قصة المرأة الزانية
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد:
يؤمن المسلم أن كتاب اليهود والنصارى قد تدخلت فيه أيادى الناس بالحذف والإضافة والتبديل وهذا نابع من إيمانهم بكتاب ربهم وبكلام نبيهم صلي الله عليه وسلم فقد قال الله عز وجل: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) سورة البقرة.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى بن أَبِي سَمِينَةَ، ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرٍو الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ بندَارٌ، قَالا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن عُمَرَ، حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بن قَهْمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ مُعَاذَ بن جَبَلٍ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ رَأَى الْيَهُودَ يَسْجُدُونَ لأَحْبَارِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ، وَرَأَى النَّصَارَى يَسْجُدُونَ لأَسَاقِفَتِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ سَجَدَ لَهُ، فَقَالَ:"مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟"فَقَالَ: إِنِّي قَدِمْتُ الشَّامَ، فَرَأَيْتُ الْيَهُودَ يَسْجُدُونَ لِعُلَمَائِهِمْ وَأَحْبَارِهِمْ، وَرَأَيْتُ النَّصَارَى يَسْجُدُونَ لِقِسِّيسِيهِمْ وَرُهْبَانَهُمْ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: تَحِيَّةَ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ كَمَا حَرَّفُوا كِتَابَهُمْ، لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا".
والحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير 7/20 برقم 7141 والحاكم في المستدرك برقم 7433 وقال « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » ورواه أحمد برقم 18591.

- وروى الإمام البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ. برقم 6815 ورواه عن ابن عباس أيضاً بلفظ آخر.

- قال الضحاك عن ابن عباس: إن الآية نزلت في اليهود والنصارى جميعا وذلك أنهم حرَّفوا التوراة والإنجيل وألحقوا بكتاب الله ما ليس منه.
جاء في تفسير البغوي 2/59 في تفسير قوله تعالى { وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ }

- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: " " وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " , قال: هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْيَهُودُ حَرَّفُوا كِتَابَ اللَّهِ، وَابْتَدَعُوا فِيهِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ". رواه ابن أبي حاتم في تفسيره برقم 3787

• حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"وإن منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب"، حتى بلغ:"وهم يعلمون"، هم أعداء الله اليهود، حرَّفوا كتابَ الله، وابتدعوا فيه، وزعموا أنه من عند الله. رواه الطبري برقم 7292


فإيمان المسلمين نابعٌ من كلام ربهم وسنة نبيهم وفهم خير الناس وهم القرون الثلاثة الأُوَل.
ولكل من يبحث عن الحق أقول:-
لا أزعم أنني أول من كتب في هذا الأمر لكن أرجو أن أكون في هذا البحث أحطت بالموضوع من كل جانب.
سأعرض عليكم مثالاً من تحريف أهل الكتاب لكتبهم وهو عبارة عن قصة وردت في إنجيل يوحنا، مثال صارخ علي تحريف الإنجيل الذي بين أيدي النصاري اليوم وهو قصة المرأة الزانية وأولاً أضع أمامكم نص القصة من الترجمة المتداولة بين عوام النصاري في أغلب العالم العربي - ترجمة الفاندياك -
يوحنا 7: 53 فمضى كل واحد الى بيته
8: 1 اما يسوع فمضى الى جبل الزيتون
8: 2 ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح و جاء اليه جميع الشعب فجلس يعلمهم
8: 3 و قدم اليه الكتبة و الفريسيون امراة امسكت في زنا و لما اقاموها في الوسط
8: 4 قالوا له يا معلم هذه المراة امسكت و هي تزني في ذات الفعل
8: 5 و موسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت
8: 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه و اما يسوع فانحنى الى اسفل و كان يكتب باصبعه على الارض
8: 7 و لما استمروا يسالونه انتصب و قال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر
8: 8 ثم انحنى ايضا الى اسفل و كان يكتب على الارض
8: 9 و اما هم فلما سمعوا و كانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين و بقي يسوع وحده و المراة واقفة في الوسط
8: 10 فلما انتصب يسوع و لم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد
8: 11 فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع و لا انا ادينك اذهبي و لا تخطئي ايضا.
القصة تشغل 12 عدد في إنجيل يوحنا بداية من يوحنا 7: 53 إلي 8: 11.
خطورة القصة:
تكمن خطورة القصة في عدة نقاط تظهر عند قراءة شرح القصة عند المفسرين النصاري:-
1- إبطال حكم رجم الزاني الذي أتى في لاويين 20: 10 - تثنية 22: 22.
2- المسيح لم يحكم عليها بالقتل لأنه سيدفع ثمن براءتها - صلبه – "تفسير أنطونيوس فكري"
3- إظهار النقص في تشريع العهد القديم.
4- يظن النصارى أن الرحمة تتنافى مع رجم الزاني،لذلك لم يرجمها المسيح ولم يأذن لهم برجمها.
5- تعطيل كافة الحدود الموجودة في العهد القديم بحجة أنه لابد أن يكون من يقيم الحد بلا خطية.
في هذا البحث سنحاول التعرف علي صحة هذه القصة من عدمه من خلال الدراسة الداخلية للنص نفسه و آراء النقاد وتصفح المخطوطات ومن خلال أقوال علماء النصارى.

