الحمد لله ذي الجلا ل والإكرام والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام وبعد:
فإن الله جلت قدرته وتعالت حكمته امتن على عموم عباده بأن نوع وعدد شواهد الإيمان به وبصدق رسله ، فكانت الآيات العظيمة الناطقة بالإيمان على نوعين :
1- الآيات البيانية المسطورة ( الوحي)
2- الآيات العيانية المنظورة( وهي ما بثه الله في آفاق هذا الكون المشهود)
وجعل هذين النوعين مصدقا بعضها للآخر فلا يتناقضان مطلقا، بل يشهد بعضها لبعض ويصدق بعضها بعضا فتقوم بذلك الحجة وتتضح المحجة.
وقد جمع الله سبحانه بين النوعين في مواضع من كتابه الكريم أقتصر على ذكر واحد منها وهو قوله سبحانه " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين"
فالخلق : آياته المشهودة ومخلوقاته
والأمر: وحيه وكلماته الشرعية والكونية.
فنحمد الله على ما من به علينا من الإسلام فإنك مهما قلبت في نصوص الكتاب والسنة فلن تجد قطعا ما يناقض الواقع المشهود . . . هذا بخلاف ما عليه غيرنا من الطوائف والملل ومنهم " المسيحيون".
فمن أعظم تناقضاتهم الكثيرة قضية "فداء الرب" المزعومة وكيف يشهد الواقع المحسوس ببطلانها وسأوضح ذلك...
فعند النصارى يفسرون "موت الرب" على الصليب أنه كان بإرادته ورضاه وهوبذلك يكفر عن البشرية الخطيئة الأولى الموروثة !! فعندما تتصور هذه القضية جيدا فإنك حتما تخرج بنتيجة حتمية مفادها مدى المحبة العظيمة الخيالية لهذا الرب لبني الإنسان حتى يتحمل عنهم هذه الآلام والمشاق ليحقق لهم الخلاص الأبدي . . .
فلو طابقت بين هذه الرؤية المسيحية "لإله المحبة "وحاولت أن تجمع بينها وبين الواقع المشهود فإنك حتما ستقف أمام تناقضات واضحة ومشكلات صعبة يستعصي تفسيرها على مقتضى الإيمان المسيحي بالرب الرقيق العطوف ، فمجرد وقوفك على بعض الوقائع المشاهدة يوميا فستنسف هذه العقيدة.
فكيف تفسر أيها المسيحي آلام الآلاف بل الملايين من ألأطفال الذين يعانون من أمراض خبيثة وآلام مبرحة منذ أول أيام دخولهم لهذا العالم؟؟
وكيف تفسر البؤس والجوع الذي يعانيه الملايين من الناس ؟؟ والأمراض المزمنة ؟
وحتى معاناة الحيوان ؟ كيف تفسرها وفق عقيدتك في الرب الرقيق ؟؟
بل هذا الموت الذي يذل الرقاب ويخرس الألسن ومدى آلامه ومرارات كأسه التي لا يمكن أن توصف ؟؟ فسرها يا عابد المسيح (' الشخص الرقيق الهادئ المحب!! )
إنك ترى أن هذا التصور للإله خاطئ ومصادم للواقع ، ثم إن هذا الحدث العظيم بزعمكم وهو موت الرب موجب لتغيرات عميقة وآثار كبيرة . . . لكن المشاهد في الدنيا هو بقاء كل شيء على ما هو عليه من الخير والشر!! وكما قيل :
" تمخض الجمل فولد فأرا !!!!"
" ومــــــــــــات الرب " فــــــــــــــــكــان ماذا؟؟؟
المفضلات