طفولة السيد المسيح
حينما ندقق ونتفحص الأناجيل الأربعة التي يعترف بها النصارى والرسائل التي يرونها قانونية مجهولة الأصل والتوثيق لأنها بدت متأخرة في القرن الثاني بعد مجمع نيقية 325 م وقبل ذلك لم تكن معروفة أو مسلمًا بتقديسها وهم يقولون أنها كتبت في آخر القرن الأول ، فين آخر ما دون من كتبهم والاعتراف به أكثر من 225 سنة وهم يقولون أنها إنجيل واحد في أربعة صور ، لكن الحقيقة من اطلع على أسفارهم ورسائلهم وجدها غير متجانسة متضاربة ومختلفة فبعضهم يذكر في إنجيله حالات وعجائب لا يذكرها غيره ويقول خلاف غيره و يزيد عليه أو ينقص عنه ، وليس هناك تجانس وتوازن في ترتيب الموضوعات والروايات إنما اختلافًا في الأسلوب والقصة والزمن في أحداث القصة الواحدة فهي مضطربة ومختلفة غير متآلفة .
وبذلك يتضح أن محتوياتهم غير موثوق بها لأن كتاباتهم مجهولة الأصل وكثيرًا ما يروي الخبر الواحد في إنجيل ما على نحو يخالف غيره أو يزيد عليه أو ينقص عنه ولأن شاهده شاهد مجهول لا يمكن الوثوق وسوف يتضح ذلك من خلال سرد الأحداث في قصة يسوع في الكتاب المقدس .
س : متى ولد يسوع ؟
متى : « وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ » [متى 2/1] .
لوقا : « إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.» [لوقا (2 /3 )] .
وحينما نتأمل النصوص نجد التناقض بين كل من متى ولوقا وهذا التناقض على الأقل عشر سنوات لأن هيرودس مات سنة 4 قبل الميلاد بينما سيرنيوس لم يصبح حاكمًا على سوريا حتى سنة 7 بعد الميلاد .
فلا يمكن التوفيق بينهما لأن متى صرح بأن يسوع ولد في عهد هيرودس .
وصرح لوقا بأن أغسطس قيصر أصدر مرسومًا بأن الجميع يجب أن يفرض عليه ضريبة ، ويتضح هنا أن الضريبة فرضت عندما كان سيرسنيوس حاكمًا على سوريا وفي هذا الوقت ولد يسوع عندما فرضت الضريبة .
ومن أراد التوضيح والاستزادة أكثر فليرجع إلى المؤرخ المشهور للجنس والبلاد وجوسيفوس . [العصور القديمة] .
س : في أي شهر أو يوم من الشهر ولد يسوع ؟
لم يستطيع أحد كتاب سيرة المسيح الأخبار عن ذلك والكنيسة لم تكن قادرة على تقرير هذا اليوم أو الشهر واختلفوا إلى أكثر من مائة رأي من قبل العلماء والمسيحيين واجينيسل يضعه في « فبراير / شباط » لا يتفوت في « سبتمبر / أيلول » وينوكوم في « أكتوبر / تشرين » جريسويل في « أبريل / نيسان » ليتشتينشتاين في « يونيو / جزيران » قوي في أغسطس آب كلنتين يقول بأنه ولد في الربيع ، لارتشور يقول بأنه كان ولد في الخريف . بعض المسيحيين الأوائل اعتقدوا بأن حدث في الخامس ليناير / كانون الثاني ، والآخرون الذين قالوا في التاسع عشر لأبريل / نيسان ، والكنيسة الشرقية يعتقد بأنه ولد في السابع ليناير / كانون الثاني . وكنيسة روما في القرن الرابع اختارت الخامس والعشرون لديسمبر / كانون الأول ويحتفلون في هذا التاريخ بذكرى ولادته ، وقد أرتض العدد الأكبر من النصارى في العالم بهذا التاريخ .
س : لماذا تقرر اختيار هذا اليوم للاحتفال بولادة يسوع في روما ؟
هناك أسباب كثيرة لاختيار هذا اليوم ، فقد لوحظ أن هذا اليوم في العصر القديم كمهرجان وثني ، بعد ليل الشتاء الطويل وهى « عيد ميلاد الشمس » .
كان هذا اليوم نتاج تفكير عميق لاتخاذ ميلاد المسيح « ضوء العالم » « ومنقذ العالم » يوم ولادته عيد .
السبب الثاني كان في روما في هذه الأيام من اليوم السابع عشر إلى الثالث والعشرون من ديسمبر / كانون الأول عيد الإله سانور ...»
وكانت الكنيسة في لهفة شديدة لجذب الوثنين الرومانيين إلى الدين الجديد الذي بدأ وبالتحول إليه فسمحت لهم بالاحتفاظ بالأعياد التي يحتفلون بها مع إعطائهم رمز من رموز المسيحية .
والحقيقة أن المسيحيون الرومان جهلة بالوقت الحقيقي لولادة يسوع فتبنوا المهرجان الشمسي في الخامس والعشرون لديسمبر / كانون الأول أو الانقلاب الشتوي عن الوثنيين ، فاحتفلوا معهم بولادة « الشمس سنويًا » .
يقول آدم كلارك : « ميلاد يسوع في ديسمبر / كانون الأول يجب أن يترك » .
وبلا شك أنه لا يستطيع أي شخص التأكيد عن السنة المضبوطة لميلاد المسيح فما بالك باليوم أو الشهر فهم اختلفوا في الشهر لأكثر من مائه رأي .
س : أين ولد يسوع ؟ وأين كان يسكن يوسف النجار والدة المسيح ؟
في متى « 2 : 1 ، 13 ، 19 ، 23 » في بيت لحم ثم مصر ثم الناصرة :
« وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، ـ فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ ، فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْر قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ ».
وفي لوقا « 1 : 26 ـ 29 » منذ البدء كان يسكنان في مدينة يقال لها الناصرة ثم بيت لحم ثم الناصرة :
« وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ! » باستمرار والإنسان ينسب إلى المكان الذي ولد فيه وليس المكان الذي عاش فيه .
س : يسوع يدعي ابن الله ، لماذا ؟
متى ولوقا : « لأن يوسف ما كان أباه لكن فقط ولي أمره وأبوه الذي تولى تربيته ». والحقيقة أنه لم يظهر المسيح في الأناجيل أنه مجرد نبي وحسب بل قالوا عنه « ابن الله » وصار هذا القول من أركان المسيحية وهذه العبارة مجازية فالمسيح قدم نفسه على أساس أنه عبد الله ، وأن كلمة « عبد » بالعبرية تعني « الخادم » كما تعني الطفل وربما كان ذلك وراء إثارة البلبلة حول عبارة « ابن الله » « التي كانت في الأصل تعني « عبد الله » ، وقد رفض اليهود هذه العبارة واعتبروها كفرًا وتجديفًا بينما انتشره بين الوثنيين وعبدة الأصنام الذين كانوا يعايشون هذه الفكرة منذ فترات سحيقة .