النقد الداخلي:
عند دراسة القصة نفسها ومقارنتها بما جاء في إنجيل يوحنا يتبين لنا ما يلي:
- إذا قرأنا بداية من 7: 52 وتابعنا القراءة للنص 8: 12 سنجد أن النص طبيعي جداً ولا يظهر أننا تركنا منه أي جزء )اجابوا وقالوا له ألعلك انت ايضا من الجليل.فتّش وانظر.انه لم يقم نبي من الجليل. ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم.من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة) يبدو النص وكأننا لم نقتطع منه شيئاً.
-أين ذهب الرجل الذي كان معها في الزنى؟كلاهما مستوجب الرجم حسب ما جاء في سفر اللاويين.
-عند قراءة ما قبل القصة وما بعدها نلاحظ أن يسوع يبدو وكأنه يتحدث مع نفسه ففي يوحنا8: 12 نقرأ ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً....كيف هذا وهم(الكتبة وافريسيين) قد ذهبوا وتركوه معه المرأة؟ يبدو أن يسوع كان مختلاً وهذا ما لا يقوله مؤمن...حااشاااا
- كاتب الإنجيل لا يستخدم كلمتي الكتبة γραμματεις والفريسيين φαρισαιοι أبداً لكنه يستخدم بدلاً من الكلمتين كلمة اليهود ιουδαιοι ، وذكر الأب متى المسكين في شرح إنجيل يوحنا: "ذكرُ كلمة "الكتبة" مع "الفريسيين" ليس أصلاً من استخدام ق. يوحنا وهي تخصيص للجماعة المدققة ، ويكني عن الإثنين في إنجيل يوحنا عادة بـ"اليهود" ." شرح إنجيل القديس يوحنا- المؤلف الأب متي المسكين طبعة 1990- مطبعة دير القديس أنبا مقار - وادي النطرون.ص511.
- كلمة الكتبة γραμματεις لم تذكر في إنجيل يوحنا أبداً غير هذه المرة.
- كاتب إنجيل يوحنا لا يستخدم كلمتي جبل الزيتون ορος των ελαιων أبداً، فلم يَذكُر هذا التعبير في الإنجيل أبداً في غير هذه القصة.
هذا جدول مبسط يوضح الكلمات التي لم تسخدم في إنجيل يوحنا إلا في هذه القصة :-

يتبين من النقد الداخي للقصة ومقارنتها باسلوب إنجيل يوحنا أنها غير أصلية في الإنجيل.

وهذه جزء من الصفحة رقم 509 من كتاب الأب متي المسكين شرح إنجيل يوحنا :

هل القصة موجودة في الكتب والمخطوطات القديمة؟
يتبع......