الرد على شبهة الزريبة العربية: نسف نظافة النبي محمد(حاشا لله)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد وردت هذه الشبهة في منتدى الزريبة العربية، يهدفون بها لإثبات عدم نظافة النبي الكريم، متسخدمين بعض الأخبار التي وردت في الأخبار الصحيحة. وهذا تفنيد للشبهة من أساسها وهدمهما من قواعدها.
وقيام الشبهة في الأساس على عدة أحاديث ، ومن هنا نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم. وسنسوق الروايات والأدلة وما كان فيه الصواب فمن الله وما كان فيه الزلل فمن نفسي والشيطان.
جاءت في صحيح مسلم تلك الرواية في باب (جواز أكل المحدث الطعام وأنه لا كراهة في ذلك وأن الوضوء ليس على الفور)
حدثني محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة حدثنا أبوعاصم عن ابن جريج قال حدثنا سعيد بن حويرث أنه سمع ابن عباس يقولا : "إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته من الخلاء فقرب إليه طعام فأكل ولم يمس ماء."
قال: وزادني عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: إنك لم توضأ ، قال: "ما أردت صلاة فأتوضأ" ، وزعم عمرو أنه سمع من سعيد بن الحويرث.
وأساس الشبهة تقوم على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دخل قام إلى قضاء حاجته ثم أكل بدون غسل يده.
وهذا هو نقض الشبهة من وجوه:
1-التذييل الذي هو في آخر الحديث يدل على معنى كلمة (ولم يمس ماء) ، والمقصود هو ماء الوضوء وليس الماء بعمومه.
ولذلك من يقرأ التذييل يجد الكلام عن الوضوء وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له لما جاء يأكل ولم يتوضأ ، فقال أن التوضأ يكون للصلاة وليس للطعام ولذلك لم يمس ماء الوضوء قبل الطعام.
فلو قرأ صاحب الشبهة كل الرواية لكف عنا وسكت.
2- أيضا ً لو جال في خاطر الجاهل صاحب الشبهة أن ينظر إلى عنوان الباب الذي وضع فيه الحديث لوجد أن اسمه (جواز أكل المحدث الطعام وأنه لا كراهة في ذلك وأن الوضوء ليس على الفور) ، وهو نقض للشبهة من أساسها.
3- وهنا فائدة من اسلوب الإمام مسلم في التبويب: الإمام مسلم قد عمد في صحيحه على أنه يبدأ في الباب بأصح الروايات ويليها التي تليها في الصحة وهكذا. وليس معنى هذا أنه يوجد فيه من السقيم ، كلا ، فيقال هذا الرجل "قوي" وهذ الرجل "أقوى" فكلاهما قوي ولكن درجات القوة تتفاوت ، فالروايات جميعها صحيحة ولكن درجة الصحة هي التي تختلف من رواية لرواية.
فقد قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه ما يلي: ((فأما القسم الأول: فإنا نتوخى أن نقدم الأخبار التي هي أسلم من العيوب من غيرها وأنقى من أن يكون ناقلوها أهل استقامة في الحديث وإتقان لما نقلوا لم يوجد في روايتهم تخليط فاحش كما قد عثر فيه على كثير من المحدثين وبأن ذلك من حديثهم.
فإذا نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من الناس أتبعناها أخبارا ً يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المقدم قبلهم ، على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم ، فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب ويزيد ابن أبي زياد وليث بن أبي سليم وأضرابهم من حمال الآثار ونقال الأخبار.)) انتهى. (1)
ومن هنا يفهم أن الإمام مسلم قد جرت العادة في صحيحه أنه يقدم الأخبار التي يراها هي الأقوى ثم التي تليها ثم التي تليها ، حتى إن وصل للضعيف لا يضعه في مصنفه.
وقد جاء في فتاوى مركز الفتوى على الشبكة الإسلامية ما نصه: ((فالإمام مسلم -رحمه الله- قد أعلن في مقدمة صحيحة أنه يقسم الأحاديث ثلاثة أقسام: الأول ما رواه الحفاظ المتقنون، والثاني ما رواه المستورون المتوسطون في الحفظ والإتقان، والثالث ما رواه الضعفاء والمتروكون، وأنه إذا فرغ من القسم الأول أتبعه الثاني، وأما الثالث فلا يعرج عليه، بل يتركه.
وقد اختلف العلماء في المراد بهذا التقسيم، فمنهم من رأى أنه سيفرد لكل طبقة كتاباً، ومنهم من رأى غير ذلك، والصحيح أنه إنما أراد أن يرتب أحاديث كل باب حسب التقسيم الذي اعتمده في الصحة، قال النووي في مقدمته على صحيح مسلم: فالحاكم تأول أنه إنما أراد أن يفرد لكل طبقة كتاباً، ويأتي بأحاديثها خاصة مفردة، وليس ذلك مراده، بل إنما أراد بما ظهر من تأليفه وبان من غرضه أن يجمع ذلك في الأبواب ويأتي بأحاديث الطبقتين، فيبدأ بالأولى ثم يأتي بالثانية على طريق الاستشهاد والاتباع... 1/23.)) انتهى. (2)
ولذلك من هنا نقول أن الرواية التي احتج بها صاحب الشبهة هي الرواية الرابعة والأخيرة في بابها ، وقد ترك الأولى والثانية والثالثة لما فيهم من وضوح المقصود بأن الأمر يتعلق بماء الوضوء ولا يتعلق كما خيل لصاحب الشبهة.
ويرجى مراجعة ترتيب الباب من المصدر على هذا الرابط: http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=1&n=807
يــــتــبــــــــــع .........
المفضلات