

-
الحروب المسيحية بين الموحدين/ الثالوثين
[SIZE="4"]
[268] الحروب بين الموحدين/ الثالوثين
عندما إستولى قسطنطين على الحكم فحاول ان يجمع الإمبراطورية حسب النظام الواحد و سرع إلى فعل هذا بواسطة المسيحية. لم يفهم أن الحزب الروماني لم يكن الحزب السائد و أن عقائد الكنيسة تشوشت عن عقائد الكنيسة القديمة. هذا التشويش سبب عدد من الحروب بين الحزبين و كل منها إحتوى علي خطأ عقيدى. إن نتيجة النهائية لهذه الاخطاء العقائدية و الرغبة في الهيمنة السياسية عبر الديانة، كانت حرب مستمرة و اضطهاد لمدة سبعة عشر قرناً. هذا الخطأ و الصراع سيقود هذا الكوكب إلى الدمار الشامل.
الحروب بين الموحدين / الثالوثين
صراع أثناسيوس/ أريوس فى نيقية
بعد مرسوم التسامح الدينى الميلاني في سنة 314 سعى الإمبراطور قسطنطين إلى إستخدام المسيحية لأغراض سياسية و أيد بها أولا الإمبراطورية الرومانية التي بدأت أن تعتنق مذهب أثناسيوس وأخيرًا مذهب الكبادوك. مذاهب الكنيسة تأثرت بالغنوسيين و العبادات السرية. قسطنطين أيّد حزب أثناسيوس وينطلق من الفرض الغلط بأنه كان حزبًا رئيسيا في روما و كان السبب أنه الطائفة الرئيسية لكن إسقاط آريوس في المجمع المكانى في الإسكندرية سبب الحرب مع شريكه في الحكم بالإمبراطورية ليسينيوس و مصاعب في سنة 322-323 م.
بعد هزيمته لليسينيوس و تنصيب نفسه كإمبراطور مقدس، قام بعمل مجمع نيقية في عام 325 م من أجل تقوية عقيدة أثناسيوس (العقيدة الكاثوليكية فيما بعد). إن قانون الإيمان الذى ينتسب لمجمع نيقية هو قانون الإيمان النيقاوى، و لكن قوانينه توسعت بالفعل فى مجمع القسطنطينية في عام 381. إن مجمع خلقدونية فى عام 451 يشير على إيمان مجمع القنسطنطينية في عام 381، و لكن جاهداً لاعطاء لمحة خاطئة لتكملته، يستخدم مجمع نيقية كمرجع للمسيحية المؤمنة بالله مثلث الاقانيم. و في عام 318 أمر قنسطنطين باللقاء بين اسقف روما و الاساقفة الديسبوسيني (اقرباء الرب يسوع)، كان رجال الدين من عائلة يسوع المسيح. و كانت الإجابة للمسيحية الرومانية هى الأمر بقتلهم (أنظر مقالة مريم العذراء و عائلة يسوع المسيح (232)).
كانت قوانين مجلس نيقية مفقودة. و تبين من بعد أنه ليس هناك إلا 20، التي بدأت التمهيد للانحراف مثل: القواعد المنزلية لرجال الدين الذين يعيشوا مع النساء، مثلا العزاب، العقوبات المفروضة على المؤمنين بالله احادى الاقانيم (المسمون خطأ الأريوسيين) و الذين أيدوا ليسينيوس، قيام نظام الايبارشيات و مراقباته لرجال الدين و كذلك منع الرجل الدين من المرابحة؛ و تمهيد صلوات القيام للعبادة في يوم الأحد و خلال "الفصل الفصحى" (التي كانت في الحقيقة تمهيد للفصح). أعيد بناء قانون الإيمان فى القسطنطينية نفسه، ممهداً لمفهوم الله ذو الاقنومين و هو المفهوم الأساسي لتكوين عقيدة الله مثلث الاقانيم و يمهد الانحراف أن المسيح كان "الابن الوحيد الجنس من الآب" و من هنا يزول وعد المختارين كأبناء مولدين كأبناء الله. يقول أثنسيوس فى (Ad Afros ) أنه كان هناك 318 اسقفاً حاضراً. دُعى أريوس كثيراً للمجمع، الذي بدأ ربما في 20 مايو 325 م تحت هوسيوس اسقف قرطبة الأثناسيوسى. انضم قسطنطين إلى المجمع في 14 يونية. من أجل الموافقة مشى قنسطنطين في صفوف الجيش الروماني و قمع الكثير من الاساقفة و نفى آريوس، ثيؤناس من مرمركا و سيكوندس من بتوليمايس إلى إليركا. كانت كل كتابات آريوس محروقة و كل الثلاثة كانوا محرومين. و الذي بقي وافق على رمزية الإيمان في 19 يونية. انتهى المجمع في 25 اغسطس بقيام حفلة بدعوة من قسطنطين بالهدايا للاساقفة.
بعد ثلاثة أشهر من المجمع، كان يوسابيوس النيقوميدي و ثيؤجنيوس النيقي، الذي اضطروا لإمضاء القانون تحت التهديد، نفوا نظرا للمعارضة و كان ثيؤدوثيوس اللاوديكي، الذي أمضى هو كذلك تحت التهديد، انكر و لم ينضم إليهم.
في عام 328 م فهم قسطنطين أن الأثنسيوسيين لم يكونوا الطائفة الأغلبية و كانوا منبع التفرق و الاضطهاد في الإمبراطورية و ناد الرؤساء الخمس المؤمنين بالله ذو الاقنوم الواحد، (قيل أنه بإيعاز من قسطنطيا، ارملة ليسنيوس. من هنا، من الممكن أنها كانت من اتباع المؤمنين بالله ذو الاقنوم الواحد تتبع يوسابيوس أو المذهب الآري). إن المشكل للنظام المسيحي موحد الاقانيم انه اتبع إيمان الإنجيل و لم يهتم بمراقبة الأمم. كانت كل أمة متفرقة و تختار رئيسها لوحدها و النظام الديني لهذه الأمة كان بينهم و بين الله. كلما أطاعت الأمة الله كلما نالت نعمة. كانت الإمبراطورية مهتمة بالهيمنة العالمية و الكنيسة في روما كذلك كانت متأثرة بهذه الأفكار. كانت مؤسسة التي تريد الهيمنة العالمية و التي لا تسمح لأي معارضة من هذا النمط. و كنتيجة لهذا، أخذت الكنيسة الرومانية هذا النظام الوثني لعبادة الشمس و من الآريين إلى المسيحية، ان الإنسان الذي لا يؤمن بالإنجيل يمكنه أن يتبع هذان النظامان. هذا هو مغزى المشكل. و لهذا قد افسدوا نصوص الإنجيل في الآيات الاساسية حتى يومنا هذا و هدموا المعارضة العلمية، مثلما في الهولوكست.
لم يعمد قنسطنطين مسيحي على عقيدة أثناسيوس أبدا و في الحقيقة هو لم يصبح مسيحي إلا في نهاية حياته، و قد عمد على عقيدة الله ذو الاقنوم الواحد على يد يوسابيوس النيقوميدي، قريب يوليان، الذي اتخذ مرتبة عالية عنده في سنة 329 م. لم يكن هناك كاثوليكية رومانية أو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في تلك الأيام، كل واحد كان كاثوليكي بمعنى عالمي الذي يدل على الكنيسة. كان الموحدين (المؤمنين بعقيدة الله ذو الاقنوم الواحد) هم الحزب القديم صاحب العقائد الأصلية للكنيسة الرسولية و أن هذا الواقع لا ينسى أبدا. إن آباء ما قبل نيقية (ANF) كانوا كلهم موحدين (مؤمنين بعقيدة الله ذو الاقنوم الواحد) منذ قرون (انظر مقالة اللاهوت المبكر للاهوت الله ( 127). كان الثنائيون (المؤمنين بالله ذو الاقنومين) قسم جديدة الذي كان له عقيدة جديدة و متطورة متركزة على اللاهوت الوثني لثلاثية الله، التي أتت من عبادة أتيس في روما و أدونيس بين الإغريق. إن الثلاثيين و الثلاثية ((المؤمنين بعقيدة الله مثلث الاقانيم) بصفة عامة لم توجد حتى 381. كان قسطنطين الثانى و قسطانطنيوس أيضا موحدين المسمون "آريوسيين" أو "أوسابيين" من طرف هذه الفئة من الثلاثيين. يطلق على تلك الجماعات من طرف الأثناسيوسيين كالآريوسيين و يرفض يوسابيوس ذلك. يبدوا أن ذلك كان فخ الأثناسياوسيين لتقديم اسم أريوس على هذا القسم الذى التي تكلم عنه، من أجل عدم إعطاء القدرة الكاملة و الأهمية لهذه الطائفة، التي كانت أقدم و أكبر من الأثناسيوسيين.
إذا كان هذا صحيحا أن الطائفة تؤمن بأن المسيح خلق الروح القدس، فإنها خاطئة، و لكن هذا ليس بديهي من أي من كتاباتها. يمكن أن تدخل القوطيين كخطأ فيما بعد، نتج في التوفيقية المستنتجة من طرف الفئة الكاثوليكية الرومانية لفقرة الفيليوك (فيليوك = تعبير لاتينى يعنى أن الروح القدس انبثق من الآب و الروح القدس) في مجمع توليدو بين القوطيين الغربيين.
