الحكم بالسّجن 20 عامًا على راهب ورئيس دير آثوس اليوناني لإلقائه قنبلة!!! ماذا في التفاصيل؟


مشاركة 2k








اليونان / أليتيا (aleteia.org/ar) أعلنت محكمة في شمال اليونان الحكم بالسّجن 200 عامًا غيابيًّا على راهب ورئيس دير آثوس كانا قد انشقا عن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.
أنتيباس راهب من بين 118 آخرين في دير أثوس الذي يعود إلى أكثر من 1000 عام تم الحكم عليه لإلقائه قنابل حارقة على مأمور المحكمة الذي كان يحاول طرد الرهبان من مبنى في كاريي عاصمة جبل آثوس في تموز \ يوليو 2013.
هذا وقد أدين رئيس الدّير ميثوديوس بتهمة تحريض الرّهبان على التّمرد حيث تم الحكم على ستة رهبان آخرين بالسّجن لعشر سنوات.
إلّا أن المحكمة عادت وأصدرت قرارًا بإطلاق صراح الرّهبان الستة خلال جلسات الإستئناف.

الجبل المقدس في آثوس… روحانية لا توصف بكلمات:

أقدم ذكر لجبل آثوس، باليونانية Όρος Άθως ، ويعرف أيضا بالجبل المقدس يقع في شمال اليونان ويعتبر منطقة نسكية، حيث يقيم هناك رهبان من مختلف الكنائس الأرثوذكسية. يحتل الجبل أقصى شرق النتؤات الثلاثة لشبه جزيرة كالسيديس(و تنطق باليونانية خالكذيكيس)، والتي تقع بدوها ضمن مقاطعة مقدونيا المطلة على بحر إيجة.
في الفترة الكلاسيكية من تاريخ اليونان عرفت شبه جزيرة كالسيديس بأكتي Ακτή ، اليوم تعرف المنطقة سياسيا بولاية الجبل المقدس النسكية المستقلة ذاتياً. يخضع الجبل روحيا لسلطة بطريرك القسطنطينية المسكوني.
عاصمة الجبل والبلدة الوحيدة فيه هي كاريس، وقد أدرج جبل آثوس ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو عام 1988.
أقدم ذكر لجبل آثوس في المخطوطات القديمة موجود في إلياذة هوميروس. وفي القرن الخامس قبل الميلاد قام الملك الفارسي خشایارشا الأول بشق قناة في أكتي بطول 2.4 كم لتأمين حركة أسطوله وحمايته من أي محاولة للالتفاف حوله والإيقاع به، وآثار تلك القناة لا تزال واضحة للعيان حتى اليوم.

أما الرهبان فقد استوطنوا هذا الجبل بدءاً من عام 850م ولكن الحياة الرهبانية المنظمة بدأت فيه فعلا عام 963م، عندما قام القديس أثناسيوس الطرابزوني بمساعدة من الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس بتأسيس أول دير في آثوس. قام لاحقا الإمبراطور يوحنا الأول تزيميسيس بتعيين القديس أثناسيوس حاكما على رهبان الجبل على الرغم من المعارضة التي أبدوها لهذا القرار.
وخلال القرن الحادي عشر بنيت أديرة كثيرة في تلك المنطقة، ساعد على إنشاءها الهبات القادمة من روسيا ومن البلدان السلافية الأخرى، وفي وقت قصير طغى الطابع الأرثوذكسي على شبه جزيرة كالسيديس. ومع حلول عام 1400 بلغ عدد الأديرة هناك قرابة الأربعين ديرا بقي منها اليوم النصف. أخر ما بني من تلك الأديرة هو دير ستافرونيكيتا والذي تأذى عدة مرات من الحرائق وأعيد بناءه للمرة الأخيرة في القرن السادس عشر.

فترة الحكم العثماني:

عندما استولت الإمبراطورية العثمانية على تسالونيكي عام 1430 م خضع رهبان جبل آثوس لسلطان الأتراك، سبب ذلك خلل في تنظيم الأديرة مما أدى إلى إفقارها بشكل سريع فدفعت تلك الحالة الرهبان لاعتماد أنظمة أكثر تحررا من نظام رئاسة الأديرة، كان من نتائجها ظهور الصوامع المتقشفة في القرن السادس عشر.
في عام 1783 شهد جبل آثوس إصلاحات ناجحة قام بها البطريرك غبريال الرابع.
خلال حرب استقلال اليونان (1821- 1832) عانت المجتمعات الرهبانية من عمليات النهب التي شنها الأتراك في المنطقة، إضافة إلى قيامهم بإحراق مكتبات بأكملها. وفي القرن التاسع عشر وبرعاية من القيصر الروسي شهد الجبل توسع في الأديرة الروسية وفي الممتلكات التابعة لها.

