الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على خالد بلكين في مقطعه قصة رضاع الكبير والداجن الذي اكل ايات من القران الشريط الاول » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه حول قائمة مطالب الثوار و مطاعنهم على عثمان رضي الله عنه » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | 2 Por qué mi vida cambio ? » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Was ist Islam » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | فجرية للقلب آسرة وللأذن باهرة » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وثنية المسيحية وكله بالصور ، صدمة السنين ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وثنية المسيحية وكله بالصور ، صدمة السنين ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه قصة رضاع الكبير والداجن الذي اكل ايات من القران الشريط الاول » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وكذَلكَ أخذُ رَبِّكَ إِذآ أخَذَ ٱلقُرَىٰ وهِىَ ظَٰلِمَة » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

    الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية






    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    " إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ ... أو علمٍ ينتفعُ به ... أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " ... الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1631 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    نعم إذا مات الانسان يتوقف في الحال تدفق إيداعاته في حساب رصيده في بنك الآخرة ... بل ويجمّد هذا الرصيد فوراً ويرفع من الخدمة ... ولكن أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور بإمكانية استمرارية تغذية هذا الرصيد من خلال ثلاث منابع لا رابع لها ... وأحد هذه المنابع " علمٍ ينتفعُ به " ...ولذلك أسأل الله أن يجعل ثواب هذا العلم يصل الى رصيد كل صاحب فضل تحت التراب على كاتب هذه السطور.
    مــــــــقـــــدمــة

    لا أدرى لماذا تصر بعض المواقع التنصيرية على محاولاتها المستمرة لهدم دين الإسلام أولاً ومن ثم بناء دين النصرانية على أنقاضه ... أي باتباع اسلوب " لأن تبيض صفحتك يجب ان تسود صفحات الآخرين " !!!! وهو أمر لم يتبعه السيد المسيح عليه السلام نفسه وقت دعوته ... ولا يَرضى بالطبع ان يتبعه أي أحد من الذين ينتسبون الى شريعته السمحاء ... وإننا نود أن نهمس في أذن كاتب هذه الانتقادات بأن لا يشغل نفسه بالطعن في القرآن الكريم ... فهو كتاب لا يؤمن به سيادته ... وبالتالي فليس هناك ما يدعوه لأن يشغل باله وتفكيره ووقته بالبحث فيه ... وعليه أن يدعه لمن شاء أن يؤمن به ... وذلك حتى يتفرغ سيادته للتركيز والبحث والدراسة في كتابه المقدس ... وعليه أن يركز فقط في عرض ما في معتقده هو وليس غير ذلك ... لأن العقيدة الصحيحة لا تحتاج لنشرها الا للطرح الموضوعي والصحيح لها دون الحاجة الى تجريح الآخر ... وفى النهاية يُترك الخيار للقارئ ... " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
    هذا وسنقوم بإذن الله بالرد على تلك الانتقادات التي صاغها السيد الناقد على هيئة أسئلة حتى يقف الجميع على حقيقة ما طُرح ... وسيلمس القارئ الذكي مدى التجني على الإسلام ... وايضاً مدى عظمته ... وانه رسالة السماء الأخيرة للأرض ولا شك ... هذا وسنتبع النهج الراقي في الرد بعدم المساس او تجريح للآخر ... " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125

    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله



    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 07-03-2017 الساعة 09:45 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على السؤال رقم 1: قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ... وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "البقرة 282 ...قال الناقد بعد أن أورد تفسير البيضاوي لهذه الآية ونحن نسأل لماذا شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ؟؟؟ وكم هو مقدار الغُبن والمهانة التي تشعر بها السيدات من هذا المبدأ المهين بنقصان عقلهن وقلة ضبطهن وهو أمر بعيد كل البعد عن مبدأ المساواة في الشخصية الإنسانية ؟؟؟ فكم من امرأة واحدة فاضلة خير من عديد من الرجال الجهال ؟؟؟

    § بالفعل كم من امرأة واحدة فاضلة خير من الآلاف أو ملايين من الرجال الجهال أو الظلَمة أو الفسقة أو ... أو ... وهذا ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية ومارسته فعلياً جيلاً بعد جيل ... بل وفي بعض الأحيان تفوق بعض النساء بعض الرجال في الثقافة والشخصية ... ولذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر ... فإن الإسلام اعتبر شهادة المرأة الفاضلة السيدة عائشة على وحي السماء للأرض ... أي في روايتها للأحاديث النبوية الشريفة التي نطق بها فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تتساوى في صحتها مع شهادة الرجال الأفاضل أيضاً ... فالحديث الذي روته السيدة عائشة وشهدت عليه يعامل تماما كالحديث الذي رواه أبو هريرة وشهد عليه مثلاً ... فلا فرق في ذلك بين شهادة المرأة وشهادة الرجل ... ولا يخفى على أي عاقل أن هذه الشهادة هي أعظم ما نملك من شهادة في الكون كله ...

    §
    إن المرأة مساوية للرجل تماما في الإنسانية وفق التصور الإسلامي ... " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " النحل 97 ... ثم تفترق عنه بعد ذلك في فروق خاصة بها جعلها الله في كيانها لتُحقق رسالتها الإنسانية ... كما يفترق الرجل عنها أيضاً في فروق خاصة به ليُحقق هو الآخر رسالته الإنسانية ... هذا ولا ينكر عاقل أن بعض النساء المؤمنات الصالحات الفاضلات أفضل من كثير من الرجال غير الصالحين لأن التقوى هي أساس التكريم عند الله وليس غير ذلك ... " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " الحجرات 13 ...

    § ولكن لا عاقل ينكر أن في غالب الأحوال أن موضوع الديون التي تحدثت عنه الآية الكريمة بضرورة الإشهاد عليه هو موضوع مالي تفصيلي إجرائي خاص ... ومعلوم أن هذه التفاصيل المالية الدقيقة تعنى الرجال غالبا وتستهويهم ويكون الرجل وبحكم عمله وممارسته أكثر دراية بتفاصيله وملابساته من المرأة ... لأن الغالبية منهن (وليس لنقصٍ فيهن) لا يعنيهن ذلك ولا يلفت انتباههن بل ولا يتفق مع ميولهن ... الأمر الذى قد يجعل غالبيتهن لا يتذكرن ولا يستحضرن تلك التفصيلات بعد فترة ... فمحافظة من الإسلام على حقوق الأطراف المتعاملة في المال (الدائن والمدين) من الضياع وحماية للمرأة من السهو والنسيان مما لا تنشغل به غالبيتهن من تفصيلات للديون ... قوّيت المرأة بأختها.

    §
    إن الله العليم الحكيم الذي خلق المرأة يعلم ذلك منها ... ولذلك جعل إشهاد امرأتين على تفصيلات الديون تعادل إشهاد الرجل الواحد ... وعلل ذلك بقوله ... " أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى " البقرة 282 ... بمعنى أن تأتى المرأتان لأداء شهادتهما على تفصيلات الدّيْن عند انكاره ... وتوقف الشاهدتان معاً ... فاذا نسيت احداهما بعض تلك التفصيلات ذكّرتها صاحبتها ... وبذلك تتكامل شهادتهما على تقرير الحقيقة ... وتصان حقوق الأطراف المتعاملة في المال (الدائن والمدين).

    § إن القارئ الذكي والمتتبع لسياق هذه الآية (وهي اطول آية في القرآن الكريم كله) سيجدها تحرص كل الحرص بل وتتوخى وتتلمس كل الاحتياطات التي تحافظ فيها على حقوق الأطراف المتعاملة في المال (الدائن والمدين) ... وذلك بألفاظ ومعاني متعددة وردت في تلك الآية الكريمة ... ومن ضمن هذه الاحتياطات احتمالية ألا تتذكر المرأة الشاهدة ولا تستحضر تفصيلات الديون بعد فترة ... لأن الغالبية منهن (وليس لنقصٍ فيهن) لا يعنيهن ذلك ولا يلفت انتباههن بل ولا يتفق مع ميولهن.

    §
    إن هذه الآية لا تتوجه إلى كل صاحب حق (دَيْن) ... ولا تشترط ما اشترطت من مستويات الإشهاد وعدد الشهود في كل حالات الدَّيْن ... وإنما توجهت بالنصح والإرشاد فقط إلى دائن خاص ... وفى حالات خاصة من الديون، لها ملابسات خاصة
    نصت عليها الآية ... فهو دين إلى أجل مسمى ... ولابد من كتابته ... ولابد من عدالة الكاتب ... ويحرم امتناع الكاتب عن الكتابة ... ولابد من إملاء الذى عليه الحق ... وإن لم يستطع فليملل وليه بالعدل ... والإشهاد (مع الكتابة لزيادة التوثيق) لا بد أن يكون من رجلين من المؤمنين ... أو رجل وامرأتين من المؤمنين ... وأن يكون الشهود ممن ترضى عنهم الجماعة ... ولا يصح امتناع الشهود عن الشهادة ... وليست هذه الشروط بمطلوبة في التجارة الحاضرة ... الى أخره ... قال تعالى:
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " البقرة 282
    § ولكن من ناحية أخرى فقد خلط السيد الناقد (بعلم أو بدون علم) بين " الشهادة " وبين " الإشهاد " الذي تتحدث عنه هذه الآية الكريمة ... فالشهادة هي التي يعتمد عليها القضاء في اكتشاف العدل المؤسس على البينة في حكمه بين المتنازعين ... وأيضاً استخلاصه من ثنايا دعاوى الخصوم ... ويشترط في ذلك عدالة الشاهد ... وأن يكون بين الشاهد والواقعة التي يشهد فيها صلة تجعله مؤهلا للدراية بها والشهادة فيها ... فإن لم يتحقق الشرطان أو أحدهما ردت الشهادة ... ذكراً كان الشاهد أو أنثى ...

    § ولذلك لا تتخذ الشهادة من الذكورة أو الأنوثة أساساً لصدقها أو كذبها، ومن ثم قبولها أو رفضها ... وإنما معيارها تحقق اطمئنان القاضي لصدق الشهادة بصرف النظر عن جنس الشاهد، ذكرًا كان أو أنثى ... وبصرف النظر عن عدد الشهود ... فللقاضي إذا اطمأن ضميره إلى ظهور البينة أن يعتمد شهادة رجلين، أو امرأتين، أو رجل وامرأة، أو رجل وامرأتين، أو امرأة ورجلين، أو رجل واحد أو امرأة واحدة ... ولا أثر للذكورة أو الأنوثة في الشهادة التي يحكم بها القضاء بناءً على ما يُقدم له من البيّنات ...

