جاء في لطائف المعارف للامام الحافظ ابن رجب الحنبلي،

- يمكنكم تحميل الكتاب هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=1755

لفصل الأول : أفضل التطوع بالصيام

و لما كان الصيام سراً بين العبد و بين ربه اجتهد المخلصون في إخفائه بكل طريق حتى لا يطلع عليه أحد . قال بعض الصالحين : بلغنا عن عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال : إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته و يمسح شفتيه من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فيظن أنه ليس بصائم

الحكمة في النهي عن صيام الدهر


و قال قتادة : يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام و قال أبو التياح : أدركت أبي و مشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ، و لبس صالح ثيابه . و يروى أن عيسى بن مريم عليه السلام قال : ( إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته و ليمسح شفتيه من دهنه حتى ينظر الناظر إليه فيرى أنه ليس بصائم ).

*ثلاث دلائل على سبق ذكر النبي صلى الله عليه و سلم و التنويه باسمه و نبوته


و الثاني بشارة عيسى به : و عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل و قد قال تعالى : " و إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة و مبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " . و قد كان المسيح عليه الصلاة و السلام يحض على اتباعه و يقول : إنه يبعث السيف فلا يمنعنكم ذلك منه . و روي عنه أنه قال : سوف أذهب أنا و يأتي الذي بعدي لا يتحمدكم بدعواه و لكن يسل السيف فتدخلونه طوعاً و كرهاً . و في المسند " عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله عز و جل أوحى إلى عيسى عليه السلام أني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا و شكروا ، و إن أصابهم ما يكرهون احتسبوا و صبروا ، و لا حلم و لا علم ، قال : يا رب كيف هذا ، و لا حلم و لا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي و علمي " ، قال ابن اسحاق حدثني بعض أهل العلم : أن عيسى بن مريم عليه السلام قال : إن أحب الأمم إلى الله عز و جل لأمة أحمد ، قيل له : و ما فضلهم الذي تذكر ؟ قال : لم تذلل لا إله إلا الله على ألسن أمة من الأمم تذليلها على ألسنتهم

المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم

و قال أبو إسحاق : قيل لموسى عليه السلام : كيف وجدت طعم الموت قال : وجدته كسفود أدخل في صوف فاجتذب . قال : هذا و قد هونا عليك الموت . و يروى أن عيسى عليه السلام كان إذا ذكر الموت يقطر جلده دماً . و كان يقول للحواريين : ادعوا الله أن يخفف عني الموت ، فلقد خفت الموت خوفاً أوقفني مخافة الموت على الموت كيف يطمع في البقاء و ما من الأنبياء إلا من مات ، أم كيف يؤمن هجوم المنايا و لم يسلم الأصفياء و الأحباء هيهات هيهات .
قد مات كل نبي و مات كل بنيه
و مات كل شريف و عاقل و سيفه
لا يوحشنك طريق كل الخلائق فيه



فرحة الصائم عند لقاء ربه

عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس من عمل يوم إلا يختم عليه " . و عن عيسى عليه السلام قال : إن هذا الليل و النهار خزانتان فانظروا ما تضعون فيهما فالأيام خزائن للناس ممتلئة بما خزنوه فيها من خير و شر ، و في يوم القيامة تفتح هذه الخزائن لأهلها فالمتقون يجدون في خزائنهم العز و الكرامة ، و المذنبون يجدون في خزائنهم الحسرة و الندامة
فصل ـ و يلتحق بوظائف شهور السنة الهلالية ـ وظائف فصول السنة الشمسية و فيه ثلاث مجالس ـ المجلس الأول في ذكر فصل الربيع

الغنى غنى القلب و الفقر في القلب و من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، و من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له منها و إنما يضر نفسه " ، و عن عيسى عليه السلام قال : " مثل طالب الدنيا كشارب البحر كلما زاد شرباً منه زاد عطشاً حتى يقتله
*سيرة بن كثير ج 2

فرح النجاشي بوقعة بدر
قال الحافظ البيهقي : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد ، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثني حمزة بن العباس ، حدثنا عبدان بن عثمان ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد ، عن جابر ، عن عبد الرحمن ، رجل من أهل صنعاء ، قال أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب و أصحابه فدخلوا عليه و هو في بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب .
قال جعفر : فأشفقنا منه حسين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال : إني أبشركم بما يسركم ، إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه و أهلك عدوه و أسر فلان و فلان و قتل فلان و فلان ، التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه ، كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضمرة إبله .
فقال له جعفر : ما بالك جالساً على التراب ليس تحتك بساط و عليك هذه الأخلاط ؟
قال : إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى : إن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة . فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه و سلم أحدث له هذا التواضع .

*
سيرة بن كتير ج 1
ذكره عند النصارى
و قد أخبر الله تعالى عن آخر أنبياء بني إسرائيل و خاتمهم عيسى بن مريم أنه قام في بني إسرائيل خطيبا قائلا لهم " إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " . و في الإنجيل البشارة بالفارقليط ، و المراد محمد صلى الله عليه و سلم .
و روى البيهقي " عن الحاكم ، عن الأصم ، عن أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير ، عن يونس بن عمرو ، عن العيزار بن حرب ، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : مكتوب في الإنجيل لافظ و لا غليظ و لا صخاب في الأسواق ، و لا يجزي بالسيئة مثلها بل يعفو ويصفح " .
و قال يعقوب بن سفيان : حدثنا فيض البجلي ، حدثنا سلام بن مسكين ، عن مقاتل بن حيان قال : أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم : جد في أمري و اسمع و اطع يا ابن الطاهرة البكر البتول ، أنا خلقتك من غير فحل فجعلتك آية للعالمين ، فإياي فاعبد . فبين لأهل سوران بالسريانية ، بلغ من بين يديك أني أنا الحق القائم الذي لا أزول ، صدقوا بالنبي الأمي العربي صاحب الجمل و المدرعة و العمامة ، و هي التاج ، و النعلين ، والهرواة ، وهي القضيب ، الجعد الرأس ، الصلت الجبين ، المقرون الحاجبين ، الأنجل العينين ، الأهدب الأشفار ، الأدعج العينين ، الأقنى الأنف ، الواضح الخدين ، الكث اللحية ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، ريح المسك ينضح منه ، كأنه عنقه إبريق فضة ، و كأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من لبته إلى سرته تجري كالقصب ، ليس في بطنه شعر غيره ، شثن الكف والقدم ، إذا جاء مع الناس غمرهم ، و إذا مشى كأنما يتقلع من الصخر و يتحدر من صبب ، ذو النسل القليل ـ و كأنه أراد الذكور من صلبه .
هكذا رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان