بسم الله الرحمن الرحيم

الشبهة :
نقرا من سيرة ابن هشام الجزء الاول :
((
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ الظَّفَرِيُّ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالُوا: قَدِمَ سُوَيْدُ بْنُ [4] صَامِتٍ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا،وَكَانَ سُوَيْدُ إنَّمَا يُسَمِّيهِ قَوْمُهُ فِيهِمْ: الْكَامِلَ، لِجَلَدِهِ وَشِعْرِهِ وَشَرَفِهِ وَنَسَبِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:أَلَا رُبَّ مَنْ تَدْعُو صَدِيقًا وَلَوْ تَرَى ... مَقَالَتَهُ بِالْغَيْبِ سَاءَكَ مَا يَفْرِي [1]مَقَالَتُهُ كَالشَّهْدِ مَا كَانَ شَاهِدًا ... وَبِالْغَيْبِ مَأْثُورٌ عَلَى ثُغْرَةِ النَّحْرِ [2]يَسُرُّكَ بَادِيهِ وَتَحْتَ أَدِيَمِهِ ... نَمِيمَةُ غِشٍّ تَبْتَرِي عَقَبَ الظَّهْرِ [3]تبِينُ لَكَ الْعَيْنَانِ مَا هُوَ كَاتِمٌ ... مِنْ الْغِلِّ وَالْبَغْضَاءِ بِالنَّظَرِ الشَّزْرفَرِشْنِي بِخَيْرٍ طَالَمَا قَدْ بَرَيْتنِي [4] ... فَخَيْرُ [5] الْمَوَالِي مَنْ يَرِيشُ وَلَا يَبْرِيوَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: وَنَافَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي زِعْبِ [6] بن مَالك مائَة نَاقَةٍ، إلَى كَاهِنَةٍ مِنْ كُهَّانِ الْعَرَبِ، فَقَضَتْ لَهُ. فَانْصَرَفَ عَنْهَا هُوَ وَالسُّلَمِيُّ، لَيْسَ مَعَهُمَا غَيْرُهَا، فَلَمَّا فَرَّقَتْ بَيْنَهُمَا الطَّرِيق، قَالَ: مَا لي، يَا أَخَا بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: أَبْعَثُ إلَيْكَ بِهِ، قَالَ: فَمَنْ لِي بِذَلِكَ إذَا فُتَّنِي بِهِ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: كَلَّا، وَاَلَّذِي نَفْسُ سُوَيْدٍ بِيَدِهِ، لَا تُفَارِقَنِّي حَتَّى أُوتَى بِمَالِي، فَاِتَّخَذَا [7] فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ أَوْثَقَهُ رِبَاطًا، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ إلَى دَارِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى بَعَثَتْ إلَيْهِ سُلَيْمٌ بِاَلَّذِي لَهُ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ:لَا تَحْسَبَنِّي يَا بْنَ زِعْبِ بْنِ مَالِكٍ ... كَمَنْ كُنْتَ تُرْدِي بِالْغُيُوبِ وَتَخْتِلُ [8]تَحَوَّلْتَ قِرْنًا إذْ صُرِعْتَ بِعِزَّةٍ [9] ... كَذَلِكَ إِنَّ الْحَازِمَ الْمُتَحَوِّلُ ضَرَبْتُ بِهِ إِبْطَ «الشَّمَالِ فَلَمْ يَزَلْ ... عَلَى كُلِّ حَالٍ خَدُّهُ هُوَ أَسْفَلُفِي أَشْعَارٍ كَثِيرَةٍ كَانَ يَقُولُهَا.فَتَصَدَّى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ بِهِ، فَدَعَاهُ إلَى اللَّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدٌ: فَلَعَلَّ الَّذِي مَعَكَ مِثْل الَّذِي مَعِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ: مَجَلَّةُ [1] لُقْمَانَ [2]- يَعْنِي حِكْمَةَ لُقْمَانَ- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُانَّ هَذَا لَكَلَامٌ حَسَنٌ، وَاَلَّذِي مَعِي أَفَضْلُ مِنْ هَذَا، قُرْآنٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ، هُوَ هُدًى وَنُورٌ. فَتَلَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، وَدَعَاهُ إلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ، وَقَالَ: إنَّ هَذَا لَقَوْلٌ حَسَنٌ. ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى قَوْمِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ قتلته الْخَزْرَج، فان كَانَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ لَيَقُولُونَ:إنَّا لَنَرَاهُ قَدْ قُتِلَ وَهُوَ مُسْلِمٌ. وَكَانَ قَتْلُهُ قَبْلَ يَوْمِ بُعَاثٍ [3] . ))

