"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"البقرة44 هذه الآية نزلت في اليهود ولكن لا تنطبق عليهم وحدهم , بل علي كل من فعل فعلهم, أي علي من امر بمعروف ولم يعمل به ونهى عن منكر ولم ينته عنه. هذا الصنف كثير في مجتمعنا , فنحن نقول إننا مسلمون ونعمل بعمل غير المسلمين والعياذ بالله .
وهذه الأية توضح لنا منهجا نحن في اشد الحاجة إليه في حياتنا وفي دعوتنا لله ولدين الله , لأن المقصود من هذا الخطاب القرأني تنبيه المؤمنين عامة والدعاة خاصة علي ضرورة التوافق بين القول والعمل , لن الاقتداء بالأفعال أبلغ من الاقتداء بالأقوال .
فمن اراد ان يكون داعية أن يطبق دعوته علي نفسه , لأن الدين كلمة تقال وسلوك يفعل فإذا انفصلت الكلمة عن الفعل ضاعت الدعوة , فالله سبحانه وتعالى يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ " (الصف 2, 3). وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ " أي أن سلوكه وفق ما جاء به القرآن وما أمر به , إذ أن العمل ثمرة العلم , ولا خير في علم بغير عمل .
فالأمر بالمعروف واجب علي العالم , وإذا أراد ان يصدقه الناس أن يفعل ما امرهم به ولا يتخلف عنهم , كما قال سيدنا شعيب عليه السلام : " وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ" هود88.
نسأل الله التوفيق لدعاتنا ومشايخنا ولعامة المسلمين إلى السداد في الرأي والصلاح وصدق النية في العمل والهداية إلى سبيل الرشاد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رد مع اقتباس
( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا )
قال ( ما أصاب أحدًا قط هم ولاحزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك نا صيتى بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أواستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى و ذهاب همى : إلا أذهب الله حزنه و همه وأبدله مكانه فرحا-( الحديث : رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود حديث 3712 مسند الإمام أحمد بتحقيق الشيخ أحمد شاكر وقال إسناده صحيح ورواه أبو يعلى في مسنده 5/135 حديث 5276 ورواه الطبرانى في كتاب الدعاء عنه 2/1279 حديث 1035و ورواه ابن أبى شيبة في المصنف 10/253 وابن حبان في صحيحه كما في الموارد برقم 589 والإحسان 2/230 حديث 2372 ورواه الطبرانى في المعجم الكبير 10/209 و رواه الحارث بن أبى أسامة في مسنده كما في زوائده برقم 251 و رواه البزار في مسنده 4/31 حديث 3122 وابن السنى في عمل اليوم و الليلة345 و أورده ابن تيمية في الكلم الطيب برقم 123 وصححه وأورده أبن القيم في شفاء العليل في القضاء والتنزيل ص 274 وصححه وأورده الهيثمى في المجمع و قال رواه أحمد و الطبرانى وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح غير أبى سلمة الجهنى وقد وثقه ابن حبان - مجمع الزوائد للهيثمى 10/186وأورده الألبانى في الصحيحه حديث 198- 1/1/383ولأبى سلمة الجهنى ترجمة في التاريخ الكبير للبخارى ولم يذكر فيه جرحا –التاريخ الكبير 9/39).gif)



المفضلات