هل زعم المسيح انه سيموت ويقوم في اليوم الثالث فعلاً؟

[لطفي مهدي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


اما بعد :

يذكر كاتب انجيل لوقا 18/31 – 34 النبوءة المزعومة من أن المسيح كلم تلاميذه قائلا انه سيموت ويقوم في اليوم الثالث. وهذه النبوءة من يسوع هي من أهم الأدلة لدى النصارى التي تثبت ان المسيح قد تنبأ بموته وقيامته من الموت. وقد لفت انتباهي ان هذه النبوءة ترددت في ألأناجيل باستثناء انجيل يوحنا الذي لم يتطرق لها من قريب أو بعيد. ثم انتبهت الى أمور أخرى اكثر اهمية من مجرد تجاهل يوحنا لها وهي ما سنناقشها هنا. وهي تناقضات مهمة لو أخذناها بعين الإعتبار فان هذه النبوءة لا بد ستسقط ويتبرأ المسيح عليه السلام من هذه النبوءة المزعومة التي ألصقها كتبة الأناجيل به. ولنبدأ بقراءة النصوص وكشف هذه الأخطاء:

Lk:18:31: واخذ الاثني عشر وقال لهم ها نحن صاعدون الى اورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان
Lk:18:32: لانه يسلم الى الامم ويستهزأ به ويشتم ويتفل عليه
Lk:18:33: ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.
Lk:18:34: واما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الأمر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل

لنلخص ما قيل في نقطتين رئيسيتين :

1- المسيح يزعم انه مكتوب في الأنبياء ( أن ابن الإنسان يسلم الى الأمم ويستهزأ به ويشتم ويتفل عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. )
2- لم يفهم احد من التلاميذ هذه النبوءة المزعومة وأن حقيقتها قد خفيت عليهم.

لننتقل الآن الى إنجيل آخر, متى 16/21-23

Mt:16:21: . من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.
Mt:16:22: فأخذه بطرس اليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب.لا يكون لك هذا.
Mt:16:23: فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس

تلخيص لأهم النقاط :

1- لا توجد أدنى إشارة في انجيل متى لما زعمه انجيل لوقا من أن هذه النبوءة مذكورة في العهد القديم.
2- التلاميذ فهموا مراد المسيح من النبوءة على عكس ما زعمه انجيل لوقا. بل نجد أن بطرس يستوعب تماما ما قاله يسوع وينتهره ( قائلا حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا .) وقد رد عليه المسيح بحدة وسبه حين وصفه بالشيطان الذي لا يهتم بما لله.

لنقرأ النبوءة مرة ثالثة من إنجيل مرقص 10/32- 35

Mk:10:32: . وكانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم ويتقدمهم يسوع.وكانوا يتحيّرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون.فاخذ الاثني عشر ايضا وابتدأ يقول لهم عما سيحدث له.
Mk:10:33: ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى الامم
Mk:10:34: فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم
Mk:10:35: وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلّم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا.
Mk:10:36: فقال لهما ماذا تريدان ان افعل لكما.
Mk:10:37: فقالا له اعطنا ان نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك.

نلخص هنا ايضا ما قاله مرقص :

1- يتفق مرقص ومتى في عدم الإشارة لقول يسوع ان هذه النبوءة مكتوبة في العهد القديم على عكس ما زعمه لوقا.
2- لا يذكر مرقص ما إن فهم التلاميذ أم لم يفهموا النبوءة المزعومة.
3- يتقدم يعقوب ويوحنا إبنا زبدي بأنفسهم ويطلبان من يسوع يجلس واحد عن يمينه والآخر عن يساره.

لو عدنا للإصحاح التاسع من انجيل مرقص نجد انه يأكد ما زعمه انجيل لوقا من أن التلاميذ لم يفهموا شيئا من كلام يسوع حول نبوءة موته وقيامته. مخالفا هو أيضا ما ذكره انجيل متى من أن بطرس على الأقل فهم كلام المسيح.

Mk:9:30: وخرجوا من هناك واجتازوا الجليل ولم يرد ان يعلم احد.
Mk:9:31: لانه كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه.وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث.
Mk:9:32: واما هم فلم يفهموا القول وخافوا ان يسألوه


ولنعد الآن لقراءة النبوءة من انجيل متى ومن إصحاح آخر للأهمية :

Mt18: ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت.
Mt19: ويسلمونه الى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه.وفي اليوم الثالث يقوم
Mt20: . حينئذ تقدمت اليه ام ابني زبدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا.
Mt21: فقال لها ماذا تريدين.قالت له قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك.