قال المدعي : ان هذا يثبت ان النبي عليه الصلاة و السلام اخذ قصة لقمان عليه السلام من سويد بن الصامت

الرد :

اولا : هذه الرواية من ناحية السند لا تثبت و العلة :
الابهام في السند فلا نعرف من هم شيوخ عاصم بن عمر الذين اخذ منهم الرواية فهذا حكمه حكم المجهول و معظم شيوخه من التابعين . وقد ضعفها مجدي فتحي السيد في تحقيقه لسيرة ابن هشام الجزء الثاني الرواية رقم 429 وقال:
((
حديث ضعيف و اسناده مرسل اخرجه البيهقي (2/ 419) في الدلائل، و الطبري في تاريخه (2/ 351) و اورده ابن كثير (3/ 147) في البداية عن ابن اسحاق مرسلا . ))

ثانيا : على فرض صحة الرواية فانها لا تثبت صحة الاقتباس و ذلك للوجوه الاتية :

الوجه الاول : كان سويد بن الصامت يعتبر ابن خالة عبد المطلب و ابنته هي ام عاتكة بنت زيد بن عمرو فقد كان اذا ذا نسب ورحم مع قريش خاصة مع بني هاشم و بني عدي و هذا يجعله معروفا لدى اهل مكة من قريش ويجعل من حكمه شعره معروفا لديهم ايضا و مع ذلك لم يتهموا النبي عليه الصلاة و السلام باقتباس قصة لقمان الحكيم منه .
نقرا من الروض الانف في شرح سيرة ابن هشام للسهيلي رحمه الله الجزء الرابع :
(( وَسُوَيْدٌ: هُوَ الْكَامِلُ وَهُوَ ابْنُ الصّلْتِ بْنِ حَوْطِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمّهُ لَيْلَى بِنْتُ عَمْرٍو النّجّارِيّةُ أُخْتُ سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو [بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيَدِ بْنِ خِدَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيّ بْنِ النّجّارِ [تَيْمِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ] أُمّ عَبْدِ الْمُطّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، فَسُوَيْدٌ هَذَا ابْنُ خَالَةِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ، وَبِنْتُ سُوَيْدٍ هِيَ أُمّ عَاتِكَةَ أُخْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ، فَهُوَ جَدّهَا لِأُمّهَا وَاسْمُ أُمّهَا: زَيْنَبُ وَقِيلَ جَلِيسَةُ بِنْتُ سُوَيْدٍ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الزّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ))و كما قلنا فان قريشا لم يتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بانه اخذ من سويد مع علمهم بشعر سويد بن الصامت انما اتهموه بطفلين سريانيين لا يجيدان من العربية الا النزر اليسير !!!قال تعالى (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) ))

نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة النحل :
((
وقال آخرون: بل كانا غلامين اسم أحدهما يسار والآخر جَبْر.
* ذكر من قال ذلك:حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن حُصَيْن، عن عبد الله بن مسلم الحضرميّ: أنه كان لهم عبدان من أهل عير اليمن، وكانا طفلين، وكان يُقال لأحدهما يسار ، والآخر جبر، فكانا يقرآن التوراة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما جلس إليهما، فقال كفار قريش: إنما يجلس إليهما يتعلم منهما، فأنـزل الله تعالى ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ).حدثني المثنى، قال: ثنا معن بن أسد، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن عبد الله بن مسلم الحضرميّ، نحوه.حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن فضيل، عن حصين، عن عبد الله بن مسلم، قال: كان لنا غلامان فكان يقرآن كتابًا لهما بلسانهما، فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يمرّ عليهما، فيقوم يستمع منهما، فقال المشركون: يتعلم منهما، فأنـزل الله تعالى ما كذّبهم به، فقال: ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) )) و كما قلنا فان سويد بن الصامت كان معروفا بشعره عند قومه من الاوس و الخزرج و مع نسبه في قريش و رحمه فلا بد ان يكون وصلهم شعره نقرا من سيرة ابن هشام الجزء الاول :
(( وَكَانَ سُوَيْدُ إنَّمَا يُسَمِّيهِ قَوْمُهُ فِيهِمْ: الْكَامِلَ، لِجَلَدِهِ وَشِعْرِهِ وَشَرَفِهِ وَنَسَبِهِ، ))

الوجه الثاني : ان قصص لقمان الحكيم عند العرب لا تحتاج اصلا الى اقتباس فقد كانت حكمه معروفة لشعرائهم و كبارهم و دعوى اقتباس النبي عليه الصلاة و السلام لقصة لقمان من العرب في السخافة هي كدعوى اقتباس المسيح عليه الصلاة و السلام (على سبيل المثال) لحكم سليمان عليه الصلاة و السلام من اليهود !!!! اذ لا حاجة للاقتباس اصلا لكونهل معلومة بين اليهود و انما يكون ايرادها من باب التذكير بتلك النصوص بمعنى اخر ان قصة لقمان ليست من الاسرائيليات و لا تمت للتراث الاسرائيلي و النصراني بصلة و لذا فان معرفة امثال هذه الحكم عن لقمان لا تحتاج الى معلم متبحر ياخذها منه النبي عليه الصلاة و السلام بالاصل لكونها منتشرة بين عوام العرب كما ذكرنا . و تدخل قصة لقمان ضمن قصص القران الكريم الخاصة بالعرب او ذات الطابع العربي المحض كقصة هود و صالح و شعيب عليهم الصلاة و السلام و قصة سيل العرم . و حال حكم لقمان عند العرب في الانتشار كحكم داود و سليمان و ايوب وطوبيا عليهم الصلاة و السلام بين اليهود و حكم احيقار بين الاشوريين و حكم امنوبي بين المصريين القدماء . ذلك ان لكل شعب اساطيره و قصصه الخاصة عن حكيم معين تتناقلها الاجيال تترى نقرا من البيان و النبيين للجاحظ الجزء الاول باب من الاسجاع في الكلام :
((
ومن القدماء ممن يذكر بالقدر والرياسة، والبيان والخطابة والحكمة والدهاء والنكراء: لقمان بن عاد، ولقيم بن لقمان، ومجاشع بن دارم، وسليط بن كعب بن يربوع، سموه بذلك لسلاطة لسانه. وقال جرير:
إن سليطا كاسمه سليط ولؤي بن غالب، وقس بن ساعدة، وقصي بن كلاب. ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء: أكثم بن صيفي، وربيعة بن حذار، وهرم بن قطبة، وعامر بن الظّرب، ولبيد بن ربيعة، وكان من الشعراء. ))

و نقرا ايضا من نفس المصدر الجزء الاول باب البلاغة :
((
وكانت العرب تعظم شأن لقمان بن عاد الأكبر والأصغر لقيم بن لقمان في النباهة والقدر، وفي العلم والحكم، وفي اللسان والحلم. وهذان غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن على ما يقوله المفسرون. ولارتفاع قدره وعظم شأنه، قال النمر بن تولب:
لقيم بن لقمان من أخته ... فكان ابن أخت له وابنماليالي حمّق فاستحصنت ... عليه فغر بها مظلمافغرّ بها رجل محكم ... فجاءت به رجلا محكماوذلك أن أخت لقمان قالت لأمرأة لقمان: إني امرأة محمقة، ولقمان رجل محكم منجب، وأنا في ليلة طهري، فهبي ل ليلتك. ففعلت فباتت في بيت امرأة لقمان، فوقع عليها فأحبلها بلقيم، فلذلك قال النمر بن تولب ما قال:والمرأة إذا ولدت الحمقى فهي محمقة، ولا يعلم ذلك حتى يرى ولد زوجها من غيرها أكياسا. ))

