مسلمو أوكرانيا يجتذبون عدسات وسائل الإعلام في رمضان
موائد الرحمن تقليد يحرص على حضوره الأغنياء والفقراء
قنوات تلفزيون أوكرانية تجري لقاءات مع مسلمي كييف
مع بداية شهر رمضان المبارك تحول المركز الاسلامي في مدينة كييف التابع لاتحاد المنظمات الاجتماعية في أوكرانيا إلى ما يشبه خلية نحل تزخر بالأنشطة والبرامج الدعوية والثقافية المختلفة ، والتي تحظى بتغطية جيدة من قنوات التلفزيون الأوكرانية التي تهتم بمتابعة أنشطة المسلمين هناك.
وطوال شهر رمضان، أعد المركز الاسلامي برنامجا حافلا بالنشاطات يهدف إلى منح الجالية المسلمة فرصة استشعار روحانية الشهر الفضيل، وتأتي على رأس هذه الأنشطة (موائد الرحمن) التي يقيمها الاتحاد طوال أيام الشهر، ويتسابق أهل الخير من المسلمين لتمويلها في مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي، وتميزت افطارات هذا العام بإقبال أكثر من الأعوام الماضية ، حيث بلغ مرتادي هذه الموائد ما يقارب 400 شخص ضاقت بهم رحاب مسجد المركز الاسلامي في كييف.
و يعلق د. اسماعيل القاضي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية الرائد في اوكرانيا على ذلك قائلا: "كان أبناء الجالية المسلمة ينظرون لهذه الموائد على أنها تقام للفقراء فقط، فكانوا يتحرجون في السابق من ارتيادها،غير أن الأمر اختلف كثيرا هذا العام، حيث أدرك كثير منهم أن لشهر رمضان في المراكز الإسلامية مذاقا خاصا يميزه عن بقية شهور العام، وأصبح حضور هذه الموائد أحد أساليب استشعار روحانية رمضان، وشحذ الهمم على البذل و الطاعة".
ومن بين من حضروا موائد الإفطار الرمضاني في المركز الإسلامي السفير الجنوب إفريقي بأوكرانيا "أشرف سانت سو" الذي اعتنق الإسلام قبل 5 سنوات، وقال خلال حضوره حفلا أقامه المركز لممثلي سفارات الدول العربية والإسلامية إنه "حينما كان يحزم حقائبه إلى كييف ظن أنه سيكون وحيداً ولكنه وجد في المركز مجتمعه وإخوانه"، وأكد على ضرورة تكاتف الجميع وبذلهم الجهود في سبيل المحافظة على هذا العمل وتطويره . وقال إن "الجالية المسلمة في أوكرانيا مازالت صغيرة ولكنها تنمو بسرعة فيجب العمل على أن يكون لها علماؤها وقادتها وذوي التأثير فيها وفي المجتمع" وأكد على "دور الدبلوماسيين في التفاعل مع الجالية المسلمة ومساعدتها على حل مشاكلها وتقديم الدعم لها".
وقبيل موعد الإفطار يوميا، يتحول المسجد إلى خلية نحل، فالجميع يتسابقون للمساعدة في فرش الموائد وتجهيزها، والأطفال يتسابقون لتوزيع التمر والصحون والملاعق على الموائد، وآخرون ينقلون الطعام إلى أماكن النساء.
وبعد الإفطار يتحلق المصلون في المسجد لتلاوة القرآن في انتظار صلاة التراويح.. ووسط هذا المشهد قد يجد المسلم من جالية عربية مسلما آخر من السكان المحليين يقترب منه ليطلب له أن يصحح له قراءته للقرآن، إذ يعتبرون لقاء العرب فرصة لتعلم أحكام التلاوة الصحيحة، أما الأطفال، فقد يأتي أحدهم طالبا من المسلم العربي أن يستمع إليه وهو يتلو سورة "النبأ" أو "عبس" التي سيشترك بها في مسابقة القرآن الكريم التي تقام سنويا في في الـ25 من رمضان ويخصص لها المركز جوائز تشجيعية.
وخلال هذا العام حل ضيفا على المسجد الداعية الإسلامي سامي سعد بلال الذي يعد ويقدم برامج تلفزيونية في محطة تلفزيونية عربية، وصاحب المواعظ التي يلقيها خلال صلاة التراويح ترجمة فورية للغة الروسية.
ومع تصاعد نشاط المسلمين في أوكرانيا.. أبدى مراسلو محطات التلفاز الاوكرانية اهتماما متزايدا بالجالية الإسلامية الناشئة فصاروا يحرصون على الحضور لتصوير الصلاة، والتحاور مع المصلين ومع الأطفال الذين يملأون المسجد، ويقول مسئولو المركز الإسلامي في كييف إن "الصيام وشهر رمضان يثيران الكثير من الأسئلة لدى المجتمع الاوكراني وخاصة فكرة أن يمتنع المسلم عن الاكل والشرب من الشروق حتى الغروب، وهم يجدون أجوبة لدى المركز الاسلامي ولدى المصلين تشرح مفهوم الإيمان والرغبة في إرضاء الله تعالى، ما يثير اعجاب المشاهد الاوكراني عند رؤيته لمثل هذا التقرير على شاشات التلفاز".
رد مع اقتباس
المفضلات