لو أن صراع الأثناسيوسيين / الأريوسيين كان مفهوماً كما يجب الحال، لكانت المسيحية تأخذ درسا مختلفا مع الشكلية الفلسفية المتلاحمة. إن العلوم الإنسانية و علم الانثروبولجى القديم يجب أن أن يفهموا أكثر و من المحتمل بشكل عالي، خلوا من من عصور الظلام و بالإستقصاء. فهيا نفحص جيدا هذا الصراع.
إن اطراف الصراع هم: الكسندروس و أثناسيوس، أسقفان الإسكندرية من سنة 312-328 و 328-373 و هما يتبعان فكر أثناسيوس فى مقابل آريوس (256 - 336) و أستريوس السفسطي (مات في سنة 341) و يوسابيوس النيقوميدي (توفي في سنة 342) للآريوسيين و اليوسابيين.
و لكن للأسف الشديد بهزيمة الأريوسيين في إسبانيا، كتب التاريخ من طرف الأثناسيوسيين، و أصبح العرض القاطع الموضوعى مستحيلا. لكن س. روبرت غريغ و دينيس إ. غرو كتبا مقالة بعنوان "الآريوسية المبكرة: رؤية للخلاص" (صحافة فرتراس، فيلاد لفيا، 1981). و من هذه المقالة نستطيع أن نستنتج بعض المذاهب الفلسفية و سيكون واضحا أن هذين الحزبين مخطئان.
ان اعادة تكوين قصيدة آريوس الشعرية الـ "تالِيا" مؤسس على مؤلفات لمعارضينهم و لذا كانت مبسطة بشكل خاطئ. نواة الأمور حسب رأى أثانسيوس إنحصرت في الأمور التالية: غن الخلاص بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية يتحقق بسبب وحدة حقيقية و علاقة جوهرية بين المسيح مع أبيه الأمر الذي يربط الله الآب و الله الإبن بالخليقة، هو طبيعته الناسوتية اللاهوتية. اما الخلاص بالنسبة لمذهب آريوس فهو محقق بسبب وحدة الإبن مع المخلو قات و أن الأمر الذي يربط (المسيح و مخلوقات الله بالله هو وحدة المشيئة (غريغ و غرو، صفحة 8).
تبعة أثانسيوس بقبولهم بالتعريف البيولوجى للأبن انشئوا رابطة انطولوجية بين الإبن و الله و هذا مكن المسيح أن يصبح كلمة الله و حكمة الله و ايضاً هذا قلد المسيح بالمعرفة الإلهية الكلية (سابق، أفسس 9).
من المجمع كان يبدو أن الموحدين (المؤمنين بعقيدة الله ذو الاقنوم الواحد) كانوا قوة كبيرة ذات أهمية. في الحقيقة هم تحولوا عن هذا الإيمان نظرًا لإنتصارات القبائل الالمانية المعروفة بالصالين فرانكس الذين قمعوا الإختلافات في الأنظمة. أدخلوا في المسيحية الثالوثية بالقوة خلال المصلحة الشخصية لقادتهم و القوطيين والونداليين و الهيروليين و البرغنديين و اللمبرديين و الفرق التي تسمى تسمية غير دقيقة بالتوتون على اساس متطور. تحول الإنجليز بحسب الإتفاقية في وايتباي في سنة 664 للميلاد تهديد القوة من جانب الإنجلو-ساكسون بعد إنتقالهم إلى الحزب الآخر في عام 597 (انظر ستيفان نيل، الأنجليكانية ، البلقان، لندن 1965).
تمت رؤية الخلاف في التّعابيرِ البسيطةِ بواسطة هذه القبائلِ كما لُفِظتْ بواسطة واحد من الملوك الآريون، جوندوبولد البرغندى، الذي رَفضَ أَنْ يَعْبدَ الآلهة الثّلاثة (موسوعة الدين و الاخلاق (ERE)، الجزء 1، ص 782). هذا التّعريفِ الأساسيِ كَان جذرَ القضيةِ و جماعة الاثاناسيوسيين قَدْ تم الضغِطَ جداً عليهم بواسطة رفض العلمانيينِ، الذي هم قَدْ اُجبروا أَنْ يُعدّلوا تصوراتهم عن الالوهية. اعترفَ فوك-جاكسون بخطأَ تصوراته السّابقةِ (ظهرتْ في مقالات كامبرديج اللاهوتية ص 500) عن وضاعةِ لاهوتِ آريوس للبربرِ. لقد صَرّحَ بعد ذلك أن أريوسية القوطيين الغربيين و الومبارديين، الوانداليين، ...الخ ما كَانَت أكثر من مرحلة في الصراع الإكليروسيِ بين مفهوم التّوتونيِين و مفهوم روما عن المسيحيةِ (المرجع السابق ص 783). هذا عاملُ رئيسيُ لم يُختبر بشكل صحيح. اصول التّوتين في الشرق الأوسطِ، خاصةً منذ سقوط الإمبراطوريةِ الفارسيةِ، لَمْ يُستَكشفْ أو يُفسر بشكل صحيح بواسطة المؤرخون، بسبب تحيز مدارِسِ التَعْليمِ الأعلىِ للثالوثيين.