اقول : مسالة اختلاف لقمان عند المفسرين عن لقمان بن عاد راجع الى اختلاف عرب الشمال و عرب الجنوب حول نسبه وسنعرج على هذا لاحقا نقرا من المفصل في تاريخ العرب الجزء الاول الفصل الثامن طبقات العرب :
((ومن قبائل عاد قبيلة كان فيها "لقمان" الذي ورد ذكره في القرآن الكريم وفي الشعر الجاهلي وفي القصص. وقد ضُرب به المثل بطول العمر، فعُدّ في طليعة المُعَمّّرين2، وعدّه "أبو حاتم السجستاني" ثاني المُعَمّّرين في العالم بعد .. ..
وزعم "وهبة بن منبّه" أنه قرأ من حكمة "لقمان" نحوًا من عشرة آلاف باب6، وزعم الرواة أن عرب الجاهلية كانت عندهم "مجلة لقمان"، وفيها الحكمة والعلم والأمثلة7، وأن جماعة منهم كانوا قد قرءوها وامتلكوها، ذكروا من جملتهم "سُوَيْد بن الصامت". وقد رووا أنه كان يقرأها، وأنه أخبر الرسول بها لما قدم عليه8. وقد جمع الناس، فيما بعد، حكمته وأمثاله والقصص المروي عنه، ويشبه ما نسب إليه المنسوب إلى "أيسوب" aesop صاحب الأساطير والحِكَم والأمثال الموضعة على لسان الحيوانات عند اليونان9. وبالغوا في حكمته وفي علمه حتى زعم أنه كان يدرك من الأشياء ما يعجز عن إدراكه الإنسان السويّ10. وضرب المثل في أيساره، وعظم أمره، حتى قيل "أيسار لقمان"، كالذي ورد في شعر "طرفة".))
و قد كانت حكمه كما قلنا منتشرة بين عرب الجاهلية حيث نجد صداها في الشعر الجاهلي . نقرا من البيان و التبين للجاحظ الجزء الاول باب البلاغة :
(( وقال المسيّب بن علس، في ذكر لقمان:
وإليك أعملت المطية من ... سهل العراق وأنت بالفقرأنت الرئيس إذا هم نزلوا ... وتواجهوا كالأسد والنمرلو كنت من شيء سوى بشر ... كنت المنور ليلة البدرولأنت أجود بالعطاء من ال ... ريان لما جاد بالقطرولأنت أشجع من أسامة إذ ... نقع الصراخ ولج في الذعر «1»ولأنت أبين حين تنطق من ... لقمان لما عيّ بالأمروقال لبيد بن ربيعة الجعفري:واخلف قسا ليتني ولو أنني ... وأعيا على لقمان حكم التدبرفإن تسألينا كيف نحن فإننا ... عصافير من هذا الأنام المسحّرالسحر: الرئة. والمسحر: المعلل بالطعام والشراب. والمسحر: المخدوع كما قال أمرؤ القيس:أرانا موضعين لأمر غيب ... ونسحر بالطعام وبالشرابأي نعلل. فكأنا نخدع ونسحر بالطعام والشراب. )) و نقرا من البيان و التبين للجاحظ الجزء الثالث باب اخلاط من شعر و نوادر و احاديث :
(( وقال زبّان بن سيّار بن جاير:
تخبّر طيرة فيها زياد ... لتخبره وما فيها خبيرأقام كأنّ لقمان بن عاد ... أشار له بحكمته مشيرتعلّم أنه لا طير إلا ... على متطير وهو الثبور «3»بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثيرومن ينزح به لا بد يوما ... يجيء به نعيّ أو بشير))ونقرا من مصدر السابق الجزء الاول باب البلاغة :
(( وقال أبو الطمحان القينيّ في ذكر لقمان:
إن الزمان ولا تفنى عجائبه ... فيه تقطع ألّاف وأقرانأمست بنو القين أفراقا موزعة ... كأنهم من بقايا حيّ لقمانوقد ذكرت العرب هذه الأمم البائدة، والقرون السالفة. ولبعضهم بقايا قليلة، وهم أشلاء في العرب متفرقون مغمورون، مثل جرهم وجاسم ووبار، وعملاق، وأميم، وطسم وجديس، ولقمان والهرماس، وبني الناصور وقيل بن عتر، وذي جدن. وقد يقال في بني الناصور إن أصلهم من الروم،)) وقد نقلت الينا المصادر العديدة بعضا من حكم لقمان التي تداولها العرب بينهم و التي كانت معلومة لكبارهم وشعرائهم و عوامهم مما كان يحكى في مجالسهم . نقرا من البيان و التبيين للجاحظ الجزء الاول باب من الخطب القصار من خطب السلف، ومواعظ من مواعظ النساك، وتأديب من تأديب العلماء:
(( وقال المعترض على أصحاب الخطابة والبلاغة:
قال لقمان لابنه: «أي بنيّ، إني قد ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت» . وقال الشاعر:ما أن ندمت على سكوتي مرة ... ولقد ندمت على الكلام مرارا ))

