اسمع ياصهيوني:
اسمع ياصهيوني : اذا كنت لا زلت تعتقد حقا أن الهك اله واحد، وأن الله الذي خلقك خلق غيرك من الألوان والأجناس والألسن. وان كنت لا تزال تدعي أنك تحب الرب الهك،
وتحافظ على شريعته، الرب الذي انقذ جلدك، وأتى بك من أقاصي الأرض، عزيزا مكرما، وقد كنت ذليلا منبوذا، وجعل لك دولة وجيشا قويا، وجعل لك حكومة ووزراء وتمثيلا في هيئة الأمم، ووهبك سفراء يجوبون العالم ويتكلمون بكل حرية وفصاحة، وألهم من أجلك دولا عظمى تقف الى جانبك وتساندك في السراء والضراء، وتناصرك حتى في خطئك وفي ظلمك، وتعطيك المال والسلاح بلا حساب. فلدي أخبار لن تسرك يا اسرائيل، وعندي كلام تضعه حلقة في اذنك، لا يرضي غرورك.
اسمع يا صهيوني:
قد لا تزال تعتقد أنك حقا شعب الله المختار، وأنك صاحب الحظوة في السماء، المفضل عند الرب على جميع العالمين، وتظل تقول ان الله ارسلك لتكون نورا للأغيار، ولتقيم العدل، وترفع الجور عن الأرض، وتجعل الذئب يأكل مع الحمل الوديع، وتطبع السيف ليصير منجلا. فكيف يكون هذا وما تقوم به من قتل الأطفال، ومن تجويع الناس، ومن قطع الطرق، ومن ارهاب الأبرياء، ومن قصف المدن الآمنة بالنار والكبريت؟
اسمع ياصهيوني:
لقد صبرت عليك كثيرا. انقذتك من المحرقة، أنجيتك من الإبادة، أردتك أن تتعلم درسا ولكنك لم تتعلم. أعدت لك مكانتك وقدرك الذي تفتخر به بين شعوب الأرض، فلم تشكر ولم تكترث.بل كثر خطأك وتنامى غيّك، وما زادك ذلك الا شهوة في السلطة والانتقام. هل هذه شريعتي يا صهيون؟ طرد الناس والاستيلاء على بلادهم . هل قتلت وورثت أيضا؟ اهلكت الحرث والنسل؟ وهل هذا النور الذي جئت به للعالم: تدمير الجامعة في غزة، واغلاقها في بير زيت والخليل وجنين؟ وهل هذه الرسالة التي جئت تشيعها بين الناس: وضع الحواجز في الطرقات، واغلاق البلدات وحصارها، وحبس المخالفين لقوانينك الجائرة وتقتيلهم، وبناء الجدار بينك وبين الذين تقول انك جئت تنير عقولهم؟ هل هذا هو العهد الذي بيني وبينك يا اسرائيل؟
إسمع ياصهيوني:
من يريد الكل يخسر الكل. ومن يتطاول على الله يذله الله. وعلامة التطاول على الله التطاول على عباده. وعلامة الاستعلاء على الله الاستعلاء على عباده. فافهم جيدا ما سأقوله لك يا اسرائيل وادخله جيدا الى رأسك. ولا تقل ان الأرض ملكي والعباد عبادي، فالأرض لله يعطيها من يشاء ويمنعها من يشاء. ومالك البيت قد يصبح فاقده، والملك يغدو عبدا فقيرا، والقوي يصبح ضعيفا ذليلا. ومن مثلك يعرف ذلك يا اسرائيل. هذا امتحان لك يا اسرائيل، بيني وبينك، في هذا الزمن وعلى هذه الأرض. والا ما تظنه يكون، وقد جعلت لك هذه السطوة وأسبغت عليك هذه القوة، وجعلت يدك هي العليا في بلاد كنت تتمنى أن تكون مواطنا فيها قبل سنين؟ وبين أناس كنت تتمنى أن يعطوك شرف الإنتماء اليهم في يوم من الأيام؟
فاسمع ياصهيوني:
لقد بلغتني صيحة الضعفاء، وقد وصلتني الى السماء السابعة شكوى الذين قتلت وقطعت أوصالهم وأحرقت بيوتهم، واستوليت على بيوتهم. زادت الشرور عن حدها. ويل للأمة الخاطئة. ارتدت الى الوراء، نسيت الوصايا العشر، بل نسيت السادسة والثامنة. كل الرأس مريض وكل القلب سقيم، من أسفل القدم الى أعلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرح وإحباط. كبرياء فاسدة، وأفكار ملعونة. من لا يحترم الناس لا يحترم الله. من يسرق الناس يسرق الله، ومن يذبح الناس يذبح أبناء الله صنع يديه .