ما يَظْهرُ من إمتحانِ النّزاع الاثناسيوسى الآريوسى، هو أن الكنيسة الآن شَملتْ حزبين الذين يعارضا كل منهما الآخر بشكل مرير، و قد انشغلا في الدّسائس السّياسيةِ و اضطهاد كل منهم للآخرِ. الاثناسيوسيين، بكونهم متمركزين في روما، نجحوا على المدى البعيد بفضل نفوذهم عند الصالين فراكس بشكل سياسي و عسكرى. كلتا الطّائفتين في الحقيقةِ انكرتْا ايمانهم بسبب شهوة القوةِ. إنّ تسلسلَ الصراع و ارتحال الشعوب مهم لفهمِ طّبيعةِ و موقفِ الناسِ المتَضمّين.
الموحدين، القبائل التوتونية و القوطيين
العقيدة و هى مُوَاجَه بورطةِ أن تَكُونُ ديانة دولةِ و أن تستمر فى ممارسة القوة المدنية و العسكرية، على نقيض وصايا السيد المسيحِ، كَانَ لِزاماً عليهِا أَنْ تُعلَنَ رسمياً و اول تّحليل كتابى شّامل نملكه لإستعمالِ القوةِ العسكريةِ كان في كتاباتِ اغسطينوس، مفكر من شمال أفريقيا، الذي قَدْ عُمّدَ مسيحي وقَدْ تعلّم في قرطاجنة، نوع من العبرية و أيضا اللاتينية. من 373-383 م كان فيلوسف افلاطونى مانى، كان له عشيقة انجب منها إبن في 372 م. هو تعمد ثانية فى 387 على مذهب اثناسيوس. و قد حاز امبروسيوس اسقف ميلان مع ثيؤودوسيوس على السيطرة على كنيسةِ روما فى صالح مذهب اثناسيوس (381 م) و تدخله مع اغسطينوس كَانا مفيدَ في تّبنيِ اغسطيونس لهذا المذهبِ، الذي كان في ذلك الوقت، بالنسبة له، اتجاه متعقل.
النزاعات الاثناسيوسية / الاريوسية قادَت إِلى إضطهادِ مرّ بواسطة كلا من الاثناسيوسيين و مؤخراً الآريوسيين. القوطيون و الوانداليون كَانوا يدعوون "اريوسيون" (الكتاب المقدس القوطي يُؤرّخُ من 351). النّزاعات قامت حتى مؤخراً عندما ارسلت الإمبراطورة بلاسيديا القوطيَين، بمسَاعدَة الفانداليين، ليقاوموا ثورة الكونت بونيفيس في أفريقيا في 427. و قَدْ رافقهم مكسيمانيوس، اسقف موحد (اريوسى). لذا كَانَ يجبُ على اغسطينوس أَنْ يَحْمي بشكل عامّ طائفة الاثناسيوسيين في 428.
فى حوالي 330 م مَنحَ قسطنطين القبيلةَ الفرعيةَ الألمانيةَ الشّرقيةَ للفاندال ( أو سيلينجى ) التى تقيم فى بانونياعلى الشاطئ الأيمن لنهر الدانوب. من 166-181 هم قَدْ عِاشوا في سليسيا و قَدْ قَاتلوا الاوريليان في 271, كونهم موجودين فى الجهة الوسطى من نهر الدانوب. القبائل الجرمانية المدعوة تَضمّنتْ الفاندال، الألان ، السارماتان، السويفان و الألمانى في الشّرقِ و الفرنجة (أو الفرنسيين)، البورغنديين الذين رُبَما لم يكونوا في الحقيقةِ ألمانَ و اللومبارد أو اللونجوبارد في الغربِ. البارسون، بقية يافث (1767) يَقتبسُ بروكوبيوس كما يقول أن الألان كَانَوا قوطيَين كما كَان الصوراماتيه و الميلانكلينى و أن الفاندال كان لهم نفس اصل القوطيين الشرقيين (ص 73)
اللومبارد يشبهون بالأكثر الانجلو-سكسونيين فى الملبس و الإسلوبِ عن الألمانِ و يبدو أنهم يرتبطون الانجلو-سكسونيين كقبيلةِ فرعيةِ. هم احتلّوا من النمسا حتى مركز إيطاليا و اندَمجوا مع القبائلِ الكلتية و القوطيين الشرقيين، و الذين احتلَّوا أيضا ما هو الآن كرواتيا و المناطق مُجَاوِرة. البورغنديون (443م) انتهوا أخيراً ليكونوا الكانتون الغربيين فى سويسرا، مُسْتَقرين على كلتا جوانب نهر الجورا، بحيرة جنيف، في الفاليز، و على جانبى نهرى الرون و الصون (تاريخ المؤرخين الجزء 16 ص 534 و ما بعدها). الجزءُ الأكبرُ اندمج في فرنسا الحديثة و البعض في إيطاليا الشمالية. انتهت امبراطورية البورغنديين في 534 م بسبب عِداءات و رذائل عائلةِ أمرائها (المرجع السابق ص 535). انتهت إمبراطوريةَ القوطيين الشرقيين حول نفس الوقتِ بعد خسارة خمسة ملوكِ متعاقبين في الحربِ و الأراضيِ. استغلَّ دايتبيرت ملك الفرنجة ضعفهم، و استعاد رايتا في 536 م و منذ ذلك الحين سَيطرَ على كل رايتا و هيلفيتيا، التى تدعى سويسرا (المرجع السابق).
استقرَّ الألمانى فى سويسرا الشّمالية، الاستيا و بادن-فورتمبورج و رَكّبَوا أنفسهم على الشعب الغالى-الكلتى الأصليين، الذين قَدْ جاءوا من نفس المنطقة حول البحر الأسود حتى نهر الدانوب. الفرنجة، الذين قَدْ خضعوا للالمانى، فعلوا نفس الشئ للسيمبرى و الغاول و الكلتيين فيما تسمى فرنسا الشمالية الآن. وقَدْ نَجحَ اللومبارد سبقوا القوط الشرقيين إِلى السّيادةِ في إيطاليا، لكن كونهم قلة فى العدد بعد تَأسيسِ المملكةِ الشّماليةِ، التي كانت عاصمتها بافيا و الدّوقية الجنوبية فى بينيفنتو، قَدْ هُزِموا بواسطة الفرنجة في 774. الدّوقية الجنوبية حصلت على إستقلالها لقرنين من الزمان. (المرجع السابق الجزء التاسع ص 18). اما السّكسونيون قَدْ فُصِلوا عن إسكندنافيا و اُجبروا في الإتحادِ الألمانيِ بواسطة شامبرلين ( 768 - 814) كما كَان الفريزيان. إنه أمر يستحق الملاحظة أنه بينما هيلفيتيا كَانَت تحت سيادةَ الفرنجة الكاثوليك، تحت كلوتير الثانى و ابنه داجوبيرت الذى تلاه فى 628, انه كان امر عامِّ للأساقفةِ أَنْ يَعِيشَوا في الزّواجِ مثل رجال الدينِ و العلمانيين الذين انتخبوهم و قَدْ تم التأكيد عليهم بعد ذلك بواسطة الملك (المرجع السابق ص 535). هكذا حتى وقت متأخّر كانت الرهبانيةِ و البتزلية مرفوضة فى مناطق كبيرة فى أوروبا المسيحية.
الإمبراطور فالنز ( 364- 378) كَانَ مفيداً في تحويلِ الفاندال لموحدين (أى اريوسيين) مسيحيين. بينما فى قُبُولَهم المسيحيةِ هم ما أَصْبَحوا فى سلم، لأن المراسيمَ الجديدة لقسطنطين قَدْ قَدّستْ الدّين كقوةِ عسكريةِ. أَصْبَحَ القوطيون مسيحيين قبل هذا بوقت طويل، على ما يبدو من المسيحيين الذين فى القبيلة و من الفارين.
كان يجب على الكنيسة الموحدة السبتية أَنْ تَستمرَّ بين القبائلِ و شعب فرنسا، و إيطاليا الشمالية وأوروبا عموماً لسلسلةِ من الأسبابِ. السّبب الأول كَانَ أنه بعد مجمع نيقية في 325 م فَضّلَ الإمبراطور قسطنطين الاثناسيوسيين، الذين اصبحَوا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بعد ذلك فى 381 م. هو قَدْ اَمرَ مؤتمر الديبوسينى، الذي جاء إِلى روما في 318 م، أَنْ يَتحدّثَوا مع أسقفِ روما. هؤلاء أقرباء دمِ للمسيحِ طَلبوا أعادةَ استخدام الناموس، الذي تَضمّن السبت و نظام اليومِ المقدّسِ للأعيادِ و رؤوس الشهور بحسب الكتاب المقدس. ارادوا القدس كمركزِ العشورِ. الأسقف، أو البابا، (كل الأساقفةِ الرئيسيِين قَدْ دُعوا بابا بشكل أولي عندما دخل هذا التّعبير من الطقوس) إذن، بإختراعِ روما، مرتّبة حملةَ إبادةِ و قَدْ تُعهّدتْ ضد عائلةِ السيد المسيحِ المباشرة من سنة 318 و ما بعدها (انظر مقالة مريم العذراء وعائلة يسوع المسيحِ (232)).
على أية حال ان جماعة الموحدين، و كان يوسابيوس الناطق الرسميِ، تحسن وضِعهم في السّنتين أو اكثر بعد مجمع نيقية فى سنة 327. اشير الى االمذهب كالاريوسية، لكن آريوس كَانَ فقط قس وما كَانَ حتى في مجمع نيقية. على أية حال، هو قَدْ استدعىَ غالباً بحسب المنطق. المذهب الذى يدعىالاريوسية، يعني خلق الروح القدسِ بواسطة المسيح، و هو لا يُثبّتُ من أي كتابات لآريوس أو للجماعة (انظر مقالة السوسينيانية، الآريوسية و الموحدية (185)).
*********************
لقد تعمد الامبراطور قسطنطين في المسيحية لنظام الله ذو الاقنوم الواحد من طرف يوسابيوس على حافة قبره. وحد من جديد الإمبراطورية تحت قيادته للإمبراطور الواحد و نقل عاصمة الإمبراطورية إلى قسطنطينية في سنة 331. مات في سنة 337 تصارع بنيه قنسطانطيوس الثاني و قسطنس على الحكم و قتل قسطنطين الثاني في معركة قرب ميلان ضد أخيه قسطنس في سنة 340. ثم انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين و حكم قنسطانطيوس الثاني في الغرب و قسطنس في الشرق منذ سنة 340
قي سنة 360 غزا الهونن اوربا في المنطقة التى تعرف الآن روسيا و فتحوا مناطق سنة 376. في عام 361 يوليانوس المرتد حاول أن يعيد احياء الوثنية أو عبادة الأصنام في الإمبراطورية الروما ثانية لكنه فشل.
كان الهونن قوما رحل من السكيتيين اللاحقين. خرّبوا آسيا الصغرى بعد موت ثيؤدوسيوس في سنة 395 في نفس الوقت عندما قام القوط الغربيين تحت قيادة الاريك ملكهم فى مؤيزيا و تراس. أصبح الاريك حاكمًا في منطقة ايليريا الشرقية في عام 398 (انظر تاريخ المؤرخين مجلد 7 صفحة 6). حتى القرن التاسع وصل ألهونن إلى أوروبا عن طريق مجرى نهر الدانوب و في نفس الوقت تحرّك السلافيين الى الشمال (المرجع السابق ص 17). بعض من هؤلاء الناس اتحدوا مع الشعوب الجرمانية الفارسية في أوروبا كتجمع للجنس الآري و هم مع القوطيين، قبيلة آرية أخرى (ربما ينحدرون من خليط من الجتيين المذكورين فى الكتاب المقدس) يحتون أغلبية القبائل الأوروبية ذات الاصل من أهل مابين النهرين.
لم يكن حشد السكيتيين أمة ذات أصل واحد لكنها بالأخرى تكوّنت من قبائل مختلفة. إن تركيب الأمم السكيثية موضوع منفصل. اتزال (او أتاليا) وحّد هذه القبائل المتطاحنة في بداية القرن الخامس و شغلوا الضفة اليسارية لنهر الدانوب ثم كل الأراضي لأوروبا الشمالية. ترك الهونن اوروبا في القرن الخامس للإستيطان من جديد في شرق اوروبا في بداية القرن التاسع ثم انضمّت إليهم القبائل الشرقية.
في عام 364 الجزء الشرقي للإمبراطورية الرومانية من الدانوب إلى الجانب الفارسي كان تحت قيادة الإمبراطور فالنس الذي كان تابعًا لنظام الله ذو الاقنوم الواحد. في هذا الوقت الكنيسة الكاثوليكية او الجامعة و الكنيسة الارثوذكسية إتبعا على الأغلب نظام الله ذو الأقنوم الواحد إلا الحزب في روما المتأثر بعبادة الأوثان و عناصر الانظمة المتئغرقة الذين عبدوا أتيس في الغرب و أدونيس في الشرق تحت اسم المسيح (انظر مقالة أصل الكريسماس و الفصح (235))
النّصف الغربي من كاليدونيا إِلى أفريقيا الشمالية الغربية كَانتْ تحت حكم فالانتيان الأول. حاول فالنس تَحويل القبائلَ الشّماليةَ إِلى مذهب الله ذو الاقنوم الواحد (الآريوسية)، لكن في 378 هو قَدْ هُزِمَ وقُتِلَ بواسطة القوطيين الغربيين فى ادريانوبول في تراس. و قد تبعه كإمبراطورِ ثيؤدوسيوس الإسباني، الذي كَانَ اولاً اثناسيوسى أو من اتباع ثنائية الله ثم من اتباع الثالوث و الذى نجح أَنْ يَجْلسَ على العرشِ مُعَيَّنَ بواسطة جراتيان. هو قَدْ اخرج البكتيين و الاسكتلانديين خارج بريطانيا في 370، لكن بحلول 383 بدأت القوات الرومانية بأن تَخلي بريطانيا. تحت رياسة الإمبراطور ماكسيمس ماجنس عبر الجيش القناةَ و قَهر الغال و إسبانيا.
ما كَانَ هناك إمبراطورُ من اتباع الثالوث على العرشِ حتى 381، عندما الثّالوثِ قَدْ صِيغَ في القسطنطينية تحت حماية ثيؤدوسيوس. كانوا جميعاً موحدين حتى 381 بإستثناء يوليانوسِ المرتدِ.
إن مذهب الموحدين يستند على اللاهوتِ الظاهر في مزمور 45 : 6 - 7 و عبرانيين 1 : 8 - 9. تكلم عنه الدافعون الأولين مثل ايرنيؤوس فى ليون في القرن الثانيِ. اتبع هذا اللاهوتِ كل من القوطيون، الفاندال، الألان، السويفى، الهيرولى، البريطانيون، اللومبارد، الألمان، و كل القبائلِ الشّماليةِ (انظر أيضا مقالة سبق وجودِ يسوع المسيحِ (243) لاجل مذهب القوطيين). جاء هذا التعليم من تعاليم اللاهوتيون و اتباع الرسل الذي سبقوا مجمع نيقية فى 325 م بقرونَ، حيث العديد من هؤلاء الأساقفةِ كَانوا حاضرين. إن بدعة ثنائية الاقانيم قَدْ شُرِعتْ من هذا المجمع.
فى 381 الثالوثِ قَدْ اعلنَ في القسطنطينية بسبب لاهوت باسيليوس الكبادوكى، اغريغوريوس النيصى و اغريغوريوس النيزنزى. إن تخريب الايمان بواسطة اليونانيون و الرومان قَدْ بَدأَ من هنا. وصم الثالوثيون ايمان الموحدين بالأريوسية بشكل خاطئ وبلا أمانة، ليَعطوا الإنطباع أن مذهبهم هو مذهبُ أقدمُ و أن مذهب الموحدين هذا نَشأَ مع آريوس في القرنِ الرابع. ثم أن الثلوثيون بشكل متعاقب وصموا مذهب الموحدين الخاضع بعد آريوس (بالأريوسية) وبعد يوسابيوس النيقوميدى (باليوسابية) وأساقفة آخرون أقدم من آريوس (الذي ما كَانَ حتى حاضراً في نيقية، فقط تم استدعائه هناك للنّصيحةِ فى المنطقِ). يَتّهمُ الثالوثيون الآريوسيين بانهم يقولوا أن الروح كَانَ مخلوقَ بواسطة الإبنِ، بينما في الحقيقةِ أن هذا هو مذهبُ الفيلوك (انبثاق الروح من الاب و الابن) الذى تَقدّمَ فى مجمع توليدو، بواسطة الكاثوليك أنفسهم في القرن السادسِ. حتى اليونانيون رَفضوا وجهة النظر هذه. الناس الذين يوصمون هذه الرؤية بالاريوسية، أمّا أن يَكُونُوا غشّاشين بشكل متعمّد، أو أنهم لم يَفْهمُوا بكفاية لأَنْ يَعْرفَوا ما هم يَقُولونَ.
ثيؤدوسيوس العظيم ( 392- 395) وحّد الإمبراطوريةَ مرة ثانية، لكنها انقسمت بواسطة ورثته هونوريوس و اركاديوس في 395.
فى 382 اسكن ثيؤدوسيوس القوطيين الغربين مرة ثانية في الإمبراطوريةِ لكنهم ما زالوا موحدين. زعم الأباطرة، خاصةً فالنس، الذي حَوّلَ القبائل الشّمالية إِلى موحدين و لا للثالوثيين. كان القوطيون، الفاندال، الألان، السويفى، الهيرولى، كلهم موحدين كما كَانت قبائلَ التّوتين و كان هناك عددُ من الأساقفةِ من القبائل الموحدة في نيقية. بقى الهيرمينديورى الألمان موحدين حتى القرن الثامنِ.
كَانت الهيرمينديورى أيضا قبيلةَ ألمانِية (دُعيتْ بعد ذلك الثورنجيان من 420 م) و احتلّتْ جزء كبير من ألمانيا المركزية. دخلت المسيحية الموحدة فى هذه القبيلةِ بواسطة القوطيون الغربيون و الفريزان. هم قَدْ اُسقطوا بواسطة الفرنجة في 531 وحَوّلوا إِلى الكاثوليكيةِ في 742 بواسطة بونيفيس، الانّجلوسكسون من الجهود السّابقة للفرنجة الكاثوليك. قُتل بونيفيس بعد ذلك بواسطة الفريزيان (754)، فى زيارته الثالثة، من المحتمل كهرطوقى، كما رَفضوا بالكامل لاهوتَ الثالوث في محاولته الأولى ( 716) والثّانية (719).
بشكل مثير للأنتباه، هذه القبيلةِ اشتقّتْ إسمها من تقديل كلدانى أو بابلى قديم. هم قَدْ دُعِوا الهيرمينديورى، التى تعنى "رجال هير أو أير"، الذي هو إشتقاقُ مباشرُ من أسطورةِ أير الأصلية من عبادة هذا النظامِ. إنّ ممارسةَ دُعوةِ الابناء بالهيرمان هى علامةُ مميزة لهذا شعب حتى اليوم، كما أن ممارسةُ تَسْمِيةِ الذّكورِ ملكولم من ملكولوم اله النار عند الكنعانيين، ما زالَ واسع الإنتشار بين الكلتيين. نحن ربما نسمى هذا الشعب، برجال أور. هم بالتأكيد اشورى- فارسيين، بالنّظامِ الدّينيِ البابليِ المَوْرُوثِ، الذي لائمَ بشكل سهل في السينكريتية و هى النّظام الدّيني التالى في روما، الذي جاء من نفس المصدر. الألمان، بعيدين من أن يَكُونُوا قبيلة من الفارسيين كما يقول هيرودوت، الذين يَبْدو أنهم التّجمعِ الأعظمِ الآشوريين و الكلدان / الفارسيين. الانجلو-سكسونيون و القبائل التي جاءت معهم من الشرق الأوسط، يَبْدو أنها بقاياِ الإمبراطوريةِ البارثيانية العظيمةِ التي كَانتْ حليف ليهوذا و وَقعتْ بين الامبراطورية الفارسية و الإمبراطورية الرومانية، حتى القرن الثانيِ من العصرِ الحاليِ. يَبْدونَ أنهم من أصل عبراني و يدعون أنهم الاسباط العشرة المفقودة لاسرائيل، التي قَدْ انتقلتْ هناك، شمال اركساس في 722 بواسطة الآشوريون. يبدو أن المدعوين مجوس المذكورين فى العهد الجديد جاءوا من هذا الشعب.
القوطيين و الفاندال: صحافة رديئة
اصبحَ اليرك ملكَ القوطيين الغربيين و في 396 احتلَّ اليونان. فى طاعةِ للناموس التوراتي، حَطّمَ تماثيلَ الأوثان هناك و ومن هنا هو يقال أنه سَلبَ أثينا وبعد ذلك دول البلقان في 398. من 401 احتلّوا إيطاليا حتى 403. من 406 اصبح جوندريك (406 - 428) اصبحَ ملكَ الفاندال. فى نفس السنة المملكة البرغندية للورمز قَدْ اُسّستْ. هذه القبائلِ التّوتونيةِ كَانتْ كلها موحدين. اللومبارد يَبْدو أنهم مرتبطين بالانجلو-سكسون و انفصلوا عنهم في الشّمالِ في حركتهم عبر أوروبا، متحركين شمالاً من الجنوب لنهر الدانوب الـ500. تَوسّعوا من هناك بواسطة الحرب، مُسْتَقرّين أيضا في منطقة إيطاليا الشمالية.
]
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 19-09-2011, 12:00 PM
-
بواسطة غزلان في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-04-2006, 08:17 PM
-
بواسطة اسد الصحراء في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 28-03-2006, 01:32 PM
-
بواسطة احمد العربى في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-09-2005, 12:28 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 25-07-2005, 11:09 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات