بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل ردنا على كتاكيت اللاهوت الدفاعي في طعنهم في اسانيد القران كما في فعلنا في الاجزاء الثلاثة الاولى و اليوم مع الجزء الرابع ردا على مقطعهم الرابع
اولا : بيان تدليس المنصر على مصادر علقت على مدح المستشرقين للحضارة الاسلامية .
يتضح من واقع كلام المنصر انه مغتاظ جدا من مدح بعض المستشرقين لمنهج المسلمين و الحضارة الاسلامية فذهب لمحاولة تسقيط كل هذا بناءا على نظرية مؤامرة تقول ان المستشرقين انما مدحوا الاسلام و المسلمين من باب بناء الجسور بين الحضارة الغربية و الاسلام و للتملق و مراعاة مشاعر المسلمين !!!
تخيلوا ان كل تلك المؤللفات تصبح بلا قيمة بناءا على نظرية تفترض واقعا نفسيا لا يمكن التحقق منه الا بشق قلوب اولئك الكتاب و الدخول الى مكنونات صدورهم و افكارهم !!!!
بينما اذا سالت المنصر فماذا ان طبقنا هذا المعيار على المستشرقين الذين طعنوا في الاسلام ؟؟!!! سيسكت و ينخرس او سيكيل بمكيالين و يقول هم حياديين حينها ستكون لدينا هذه المعادلة المضحكة
اي مستشرق ينتقد الاسلام فهو حيادي
اي مستشرق يمدح الاسلام و لو بمدح واحد عابر فهو متملق او يراعي مشاعر المسلمين او... او ....الخ
نبدا بذكر تدليسات المنصر
نقل المنصر من الصفحة 108 لكتاب محمد محمد حسين بما يوهم ان كل التمجيد الذي ذكر للحضارة الاسلامية في كتب الغرب هو من نوع التطبيل للتقريب بين المسلمين و الغرب و هذا من التدليس لانه عاد في الصفحة 109 ليقول ان ما كتبوه يحتوي على معلومات صحيحة تهم المسلمين و هذا ما اقتطعه المنصر .

نقل المنصر بعد ذلك كلاما من كتاب دليل المسلم الحزين الصفحة 108 و حقيقة الناظر الى الصفحات التي قبلها فان المؤلف ينتقد الموقف الحيادي للكتاب المستشرقين تجاه الاسلام و ليس موقف العواطف فمثلا في الصفحات 65- 68 نقل كلام مونتجمري وات في حياديته و قوله انه سيلتزم معايير الاحترام للاسلام و المسلمين اثناء كتابة كتابه "محمد في مكة" و مع كوننا لا نتفق معه في كثير من التفاصيل التي ذكرها في كتابه الا ان ما قاله في المقدمة يمثل المعيار الاكاديمي الغربي للمؤرخ الذي يكتب و يحلل ما عنده من مواد سواءا وافقناه على تحليله ام لا .
فهو لا يعنيه اطلاقا صحة الاسلام من عدمه و انما يعنيه سرد تحليله بكلمات و تعابير حيادية فلا هو يقول عند الاقتباس من القران " قال محمد " و لا هو يقول " قال الله " بل يقول " مكتوب في القران" و لا ادري اين التعاطف في امثال هذه العبارات !!!!

اما ما استشهد به المنصر في الصفحة 69 كما في الادنى فاننا لا نحتج بمدح الغربيين للنبي صلى الله عليه وسلم ونطير بها فرحا فهذا امر لا يعنينا و لا نحتاجه انما نحن نلزم غيرنا ممن يحتج بهم ، و كونك لا تفهم الفارق بين هذا و ذاك امر يعبر عن ضعف شديد في فهم منطق الاحتجاح و الالزام و لا عجب فانتم خريجي الكنيسة !!!

و تعال ايها القارئ الكريم معي لنرى لماذا قال هذا المنصر و لماذا هو مغتاظ من مدح المستشرقين لنا حيث ساقدم لكم مثالين لمستشرقين مدحوا منهج علم الحديث و التحقيق الروائي عند المسلمين .
1. شهادة ميرجليوث
نقرا من كتاب ميرجليوث Lectures on arabic Historians الصفحة 20 :
But though the theory of Isnad has occasioned endless trouble owing to the inquiries which have to be made into the trustworthiness of each transmitter and the fabrication of traditions was a familiar and at times easily tolerated practice, its value in making for accuracy cannot be questioned and the muslims arejustified in taking pride in their science of tradition .
https://archive.org/details/in.ernet...e/n31/mode/2up

2. شهادة برنارد لويس
نقرا من كتاب برنارد لويس Islam in History الصفحة 104 - 105 :
From an early date Muslim scholars recognised the danger of false testimony and hence of false doctrine and developed an elaborate science for criticising tradition. "Traditional science"as it was called, differed in many respects from modern historical sources and criticism, and modern scholarship has often disagreed with the evaluations to tradition scientists about the authenticity and accuracy of ancient narratives. But their careful scrutiny of the chains of transmission and their meticulous collection and preservation of variants in the transmitted narratives give to medieval Arab historiography a professionalism and sophistication without precedent in antiquity and without parallel in the contemporary medieval West. By comparison the historiography of Latin Christendom seems poor and meager, and even the more advanced and complex historiography of Greek Christendom still falls short of the historical literature of Islam in Volume, variety and analytical depth. For Sunni Muslims - The Shia' take a different view- God's community was the embodiment of God's design for mankind, and its history providentially guided, revealed the working out of God's purpose. An accurate knowledge of history was therefore supremely important, since it could provide authoritative guidance in both the profoundest problems of religion and the most practical matters of law.
ثانيا : مهزلة العقل التبشيري في الاحتجاج و الالزام و المنطق !!! كارثة بكل المعايير !!!
تخيلوا يا ااخوة انه علاوة على ان المنصر تهرب من الاقتباس من كتب المتقدمين ( و هذا ملاحظ فيه حيث يقتبس بعض الابحاث المعاصرة هنا و هناك ليلتقط كلمة او كلمتين يقتطعهم من سياقهم و يدلس فيهم ) فانه ذهب لياخذ من كلام الدكتور هيثم طلعت الذي انتقد منهج الاستقراء عند الفيزيائيين في مجال فيزياء الكم ليقول انظروا الاستقراء مضروب و لا يمكن الاستعانة به في علم الحديث !!!!!
هذه كارثة بكل المعايير لان ضوابط الفيزياء و طبيعة علم الفيزياء غير ضوابط علم الحديث و طبيعة علم الحديث و هذا يعرفه من لم يعرف الابجدية !!! فانظر الى اي درجة من السخافة وصلنا مع هذا المنصر يستشهد بمقطع في اليوتيوب في الكلام عن فيزياء الكلام ليحاول تطبيقه على علم الحديث !!!!!
لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها !!!
ثالثا : كلامه عن الصحابة رضي الله عنهم و السقوط العقلي في الاستدلال!!!
استشهد المنصر بتعقيبات ابن حجر رحمه الله في الاصابة على ابن عبد البر في الاستيعاب في موضوع الاختلاف على صحبة بعض من نسب ذلك اليه ليقول ان هذا يضرب منهج استقراء المحدثين !!! و ليت شعري كم اصف لكم الغباء في هذا المنطق السخيف !!!
اضع لكم اولا مختصرا لتعريف الصحابي من هو ؟
نقرا من قواعد التحديث من فنون مصطلح علم الحديث لجمال الدين القاسمي الباب الخامس :
(( 19- بيان معنى لصحابي:
"هو من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به، ولو ساعة، سواء روى عنه أم لا. وإن كانت اللغة تقتضي أن الصاحب هو من كثرت ملازمته، فقد ورد ما يدل على إثبات الفضيلة لمن لم يحص منه إلا مجرد اللقاء القليل، والرؤية، ولو مرة ولا يشترط البلوغ لوجود كثير من الصحابة الذين أدركوا عصر النبوة، ورووا ولم يبلغوا إلا بعد موته، ولا الرؤية لأن من كان أعمى مثل ابن أم مكتوم، وقد وقع الاتفاق على أنه من الصحابة، ويعرف كونه صحابيا بالتواتر، والاستفاضة وبكونه من المهاجرين أو من الأنصار" ))
فهذا تعريف الصحابي اما الاختلاف في كون فلان صحابي من عدمه فواقعه راجع الى عدم الاعتماد على ما صح من الروايات و الاكتفاء باقوال الاخباريين ممن صحت روايته او لم تصح و هذا عيب وضح في كتاب الاستيعاب لابن عبد البر رحمه الله
فنقرا من مقدمة ابن الصلاح رحمه الله الجزء الاول النوع التاسع و الثلاثون :
(( ذَا عِلْمٌ كَبِيرٌ قَدْ أَلَّفَ النَّاسُ فِيهِ كُتُبًا كَثِيرَةً، وَمِنْ أَحْلَاهَا وَأَكْثَرِهَا فَوَائِدَ كِتَابُ " الِاسْتِيعَابِ " لِابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، لَوْلَا مَا شَانَهُ بِهِ مِنْ إِيرَادِهِ كَثِيرًا مِمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَحِكَايَاتِهِ عَنِ الْأَخْبَارِيِّينَ لَا الْمُحَدِّثِينَ، وَغَالِبٌ عَلَى الْأَخْبَارِيِّينَ الْإِكْثَارُ وَالتَّخْلِيطُ فِيمَا يَرْوُونَهُ.))
و اما طرق تحديد صحبة الراوي من عدمه فهي كما نقل ابن الصلاح رحمه الله من نفس المصدر السابق :
(( ثُمَّ إِنَّ كَوْنَ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ صَحَابِيًّا تَارَةً يُعْرَفُ بِالتَّوَاتُرِ، وَتَارَةً بِالِاسْتِفَاضَةِ الْقَاصِرَةِ عَنِ التَّوَاتُرِ، وَتَارَةً بِأَنْ يُرْوَى عَنْ آحَادِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ، وَتَارَةً بِقَوْلِهِ وَإِخْبَارِهِ عَنْ نَفْسِهِ - بَعْدَ ثُبُوتِ عَدَالَتِهِ - بِأَنَّهُ صَحَابِيٌّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ))
و نقرا من كتاب الاصابة في معرفة الصحابة الجزء الاول :
(( عرف الصّحابيّ بأحد الأدلّة التّالية:
أولا: التّواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك كأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وبقيّة العشرة المبشّرين بالجنّة- رضي اللَّه عنهم.
ثانيا: الشّهرة أو الاستفاضة القاصرة عن حد التواتر كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن.
ثالثا: أن يروى عن آحاد الصّحابة أنه صحابي كما في حممة بن أبي أحممة الدّوسيّ الّذي مات ب «أصبهان» مبطونا فشهد له أبو موسى الأشعريّ أنه سمع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم حكم له بالشهادة، هكذا ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» .
رابعا: أن يخبر أحد التّابعين بأنه صحابي بناء على قبول التّزكية من واحد عدل وهو الرّاجح.
خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحابيّ بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فإنه بعد ذلك لا يقبل ادّعاؤه بأنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو سمعه،
لقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في الحديث الصحيح: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممّن على ظهر الأرض ... » [ (1) ] .
يريد بهذا انخرام ذلك القرن، وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ لم يقبل الأئمّة قول من ادّعى الصّحبة بعد الغاية المذكورة.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» - هنا- ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصّحابة يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار:
أحدها: أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصّحابة، فمن تتبّع الأخبار الواردة من الرّدة والفتوح وجد من ذلك الكثير.
ثانيها: أن عبد الرّحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا أيضا يوجد منه الكثير.
ثالثها: أنه لم يبق بالمدينة ولا بمكّة ولا الطّائف ولا من بينها من الأعراف إلا من أسلم وشهد حجّة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وإن لم يرهم هو.
قال الذّهبيّ في «الميزان» في ترجمة «رتن» 2/ 45 «وما أدراك ما رتن؟! شيخ دجّال بلا ريب، ظهر بعد السّتمائة فادّعى الصّحبة، والصّحابة لا يكذبون وهذا جريء على اللَّه ورسوله، وقد ألّفت في أمره جزءا» ))
و لا ينفع هذا المنصر استشهاده بهذا لاسقاط علم الحديث من وجهين :
الوجه الاول : ان معظم الروايات اتتنا من صحابة علمنا صحبتهم و تاكدنا منها ومعظم تلك الروايات محصورة على عشرين و ما بعد العشرين فقد وجدنا مائة من الصحابة رضوان الله عليهم ممن قلت روايته اما من اختلف في صحبته فدون ذلك .
نقرا من شرح الاثيوبي على الفية السيوطي رحمه الله الجزء الثاني :
(( 665 - وَبَعْدَهُمْ مَنْ قَلَّ فِيهَا جِدَّا ... عِشْرُونَ بَعْدَ مِاْئَةٍ قَدْ عُدَّا
(وبعدهم) أي بعد هؤلاء العشرين (من قل فيها) أي في الفتاوى، وكان الأولى أن يقول أقل لأن قل غير مناسب هنا، يقال: قل الشيءُ صار قليلاً، وأقل الشيءَ جعله قليلاً كقلله، صادفه قليلاً، وأتى بقليلِ أفاده في " ق "، فالمعنى المناسب هنا هو الإتيان بالقليل من الفتاوى، فلو قال بدل الشطر، وَبَعْد مَن أقَلَّ مِنْهَا جِدًّا، لكان أحسن (جدًّا) بالكسر، أي مبالغة يقال: فلان محسن جدًّا، أي نهاية ومبالغة، قاله في المصباح.
والمعنى: أن بعد العشرين صحابِيًّا صَحَابَةً قلَّت فتاويهم جدَّا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة الواحدة، والمسألتان، والثلاث، (عشرون) خبر لمحذوف أي هم عشرون صحابياً، أومبتدأ خبره عُدّا. (بعد مائة) حال من عشرين، أي حال كون العشرين بعد مائة من الصحابة، يعني: أنهم مائة وعشرون صحابياً، كأُبي بن كعب، وأبي الدرداء، وأبي طلحة، والمقداد، وسرد الباقين في التدريب، هكذا قال، لكن الذي ذكره ابن حزم في إحكام الأحكام أنهم مائة وأربعة وعشرون فليتأمل. (قد عدا) بالبناء للمفعول، أي ذكر عددهم عند العلماء. ))
الوجه الثاني : ان الاساس في معرفة من اختلف في صحبته دراسة صحة الروايات التي استدل بها على صحبته فان كانت ضعيفة تبين لنا عدم ثبوت صحبة الراوي وقد سبق ان نقلنا ما قاله ابن الصلاح رحمه الله عمن ذكرهم ابن عبد البر رحمه الله في الاستيعاب و سبب الخلط .
المفضلات