
-
هل جمع رسول الله في دعوته ما بين النبوة والشك ؟
قالوا :
اقتباس
الشك هو خلاف اليقين ، مصدره سوء الظن والارتياب. انها صفة لا يتصف بها الا من كان فاقد الثقة بنفسه .
والشك عكس الايمان
قلنا
يا له من جهل مُستفحل
الشك عكس اليقين ... والكفر عكس الإيمان
وليس الشك عكس الإيمان !!!!!!!!!!!
قالوا :
اقتباس
(الحق من ربك فلا تكونن من الممترين به) البقرة147 - أي من الشكاكين
الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
الحق من الله سبحانه وتعالى .. ومادام من الله فلا تكونن من الذين يشكون في أن الحق سينتصر .. ولكن الحق لابد من قوة تحميه .. وكما يقول
الشاعر:
السـيـف إن يـزهـي بـجـوهـره
ولـيس يـعـمـل إلا في يـدي بـطل
فما فائدة أن يكون معك سيف بتار .. دون أن توجد اليد القوية التي ستضرب به .. ونحن غالبا نكون مضيعين للحق لأننا لا نوفر له القوة التي ينتصر بها.
وقوله تعالى: "فلا تكونن من الممترين" .. الممتري هو الذي يشك في حدوث الشيء (وليس الشك في الإيمان أو العقيدة).. والشك معناه أنه ليست هناك نسبة تتغلب على نسبة .. أي أن الاحتمالين متساويان .. ولكن الحق من الله ولا توجد نسبة تقابله .. ولذلك لا يجب أن نشك ولا ندخل في جدل عقيم حول انتصار الحق
قالوا :
اقتباس
جاء في سورة يونس : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) يونس 94-9.
أكان محمد يشك في خبر الله له ؟ حتى قيل له : ان كنت في شك مما أنزلنا إليك؟
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
الخطاب هنا لرسول الله :salla-icon:
[ ونحن نعلم أن الرسول :salla-icon: قال من البداية عندما عرض عليه الكفار المال والجاه والسلطان إنه لا يشك في رسالته ، فإن وقفته - صلى الله عليه وسلم- أمام جبابرة قريش وأمام عمه، حين ظنَّ أنه سيخذله وقوله له: "يا عم والله لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهِرَه الله أو أهلك دونه
" إنها وقفةٌ يجب أن نتأمَّلها وأن نتأسَّى بها.]
إن الحق سبحانه وتعالى يضمر الأمة في خطاب رسوله :salla-icon: ؛ لأن الأتباع حين يقرأون ويسمعون الخطاب وهو موجه بهذا الأسلوب إلى رسول الله :salla-icon: فهم لن يستنكفوا عن أي أمر يصدر إليهم .
ومثال ذلك : لو أن قائد يصدر أمراً لاثنين من مساعديه اللذين يقودان مجموعتين من المقاتلين ، فيقول القائد الأعلى لكل منهما :
إياك أن تفعل كذا او تصنع كذا .
والقائد الأعلى بتعليماته لا يقصد المساعدين له ، ولكنه يقصد كل مرءوسيهم من الجند .
وجاء الأمر هنا لرسول الله :salla-icon: ؛ لتفهم أمته أن الرسول :salla-icon: ما كان ليتأبَّى على أمر من أوامر الله ، بل هو ينفذ كل ما يؤمر به بدقة ؛ وذلك من باب خطاب الأمة في شخصية رسولها الكريم
و
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ..
هذا القول دليل على أن الذين عندهم علم بالكتاب من السابقين على رسول الله :salla-icon: ، يعرفون الحقائق الواضحة عن رسالته
.
وإن الذين يكابرون ويكفرون برسول الله :salla-icon: ورسالته إنما يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .
وقد قال عبد الله بن سلام : (( لقد عرفت محمداً حين رأيته كمعرفتي لابني ، ومعرفتي لمحمد أشد ))
إذن : فالحق عندهم واضح مكتوب في التوراة من بشارة به :salla-icon: ، وهذا يثبت أنك يامحمد صادق في دعوتك ، بشهادة هؤلاء .
ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله :
.... لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
والحق القادم من الله تعالى ثابت لا يتغير ؛ لأنه واقع ، والواقع لا يتعدد ، بل يأتي على صورة واحدة .