    §
    لقد وضعت الشريعة الإسلامية القاعدة التي يحكم القاضي بناء عليها ... استنادا على حـديث رسـول الله صـلى الله عـليـه وسلم " البينة على المدعى ... واليمين على المدعى عليه " الترمذي 1341 ... والبينة في الشرع هي ما يبيّن الحق ويظهره ... وهي تارة تكون أربعة شهود، وتارة ثلاثة، وتارة شاهدين، وشاهد واحد، وامرأة واحدة، وتكون نُكولاً (أي بالامتناع عن اليمين) ... ويمينًا، أو خمسين يميناً أو أربعة أيمان ... وتكون شاهد الحال ... فقوله صـــلى الله عليه وسلم "البينة على المدعى " ... أي على المدعى أن يظهر ما يبيّن صحة دعواه ... فإذا ظهر صدقه بطريق من الطرق حُكِم له ... وكما تقوم البينة بشهادة الرجل الواحد أو أكثر ... تقوم بشهادة المرأة الواحدة أو أكثر ... وفق معيار البينة التي يطمئن إليها ضمير الحاكم / القاضي ... ابن القيم [الطرق الحكمية في السياسة الشرعية] ص34. تحقيق محمد جميل غازي ... طبعة القاهرة سنة 1977م.

    § أما آية سورة البقرة التي ذكر الناقد جزءاً منها فإنها تتحدث عن أمر آخر غير " الشهادة " أمام القضاء في المنازعات ... إنما تتحدث عن " الإشهاد " في موقف مالي خاص يراد فيه أن يطمئن من أعطى مالاً لغيره كديْن عليه أن يستوثق لماله ... وهذا يكون بكتابة هذا الدَّيْن المستحق ... وأن يستشهد شهوداً عليه ... وكل ذلك ضماناً لعدم ضياع الحقوق ... ولذلك فهذه الآية موجهة لصاحب الحق في المال (الدَّيْن) وليس إلى القاضي الحاكم في النزاع ...

    §
    ومن ناحية أخرى فإن القرآن الكريم يؤكد أن شهادة المرأة تعادل تماماً شهادة الرجل ... وكيف ؟؟؟ ورد في سورة النور 5-9 ... أن الذين يتهمون زوجاتهم بالزنا ... ولم يكن هناك عدد يشهد بصدق اتهامهم ... فيُطالب الواحد منهم ليدفع عن نفسه الحد والعقوبة بأن يشهد بالله أربع مرات أنه صادق في هذا الاتهام ... ويذكر في المرة الخامسة أنه يستحق الطرد من رحمة الله إن كان من الكاذبين في ذلك ... " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ... وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ "النور 5-6

    § ولو سكتت الزوجة بعد ذلك أقيم عليها عقوبة الزنا ... ولكي تدفع عنها العقوبة يجب عليها أن تشهد بالله أربع مرات أن الزوج كاذب في اتهامه إياها بالزنا ... وتذكر في المرة الخامسة أنها تستحق أن ينزل بها غضب الله ... إن كان من الصادقين في هذا الاتهام ...
    " وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ... وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ " النور 7-9

    §
    إذن فالرجل يشهد أربع شهادات ... والمرأة تشهد أيضاً أربع شهادات (وليس ثماني شهادات) ... إذن فشهادة الرجل هنا تساوى وتعادل وتكافئ شهادة المرأة تماماً ... وهذا يؤكد أن الأنوثة والذكورة بحد ذاتهما لا دخل لأي منهما في قيمة الشهادة.

    § ولكن كان على السيد الناقد قبل أن يعترض على ما ادعاه من غُبن ومهانة تشعر بها السيدات من مبدأ " إشهاد " المرأة على الديون ... حيث تبين زيف هذا الادعاء ... كان على سيادته أن يقرأ أولاً ما ورد في
    سفر التكوين 3/1-7:

    1-
    وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ ؟؟؟
    2- فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ ...
    3-
    وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا ...
    4-
    فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: لَنْ تَمُوتَا !!!
    5-
    بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.
    6-
    فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ ... وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ ... وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ ... فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.
    7- فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ ... فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.

    § وهذا يعنى أن المرأة حسب رواية الكتاب المقدس هي التي بدأت بالمعصية، وهي المسئولة عن الخطيئة البشرية الأولى، في قصة خلق آدم وزوجه، وحياتهما الأولى في الجنة، والتي انتهت بطردهما منها بسبب معصية الأمر الإلهي بعدم الأكل من الشجرة المحرمة، فالقصة في الكتاب المقدس تقول: أن الحية أغرت المرأة بالأكل من الشجرة، فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. ومن ثم كانت هي المسئولة عن تلك الخطيئة الأولى.

    §
    ومما يؤكد أن المرأة هي التي أغوت آدم فأكل من الشجرة ما ورد في رسالة بولس لتيموثاوس الأولى 2/14 " وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي " ... وإذا ذهبنا الى تفسير القس أنطونيوس فكري لذلك سنجد: وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت = فالمرأة أكثر تعرضًا للخداع لذلك فعليها أن لا تعلم الرجل.

    § هذا ولقد حاول آدم أن يبرئ نفسه من مسئولية مخالفة أمر الله، وألقى باللائمة على امرأته، فقال لربه: " المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت "
    التكوين 3: 12 ... فقال الرب الإله للمرأة: " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا، وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك " التكوين 3: 16

    § إذن المرأة حسب هذه الرواية في الكتاب المقدس هي سبب بلاء الجنس البشري وعقوبتها أن يسود عليها الرجل.

    لكن الإسلام رفع مكانة المرأة وجعلها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات ... مقارنة بوضعها عند اليهود والنصارى لأنها عندهم سبب الخطيئة الأولى ... ولذلك أنكر الإسلام على ما ورد في الكتاب المقدس في قصة آدم وحواء المذكورة ... فقد حذر الله آدم وقبل الأكل من الشجرة من الشيطان وغوايته " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " البقرة 35 ... ثم ماذا " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ " الأعراف 20 ... ثم ماذا " فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ " الأعراف22 ... إذن الشيطان الذي سبق وأن حذرهم الله منه هو الذي وسوس لكلٍ من آدم وزوجه على حد سواء وحواء لم تغوي آدم كما ورد في الكتاب المقدس.


    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 2: جاء في سورة النساء 11 ...
    " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ " ... وبعد أن ذكر الناقد ما جاء فى تفسير البيضاوي لهذه الآية ... سأل سيادته: " لماذا لا يتساوى الولد والبنت في الميراث ؟؟؟ أليس لكلٍ منهما جسد يحتاج للكساء ؟؟؟ ومعدة تحتاج للقوت ؟؟؟ أليست مطالب المعيشة على كليهما واحدة ؟؟؟ بل قد تكون أقسى على البنت وهي قاصر أو عانس أو أرملة ؟؟؟

    نشكر السيد الناقد على كريم شعوره نحو المرأة حيث ذكر أن الحياة تقسو على المرأة أحياناً أكثر من قسوتها على الرجل ... ونحب أن نطمئن سيادته حتى لا يظل قلقاً أن خالق المرأة أحرص عليها في تشريعه من الخلق أجمعين ... سواء في تشريعه الواسع والمُحْكم للميراث في الإسلام (الذي لا مثيل له في أي مصدر آخر) أو في غير ذلك بالطبع ...

    § إن المدقق في الآية الكريمة التي استشهد بها الناقد سيجد أنها تناولت حالة واحدة من ضمن العديد والعديد من الاحتمالات لحالات الميراث وهي حالة توزيع أنصبة الأولاد ... فالآية تقول ...
    " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ " ... ولكنها لم تقل ... " يوصيكم الله في عموم الوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين " ...

    §
    وسنضرب مثالاً لذلك بقوله تعالى ..." وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ "النساء 11 ... حيث تم النص على أن نصيب الأب في الميراث ... وهو بالطبع ذكر = نصيب الأم في الميراث ... وهي أنثى.

    § وسنضرب مثالاً لحالة أخرى توفى فيها رجل وترك أبواه وابن وابنه ... فسيأخذ كلاً من أبيه وأمه نصيباً متساوياً (السدس)
    أي 16.6% ... ثم يأخذ الأولاد الباقي بعد ذلك أي 100% - 16.6% * 2 = 66.8% ... ثم يأخذ الأبن ضعف أخته أي 44.5% ... والابنة تأخذ 22.25% ... والمدقق في هذا التوزيع سيلاحظ انه في هذه الحالة ... أن هناك ذكراً قد أخذ نصيباً مساوياً لنصيب الأنثى (نصيب الأب = نصيب الأم = 16.6%) ... وسيلاحظ أن هناك ذكراً أخذ ضعف الأنثى (الابن ضعف الابنة) ... وسيلاحظ أيضاً أن فيها نصيب الابنة الانثى (22.25%) أكبر من نصيب جدها الذكر (16.6%) ... إذن فتوزيع التركة في الإسلام له حسابات أخرى غير الذكورة والأنوثة ... بل إن للأنوثة حظاً أكبر من الذكورة وكما سيتضح ... الأمر الذى سيُذهب قلق السيد الناقد على المرأة ... بل ويريح سيادته.

    §
    إن توزيع أنصبة الوارثين والوارثات في فلسـفة الميراث الإسلامي تحكمه ثلاثة معايير (ليس من ضمنها الذكورة والأنوثة):

    المعيار الأول:
    درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين المُوَرَّث المتوفَّى ... فكلما اقتربت الصلة ... زاد النصيب في الميراث ... وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين ...
    المعيار الثاني:
    موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال ... فالأجيال التي تستقبل الحياة، وتستعد لتحمل أعبائها، عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها ... بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات ...
    ففي المثال السابق مثلاً ... بنت المتوفى ورثت أكثر من جدتها (وكلتاهما أنثى) وورثت أكثر من جدها الذكر ... وذلك حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها ... وحتى لو كان الجد هو مصدر الثروة لأبيها ... وكذلك ورث الابن أكثر من جده وكلاهما ذكر ... الأمر الذي يبرهن على أن معايير الميراث في الإسلام لها حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين ... وأنها لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة ...

    المعيار الثالث:
    المسؤولية المالية التي يفرضها الشرع الإسلامي على الوارث ... بمعنى أن المسؤول عن الانفاق يكون نصيبه أكبر من نصيب غير المسؤول ... وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتاً بين الذكر (المسؤول عن الانفاق) والأنثى (غير المسؤولة عن الانفاق) ... ولكن هذا التفـاوت لا يؤدى إلى أي ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها ... بل العكس هو الصحيح ...

    ففي حالة ما إذا تساوى الوارثون في درجة القرابة (المعيار الأول) ... وتساووا في موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال (المعيار الثاني) ... ووصلنا الى حالة مثل حالة توزيع الميراث على أولاد المتوفَّى، ذكوراً وإناثاً ... يكون تفاوت المسؤولية المالية هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث ...
    ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين، وإنما حصره في هذه الحالة بالذات، فقالت الآية القرآنية:
    " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ " ... ولكنها لم تقل ... " يوصيكم الله في عموم الوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين " ... والحكمة في هذا التفاوت، في هذه الحالة بالذات، هي أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى (زوجته ـ مع أولادهما) ... بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكرـ إعالتها، مع أولادها، فريضة على زوجها الذكر المقترن بها ... فهي ـ مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة لأخيها، الذي ورث ضعف ميراثها، أكثر حظًّا وامتيازاً منه في الميراث ... ولماذا ؟؟؟ لأنها بالرغم من أنها ورثت من ابيها فهي معفاة من الانفاق ... لأن ذلك هو الواجب على زوجها تجاهها ... وهو الواجب أيضاً على اخيها تجاهها إذا تطلب الامر ذلك ... هذا وقد كفل لها الشرع ذمة مالية خالصة ومدخرة، لجبر الاستضعاف الأنثوي، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات.

    ومن ناحية أخرى فإننا إذا اطلعنا على توزيع الأنصبة في علم المواريث سنجد:

    1 ـ
    هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل.
    2 ـ وهناك حالات أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً.
    3
    ـ
    وهناك حالات عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل.
    4
    ـ
    وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الــرجال.
    أي أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل، أو أكثر منه، أو ترث هي ولا يرث نظيرها من الرجال، في مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل ...

    إن العلاقة بين حق المرأة في الميراث وحق النفقة علاقة موزونة، والميزان بينهما ميزان رباني دقيق، فيقل نصيبها عن نصيب الرجل من الميراث إذا توافرت لها كفالة قوية ... وترث مثله أو أكثر منه إذا قلت أوجه الكفالة.
    مما تقدم يتضح أن الإسلام كرّم المرأة وصانها واحترمها ... بل ومنحها شخصيتها المالية المستقلة ... واباح لها جمع الأموال وتملكها ... وهي مكفولة من الذكر أباً كان أو زوجاً أو أخاً أو ابناً ... قال تعالى " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ " النساء 34 ... «قَوَّامُونَ» يعني مبالغين في القيام على أمور النساء ... والنساء هنا (أم اخت ابنه زوجه) ... ولاحظ قول الله: " وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " ولم يقل " وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِن"
    أي أن الرجل هو المتكفل شرعاً بحاجاتهن والمنفق عليهن ... ولا يُطلب من المرأة أن تنفق شيئا من مالها على غير نفسها وزينتها مهما كان وضعها العائلي ... ومهما كان مالها إلا تكرماً منها إذا ارادت ... وبذلك فإن الأنثى ترث ولا تنفق ... بل تأخذ دائماً ... أما الرجل فهو الذي يدفع دائماً ... فالمحاباة هنا للمرأة لا للرجل ... وتلك حكمة إلهية تخفى على الكثيرين.
    للمزيد من التفاصيل ادخل الرابط
    http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-08-0017

    وحيث أن بضدها تتميز الأشياء ... وحتى يزداد هذا الأمر وضوحا فسنتتبع ميراث المرأة عند غير المسلمين ... حيث يبرز فيها الظلم البين، فهي لا تعطي المرأة نصف الرجل، بل تمنعها من الميراث كلية، ويتضح ذلك من خلال ما يأتي:

    1.
    ميراث المرأة في اليهودية:

    § الميراث في الكتاب المقدس للذكور فقط ... جاء في سفر التثنية:
    " إِذَا كَانَ لِرَجُل امْرَأَتَانِ ... إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ ... فَوَلَدَتَا لَهُ بَنِينَ ... الْمَحْبُوبَةُ وَالْمَكْرُوهَةُ ... فَإِنْ كَانَ الابْنُ الْبِكْرُ لِلْمَكْرُوهَةِ ... فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لَهُ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الْمَحْبُوبَةِ بِكْرًا عَلَى ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ الْبِكْرِ ... بَلْ يَعْرِفُ ابْنَ الْمَكْرُوهَةِ بِكْرًا لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ ... لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ ... لَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ. " التثنية 21/15-17

    §
    يوضح النص السابق أن الابن البكر (من له حق البكورة) يرث نصيب اثنين من كل ما يملكه الموروث ... فنرى هنا التفضيل للبكر بنصيب الاثنين من امثاله ... وهو ما يعيبه المشككون في الشريعة الإسلامية عندما اعطى المرأة نصف الذكر (في بعض الحالات وكما شرحنا) ... ولكن بالطبع لا يذكر هذا الامر أحد ... فهل في هذا الأمر عدل ومساواه بين الابناء ؟؟؟

    § والبنات يحرمن من الميراث إذا كان للميت ابن ... إلا ما كان يتبرع لها به أبوها في حياته ... فإن لم يكن له ابن ورثت البنت بشرط ألا تزوج في غير قبيلتها لئلا يخرج المال عن قبيلتها ... هذا وليس للأب أو الأم أو الزوجة ميراث من المتوفى !!! هذا وقد ورد
    " فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: ... أَيُّمَا رَجُل مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، تَنْقُلُونَ مُلْكَهُ إِلَى ابْنَتِهِ " سفر العدد 27/6-7

    2.
    ميراث المرأة في المسيحية:

    ليس في المسيحية تشريع يتم تقسيم الميراث على اساسه ولذلك فليس امامهم الا اتباع ما جاء في العهد القديم الذي يؤمنون أنه كتابهم المقدس ... لاسيما أن شريعة موسى ملزمة لهم كما جاء في إنجيل متى 5/17..." لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ... ما جئت لأنقض ... بل لأكمل " هذا بالرغم مما ورد في العهد القديم بشأن ميراث المرأة أو أي انسان آخر وكما ذكرنا.

    3.
    ميراث المرأة في الجاهلية العربية:

    § كان النظام الجاهلي السابق على الإسلام يحرم الأنثى من الميراث فأبطل الله ذلك بقوله سبحانه وتعالى
    " لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا " النساء 7

    §
    ولما حكم الله في قضية الميراث وأعطى للبنت نصيباً ... حاول بعض الناس في الجاهلية الاعتراض على هذا النظام ... ولكنهم لم يجدوا من يسندهم ولا قوة تحميهم ... وقد سجل ابن كثير ذلك فقال: " قال البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: " كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين ... فنسخ الله من ذلك ما أحبَّ ... فجَعَلَ للذكرِ مثلَ الأُنَثَيْينِ ... وجعَلَ للأبوين لكلِّ واحدٍ منهما السُّدُسَ والثُلُثَ ... وجَعَلَ للمرأةِ الثُمُّنَ والرُّبُعُ ... وللزوجِ الشَّطْرُ والرُّبُعُ " البخاري 4578


    § وعن ابن عباس أنه لما نزلت الفرائض التي فرض الله فيها ما فرض، للولد الذكر والأنثى والأبوين، كرهها الناس أو بعضهم، وقالوا: تعطى المرأة (أي الزوجة) الربع أو الثمن، وتعطى الابنة النصف، ويعطى الغلام الصغير، وليس من هؤلاء أحد يقاتل القوم، ولا يحوز الغنيمة (في الحرب)، اسكتوا عن هذا الحديث ... لعل رسول الله ينساه أو يقال له فيغير.

    فقالوا: يا رسول الله، تعطى البنت نصف ما ترك أبوها، وليست تركب الفرس، ولا تقاتل القوم، ويعطى الصبي الميراث، وليس يغني شيئا " !!!! قال ابن كثير: " وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ... لا يعطون الميراث إلا لمن قاتل القوم ... ويعطونه الأكبر فالأكبر " ... فنزل قوله تعالى " آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " النساء 11

    وهذه هي حقيقة ما ذكره الناقد فيما يتعلق بميراث الانثى في الجاهلية ... وهي ليس كما ادعى الناقد تماماً ...


    والله أعلم وأعظــم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 3: جاء في سورة النساء 3 ... " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا " ... وبعدما سجل الناقد خلاصة تفسير البيضاوي للآية مع تحفظنا على امانة نقله ... أعلن رفضه لذلك وقال " ونحن نسأل: أليست الأسرة هي خلية مصغرة للمجتمع ؟؟؟ إن وجود رجل واحد بين أربع نساء وعدد كبير من السراري مصنعٌ للمظالم، وميدان للبغضاء والمشاحنات، ومعمل لتخريج المطلقات والمشردين من الأطفال الأبرياء ... وإذا تزوج الرجل بأربع وأكثر في آن واحد ... فلماذا لا تتطلع المرأة للتزوج بأربعة رجال في آن واحد ؟؟؟ أليس العدل أن نراعي القانون الأصلي وهو حواء واحدة لآدم واحد ؟؟؟

    إذا كان تعدد الزوجات والسراري ليس من العدل ... وهو مصنعٌ للمظالم، وميدان للبغضاء والمشاحنات، ومعمل لتخريج المطلقات والمشردين من الأطفال الأبرياء ... ولا يراعي القانون الأصلي وهو حواء واحدة لآدم واحد ... وله أضراره كما ذُكر السيد الناقد ... فلماذا أباح الله ذلك لأنبيائه الكرام كما ورد ذلك في الكتاب المقدس !!!

    1.
    نبي الله إبراهيم عليه السلام:
    · كان إبراهيم متزوجا من ثلاث زوجات (سارة وهاجر وقطوره) ولم ينكر الله سبحانه وتعالى هذا التعدد على إبراهيم ولم يعتبره خطيئة في حقه عليه السلام بل إن الله سبحانه وتعالى جعل إبراهيم خليله
    (أش 8:41) ... وأنه عليه السلام مات بشيبة صالحة (تكوين 8:25).

    ·
    وُلد لإبراهيم من هاجر المصرية (والتي كانت جارية في بيته) إسماعيل نبياً ورسولاً: " وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ ... وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ ... فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُو ذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ ... ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ ... فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ." تكوين 16/ 1-2


    2.
    نبي الله موسى عليه السلام:
    تزوج صفورة
    (خروج 21:2) امرأة كوشية (عدد1:12) ...

    3.
    نبي الله يعقوب عليه السلام:
    كان متزوجا من الأختين (ليئة وراحيل) والأمتين (زلفة وبلهة) ... سفر التكوين 29

    4.
    نبي الله داوود عليه السلام:
    · كان له تسع زوجات (سفر صموئيل الأول والثاني) ... والله لم ينكر هذا التعدد على داود عليه السلام بل ولم يعتبره خطيئة في حقه ... حيث قال عن داود ...
    " لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ ... إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ"
    سفر الملوك الأول 5:15 (حيث نسب الكتاب المقدس لداود أنه زنا بامرأة جاره أوريا الحثى)

    ·
    وكان لنبي الله داوود عليه السلام سراري ونِساء من أورشليم ويُنجِب منهن: " وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. " صموئيل الثاني 5 /13

    6.
    نبي الله سليمان ابن داود عليه السلام:
    لديْهِ 700 من النساء ... بالإضافة الى 300 مِن السراري !!! ...
    " فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ ... وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ " سفر الملوك الأول 11/3
    § وأتباع العهد الجديد بالكتاب المقدس (المسيحية) يحرمون تعدد الزوجات !!!! رغم انه لم يرد عن المسيح ما يبطل ما جاء في العهد القديم ... بـل بالعكس فالمسيح يقول
    " ما جئت لانقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل " متى 5 / 17

    §
    والعهد الجديد يشير إلى مشروعية التعدد ... وكيف ؟؟ قال بولس في تيموثاوس الأولى 3 /12 " فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم ... بعل امرأة واحدة ... ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة " ....وبالتالي فإن هذا النص يمنع التعدد لهذه الفئـات المحددة فقط (الأسقف – الشماس) ولكنه بالطبع .... لا يلغى صراحة وبالتبعية ما سمح به العهد القديم من جواز التعدد لغير هذه الفئات -هذا وقـد نادت بالتعدد فرق مسيحية شتى (الأنانابابتيست – المورمن) ...

    § والمسيح نفسه ضرب مثلاً في
    إنجيل متى 1:25-11 ... بعشرة من العذارى ... كن في انتظار العريس لهن وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه ... فأغلق الباب دون البعض لأنهن قد أعددن ما يلزم ... فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذارى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً !!!!

    §
    وكم طالبنا النصارى أن يأتوا بدليل واحد على لسان المسيح يمنع فيه التعدد فعجزوا ... وكل ما يستدلون به لا يصلح للاحتجاج ... فنراهم يستدلون بما جاء فيمتى 3:19 -6 ..." وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ ؟؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ (أي آدم وحواء) ... وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا -فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ "

    § في الحقيقة هذه العبارات ليس فيها ما يمنع التعدد ... ولا نجد جملة واحدة تقول ممنوع التعدد أو لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة ... ويلغى ما فعله الأنبياء من تعدد ذكرناه ... ولكن غاية الكلام هنا ... هو الرد على ما سأله الفريسيون من البداية بشأن الطلاق وليس غيره ... فرد السيد المسيح عليه السلام هنا ... هو على ما سُئِلَ فيه ... وليس غير ذلك بالطبع.

    §
    وعبارة" ويكون الاثنان جسداً واحداً "هو أمر معنوي عاطفي مجازى وليس فعلى بالطبع ... ولا يدل على إلغاء التعدد الذي فعله أنبياء الله من قبل ذلك .... فهذا تحميل للمعنى فوق ما يحتمل ... ولماذا ... لأنه إذا مات أحد الجسدين فلا يستلزم الأمر موت الجسد الآخر بالطبع ... بل مسموح له بعد الترمل بالتزوج من جسد ثالث ليكونا جسداً واحداً أيضاً ... وهكذا !!

    § أما عبارة
    " فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ " ... نقول إن نزوة رجل أو امرأة بالزنى يفرق ما جمعه الله كما ورد في متى 5 / 32 " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي ".
    إذن فتعدد الزوجات هو أمر مشروع في شرائع الكتاب المقدس بالفعل ومن غير ضوابط ولا شروط ... فماذا عن موقف الإسلام من ذلك

    §
    لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم بعد إخوته من أنبياء الله السابقين بشريعة لم تبتكر أو تبتدع تعدد الزوجات ... ولكن بشريعة متدرجة ... نظمت شئون الزواج ... بعد أن كان تعدد الزوجات مطلقا ومباحا وبلا حدود ... ومتأصلا منذ عصـور قديمة وأديان سابقة ليس فقط لدى العرب بل لدى كثير من الأمم بشكل أو بآخر ... فـحددت الشريعة عدد الزوجات وبقيود شديدة للغاية وشروط حكيمة ... وذلك من خلال نوافذ ضيقة لحالات استثنائية اضطرارية ... وعلاجاً لحالات مرضية قائمة حماية للمجتمع كله ... وبالتالي فإن الإسلام لم يكن هو الذي عدد الزوجات ... ولكنه هو الذي حدد الزوجات ...

    § فلو عدنا للحديث عن عرب الجاهلية ... لرأينا أن التعدد كان شائعاً عندهم من غير ضوابط كما في الأديان السابقة بل ومع الأنبياء السابقين .... فقد أسلم غيلان بن سلمه الثقفي مثلا وتحته عشر نسوة ... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
    " اختر منهن أربعا " أخرجه الترمذي ح 128.

    ·
    إن الزواج من واحدة فقط لا يفرضه الله علينا فرضاّ ... ولكنه مباح ... والأصل الغالب في زواج المسلم: أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة تكون سكن نفسه، وأنس قلبه، وربة بيته وموضع سره ... وبذلك ترفرف عليهما السكينة والمودة والرحمة التي هي أركان الحياة الزوجية في نظر القرآن الكريم " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا " الأعراف 189

    ·
    أما الزواج بأخرى فليس شعيرة من شعائر الإسلام ... أو واجب من واجباته ... ولا مستحب من مستحباته ... ولكنه مباح (أي اختياري وليس إجباري) طبقا للرغبة الفردية وبشروط وقيود شديدة للغاية ... ولذا قال العلماء: يكره لمن له زوجة تعفه وتكفيه أن يتزوج عليها (بغير سبب معتبر) ... هذا وقبول المرأة الزواج من رجل متزوج هو أمر اختياري لها أيضا وليس إجبارياً عليها إطلاقا ... ولو لم يكن في صالحها ذلك لما رأينا منهن من ترضى به.

    §
    وغاية الحديث في الأمر أن الغالبية الساحقة من المسلمين يكتفون بزوجة واحدة ... وهذا لا يخفى على الجميع و تشير اليه الاحصائيات ... و لذلك فتعدد الزوجات ليس أمراً منتشراً بالصورة التي تزعج وتدعو أصحاب القلوب المريضة أن يعملوا عقولهم وأقلامهم للطعن في القرآن ... بل و يصرفنا عن مشكلة العنوسة أو انتشار الخليلات مثلا (الذى قد يكون التعدد حلا لهما) ... فالكثير من الفتيات يفضلن الزواج من رجل متزوج إنقاذاً لها على أن تبقى غير متزوجة ولا تتمتع بدفيء الأسرة و الأبناء ... أو تكون خليلة أو عشيقة وجَسد يُشتهى ليقضى الرجل فيه حاجته دون زواج و دون أي التزامات منه نحوها.

    § وطبقا لإحصائية البنك الدولي http://data.albankaldawli.org/indica...POP.TOTL.FE.ZS.... فإن نسبة الذكور للإناث في كل دول العالم تقريبا متساوية وثابتةٌ على مدار الزمان ...
    " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " القمر 49 ... ولذلك فمن البديهي أن يكون لكل رجل امرأة واحدة فقط (توازن البيئة) ... مما يبرهن على أن التعدد ليس ظاهرة ... ولكنه هو أمر محدود للغاية ...

    §
    ولكن ماذا لو زادت أعداد الإناث عن الذكور نتيجة الحروب مثلا ... كما حدث بعد الحربين العالمتين الأولى والثانية ... حـيث قتل 48 مليون رجل ... مما دعي مفكري الغرب وعلمائهم بالدعوة الى اباحة التعدد للخروج من هذا المأزق ... لحماية ورعاية النساء ... ولحفظ كرامة الأرامل منهن ... بعد انتشار الفواحش والزنـا (مع الرجال المتزوجين بالطبع) وزيادة عدد اللقطاء ... كتاب التبشير والاستشراق محمد عزت الطهطاوي ص 204 ... لأنه بخلاف ذلك فماذا ينتظر الفائض من النساء ... بل وما هو الحل الآخر لهن حينئذ ؟؟ ... إن من الخير أن تكون المرأة الثانية -امرأة واضحة في المجتمع ومسألة زواج الرجل منها معروفة للجميع ويتحمل هو عبء الأسرة كلها ...

    § إن تعدد الزوجات للشعب الفلسطيني (الذي يُسْتشهد ويعتقل رجاله) وكثرة إنجابه ... بمثابة قنبلة في وجه من اغتصب أرضه لعدم ضياع حقوقه ... وبذلك يكون الإسلام قدم لنا قدم منذ 14 قرنا حلا جاهزا لمشكلات يمكن أن تمر بالمجتمعات لاحقاً -ولماذا ... لأنه هو رسالة السماء الأخيرة للأرض ... لهذا جاءت بشريعة عامة تتسع للأقطار والعصور كلها والناس جميعا (الحضري والبدوي وفي الأقاليم الحارة والباردة والجبال) ... وقدّرَت ضرورة الأفراد والجماعات بقدرها.

    ·
    والتعدد في الإسلام ليس إجباريا ... ولكن سُمح به للضرورة ... والذين يأخذون حكم الله في إباحة التعدد يجب أن يأخذوا باقي حكمه أيضا في ضرورة العدل ... وإن مجرد الإحساس بالخوف من عدم إمكانية العدل العيني (المعاملة / النفقة / المعاشرة ....) بين زوجتيه مستقبلا (أي قبل الإقدام على الزواج) فانه يحرم عليه حينئذ أن يقدم على الزواج من الأخرى لقوله تعالى " فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة " النساء 3 ... ولماذا ... " ذلك ادني ألا تعولوا "النساء 3 ...أي حتى لا تظلموا ... ويحصل الزوج المعدد حينئذ على لقب ... " ظالم " ...

    · ولقد حذر القرآن من عدم استطاعة العدل القلبي بين الزوجات ... قال تعالى ...
    " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " النساء 129 ... ولماذا ... لأن ذلك لا يدخل في قدرة الإنسان ولا اختياره ... الأمر الذي يمكن أن ينعكس على العدل الآخر المطلوب ... وهو العدل العيني (المعاملة / النفقة / والمعاشرة ...) بين الزوجات ... ولذلك فان مجرد الإحساس أو الخوف من عدم العدل العيني مستقبلا ...." فان خفتم ألا تعدلوا "فعلى المسلم حينئذ أن يلزم نفسه بزوجة واحدة فقط.

    ·
    هذا وقد
    حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم الزوجات فقال: مَن كانت لَهُ امرأتانِ فمالَ إلى إحداهما، جاءَ يومَ القيامةِ وشقُّهُ مائلٌ ... الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني -المصدر: صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 2133 -خلاصة حكم المحدث: صحيح ... الأمر الذي يلقى على عاتق من يفكر بالزواج بأخرى ... مزيداً ومزيداً من الحذر قبل الزواج ... خشية أن يَظلم ...

    · وإذا طبق العدل بين الزوجات سيكون البيت واحة سلام وأمان ... ومكان مودة ومحبة ... وسينشأ الأطفال نشأة سوية سعيدة ... فهكذا كانت بيوت الصحابة الذين أخذوا برخصة التعدد ... وكانوا عادلين بين زوجاتهم ...

    §
    وإذا كانت شريحة ضئيلة من المسلمين الآخذين برخصة التعدد ... يسيئون استخدام هذه الرخصة ويظلمون زوجاتهم ... فهم وحدهم المؤاخذون أمام الله على ظلمهم وسوء تصرفهم ... وليس هذا شأن الإسلام ... وليس هؤلاء هم الذين يمثلون الإسلام ... إن هؤلاء إنما انحدروا إلى هذا الدرك لأنهم بعدوا عن الإسلام ... ولم يدركوا روحه النظيف الكريم ... ونحن لا ندافع عن تصرفات سيئة ارتكبت باسم التعدد فهذا مرفوض بالطبع ... لأن التعدد جائز فقط بشروطه المادية والأدبية فإذا لم تتوافر الشروط ... فلا تعدد ...

    · وإذا راح رجال يتنقلون بين الزوجات كما يتنقل الخليل بين الخليلات ليتذوقوا هذه و تلك ... فهؤلاء يُسمّوا " الذواقين " {الذَّوّاقُ: المَلُولُ لما هو فيه، يريد تذوّق غَيره -المعجم الوسيط} ... وقد ورد في الحديث الشريف
    " إنَّ اللهَ لا يحبُّ الذَّوَّاقِينَ ولا الذَّوَّاقاتِ " الراوي : عبادة بن الصامت المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 1820 - خلاصة حكم المحدث : حسن ... أي من يحب الزواج وقتا بعد وَقت .. لأنه كلما تزوّج أَو تزوّجت ... مدّ أَو مدّت عينهَا إِلَى آخر أَو أُخْرَى -التيسير بشرح الجامع الصغير جزء 1 صفحة 264

    §
    أما إذا تحول التعدد لان يكون ظاهرة يمكن أن يتضرر منه المجتمع (وهو أمر غير موجود بالدول الإسلامية) ... فيمكن حينئذ تقييد التعدد للضرورة فقط من قبل ولى الأمر ليكون عن طريق القاضي ... ولكن ليس منعه أو تحريمه ... " فتوى الإمام محمد عبده لتقييد التعدد كتاب الإسلام والمرأة لمحمد عماره " ... فقد أعطى الشرع لولي الأمر حق تقييد بعض المباحات لمصلحة راجحة في بعض الأوقات أو بعض الأحوال أو لبعض الناس ... لا أن يمنعها منعاً عاماً مطلقاً مؤبداً ... لأن المنع المطلق المؤبد أشبه بالتحريم الذي هو من حق الله تعالى ... وهو الذي أنكره القرآن على أهل الكتاب الذين " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " التوبة 31 ... فالأكل مباح و لكن إن ترتب عليه ضرر قيد ... و الزواج مباح ... ولكن يُمنع كبار ضباط الجيش أو رجال السلك الدبلوماسي من الزواج بأجنبيات خشية تسرب أسرار الدولة عن طريق النساء إلى جهات معادية ... إن تقييد المباح أيضـاً مثل منع ذبح اللحم في بعض الأيام تقليلاً للاستهلاك منه ... كما حدث في عصر عمر رضي الله عنه.

    · ولكن قد يسال سائل ولماذا لم يحرم الإسلام التعدد ... ونقول إن الإسلام دين واقعي لا يقوم على المثالية غير الواقعية ... ولذلك فقد وازنت الشريعة الإسلامية بين المصالح والمفاسد ... ثم أذنت بالتعدد لمن يحتاج إليه عند الضرورة الملحة من خلال نوافذ ضيقة لحالات استثنائية اضطرارية وعلاجاً لحالات مرضية قائمة حماية للمجتمع كله ولتكون حلاً ومخرجاً ... ونقول أيضاً ... وهــل اكتفى الرجال بما لديهم من زوجات ولم يتصل أحدهم بأخرى بخلاف زوجته عن طريق علاقة غير شرعية !!! فلماذا تكون الـمرأة الأخرى خليلة (كـما يحدث في الغرب) ... ولا تكون حليلة ... ولماذا يرمى ابنها لقيطا أو ينشأ زنيما ولا ينسب لأبيه الحقيقي ...

    ·
    إن المطالع للبشرية حاليا يلاحظ أن مـا ينتشر في الغرب حاليا من إباحة للجنس مع الفتيات والنساء ... لا يقارن بالنسبة الضئيلة من المسلمين مـمن يتزوجون في الحلال اختياريا بزوجة أخرى.

    · إن التعدد عند الغربيين واقع بالفعل تحت سمع القانون وبصره ولكنه لا يقع باسم الزوجات ... بل يقع باسم الصديقات والخليلات ... ولا يُلزم صاحبه بأية مسئولية أو رعاية نحو النساء (أسرية / مالية / آلام الحمل والولادة غير المشروعة / أولاد غير شرعيين / ...) ...
    وإذا كانوا يتحدثون عن مساوئ التعدد ... فهم يصمتون صمت القبور عن مساوئ الزنا الذي ذكرناه والذي تبيحه وتحميه قوانينهم التي تمنع الزواج بامرأة أخرى ... ولكنها تسمح بزواج الشواذ ببعضهم ...

    ·
    أما ما ذكره الناقد عن السراري (اللاتي يؤخذن من بين ملك اليمين) ... فيجب أولاً أن نعرف من هي ملك اليمين في الإسلام ... إنها الأسيرة المحاربة التي كانت ضمن صفوف الجيش المعتدى خلال حرب مشروعة للمسلمين ... وليست المخطوفة ... وشريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك (كما هو الحال في عصرنا الحالي) فلا يجوز ولا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ... هذا وإنه ليس من المعقول بالطبع أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم حتى يباع ويسترق ... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخراً وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " ...

    · لقد جاء الإسلام فوجد للرق والسراري وضعاً اجتماعياً واقتصادياً ودولياً لم تتطرق لعلاجه الشرائع السماوية التي سبقته ... فهل أتي الإسلام بشريعة إيجابية لإنهاء أو لحل مشكلة الرق ؟؟؟ الإجابة نعم ... وكيف ؟؟؟ لقد جاء الإسلام إلى المنابع المتعددة للرق فضيقها فجعل لها منبعاً واحداً هو الأسر في الحرب المشروعة كما فصّلنا ... وجاء إلى المصرف الواحد فعدده ووسعه ... ومن ضمن هذه المصارف ملك اليمين والسراري ... وللمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع:

    ·
    أما عن سؤال الناقد ... لماذا لا تتطلع المرأة للتزوج بأربعة رجال في آن واحد ؟؟؟ فإن بالإضافة الى أن فطرة المرأة هي الاكتفاء برجل واحد يقوم عليها ويتكفلها ويحميها ... فإن السماح بتعدد المرأة يؤدى الى اختلاط الأنساب ... فلا يعرف الولد من أبوه ... لاحتمال أن يكون كل واحد من ازواجها أباً له ... وفى هذا من المفاسد الاجتماعية والنفسية والانسانية ما فيه.


    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 4 جاء في سورة النساء 34 ... " وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا " قال الناقد: يصرح القرآن أنه إذا خافت المرأة من إعراض زوجها عنها فلتلجأ إلى هيئة تحكيم من أهلها وأهله ليُصلحا بينهما صلحاً ..." وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بينهما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" (سورة النساء 128) ... ولكنه يقول إنه إذا خاف الرجل من إعراض زوجته عنه ... فعليه أن يعظها ... ثم يهجرها ... ثم يضربها ... سواء صفعاً باليد أو لكماً بجمع اليد أو رفساً وركلاً بالرجل أو نهشاً بالكرباج أو لفحاً بالعصا.

    فأين هذا من قول الإنجيل:
    " أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا ... لِكَيْ يُقَدِّسَهَ ... مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ ... لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً ... لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ ... بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ ... كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ ... مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ ... فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ ... بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ ... كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ ... لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ ... مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ ... وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا " أفسس 5: 25-31 .
    §
    يحاول الناقد أن يستدرج القارئ السطحي ليعقد مقارنة بين القرآن والإنجيل في معاملة الزوجة ... لإيهامه كيف أن القرآن دعا الى ظلم المرأة واهانتها ... بينما دعا الإنجيل الى محبتها وتكريمها ...

    § إن من الغريب أن في الوقت الذي يمدح فيه القرآن الكريم السيد المسيح عليه السلام فيقول عنه
    " وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا " مريم 21 ... نجد ما يَدّعى حالياً أنه من أتباع المسيح ينسب للقرآن الكريم زوراً وبهتاناً ما ليس فيه ... فيقول إنه دعي الزوج لضرب زوجته ضرباً همجياً حيث قال: " ثم يضربها ... سواء صفعاً باليد أو لكماً بجمع اليد أو رفساً وركلاً بالرجل أو نهشاً بالكرباج أو لفحاً بالعصا " !!! وهذا الضرب لم يأذن القرآن ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم به ... ولم يصفه أي عالم أو مفسر أو فقيه ... ولا يحل بالطبع ضرب الزوجة بهذا الأسلوب الوحشي ... لأن هذا ضرب انتقام وتعذيب وليس وسيلة تربية أو علاج ... ولا حول ولا قوة الا بالله ...

    §
    وإذا كان السيد المسيح دعا الى محبة المرأة وتكريمها ... فإن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم دعا الى ذلك أيضاً ... بل وحذر من ظلمها أو اهانتها ... وكيف ؟؟؟ هذا ما سنعرفه ...
    § إن المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تربى النصف الاخر وهي الام والاخت والزوجة والابنة ... بل وهي مصدر الحنان والعاطفة في الحياة كلها ... ولذلك جعلها الله سكناً للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه ...
    " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ َزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّـقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الروم 21 إذن فأصل العلاقة الزوجية هي السكن والمودة والرحمة بين الزوجين وليس الضرب كما حاول الناقد ان يوهم القارئ السطحي بذلك.

    §
    لقد كرم الإسلام الزوجة حينما تصبح أماً بما لم يكرّم به الزوج عندما يصبح أباً فجعل ... " الجنَّةُ تحت أقدامِ الأمَّهاتِ " مختصر المقاصد 348 ... فإذا كان ذلك كذلك فهل يكون ضرب الزوجة هو الأصل في الإسلام ... الاجابة ... لا بالطبع ... إذن فكيف ؟؟؟

    §
    إن أصل علاقة الزوج بزوجته في الاسلام هي علاقة سكن ومودة ورحمة كما ذكرنا مبنية على الآتي وعلى سبيل المثال:

    " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا " النساء 19
    " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان "البقرة 229
    " خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي " المحدث: الألباني المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 1925
    " استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا " صحيح الجامع 960
    " لا تكسرِ القواريرَ ... يعني ضعفةَ النساءِ " صحيح مسلم 2323 ... لقد شبه الرسول النساء بالزجاج الذي يخشى عليه من الكسر.

    § وهكذا ... فالأصل في الإسلام تكريم المرأةوالمحافظة عليها وعلى ضعفها ورقتها حتى أنها شُبهت في رقتها بالزجاج الذي يخشى عليه من الكسر ... وقد خصص القرآن الكريم سورة أسماها " سورة النساء " تتحدث عن العدل والرحمة مع المستضعفين في الارض وخاصة النساء ... والاسلام هو الذي كرم المرأة واعاد اليها كرامتها بعد ان كانت مهانة وذليله وبلا قيمه في كل الامم التي عاصرت او سبقت عهد النبي ... فقد كانت مهانة عند الاغريق والرومان والفرس وغيرها من الحضارات القديمة ... وجاء الاسلام ليضع المرأة في مكانها الطبيعي وليغير الصورة تماما

    §
    وإذا كان ذلك هو منهج الاسلام الذي يفرضه على الزوج ... إذن فما هو المطلوب من الزوجة من واجب في المقابل ... إن المطلوب قد ذكر في نفس الآية التي استدل الناقد بجزء منها " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ " النساء 34 ... أي فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن، مطيعات لله تعالى ولأزواجهن ... حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمنَّ عليه بحفظ الله وتوفيقه ... التفسير الميسر

    §
    فإذا كان هذا هو المطلوب من الزوجة تجاه زوجها في الإسلام ... فما هو مقابل ذلك في الكتاب المقدس ؟؟؟ إنه الآتي:

    " أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ ... لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّـصُ الْجَسَدِ ... وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. " أفسس 5/22-24 ...أي أن الكــتاب ساوى بين الرجل والرب في خضوع المرأة.

    على المرأة السكوت:" لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ ... وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ " تيموثاوس الأولى 2 / 11-12

    " لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ ... لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ ... بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا ... وَلــــكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ ... لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ. " كورنثوس الأولى 14/34-35

    " وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ ... بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ ... لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ .... وَآدَمُ لَـمْ يُغْوَ ... لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. "تيموثاوس الأولى 2/12-14

    " فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ ... وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مــِنَ الْمَرْأَةِ ... بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ ... وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ ... بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. " كورنثوس الأولى 11/7-9
    " وَضَرْبُ الْعَبْدِ الشِّرِّيرِ حَتَّى تَدْمِيَ جَنْبَهُ ... وَالْخَتْمُ عَلَى الْمَرْأَةِ الشِّرِّيرَةِ أَلْيَقُ بِهَا. "
    سفر يشوع بن سيراخ 42 / 6 ... والختم على المرأة الشريرة المسرفة فلا تترك لها حرية التصرف ... أو الثرثارة فامنعها من الخروج ... تفسير القس أنطونيوس فكري

    §
    إذن فمنهج الزوجة المسلمة الصالحة هو ... " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ " النساء 34 ... وفى مقابل ذلك ستحظى بما فرضه الإسلام على زوجها وذكرناه من معاملة راقية ورقيقة وكأنه يتعامل مع زجاج يُخشى عليه من الكسر ... وهذا هو المنهج العام والمفروض أن تسير عليه العلاقة الزوجية في الاسلام ... لأن الزوجان في البداية اختارا وارتضيا أن يكون عقد زواجهما طبقاً لسنة الله ورسوله الكريم وليس طبقاً لأي سنة أخرى ... والمفروض أنهما أخذا في الاعتبار قبل زواجهما المنهج الذى حدده الاسلام أيضاً في اسلوب اختيار كل شريك للآخر ... أما بخلاف ذلك فلا يُسأل الإسلام عنه.

    § وبالرغم من ذلك لم يغفل الإسلام عن وصف الدواء لمرض طارئ قد يحدث وان يعتري الحياة الزوجية لا قدر الله ... وهو المرض الذي تتحدث عنه الآية الكريمة التي استدل بها الناقد وهو مرض
    " نشوز الزوجة " ... وبديهياً يتناول المريض (وليس الصحيح بالطبع) الدواء فترة علاجه من المرض ولكن ليس بخلاف ذلك ... فما معنى ذلك ؟؟؟

    §
    إن النشوز من «نشز» أي ارتفع في المكان ... ومنه «النشز» وهو المكان المرتفع ... والنشاز حتى في النغم هو: صوت خارج عن قواعد النغم فيقولون: هذه النغمة النشاز، أي خرجت عن قاعدة النغمة التي سبقتها ... والمرأة الناشز هي المرأة سيئةِ الخلق والدين الخارجة عن المألوف والمتعالية والمتكبرة والمتغطرسة على زوجها ... (وهذا النوع هو الذى يحتاج الى ما سنذكره من علاج ... وهو فقط الذي تتحدث عنه الآية الكريمة ... أما النساء الصالحات فلا يشملهن ما سنذكره من علاج إطلاقاً) ... فهل من الحكمة أن يترك هذا الصنف من النساء الناشزات ليضر نفسه بل ويضر الاسرة بكاملها دون أي علاج لهن إذا بدت عليهن بوادر لهذا المرض ... أم الحكمة تقتضى أن يتناولن الدواء المناسب من صيدلية الرحمن ؟؟؟

    § إن هذا الدواء هو دواء متدرج يبدأ بجرعات العظة الحكيمة آخذين في الاعتبار ما سبق وأن ذكرناه من ضرورة التعامل مع النساء معاملة راقية ورقيقة تتناسب مع طبيعتها العاطفية ... وكأننا نتعامل مع زجاج يُخشى عليه من الكسر ...
    " وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ " ... وبهذا الأسلوب الرقيق فإن نسبة كبيرة ممن أصبن بمرض النشوز سيشفين من مرضهن.

    §
    ولكن قد يتبقى بعد ذلك من لا يستجبن لجرعات العظة الحكيمة ... وتحتاج الى دواء أشد تركيزاً وفاعلية ... ومنهن اللاتي يستخدمن أنوثتهن للمحافظة على هذا التكبر والتعالي على الزوج ... ومن هنا جاءت المرحلة الثانية للقضاء على مرض النشوز وهو " وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ " ... وليس " وَاهْجُرُوهُنَّ من الْمَضَاجِعِ " ... ولماذا ؟؟؟ حتى تعرف هذه المرأة أن أنوثتها لا تمكنها من الاستمرار في مرضها ... وأيضاً لجعل الخلاف محصوراً دائماً بين الرجل والمرأة فقط ولا يطلع عليه أحد ... هذا وقد يحدث بينهما عاطفة ليتم الشفاء لنسبة أخرى كبيرة ممن أصبن بمرض النشوز ...

    § سيتبقى بعد كل ذلك نسبة قليلة ناشزة لم تستجب للجرعات السابقة ... فما هي البدائل المتاحة للتعامل معهن حينئذ ؟؟؟
    اولاً الصبر عليهن مع مداومة العلاج بالجرعات السابق ذكرها " وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " التغابن 14 ... ثانياً الاستمرار تحت سطوة هذه الزوجة الناشز (هذا إن كانت الشريعة الاسلامية تحرم الطلاق كما تحرمه المسيحية) ... أو تقليد غير المسلمين بأن ينفصلا انفصالا جسديا، ويرتبط الرجل بأخرى عاطفيا وكذلك المرأة، ويظل رباط الزوجية شكليا.

