![](https://www.ebnmaryam.com/Files/Images/images/n_topic.gif)
-
هل القرآن والإسلام ثقافة تجاوزها الزمن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل القرآن والإسلام ثقافة تجاوزها الزمن؟
1 ـ تحت عنوان: "الثقافات القديمة.. هل تحتاج إلى مراجعة؟" كتب د.سيد القمني، في عدد مجلة "العربي" (465) ما خلاصته:
ـ أن "الإيمان" يتعلق بالغيب الذي لا يخضع للدرس العقلي والتجريبي.
ـ وأن ذلك "الغيب" يشمل القول بوجود إله أزلي أبدي، كما يشمل خوارق الطبيعة وما يُسمى بمعجزات الأنبياء، كما يشمل القول بكائنات مجنّحة تسكن السماء، وتحمل عرش الإله.
ـ وهذه الموضوعات لا تقبل البحث ولا البرهنة.
ـ وأن المؤمنين بذلك يرون نصوص هذه الموضوعات مقدسة، وصالحة لكل زمان.
ـ وبمثل هذا القول يقول المسلمون عن القرآن.
ـ ولكن التطور أوجد مساحة واسعة بين "المقدَّس" وبين الواقع، مما دفع رجال الكهنوت إلى التراجع بعد جمود أريقت فيه أنهار الدماء.
ـ وهذا المقدَّس تضمّن شرائع عملية يصرّ الكاتب على مناقشتها.
ـ ولكنه يقرر أن المسلمين الأوائل ناقشوا الغيبيات حتى ذات الإله وصفاته.
ـ ثم نسمع اليوم دعوة إلى السلفية يحاكم عليها الناس وتراق دماؤهم، وترفض "العلم" وعلى فرض الاعتراف به فهو من عندنا، وقد تضمنه القرآن، فهو حسبنا.
ـ ويرى أن السبب في ذلك إنكار الهوية الوطنية، وإعلاء الهوية الدينية، بمعنى قبَليّ جاهلي، وأن هذه "القبليّة" تتمسك بقوى عليا تستنصر بها على العدو، كما تستنزل بها المطر، إن هؤلاء يريدون تثبيت الزمان عند لحظة نزول المقدّس منذ أربعة عشر قرناً، مع أن الدنيا تقدمت وتجاوزت تلك اللحظة!!.
2 ـ والمطابقة بين عنوان المقال وبين أجزائه تعطي نتيجة لازمة، هي: لزوم مراجعة القرآن باعتباره جزءًا من الثقافة القديمة، فهل القرآن الكريم عند الأستاذ الكاتب مجرد ثقافة، يستوي في ذلك والموروثات الشعبية، بما فيها من خيال، وتقاليد و"فلكلور" وكل ذلك من مكونات "الثقافة"؟!
إن مصطلح "الثقافة" من الألفاظ شديدة العمومية التي صعب تحديد مدلولها تحديداً منطقياً يجمع فصوله، ويمنع فضوله، لذلك تعرّف تعريفاً عاماً بأنها أسلوب الحياة السائد في أي مجتمع بشري، فعادات الجماعة، وأفكارها، واتجاهاتها، تستمد من التاريخ، وتنتقل "تراثاً" اجتماعياً إلى الأجيال المتعاقبة، والاستخدام العلمي لمصطلح "ثقافة" لا يتضمن التهذيب، أو تقدم المعرفة، كما يدل عليها المعنى اللغوي، بينما يشير اصطلاح "الثقافة المادية" إلى الجانب الذي تمثله "أشياء": كالآلة، والأسلحة، والملابس، وأشغال الفن، فهل القرآن الكريم أحد ما تصدُقُ عليه مصطلحات الثقافة بهذه المعاني؟
إذا كان الأمر كذلك فلسنا بإزاء قضية مراجعة ثقافة قديمة، بل نحن أمام قضية أساسية من قضايا الاعتقاد والإيمان.
3 ـ وإدخال الأستاذ الكاتب القرآن ضمن "الغيبيات" التي لا يمكن البرهان عليها بالعقل ـ كتلك المعجزات السابقة على الإسلام، والقائمة على خرق قوانين الطبيعة ـ أمر يدل على التعميم غير المنصف، إذ القرآن معجزة يعمل فيها العقل، وليس هو من المعجزات التي تدهش العقل وتسكته، والقرآن مازال وسوف يبقى موضوعاً يعمل فيه العقل لمن يبحـث عن الحـق!.
وبهذا النهج أبطل القرآن حجج علماء المادة الذين أنكروا الدين عامة، لأنه يقوم على المعجزات الخارقة لقوانين الطبيعة، وأنه لا سبيل ـ في رأيهم ـ إلى التوفيق بينها وبين علم يفسر الكائنات على القوانين التي تخرقها المعجزة، فجاء القرآن وهو نفسه موضوع يدرسه العقل، وهو نفسه يدعو العقل لهذه الدراسة، فإدخال القرآن ـ وهذه طبيعته، وهذه دعوته ـ في المعجزات المادية التي لا مجال فيها للعقل، إدخال غير منصف!
4 ـ والأستاذ الدكتور يحصر الأدلة في برهان العقل والتجربة، ولا جدال في أنهما من مناهج الاستدلال، ولكنهما ليسا كل المناهج، إذ هناك برهان الحقيقة في ذاتها، فذاتية الحق تبرهن عليه، وبهذا البرهان آمنت خديجة، وآمن أبو بكر، فهما لم يؤمنا بصدق الرسول إيماناً وجدانياً، بل بفطنتهما أدركا الحقيقة الذاتية في الرسول نفسه، وفيما دعاهم إليه، وهي هي التي أدركها هرقل عندما سأل أبا سفيان عما يدعو إليه محمد، فلما سمعه قال له: إن كنت صدقتني فسيملك موضع قدميّ!
ومن البراهين البرهان (الإقناعي)، وهو يخاطب قوة من قوى الإدراك في الإنسان، والله تعالى يقول: "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة" (النحل: 78).
ومن حق "العقل" أن يدرك، ولكنه يدرك الحقيقة من جانبها المحدود، ولا يمكنه أن يدركها من جانبها "المطلق" إلا "بإيمان".
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
هل القرآن والإسلام ثقافة تجاوزها الزمن؟
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة pharmacist في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 01-05-2013, 02:29 PM
-
بواسطة pharmacist في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 21-04-2013, 01:56 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 10-05-2012, 02:16 PM
-
بواسطة المشتاقة للجنة في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 31-05-2008, 12:08 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
![هل القرآن والإسلام ثقافة تجاوزها الزمن؟](http://www.ebnmaryam.com/Files/Images/Form/magless.gif)
المفضلات