أما الكتاب فيأتي على صور متعددة .
ولذلك فمهمة المحقق الدقيق أن يقلـِّب أوجه الشهادات التي تقال أمامه في النيابة أو القضاء ؛ حتى يأتي حكمه مصيباً لا مدخل فيه لتناقض ، ولا يعتمد على تخيـُّل أو أكاذيب .
لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ...
إنما يدل على أن الذين قرأوا الكتاب قد عرفوا أنك رسول الله حقاً ، ومنهم من ترك معسكر اليهودية ، وجاء إلى معسكر الإيمان بك ، لأن الحق الذي جاء لا دخل للبشرية فيه ، بل جاء من ربك :
... فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
اليهود والنصارى الذين ارتاضوا بالكتب السماوية، واستمعوا للتوارة والإنجيل، ونقلوها إلى غيرهم من المعاصرين للقرآن فهؤلاء شاهدون بأن الرسول حق بما عندهم من بشارة به في التوراة والإنجيل؛ لذلك يتركون دينهم ويسارعون إلى الإسلام؛ لأنهم يعلمون علم اليقين أنه الدين الحق.
ومن هؤلاء عبد الله بن سلام، وكان من علماء اليهود، وكان يعلم أوصاف رسول الله وزمن بعثته؛ لذلك قال: لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمد أشد.
ولما اختمر الإسلام في نفسه ذهب إلى رسول الله وصارحه بما نوى من اعتناق الإسلام، وقال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فإن أعلنت إسلامي الآن قالوا في ما ليس في، فاسألهم عني وأنا ما زلت على دينهم، وانظر ما يقولون، فسألهم رسول الله: ما تقولون في ابن سلام؟ فقالوا: حبرنا وابن حبرنا، ووصفوه بخير الصفات، وأطيب الخصال، فقال عبد الله: يا رسول الله، أما وقد قالوا في ما قالوا فأشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله، فإذا بهم يذمونه ويتهمونه بأخس الخصال، فقال: يا رسول الله ألم أقل لك إنهم قوم بهت.
إذن: ففي إيمان عبد الله بن سلام وغيره من اليهود والنصارى الذين عرفوا رسول الله بأوصافه في كتبهم وعرفوا موعد بعثته وأنه حق، في إيمان هؤلاء عزاء لرسول الله حين كفر به قومه وكذبوه لذلك قال تعالى:
{قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب "43"}
(سورة الرعد)
ونحن مكتفون بشهادة هؤلاء؛ لأنهم قوم صادقون مع أنفسهم، صادقون مع أنبيائهم ومع كتبهم التي تلقوها،
فمجيء الخطاب بهذا الشكل ، هو كما قلت موجه إلى الأمة المؤمنة في شخص رسول الله :salla-icon:
والحق سبحانه وتعالى يقول :
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ...
هذا القول نزل على رسول الله :salla-icon: ، ومن غير المعقول أن يشرك النبي :salla-icon: ، وكل الآيات التي تحمل معاني التوجيه في الأمور المنزَّه عنها رسول الله :salla-icon: خاصة بأمته .
وأيضاً يقول الحق سبحانه :
وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ
والقول الحكيم ساعة يوجه إلى الخير قد يأتي بمقابله من الشر ؛ لتتضح الأشياء بالمقارنة .
ونحن في حياتنا اليومية نجد الأب يقول لابنه : أجتهد في دروسك ، واستمع إلى مدرسيك جيداً حتى تنجح ، فلا تكن مثل فلان الذي رسب ، والوالد في هذه الحالة يأتي بالإغراء الخير ، ويصاحبه بمقابله ، وهو التحذير من الشر .
وقد قال الشاعر
فالوجه مثل الصبح مُبيَضُّ ****** والشعر مثل الليل مُسود
ضِدان لما استجمعا حَسُـنا ****** والضد يُظهر حُسنَهُ الضـَّدٌّ
.
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 14-05-2006 الساعة 08:34 PM
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ronya في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 04-03-2009, 05:40 PM
-
بواسطة البرقاوي في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 20-10-2007, 12:56 AM
-
بواسطة shadib في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 06-10-2006, 07:50 PM
-
بواسطة شمس الاسلام في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 19-04-2006, 01:51 AM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 08-12-2005, 10:46 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات