بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على منْ لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه مقالة نذكر بها أنفسنا وإخواننا عسى أن تكون نبراساً نهتدي بها في ظلمات الفتن الحالكة، التي كثرت وزادت حتى نسي أكثر المسلمين كثيراً من سنن الهدى التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، ومن السنن التي يغفل عنها كثير من الناس في زماننا بسبب انهماكهم في حياتهم الدنيا، وسعيهم في كسب قوت يومهم، فلم يتعرضوا لنفحات ربهم تبارك وتعالى في هذه الآونة الفاضلة، فقد أخرج الطبراني بسند صحيح من حديث محمد بن مسلمة رضي الله عنه مرفوعاً قال: { إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها } انظر السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمة الله تعالى 4/512
فالسعيد مَنْ استطاع أن يغتنم هذه المواسم والأوقات، وتقرب فيها إلى مولاه جل في علاه بما فيها من وظائف الطاعات، التي تذهب السيئات، وتَحُطُ الخطيئات، وتزيد في الحسنات، وترفع الدرجات، فعسى أن تُصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادةً يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات.
إخواني الأفاضل، وأخواتي الفضليات، غداً كما تعلمون غرة شهر شعبان، فماذا كان يعمل فيه النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
الجواب: كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الصوم في هذا الشهر، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: { ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً } متفق عليه.
الحكمة من ذلك؟؟؟
الجواب: الحكمة من ذلك ما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: { شعبانُ بين رجب ورمضان، يَغْفُل الناسُ عنه، تُرفع فيه أعمال العباد، فأحب أنْ لا يُرفع عملي إلا وأنا صائم } الحديث حسنه الشيخ الألباني رحمة الله تعالى عليه في السلسلة الصحيحة 4/522 حديث رقم 1898 وانظر صحيح الجامع 1/691 حديث رقم 3711
فالصوم من أجل الطاعات، وقربة من أعظم القربات، ولذلك اختصه الله تعالى من بين سائر العبادات، ولكن علينا أن ننال قسطاً وافراً أيضاً من باقي الأعمال الصالحة من قراءة القرآن وصلاة الليل، والمحافظة على السنن الرواتب، والأذكار الموظفة والمطلقة وصلة الأرحام وأداء الحقوق والتخلص من مظالم العباد، وغير ذلك كثير.
هذا ما أردنا أن نوقف إخواننا عليه من بعض ما جاء من فضائل الأعمال في شهر شعبان، سائلاً مولانا الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإخواننا المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته