بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين
فى إعتقادى الشخصى لا يوجد كتاب على وجه الأرض يعرى ويفضح ويكشف زيف وبطلان إيمان وعقيدة متبعيه أكثر من الكتاب الذى يؤمن به المسيحيين وينسبون له صفة القداسة

هذا الكلام سيتضح أكثر عندما أتحدث اليوم إن شاء الله عن نص ورد فى إنجيل يوحنا هذا النص من وجهة نظرى يعد لا محالة بمثابة شهادة وفاة للمسيحية


ورد فى إنجيل يوحنا الإصحاح ( 5 ) العدد ( 24 )



« اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ


يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ




هذا النص ينسف الإيمان بألوهية المسيح وينسف الإيمان بالمسيح المصلوب نسف تاما




فيما يتعلق بمسألة الألوهية :



1 - هذا النص أو العدد يفصل فصلا تاما بين الله ( رب المسيح ) وبين المسيح
( عبد الله ورسوله ) وذلك حتى لا نجد من يأتى محاولا خداع نفسه قبل أن يخدعنا عن طريق إيهامنا أن الله هو نفسه المسيح فى هذا النص أو العدد !!




2 - هذا النص يوحنا ( 5 : 24 ) جعل الإيمان محصورا فقط فى الإيمان بالذى أرسل المسيح وهو الله هنا وأرجو أن ينتبه القارئ المسيحى جيدا إلى هذه الجزئية




3 - يترتب على كون الإيمان محصورا فقط فى الإيمان بالله الذى أرسل المسيح أن أى إيمان خلاف هذا ( ألوهية المسيح ) هو بالتأكيد إيمان باطل




4 - لو كان المسيح حقا هو الله كما يدعى المسيحيون كذبا وإفتراءً لوجدنا كلام المسيح فى هذا النص يأخذ شكل صيغة من هذه الصيغ



* إن من يسمع كلامى ويؤمن بأننى أنا الله الإبن فله حياة أبدية ...



* إن من يسمع كلامى ويؤمن بأننى الأقنوم الثانى فى مثلث الأقانيم فله حياة أبدية ...



* إن من يسمع كلامى ويؤمن بأننى أنا الله الظاهر فى الجسد فله حياة أبدية ...



* إن من يسمع كلامى ويؤمن بالآب والإبن والروح القدس إله واحد فله حياة أبدية ...




السؤال الذى يفرض نفسه بمنتهى القوة وأتمنى أن أجد له إجابة من أى مسيحى



أين ألوهية المسيح المفتراه فى هذا النص أو العدد ؟!!



 
فيما يتعلق بمسألة الصلب والفداء :



المسيح ذكر فى هذا النص أو العدد كما أسلفت أن الإيمان الحقيقى لا المزيف محصورا فقط فى الإيمان بالله الذى أرسل المسيح فإذا كان الصلب والفداء حقيقة لا إفتراء وكان الإيمان بالمسيح المصلوب مُخَلص البشرية هو الإيمان الحق الذى دعا إليه المسيح والذى عن طريقه ينال الإنسان الخلاص ويصل إلى بر النجاة وحاولنا تطبيق مسألة الصلب على هذا النص فإن النص فى هذه الحالة سيكون بهذا الشكل



* إن من يسمع كلامى ويؤمن بصلبى وموتى على الصليب وقيامتى فى اليوم الثالث

فله حياة أبدية ...



السؤال الآن



أين الإيمان بالمسيح المصلوب فى هذا النص أو العدد ؟!!