جبل آثوس وهتلر:
إجتاح هتلر اليونان في السادس من نيسان 1941، وبعد ثلاثة أيام سقطت تسالوتيكي وشالكيديكي تحت السيطرة الألمانية. في بادىء الأمر، كان هناك بعض الجيوش الألمان على جبل آثوس.
وخوفاً من تدمير الأديار، بعث رهبان الجبل في ألثالث عشر من نيسان 1941 رسالة إلى هتلر ليضع الجبل تحت حمايته الشخصية ورعايته، فواق الفوهرر. فلم يتمركز الجنود الألمان في الجبل مما أبعده عن صراعات ودمار الحرب العالمية الثانية.
وفي صيف 1941، زارت بعثة ألمانية الجبل وتم الترحيب بها وعلى رأسها الباحث “دولجير”. وفي حزيران 1943، وصلت بعثة ألمانية من ثمانية جنود إلى الجبل، اعتقدوا أنهم في مكان يعود إلى القرون الوسطى.
يبدو أنّ حوالي 5500 راهب كانوا يعيشون على الجيبل في تلك المرحلة (هل هي دعوات صحيحة، أم هرب الرجال اليونانيين من الحرب؟).

جبل آثوس اليوم:

في عام 1924 كتب دستور الجماعات الرهبانية في جبل آثوس وأقره الدستور اليوناني عام 1975، ينص هذا الدستور على وجود حاكم يمثل الحكومة اليونانية في المنطقة تعينه في منصبه هذا وزارة الخارجية، ولكن الإدارة الفعلية تكون بيد المجمع المقدس (Ierá Sýnaxis)والذي يتكون من أعضاء يمثلون جميع أديرة الجبل.
تحتوي كنائس الجبل على أمثلة ممتازة لفن الإيقونات البيزنطية، كما تحتوي مكتبات أديرته الباقية اليوم على كنوز من المخطوطات ترجع للعصور الكلاسيكية والوسطى.

منع دخول النساء:

يمنع دخول النساء لجميع مرافق المنطقة، الأمر الذي أكسب الجبل قدرا من الشهرة. سبب آخر جعل جبل آثوس يقتصر على الرجال فقط هو أن ثيوتوكوس (“والدة الإله” مريم العذراء باليونانية) ادعت ان هذا الجبل ملكها لهذا السبب لا يسمح لأي مرأة غيرها الدخول، لانه المكان الوحيد محل تقدير ثيوتوكوس، ويدعى بحديقتها غير أن هنالك كاتبة فرنسية تنكرت بزي بحار لكي تدخل المنطقة و كتبت رواية شهر مع الرجال.
انتهاك حرمة الجبل ودخول النساء اليه يعاقب عليه بالسجن من سنة واحدة إلى سنتين. برلمان الاتحاد الاوروبى دعا اليونان مرتين لتغيير هذا القانون، ولكن الطلب رفض [1].بالرغم من ذلك فقد أوى جبل آثوس اللاجئين بمن فيهم النساء مرتين في تاريخه، وذلك في اعقاب ثورة عام 1770 (المعروفة في اليونان باسم ورلوفيكا) وفي اعقاب ثورة عام 1821.

روحانيّة الحياة الرهبانيّة:

كتب أحد نسّاك الجبل: لدينا قوّة الصليب المقدّس، وطالما أنّ لدينا علامة العماد المقدّس، هذا يعني أننا أنكرنا الشيطان واتحدنا بالمسيح، ووهبنا الروح القدس. هدفنا صقل روحانيتنا، وليس فقط تفادي الخطيئة.
هدفنا البقاء بالقرب من الله، يقول أحد الرهبان، (سيرابيون)، ليس هناك مكان على هذه الأرض أقرب إلى الله من هذا الجبل. كل يوم آلاف الصلوات تتلى في هذا الجبل، إنه مكان فريد في العالم وفي الكنيسة الأورثودكسية.هدفنا واحد، وهو أن نتحد بالله.
ألحياة الرهبانية التي يعيشها الرهبان، حمتهم من الأمراض. فالرهبان يعيشون حياة أطول، مع انخفاض معدّل السرطان والسكتات القلبية. فالرهبان يأكلون وجبات بسيطة على فترات منتظمة جداً.
فالرهبان يأكلون مرتين في النهار، مدة كل واحدة منها عشر دقائق. لا يتحدثون اثناء الطعام بل يستمعون إلى قراءة روحية.
حياتهم ليست سهلة ابداً، فنومهم قليل، ويمضون وقتهم في الصلاة ، التأمل والعمل. وإذا زرت الجبل يوماً، فإن الرهبان يعدون لك الطعام، ويصطادون السمك.

وسؤل أحد الرهبان إذا ما كان يرى والديه فقال: أبداً، أعرف أني سأراهما في السماء.