و كما ذكر جواد علي فانه كان للقمان مجلة او حكمة انتشرت بين العرب و كانت تسمى بحكمة لقمان و احيانا بمجلة لقمان و لم تكن بالضرورة كتابا مدونا اكثر من كونها ديوانا او جامعا لحكم و مقولات لقمان يتناقلها اهل الجاهلية تارة بشكل شفهي و تارة بكتابة بعضها على الجلود (و هذا امر لم يستبعده الدكتور جواد علي و ان كان بعيدا )

نقرا من البداية و النهاية لابن كثير رحمه الله الجزء الثاني كتاب اخبار الماضين باب قصة لقمان :
(( هَذَا مِمَّا قَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ لُقْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي القرآن من الحكم وَالْوَصَايَا النَّافِعَةِ الْجَامِعَةِ لِلْخَيْرِ الْمَانِعَةِ مِنَ الشَّرِّ وَقَدْ وَرَدَتْ آثَارٌ كَثِيرَةٌ فِي أَخْبَارِهِ وَمَوَاعِظِهِ وَقَدْ كَانَ لَهُ كِتَابٌ يُؤْثَرُ عَنْهُ يُسَمَّى بِحِكْمَةِ لُقْمَانَ وَنَحْنُ نَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ مَا تَيَسَّرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ...وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بن الجنيد حدثنا سفيان قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ مَا نَدِمْتُ على السكوت قَطُّ وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ مِنْ فِضَّةٍ فَالسُّكُوتُ مِنْ ذَهَبٍ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَوَكِيعٌ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ اعْتَزِلِ الشَّرَّ يَعْتَزِلْكَ فَإِنَّ الشَّرَّ لِلشَّرِّ خُلِقَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالرَّغَبَ فَإِنَّ الرَّغَبَ كُلَّ الرَّغَبِ يُبْعِدُ الْقَرِيبُ مِنَ القريب ويزيل الحكم كَمَا يُزِيلُ الطَّرَبَ. يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَشِدَّةَ الْغَضَبِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْغَضَبِ مَمْحَقَةٌ لِفُؤَادِ الْحَكِيمِ .... وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ (بُنِيَّ لِتَكُنْ كَلِمَتُكَ طَيِّبَةً وَلْيَكُنْ وَجْهُكَ بَسْطًا تَكُنْ أَحَبَّ إِلَى النَّاسِ مِمَّنْ يُعْطِيهِمُ الْعَطَاءَ) وَقَالَ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ أَوِ فِي التَّوْرَاةِ (الرِّفْقُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ) وَقَالَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ كَمَا تَرْحَمُونَ تُرْحَمُونَ وَقَالَ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ (كَمَا تَزْرَعُونَ تَحْصُدُونَ) وَقَالَ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ أَحِبَّ خَلِيلَكَ وَخَلِيلَ أَبِيكَ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ (قِيلَ لِلُقْمَانَ أَيُّ النَّاسِ أَصْبَرُ قَالَ صَبْرٌ لَا يَتْبَعُهُ أَذًى. قِيلَ فَأَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ قَالَ مَنِ ازْدَادَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ. قِيلَ فَأَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ الْغَنِيُّ. قِيلَ الْغَنِيُّ مِنَ الْمَالِ قَالَ لَا وَلَكِنَّ الْغَنِيَّ الَّذِي إِذَا الْتُمِسَ عِنْدَهُ خَيْرٌ وُجِدَ وَإِلَّا أَغْنَى نَفْسَهُ عَنِ النَّاسِ. وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ قِيلَ لِلُقْمَانَ أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَالَ الَّذِي لَا يُبَالِي أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ مسيئا. وحدثنا أبو الصَّمَدِ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْحِكْمَةِ يُبَدِّدُ اللَّهُ عِظَامَ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَهْوَاءِ النَّاسِ وَوَجَدْتُ فِيهَا لَا خَيْرَ لَكَ فِي أَنْ تَعْلَمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَلَمَّا تَعْمَلْ بِمَا قَدْ عَلِمْتَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ احْتَطَبَ حَطَبًا فَحَزَمَ حُزْمَةً ثم ذهب يحملها فعجز عنها فضم إليه أُخْرَى))

و لا انكر ما ذكره الدكتور جواد علي من امكانية ان يكون بعض ما نسب الى الحكمة من وضع المتاخرين الا ان كل هذه الاحالات الى حكمة لقمان لقرينة قوية ان هذه الحكمة كانت منتشرة بين العرب في الجاهلية بل لا اقوى من الدلالة على وجود هذه الحكمة من ذكرها في الصحيحين .

نقرا من صحيح البخاري رحمه الله كتاب الادب باب الحياء:
(( 6117 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ العَدَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: " مَكْتُوبٌ فِي الحِكْمَةِ: إِنَّ مِنَ الحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنَ الحَيَاءِ سَكِينَةً " فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: «أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ»
))

نقرا من صحيح مسلم كتاب الايمان باب شعب الايمان :
(( 60 - (37) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّوَّارِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ»، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: أَنَّ مِنْهُ وَقَارًا، وَمِنْهُ سَكِينَةً، فَقَالَ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ حَدَّثَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ، وَفِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ، يَوْمَئِذٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» قَالَ: أَوْ قَالَ: «الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ» فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ - أَوِ الْحِكْمَةِ - أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ، وَمِنْهُ ضَعْفٌ، قَالَ: فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ، وَقَالَ: أَلَا أَرَى أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُعَارِضُ فِيهِ، قَالَ: فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَأَعَادَ بُشَيْرٌ، فَغَضِبَ عِمْرَانُ، قَالَ: فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ، إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيْرَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيَّ، يَقُولُ عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ))

و هذه الحكمة هي حكمة لقمان ويدل على هذا :