إذا ما ورد فى يوحنا ( 5 : 24 ) ليس كلام القرآن الكريم كتاب رب العالمين ولا هو أقوال الرسول الكريم ولا هو كلام المسلمين بل هو كلام المسيح رب وإله المسيحيين


 


--------------------- الخلاصة -----------------------


الإيمان الذى دعا إليه المسيح فى يوحنا ( 5 : 24 ) يتناقض تمام التناقض ويختلف تمام الإختلاف عن الإيمان بألوهية المسيح والإيمان بصلبه والبعد بين ما دعا إليه المسيح فى يوحنا ( 5 : 24 ) وألوهية المسيح وصلبه كالبعد بين المشرق والمغرب وأتحدى أى مسيحى أن يثبت عدم وجود تصادم وتضارب وتعارض بين ما ورد فى يوحنا ( 5 : 24 ) وبين الإيمان بالألوهية والصلب ليس هذا فقط بل أننى أتحدى أعلم علماء المسيحية أن يستطيع التوفيق بين الإيمان الذى ورد فى هذا النص وبين الإيمان بالمسيح الإله المصلوب

والإيمان الذى يدعو إليه المسيح فى يوحنا ( 5 : 24 ) هو التوحيد الخالص لله وعدم إشراك أحد معه فى العبادة وهو بالتأكيد نفس الإيمان الذى يعتنقه المسلمون إذا المسيح يدعو كل مسيحى إلى إعتناق عقيدة التوحيد ونبذ عقيدة الشرك والوثنية
والضلال كما أننى كمسلم إذا إتبعت ما ورد فى يوحنا ( 5 : 24 ) فإننى سأنال الحياة الأبدية ولن يحتاج الأمر إطلاقا إلى أن أؤمن بألوهية المسيح وصلبه وموته على الصليب من أجل فداء البشرية


 
إذا أى مسيحى يقرأ هذا الموضوع إن صح التعبير أمامه أن يختار خيار من خيارين لا ثالث لهما :



الأول : أن يسمع كلام المسيح ويدع ما هو عليه من إيمان مزيف وباطل ويؤمن بالله


الذى أرسل المسيح وفى هذه الحالة يصبح مسلما على ملة الإيمان والتوحيد


الثانى : أن يكذب كلام إلهه المسيح ويظل على ما هو عليه من تكبر وعناد


كلمة أخيرة :


أرجو من أى مسيحى بعد أن يقرأ هذا الكلام أن يحكم عقله وضميره لا قلبه فأنا عرضت بمنتهى الأمانة ما ورد فى إنجيل يوحنا ( 5 : 24 ) وأشهد الله أننى لم أكذب أو أفترى أو أدلس بل ما ذكرته هو الحقيقة بل ربما أقل من الحقيقة فما عرضته جاء على لسان المسيح والمسيح يدعوك إلى التوحيد الخالص لكى تنال الفوز والنجاة فى الآخرة والبابوات والقساوسة ... يدعونك إلى الشرك والضلال لكى تنال الحسرة والخزى والخسران المبين فى الآخرة


فأنت يا ضيفنا المسيحى ستأخذ بنصيحة من ؟


المسيح أم البابوات والقساوسة ... ؟


البابوات والقساوسة ... يحرفون الكلم عن مواضعه لكى يضلونك وما يضلون إلا أنفسهم
عموما أى مسيحى يقرأ هذا الكلام ولا يتبع الإيمان الصحيح فقد قامت عليه الحجة كاملة وليس له عذر تخيل نفسك مثلا وأنت تقف يوم القيامة أمام الحق تبارك وتعالى ويسألك لما لم تتبع دين الإسلام فتجيب يا ربى لم أعرف أن الإسلام هو الدين الصحيح فيقول الحق تبارك وتعالى لك كذبت لأن الحق الموجود فى يوحنا ( 5 : 24 ) وغيره الكثير والكثير من بقايا الحق الموجودة فى كتابك قيلت لك ولكنك أبيت وأعرضت وأصررت على ما أنت عليه من فجور وضلال فليس لك عندى إلا الخلود الأبدى فى نار جهنم لا تموت فيها ولا تحيا نسأل الله تبارك وتعالى أن يجيرنا من عذاب جهنم وأن يدخلنا الجنة بعفوه وكرمه وإن قصرت أعمالنا وأى مسيحى لديه أدنى إعتراض على هذا الكلام فليتفضل وله منى خالص التحية وفائق الإحترام والتقدير


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين