السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

في رثاء الشيخ ابن باز

سمو عن ملذّات الحياة .. وذكر طيب بعد الممات
إمام في التقى في الزهد أصلٌ .. ورمز للعلا والمكرمات
قرين للندى للخير بحر .. وحَبر في العلوم النيّرات
دليل في المتاهات الخوالِ .. ونور في الليالي المظلمات
طليق الوجه ذو خُلق ويلقى .. قبول الناس في كل الجهات
أقمت لبيضة الإسلام حصناً .. بأبواب عليها موصدات
وسدًّا كنت عن فتن تهاوى .. علينا في السنين الماضيات
قطعت العمر في طلب وجِد .. ونصح للرعية والرعاة
أراك شغلت في أمر عظيم .. وقد شغل الورى بالملهيات
وعلّقنا على الدنيا رجاءً .. وعلِّق شيخنا بالباقيات
كأن الكون ساعة قيل تُنعى .. تبدّل بالدروب الضيقات
عليك من الأسى والحزن مالا .. يسطّر بالحروف الناطقات
كأنّا قبل موتك ما فُجعنا .. ولم نذق الكؤوس الناقعات
كأنّ النّاس ما عرفوا مصاباً .. وما خبروا تصاريف الحياة
أرى سُحب الكآبة والأسى في .. وجوه غاديات رائحات
فيا لله كيف حواك قبر .. وكيف أحاط معسول الصفات
فإن والله قد مات ابن باز .. وغُيَِّب في الثرى بعد الوفاة
فما ماتت مآثره لدينا .. وأفضال علينا سابقات
سيبقى ذكره في كل جيل .. مثالاً للمشايخ والدعاة
لقد جلّ المصاب فمن نعزّي .. فكل النّاس فيك ذوو شكاة

منقول