1- مرة اخرى لا وجود لأي ذكر حول وجود هذه النبوءة في العهد القديم على عكس ما زعمه لوقا.
2- نجد هنا أن أم إبني زبدي هي التي تقدمت وطلبت من يسوع ان يجلس إبنيها واحدا عن يمينه والآخر عن يساره. على عكس ما زعمه كاتب إنجيل مرقص من أن الذي تقدم الى يسوع كان يعقوب ويوحنا بأنفسهم وليست أمهم.

أخيرا لنقرأ ما زعمه كاتب إنجيل لوقا 24/ 44 - 51

Lk:24: وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير.
Lk:24:45: حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.
Lk:24:46: وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتألم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث.
Lk:24:47: وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدأ من اورشليم.
Lk:24:48: وانتم شهود لذلك.
Lk:24:49: وها انا ارسل اليكم موعد ابي.فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي
Lk:24:50: واخرجهم خارجا الى بيت عنيا.ورفع يديه وباركهم
Lk:24:51: وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد الى السماء.


تلخيص أخير لأهم نقطة وردت هنا :

بعد قيامته المزعومة من الموت ( فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ) وذكرهم بالنبوءة المكتوبة في العهد القديم والتي يقتبس منها حرفيا بقوله ( هكذا هو مكتوب ).

والآن لنطرح هذه الأسئلة على اصدقائنا النصارى ولنرى تخبطهم في الردود :

1- هل إدعى يسوع بوجود نبوءة في العهد القديم مفادها ان ( إبن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث ) ؟

- إذا كانت الإجابة بنعم : فأين هي هذه النبوءة؟

- وإذا كانت الإجابة بـ لا : فكيف إذا نعتمد على كتاب يكذب على المسيح عليه السلام ويزعم بوجود نبوءة في الأنبياء والمزامير وفي الحقيقة لا توجد؟

2- هل فهم التلاميذ ما قاله المسيح من انه سيموت ويقوم في اليوم الثالث؟

- إذا كانت الإجابة بلا حسب ما ورد في انجيل لوقا ومرقص, فكيف يدعي كاتب انجيل متى بأن التلاميذ فهموا بالضبط ما اراده المسيح عليه السلام ولذلك انتهره بطرس قائلا ( حاشاك يا رب.لا يكون لك هذا. )

- أما اذا كانت الإجابة بنعم حسب ما ورد في انجيل متى من فهم لبطرس لكلام المسيح, فكيف يزعم كاتب انجيل لوقا وكاتب انجيل مرقص بأن لا احد من التلاميذ فهم كلامه ولم يفهموا إلا بعد ان قام من الموت وفتح ذهنهم حسب ما ورد في انجيل لوقا؟

3- من الذي تقدم الى يسوع وطلب ان يجلس يوحنا ويعقوب على يمينه ويساره في الملكوت؟

- هل هما يعقوب ويوحنا من طلب ذلك بأنفسهم حسب ما ذكره مرقص ؟
- أم هي أمهم حسب ما ذكره كاتب إنجيل متى؟

خلاصة :

لا يمكن لعاقل أن يقبل بعد كشف هذه التناقضات بصحة هذه النبوءة المزعومة, فالقاعدة العامة تقول ان ما دخله الإحتمال سقط من الإستدلال, فما بالك بدخول كل هذه التناقضات والأخطاء الجوهرية في هذه النبوءة المزعومة ؟ ألا يجدر بنا ان نسقطها بالفعل من الإستدلال ومن كل الحسابات, وأن نبرأ المسيح عليه السلام من تهمة الصلب التي يلصقها النصارى به دون وجود دليل دامغ وبرهان قاطع؟ ثم, إنه لمن المشين بحق النصارى ان يستمروا بأكاذيبهم وأنه لمن الأدهى والأمر ان تنسب هذه الكتب لله سبحانه وتعالى وتوصف بأنها كتب مقدسة.

Jesus is Muslim
www.BibleSay.com
Kuwait

[sa3d]