع بهذا النص وأن يسوع لم يتفوه به ،
وأنه لا أصل لهذا النص في المخطوطات القديمة للكتاب المقدس ،
وقد ثبت أيضا لعلماء الكتاب المقدس أن هذا النص قد أضيف للإنجيل بعد القرن الرابع عشر ،
ولذلك فقد تم
حذفه من النسخة المنقحة ومن معظم ترجمات الكتاب المقدس ،
ولذلك جاء النص
الذي يحمل نفس العدد بعد الحذف والتعديل في الترجمات المنقحة هكذا :

(
: 7. والذين يشهدون هم ثلاثة. ) حسب ترجمة الأخبار السارة

(
7. : والذين يشهدون ثلاثة: ) حسب الترجمة اليسوعية

GNB (
7. There are three witnesses

ESV (
7. For there are three that testify)

نعم
بعدما ثبت لعلماء الكتاب المقدس
أن نص الثالوث قد أضيف للإنجيل بعد القرن الرابع عشر تم حذفه من معظم ترجمات الكتاب المقدس ،
مع العلم أن الأيمان المسيحي والعقيدة المسيحية
أحوج لهذا النص – الذين يشهدون - من النص المذكور سابقا ,
ورغم ذلك فقد تم حذفه لأنه نص مكذوب على لسان المسيح عليه السلام ،
وأنه قد تمت إضافته من أجل دعم فكرة الثالوث التي لم يكن المسيح يعرفها ولم يكن له علم بها ,
والتلاميذ أيضا لم يكونوا يعرفون فكرة الثالوث ، وحتى شاؤل –
بولس – لم يكن يعرفها أيضا ،
وأبسط الأدلة على ذلك ما جاء على لسان بولس في رسالته لأهل كورنثوس الأولى حيث قال :

(
6. لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.) كو1 ، 8 /6
مع ملاحظة أن كلمة ( و
رب واحد ) تعني ( ومعلم واحد )

أما عن إضافة بعض النصوص من أجل تدعيم فكر لاهوتي ففي الصورة السفلى ما يغني .

الاســـم:	تدعيم فكر لاهوت&#1.png
المشاهدات: 442
الحجـــم:	194.2 كيلوبايت


تقبل تحياتي