ما رواه ابن سعد رحمه الله في الطبقات الكبرى الجزء السابع :
((2925- أُسَيْرٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - حين اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ يَزِيدَ لَيْسَ بِخَيْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَلا أَفْقَهِهَا فِقْهًا وَلا أَعْظَمِهَا فِيهَا شَرَفًا وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ وَلَكِنْ وَاللَّهِ لأَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَفَرَّقَ. أَرَأَيْتَكُمْ بَابًا لَوْ دَخَلَ فِيهِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِعَهُمْ أَكَانَ يَعْجِزُ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَوْ دَخَلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: لا. قَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لا أُهْرِيقُ دَمَ أَخِي وَلا آخُذُ مَالَهُ أَكَانَ هَذَا يَسَعُهُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ.قَالَ: فَذَلِكَ مَا أَقُولُ لكم. [ثم قال رسول الله. ص: لا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلا خَيْرٌ] .قَالَ حُمَيْدٌ: فَقَالَ صَاحِبِي إِنَّ فِي قَصَصِ لُقْمَانَ أَنَّ بَعْضَ الْحَيَاءِ ضَعْفٌ وَبَعْضَهُ وَقَارٌ لِلَّهِ. قَالَ: فَأَرْعَدَتْ يَدُ الشَّيْخِ وَقَالَ: اخْرُجَا مِنْ بيتي. اخرجا من داري. ما أَدْخَلَكُمَا عَلَيَّ! قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُسَكِّنُهُ حَتَّى سَكَنَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا أَنَا وَصَاحِبِي.))

ملاحظة : اختلف في نسب لقمان الحكيم فبينما ذهب عرب الجنوب الى انه لقمان بن عاد و انه عاش قبل هود عليه الصلاة و السلام او في زمانه ، ذهب عرب الشمال الى انه نوبي النسب و هو لقمان بن عنقاء من اهل ايلة و لم يذكروا انه عاش زمن هود عليه الصلاة و السلام .

نقرا من الروض الانف للسهيلي رحمه الله الجزء الرابع :
((
وَذَكَرَ مَجَلّةَ لُقْمَانَ وَهِيَ الصّحِيفَةُ وَكَأَنّهَا مَفْعَلَةٌ مِنْ الْجَلَالِ وَالْجَلَالَةِ أَمّا الْجَلَالَةُ فَمِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِ وَالْجَلَالُ مِنْ صِفَةِ اللهِ تَعَالَى، وَقَدْ أَجَازَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُقَالَ فِي الْمَخْلُوقِ جَلَالٌ وَجَلَالَةٌ وَأَنْشَدَ
فَلَا ذَا جَلَالٍ هِبْنَهُ لِجَلَالَة ... وَلَا ذَا ضَيَاعٍ هُنّ يَتْرُكْنَ لِلْفَقْرِوَلُقْمَانُ كَانَ نُوبِيّا مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ وَهُوَ لُقْمَانُ بْنُ عَنْقَاءَ بْنِ سُرُور فِيمَا ذَكَرُوا وَابْنُهُ الّذِي ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ هُوَ ثَأْرَانُ فِيمَا ذَكَرَ الزّجّاجُ وَغَيْرُهُ وَقَدْ قِيلَ فِي اسْمِهِ غَيْرُ ذَلِكَ ))

بينما نقرا من كتاب التيجان في ملوك حمير لابن هشام الحميري باب لقمان بن عاد :
(( قال وهب: فلما مات شداد بن عاد صار الأمر إلى أخيه لقمان بن عاد وكان أعطى الله لقمان ما لم يعط غيره من الناس في زمانه أعطاه حاسة مائة رجل وكان طويلاً لا يقاربه أهل زمانه ))
و من المهم ان نذكر ان القران لم يصرح بنسب لقمان الحكيم و لم يثبت في لقمان من الكتاب و السنة الصحيحة من حكمه شيء الا ما ذكر في سورة لقمان ، قال تعالى (( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)))

اما ما ذكره المفسرون و الاخباريون فيما نسبوه الى لقمان من حكم و قصص ماخوذة مما كان متداولا في الجاهلية غير ما ذكره القران فلم يثبت و في بعض منها نكارة واضحة و اما ما ذكر من نسبه فلم يثبت ما ذكره عرب الجنوب و لا عرب الشمال بل يصعب ان نصدق النسب الذي ذكره عرب الجنوب من كونه لقمان بن عاد و ذلك لطول الدهر و عدم ذكره في قصة عاد في القران اصلا .

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم