أعوذُ بِاللهِ مِنَ ألشيطانِ ألَرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ما المقصود بالمُناداه في القُرآن على مريم إبنت عمران ، وبيا أُخت هارون ، وهل هي إبنة عمران وأُخت لهارون

مع الإعتذار بدايةً إن كان أي أخ كريم طرح هذا الموضوع سابقاً ، وحدث مني التكرار

من ضمن الدسائس والشبهات التي يُثيرها أعداء الإسلام ، وحسداً من عند أنفسهم لهذا الدين العظيم ، وعلى رأسهم شياطين " قناة الحياه " بشيطانهم وخنزيرهم الأكبر زكريا بطرس ، وبقية شياطينه رشيد ووحيد ، بأن نبي الإسلام وحسب قولهم عندما كتب القُرآن أو ألف القُرآن وقع في أخطاء كثيره ، وكأن هذا القُرآن العظيم من تأليفه ، منها على حسب ظنهم أنه نسب مريم على أنها أُخت لنبي الله ورسوله موسى وأخيه هارون ، أو قولهم إنه أخطأ أو يظن أن مريم أُم المسيح هي نفسها مريم أُخت موسى وهارون وأنها إبنه لعمران والد موسى وهارون...إلخ .
.............................
وهُم الذين لا شيء عندهم ولم يتبقى لهم إلا القليل وما تبقى عندهم شوهته أيدي الكتبه والمُحرفين ، فأين هُم وما في هذا القُرآن العظيم ، وما ورد عن خير الخلق وسيد أبناء آدم ، حتى يقولوا أخطأ أو أخذ ، فهو جاء بالكمال والتمام كُله ، وما أُعطي لهُ لم يُعطى لأحدٍ من قبله ، فماذا عندكم وماذا تبقى لكم حتى تتكلموا وتنعض رؤوسكم ، وهل العهد القديم عندكم هو نفس ما عند اليهود من التوراة .
.....................................................

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قصور عقول هؤلاء ، وعلى حقدٍ اسود أعمى بصرهم وبصيرتهم ، فأظهرهم بغباءٍ فج ومُخزي ، وخاصةً أن ما يتبجحون به يوثقونه على " النت" أو في كُتب ، أو يُلقونه على فضائيات قد يُشاهدها الكثيرون ، فيظهر هؤلاء بأنهم مسخره ومهزله لمن يُشاهدهم ، ويشهد غباءهم .
....................................................

ورد في سفر العدد {26: 59-60} " وأما فهاتُ فولَدَ عَمرامَ . واسمُ إمراةِ عمرامَ يوكابدُ بنتُ لاوي التي وُلِدتْ للاوي في مصر ، فولدت لعمرام هارون وموسى ومريم أُختهما "

.....................................................

من هذا النص نستنتج أن نبي الله ورسوله موسى وأخيه هارون عليهما السلام ، لهما أُخت إسمُها مريم ، ووالدهما هو عمرام " عمران " إبن فهات ، ووالدتهما هي يوكابد بنت لاوي ، وبالتالي فهم من الاويين .

وفي مريم أُخت موسى وهارون هذه ، يكمن السر في المُناداه والتشبيه .

وعمرام بالعبريه نفسها عمران تلفظ بالعربيه ، فلا خلاف حولها ، كما هو اللفظ لهوشع بن نون ، وردت في القُرآن يوشع بن نون ، واليشع تلفظ اليسع ، وكذلك لقايين تُلفظ قابيل...إلخ

{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
.........................................
ما ورد هُنا من آل عمران قُصد به آل عمران الذين سيكون منهم موسى وهارون ومريم وذريتهما ، وهو نفسه " عمرام " ، حيث وُلد لهارون " ناداب وأَبيهو وَألعازار وإيثامارُ...إلخ ، وأصبحت لهم ذُريه مُصطفاه ، كما هو الإصطفاء من الله لآل إبراهيم ، والذين منهم سيمتد نسل النبوه والرساله حتى المسيح .

**********************************

{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }آل عمران35

{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }التحريم12.

وعمران التي وردت في هذه الآيه لا علاقة لهُ بعمران والد موسى وهارون ، إلا أن لهُ نفس الإسم ، وسمي على إسم ذلك الذي أصطفاه الله ليكون في ذُريته النبوه والرساله تيمناً بإسمه ، وورد أنهُ عمران بن ماثان بن إليعازر....بن حزقيا بن أبيا بن رحبعام بن سُليمان بن داود ، وهو صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه .
...................................................

وهذا لا يُعني أن لن يكون هُناك إلا ذلك العمران وذلك الهارون كما يتخيل زكريا بطرس وأمثاله من أغبياء ، فكم سَمي البشر بأسماء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومُحمد وعمر....إلخ ، تيمناً بأصحاب تلك الأسماء
....................................................

وربما سُمي الآلاف وربما أكثر بهذا الإسم " عمران " وعبر 1500 عام ، منهم عمران والد مريم أُم المسيح عليهم جميعاً السلام والرحمه ، تيمناً بذلك الإسم لذلك الذي أصفاه الله ، وكذلك هارون وكذلك مريم ، والتي مريم العذراء سُميت على إسم مريم أُخت موسى وهارون .

وهل يُعني أن عمران أو عبرام والد سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام وعلى والدهما السلام والرحمه ، لم يُسمى أحد باسمه وعبر 1500 عام ، واقتصرت التسميه بهذه الأسماء عليهما ، وأن الإسم الذي ورد عن والد الطاهره مريم العذراء يجب أن يكون لذلك الإسم وفقط ، فربما سُمي بهذا الإسم عشرات الآلاف ، وإذا كان زكريا بطرس وكُل المسيحيين يعرفون إسم والد مريم وأنه ليس إسمه عمران ، فتحداهم أن يوردوه لنا وما هو إسمُه .
.

وعادة ما يُحب الناس ربط الإسماء ببعضها البعض ، فعمران سمى إبنته مريم ليرتبط إسمُها بإسمه ، تيمناً بذلك الإرتباط لمريم أُخت موسى وهارون بوالدهما عمران أو عبرام في زمانهم ، وليُعيد الزمان نفسه بهذا الإسم ، كمن يُسمي إبنه حفص لأن إسمه عُمر ، تيمناً بعمر بن الخطاب رضي اللهُ عنهم جميعاً ، فيُقال عنهُ ابا حفص .

وبالنسبه أن مريم بنت عمران ، ولمَن يُنكر أن يكون والدها إسمه عمران ، وإذا لم يكن والدها إسمه عمران ، فما الضير لو كان الأمر تشريف لها وتشبيهاً لها بتلك الطاهره مريم إبنة عمران التي سبقتها ، وهي أُخت هارون وموسى عليهم السلام ، فيكون نسبتها لعمران كوالد لها وهارون كأخ لها هو نسب تشريف وتشبيه ورفع مكانه .

********************************************************

{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً }مريم28

أما قول الله تعالى وما ورد بالمُناداه عليها " يا أُخت هارون ، فإن قومها هُم من خاطبوها " فقد يكون لها أخ حقيقي إسمه هارون ، لا علاقة لهُ بهارون أخو موسى إلا أنه مُسمى على إسمه .

أو أنهم خاطبوها تكريماً وتشريفاً وتشبيهاً بعفتها وطهارتها ، بأنها وكأنها أُخت لهارون وهي في عفتها وطهارتها كتلك المريم الأصليه أُخت موسى وهارون أبناء عبرام عليهم جميعاً السلام والرحمه ، وكذلك عفة وطهارة والديها كطهارة والدي موسى وهارون ومريم أُختهما علماً بأن الفارق الزمني بين أُولئك وهؤلاء ما يُقارب 1500 عام .
.........................................

وكذلك ورد الخطاب لها بتشبيهها بأحد العُباد المُنقطع لله كان إسمه هارون وكان في زمانها ، ولكن العذراء عليها السلام ، زادت عليه في التبتل والإنقطاع في العباده لله مُقارنةً بصغر سنها .

*********************

ومع ذلك فقد ورد ذكر لهارون في لوقا{ 1: 5-7} " كان في أيام هيرودس ملك اليهوديه كاهن إسمه زكريا من فرقة أبيا ، وامرأته من بنات هارون واسمُها إليصابات . وكان كلاهُما بارين أمام الله ، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لومٍ . ولم يكُن لهما ولدٌ ، إذ كانت إليصابات عاقراً ، وكانا كلاهُما مُتقدمين في أيامهما "
.........................................

ومع ذلك لم توضح الأناجيل ولا حتى العهد الجديد كُله من هو والد مريم العذراء ولا من هي أُمُها ، وهل لها إخوه أو لها أخوات ، ولا من هو والدها ، ولا حتى إليصابات زوجة نبي الله زكريا هل هي أُختها أم خالتها ، على أن الأغلب أنها أُختها ، ولا حتى أوردت عن يوسف النجار إلا أنه رجلها وما شابه ذلك من تشويه لها ولهُ ، علماً بأنه إبن خالها ، ومن يقرأ الأناجيل المُحرفه وهي لا تستحق أن تُسمى أناجيل ، لأن إنجيل المسيح مفقود وغير موجود ، وإن كان موجود فغير مُعترف به منهم ، ولأن ما بين أيديهم هي قصص وسير سردت حياة المسيح وأُشبعت تحريفاً لتوثيق الشرك والكُفر والصلب والفداء والخطيئه والقيام من القبر ومن بين الأموات ، لا يوجد فيها لمريم والد كان يرعاها أو إخوه أو أخوات ، وعلى الأرجح أن والدها كان مُتوفي عنها وهي صغيره وليس لها إخوه ، مما أضطر نبي الله زكريا أن يتكفلها ويرعاها .

وفي لوقا{ 1: 36} " وهو ذا إليصابات نسيبتُك هي أيضاً حُبلى بإبن في شخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوه عاقراً "
ولا تبيان في الكتاب المُكدس ما المقصود بنسيبتُكِ ، هل هو المقصود خالتها أو غير ذلك

وفارق السن بين نبي الله يحي ( يوحنا المعمدان كما يُسمونه) ، ونبيُ الله المسيح عليهما السلام 6 شهور فقط ، وهو أن نبي الله يحي " يوحنا المعمدان " يكبر عيسى عليهما السلام ب 6 شهور فقط ، والمُرجح أنهما أبناء خالات .

{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36

وورد أن أُم مريم هي حنه بنت فاقود بن قبيل وهي من العابدات ، وعندما حملت بمريم العذراء نذرتها لتكون في خدمة العباده في بيت المقدس ، وأن نبي الله زكريا عليه السلام زوج أُخت مريم أو قيل خالتها اليصابات " أشياع " ، ولفارق السن الكبير ربما تكون خالتها ، لأن مريم العذراء حملت بالمسيح وهي صغيره ، واليصابات حملت بيحي في شيخوختها ، ولذلك كفلها زكريا لأن الخاله مقام الوالده .

{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }المؤمنون50


عمر المناصير 21 ذو الحجه 1430 هجريه