ويل للأمة التي زعماؤها متغطرسون ضالون لا يعرفون الرحمة، ولا يقبلون الاسترحام، موت الأطفال لا يهزهم ،لا يثنيهم عما يقدمون عليه وما تقترفه أيديهم. زعماؤه لا يؤمنون الا بالسلطة ولا يرغبون شيئا غير القوة. كيف صار رؤساؤك يا اسرائيل متمردين ولغفاء اللصوص. كل واحد منهم يحب الرشوة،، ويتبع العطايا. لا يقضون لليتيم، ودعوى الأرامل لا تصل اليهم؟
وان كان اسرائيل لا يريد أن يسمع ولا أن يمتثل، فكونوا شهودا أيتها الأمم. ربّيت بنينا ونشّأتهم. أما هم فقد عصوا عليّ، ولم يسمعوا كلامي. رفضوا نصائحي، صرخت فلم يسمعوا وانذرت فلم يفقهوا. ليكن هذا تحذيري لك يا اسرائيل أمام الجميع. عد الى رشدك، واعرف حجمك، وقلل من كبريائك وغطرستك، ولا تمش في الأرض مرحا.واعلم أن من يناقض شريعتي أجعله ملعونا في الأرض والسماء.
ارفع يدك يا اسرائيل فهي ثقيلة ظالمة. طائراتك لا تنفعك، فعندي ما هو أقوى منها. جبروتك وصواريخك لا تنفعك لو انزلت عليك ذرة من غضبي ومن عنفواني. ومن مثلك ياصهيوني يعرف غضبي وعنفواني؟ من مثلك ياصهيوني ينسى ما ينبغي الا ينسى؟ لا تظلم وأنت الهارب من الظلم. لا تقتل حيث كنت طريدا مطلوبا للقتل في كل مكان. لا تفسد في الأرض، ولا تأكل أموال الناس، ولا تقطف زيتونهم في الخليل، ولا تقتلع أشجارهم في جنين ونابلس، لا تنصب سدّا في أرضهم. فأعظم السدود سقطت، ولم يسمع دويّ لسقوطها.
اسمع ياصهيوني :
الثور يعرف قانيه، والحمار يعرف معلف صاحبه. أما أنت فلا تعرف. تريد أن ترضخ لك شعوب الأرض؟ وأن تكون لك البلاد تفعل بها ما تشاء، تحكم وتغلق البيوت وتسد الطرق، تمنع الطعام عن الجياع، الدواء عن المرضى. هل هذه رسالتك الخالدة بين الأمم؟ هل أنا نصّبتك حاكما الهيا في أورشليم وفرعونا صغيرا في تل - أبيب؟
تريدون أن تقيموا معبدا في أورشليم؟ لماذا؟ فحين تبسطون أيديكم أستر نفسي عنكم. من طلب هذا منكم؟ من سمح لكم أن تدوسوا دياري؟ لماذا لي كثرة ذبائحكم؟ لست أطيق صلاتكم. شهوركم وأعيادكم عافتها نفسي. صارت علي ثقيلة. لست أطيق الإثم والاعتكاف. وان كثرتم الصلاة لا أسمع.
وماذا في القدس غير المعابد؟ وماذا يعبد الناس في القدس؟ من طلب منك يا اسرائيل أن تقلع من أجل أن تزرع؟ من طلب منك أن تقتل من أجل أن ترث؟ انظر كيف صارت القرية الآمنة في عهدك يقتلها الخوف، والبلاد تملؤها الدماء من شمالها الى جنوبها، حتى لم يعد مكان آمن.
اسمع يا صهيوني واصغي الي يا صهيون: ان الله ينتقم من أعدائه وممن لا يحفظون وصيته ويلقون كلامه وشريعته في التراب. وهلاك المذنبين والخطاة يكون سواء. يحترقون جميعا وليس من مطفيء.
.gif)
رد مع اقتباس
.gif)
المفضلات