    §
    والبديل الأخير هو استخدام الزوج آخر وسائل الإصلاح وهو إصدار انذار فعلى وليس قولي وبأسلوب مختلف لتعلم بموجبه هذه المرأة الناشز (التي لم يجدي معها علاج المراهم المذكور) أن مشرط الجراح للعلاج (وهو الطلاق) قادم ولا محالة لعلها ترجع لصوابها ... وهذا الانذار يكون بضرب التحذير وليس ضرب التعذيب ... وما معنى هذا ؟؟؟

    § إن الإسلام لم يترك ضرب التحذير هذا الذي ذكرناه دون ضوابط ... وإذا رجعنا لتفسير الشعراوي لذلك سنجد ... " أي يكون ضربا خفيفا يدل على عدم الرضا ... ولذلك فبعض العلماء قالوا: يضربها بالسواك (وهو عود صغير لو ضرب به طفل لما تأذى) ... وقد علمنا ربنا هذا الأمر في قصة سيدنا أيوب عندما حلف أن يضرب امرأته مائة جلدة، قال له ربنا:
    " وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ "ص 44 ... والضغث هو الحزمة من الحشيش يكون فيها مائة عود ... ويضربها ضربة واحدة فكأنه ضربها مائة ضربة وانتهت ... فالمرأة عندما تجد الضرب مشوبا بحنان الضارب فهي تطيع من نفسها " ... انتهى تفسير الشعراوي

    §
    أما بخلاف ذلك من اساليب الضرب فالإسلام لا يقره ... بل ومن حق الزوجة أن تشتكي للقاضي فيعاقب الفاعل ... وعلى الحكمان (اللذان ذكرتهما الآية التي أعقبت الآية التي استدل بها الناقد) أن يراجعا الزوج في ذلك ... وإلا وقع الحكمان في الإثم ... " وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا " النساء 35

    § إن اسوة الزوج المسلم يجب أن تكون رسول الله ...
    " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ " الأحزاب 21 ... ولذلك فعلى الزوج المسلم أن يتبع بالطبع منهجه ... اسمع الى ... " ما ضرب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا قطُّ بيدِه ولا امرأةً ولا خادمًا ... إلا أن يجاهدَ في سبيلِ اللهِ " صحيح مسلم 2328 ... واسمع أيضا لحديثه " لقد طافَ الليلَةَ بآلِ محمَّدٍ نساءٌ كثيرٌ ، كلُّهُنَّ تشكو زوجَها مِنَ الضَّرْبِ ، وأيمُ اللهِ لَا يَجِدونَ أولئكَ خيارَكُم ( أي ليسوا خياركم) " صحيح الجامع 5137 ... هذا وقد نهى الرسول عن ضرب الوجه والتقبيح للزوجة ..." قلتُ يا رسولَ اللهِ !!! ما حقُّ زوجةِ أحدِنا عليه قال أن تُطعمَها إذا طعِمتَ وتكسوَها إذا اكتسيْتَ ... ولا تضربَ الوجهَ ولا تُقبِّحَ ولا تهجُرَ إلَّا في البيتِ " الترغيب والترهيب 3/96

    §
    إن الضرب ليس هدفاً ولكنه بمثابة الإنذار الأخير قبل إنهاء العلاقة الزوجية ... هذا إذا استمرت الزوجة في النشوز بالرغم من كل وسائل العلاج المتدرجة كما ذكرنا ... أما إذا استجاب المريض للدواء فحينئذ نكمل قراءة الآية ... " فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا " النساء 34 ... أي فإن رجعن إلى طاعتكم بأي سبيل من هذه السبل الثلاث ... فلا تتطلبوا السبيل التي هي أشد منها بغياً عليهن ... إن الله فوقكم وينتقم منكم إذا آذيتموهن أو بغيتم عليهن ... تفسير المنتخب

    § ولكن على صعيد آخر فقد دفعنا ما كتبه السيد الناقد من نقد غير عادل للقرآن الكريم الى تصفح الكتاب المقدس ... فوجدنا نصاً في سفر العدد 5/11-31يتحدث عن حل عملي لزوج يشك في سلوك زوجته ولكنه لا يملك دليلاً على خيانتها ... فماذا يفعل هذا الزوج ؟؟؟ يقول الكتاب المقدس أنه بأمر الرب على الزوج ان يأخذها حينئذ الي الكاهن لاختبارها ... وكيف ؟؟؟ يقوم الكاهن بجمع تراب من مسكنها ... ويخلطه مع الماء ... ويجبرها ان تشربه ... فاذا مرضت فهي مذنبة ... وإذا لم تمرض فهي بريئة !!!

    11 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
    12«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُل وَخَانَتْهُ خِيَانَةً،
    13وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ،
    14 فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً،
    15يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ الإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ، لاَ يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتًا وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا.
    16 فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ،
    17وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ،
    18وَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ الْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللَّعْنَةِ الْمُرُّ.
    19وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجعْ مَعَكِ رَجُلٌ، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ، فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ.
    20وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ، وَجَعَلَ مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ.
    21 يَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ بِحَلْفِ اللَّعْنَةِ، وَيَقُولُ الْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلْفًا بَيْنَ شَعْبِكِ، بِأَنْ يَجْعَلَ الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِمًا.
    22 وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ الْبَطْنِ، وَلإِسْقَاطِ الْفَخْذِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِينَ، آمِينَ.
    23 وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هذِهِ اللَّعْنَاتِ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي الْمَاءِ الْمُرِّ،
    24 وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ، فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ.
    25 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الْغَيْرَةِ، وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلَى الْمَذْبَحِ.
    26 وَيَقْبِضُ الْكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تَذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْقِي الْمَرْأَةَ الْمَاءَ.
    27 وَمَتَى سَقَاهَا الْمَاءَ، فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلَهَا، يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ، فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا، فَتَصِيرُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.
    28 وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَلْ كَانَتْ طَاهِرَةً، تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ.
    29 «هذِهِ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ، إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ،
    30 أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلاً رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ، يُوقِفُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَعْمَلُ لَهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ.
    31 فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ، وَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا».

    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 5: جاء في سورة البقرة 230 " فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ... فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ... وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " قال البيضاوي: فلا تحل له من بعد ذلك الطلاق حتى تنكح زوجاً غيره (أي حتى تتزوج غيره) ... وقد لعن رسول الله المحلل والمحلل له ...
    ثم سأل الناقد: ألا يستنكر العقلاء هذا النظام الغريب ؟؟؟ لماذا يصرّح القرآن بصلح المطلقة ورجوعها إلى زوجها بشرط أن تجامع رجلاً غيره يسمى مُحلل ؟؟؟ ولماذا لعن محمد المُحلل والمحلل له ؟؟؟ أليس الأحق باللعنة هو المشرع ؟؟؟



    § السيد الناقد يعيب على الشريعة الاسلامية أنها تسمح للمرأة التي طلقها زوجها ثلاث طلقات ثم تزوجت بعد ذلك بزوج آخر زواجاً شرعياً بكافة شروطه واركانه والتي منها أن يكون الزواج بنية الأبدية ... وليس زواجاً مؤقتاً ولا صورياً (أي بأسلوب المُحلل الذى ذكره الناقد ... وهو أمر مُحَرّم شرعاً) كما سنشرح لاحقاً ... فإذا طلقت هذه المرأة فيما بعد (دون أي ترتيب مُسبق) أو مات عنها زوجها الثاني ... فإن الاسلام لا يمانع حينئذ من زواجها مرة اخرى من زوجها الأول إذا أرادا ذلك ... وأيضاً شريطة
    " إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ " البقرة 230 ...

    §
    ولو كان الناقد يعرف ما يماثل ذلك في الكتاب المقدس ما اثار هذا النقد ... لماذا ؟؟؟ ... ورد في سفر التثنية 24 / 1 – 4 " إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا ... فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ ... وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ ... وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ ... فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ ... أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَة ... لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ !!! لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ ... "

    § إذن فشريعة الإسلام لا تمانع (على نحو ما ذكرنا) من زواجها مرة اخرى من زوجها الأول ... أما ما ورد في الكتاب المقدس فإن هذه المرأة تصبح حينئذ نجسه دون أي ذنب فعلته بل ويقفل في وجهها المجال ويمنع زواجها من زوجها الاول ... ولماذا ؟؟؟ ...
    " لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ " ... وسنترك للقارئ الذكي الحكم ... فبضدها تتميز الأشياء ...

    §
    إن الإسلام لا يحث على الطلاق والانفصال ولكنه يبيحه للـضرورة عندما تستحيل الحياة بين الزوجين ... وبعد أن تبذل كافة محاولات الـتوفيق بين الطرفين ... فإن لم تفلح كل هذه المحاولات ... لم يكن بُدّ من الطلاق ... حينئذ أباح الله إنهاء هذا الارتباط كجراحة لا مفر منها بعد ذهاب الود وجفاف الحنان وتولد مشاعر أخرى ... وحينئذ ..." وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا " النساء 130 ... وهنا يعطى الإسلام للرجال فرصتين ليراجعوا زوجاتهم ... ولم يجعلها طلقة واحدة أو اثنتين وينتهي الأمر ... بل خيّر الزوج بعد طلقتين بين المعروف والإحسان " الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ " البقرة 229 ...

    § فإن طلق الزوج امرأته مرة ثالثة بعد التطليقتين السابقتين ...
    فلا تحل له حينئذ إلا اذا حدث وأن تزوجت زوجاً غيره زواجاً شرعياً مكتمل الأركان والشروط وبنية الأبدية ... وتحت مظلة الهدف الذى حدده القرآن للزواج وهو أن يسكن كل طرف للآخر في مناخ من المودة والرحمة مما يحقق استمرارية البشـر ... قـال تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّـقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الروم 21 ... وبالطبع سيحدث في هذه الزيجة الجديدة بين الزوجين معاشرة زوجية حميمية والتي هي من الأمور الطبيعية التي تُعبّر وتبرهن على التوافق بين الزوجين ...

    §
    فإن طلقت هذه المرأة بعد ذلك (دون أي ترتيب مُسبق) أو مات عنها زوجها الثاني ... وصارت أهلاً لأن يُعقد عليها عقداً جديداً ... فهل تُحرم من هذا الحق ؟؟؟ الإجابة طبقاً للشريعة الإسلامية أنها لا تصبح نجسة كما ورد في سفر التثنية 24 / 1 – 4 ... بل ولا إثم عليها ولا على زوجها الأول في أن يستأنفا حياة زوجية جديدة بعقد جديد كما ورد في الآية التي ذكر الناقد جزءاً منها ... " فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ... فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ... وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " البقرة 230

    § لقد تجنى السيد الناقد على القرآن الكريم حينما قال:
    " لماذا يصرّح القرآن بصلح المطلقة ورجوعها إلى زوجها بشرط أن تجامع رجلاً غيره يسمى مُحلل ؟؟؟...ليوهم القارئ السطحي أن المقصود أن تجامع غير زوجها الأول شخصاً يسمى مُحلل بغير زواج (كزنى) ... بينما الآية الكريمة لم تتحدث عن ذلك اطلاقاً ... إنما تحدثت عن دخول الزوج الثاني علي زوجته بعد أن يتزوجها بعقد زواج صحيح ... قال تعالي في حق المطلقة ثلاثا ... " فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ (أي تتزوج) زَوْجًا غَيْرَهُ " البقرة 230 ... أي لا يحل لمن طلق زوجته ثلاثاً أن يراجعها إلا بعد أن تتزوج بزوج آخر زواجا شرعياً صحيحاً مكتمل الشروط والأركان وبنية الأبدية وليس صورياً ... ثم يحدث بعد ذلك طلاقاً (دون أي ترتيب مُسبق) أو يموت عنها هذا الزوج ... أي من غير أن يُقصد بالزواج الثاني التحايل والغش والتدليس والتحليل للزوج الأول بالطبع ...

    §
    هذا وقد حسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمكن أن يترتب على القيام بتمثيلية هزلية خسيسة للتحايل على خالق السماوات والأرض الذي ... " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " غافر 19 ... وذلك بأن يُستأجر شخص ويُطلق عليه ... " المُحلِل "ليقوم بعقد زواج صوري مؤقت (باطل بالطبع) على من طُلقت ثلاثاً من زوج ( المُحَلل له ) ... وذلك حتى تحل وتعود اليه زوجته مرة اخرى بعد طلاقها ... وكل هذا بالاتفاق المسبق بين الاطراف ... كما نشاهد ذلك في بعض الافلام الهزلية التي تهدف جنى الأرباح ... ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟؟ قالوا: بلى يا رسول الله ... قال: هو المُحلِل ... لعن الله المُحلِل والمُحَلل له " ... المصدر: شرح فتح القدير الصفحة أو الرقم: 4/162 خلاصة حكم المحدث: صحيح ... وفى هذا رد على سؤال الناقد: " لماذا لعن محمد المُحلل والمحلل له ؟؟؟ ... أما رد سؤال الناقد أليس الأحق باللعنة هو المشرع ؟؟؟ ... فسنترك رد ذلك للقارئ الذكي ليرد بما يناسب الناقد ...


    واللـــــه أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 6: جاء في سورة النور 31 " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " ... والخُمر جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها ... وجيوبهن جمع جيب وهو القلب أو الصدر ... والجيب أيضاً طوق القميص ... فيكون المعنى يسترن أعناقهن بغطاء رأسهن ... والناقد يسأل: كيف توضع المرأة في حجاب يشبه السجن ؟؟؟ إن الحجاب يقتل في المرأة روح العمل والنشاط والحرية الشخصية ... ويرجع بالإنسانية إلى عهود الرق والعبودية.

    § يعيب السيد الناقد على القرآن الكريم منهجه في تغطية رأس المرأة وصدرها مما يجعلها تعيش داخل اسوار سجن يقتل فيها روح العمل والنشاط والحرية الشخصية ... ويرجع بالإنسانية إلى عهود الرق والعبودية ... على حد قول سيادته !!!

    ·
    ومن العجيب أن السيد الناقد غفل أن السيدة مريم والدة السيد المسيح هي سيدة محجبة تغطى رأسها وصدرها على نحو مماثل لمنهج القرآن الكريم في ملابس المرأة ... هذا ولا تخلو كنيسة على وجه الأرض من صورة أو أيقونة لها بهذه الملابس المحترمة والمحجبة وبعباءتها الفضفاضة ... ولابد وأن يكون السيد الناقد قد اطلع عليها.

    · ولكن من هي السيدة مريم ؟؟؟ إنها المرأة التي حملت وولدت واستقبلت السيد المسيح عليه السلام (الذي يؤمن سيادته أنه الله رب العالمين) منذ أن كان يقضى حاجته كطفل ... ثم احسنت تربية وتعليم هذا الطفل ... وقامت بتأدية دورها كأفضل أم حتى صار السيد المسيح على نحو ما كان عليه ... فهل كانت كما ادعى الناقد تعيش داخل اسوار سجن قتل فيها روح العمل والنشاط والحرية الشخصية ... وهل رجعت مريم بالإنسانية إلى عهود الرق والعبودية ؟؟؟ اننا في هذا المقام نسأل الله أن تكون كل نساء العالم مثل السيدة مريم في كافة النواحي ... ولماذا ؟؟؟ قال تعالى ...
    " يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " آل عمران 42 ... بل وكيف يغفل الناقد أيضاً عن ستر الراهبات لأجسادهن كدلالة على الوقار في الأديرة على النحو الذي يشاهده الجميع ... وهل هذا يرجع بالإنسانية إلى عهود الرق والعبودية.

    ·
    وإذا استعرضنا البدائل المتاحة للتعامل مع موضوع ملابس المرأة سنجدها كما يلي:

    1.
    كشف المرأة أي مساحة من جسدها ... ومن ثم يتاح لعين الرجل أن تشتهي وتتخيل دون عوائق كيفما شاء.

    2.
    تحفيز المرأة على ارتداء ملابس الحشمة والوقار دون تحديد مقياس لذلك ... ويترك لكلٍ منهن تحديد ذلك المقياس ... مع عدم اغفال ان ما تراه احداهن فاضحاً قد تراه اختها مناسباً ... ويترك للرجل بعد ذلك يشتهي ويتخيل ما يتاح حينئذ من عرى.

    3.
    تحفيز النساء على ستر اجسادهن بملابس تعلن عن الوقار وتحجب عين الرجل عن تفحص جسد المرأة وتكون على نحو مماثل لملابس السيدة العذراء مريم التي لا تخلو كنيسة على وجه الأرض بصورة أو أيقونة لها بهذه الملابس المحترمة والمحجبة وبعباءتها الفضفاضة ... وفى نفس الوقت ندعو الرجال " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ "النور 30 ... ونقول لهم أيضاً أن الله يعلم نظرة الخلسة للمرأة " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " غافر 19 ... وحينئذ سيكون متاحاً بعد ذلك أمام عين الرجل الشرير نموذجين للمرأة: النموذج الأول يرتدى ثياب مريم العذراء المحجبة الوقورة ... والنموذج الآخر يرتدى ثياباً تكشف عن جسد المرأة (مثلما يدعو الناقد) دون عوائق بل ويسهل على الشرير أن ينظر ليشتهي ويتخيل ...

    هذا وسنترك للقارئ الذكي المفاضلة واختيار أفضل بديل مما ذكر يحقق الصالح العام ...

    · إن ستر المرأة لجسدها يعود بالنفع في المقام الأول علي المرأة نفسها قبل المجتمع ... أما كشف المرأة لجسدها فيعود عليها وعلى المجتمع بالضرر ولا محالة ... وكيف ؟؟ لأن الرجل الشرير ينظر الى الجسد العاري الخالي من العوائق بسهولة فيشتهيه ويتخيله فيشعل ذلك نار الشهوة الجنسية بين جنباته ... فيحاول بعد ذلك أن يطفئ هذه النار على ارض الواقع ... فاذا كان هذا الرجل أعزب فسنرى منه التحرش والاغتصاب للمرأة ... وأما إذا كان متزوجاً فإن ذلك سيضع زوجته المسكينة في مجال مقارنة مع العديد والعديد من بنات جنسها حيث لا بد وان تتفوق عليها الكثير منهن ... لا سيما إذا كان الزمن قد طبع علي الزوجة المسكينة بصماته ... الأمر الذي سيلحق بهذا الزوج كرهاً لا ارادياً لزوجته بالطبع وسينعكس على تعامله معها ... بل وسيدفعه ذلك لأن يبحث عن طريق آخر يطفئ به النار التي اشتعلت بين جنباته.

    ·
    إن من العجيب أن الناقد يتغافل عن ستر الراهبات لأجسادهن في الأديرة (كما في معتقده) بحجة أن الراهبات ماتوا عن العالم وصلوا عليهن في الدير صلاة الجنازة وهن بتوليات ... ويرتدين الثوب كالكفن وتغطي شعرها علامة عن تخليها عن أنوثتها ومغادرتها هذا العالم من أجل الوفاء بنذورها الثلاثة العفة والفقر والطاعة ... بل ويقضين حياتهن في الصلاة والصوم دون زواج ويغطين اجسادهن على هذا النحو كدلالة على الوقار ... لكن في المقابل فإن الإسلام دين عملي وواقعي جمع بين العمل للدار الآخرة ... والتمتع في نفس الوقت بما خلقه الله حلالاً للبشر في الدنيا... " وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "القصص 77... فماذا يمنع من تمتع المرأة بمباهج الدنيا الحلال ومشاركتها في تعمير الكون وأن تكون أنشط النساء في المجتمع ... على أن يكون ذلك بوقار وحشمة وعفة تستفيد منه المرأة في المقام الأول ويستفيد منه المجتمع وكما ذكرنا ؟؟؟؟

    · ومن العجب أيضاً ما ورد
    في كورنثوس الاولى 11/ 5-6" وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى ... فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ ... إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا ... وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ ... فَلْتَتَغَطَّ ... " ... وتفسير ذلك كما ورد في القس أنطونيوس فكري: " أمّا المرأة التي تصلى وتتنبأ دون أن تغطى رأسها مقلدة الرجل، فأنها في الواقع تشين رجلها (أي رأسها)، فهي تظهر بهذا أنها لا تحترم زوجها وهي تعلن أنها غير خاضعة لرجلها أمام كل الناس، وكأنها تستنكر سلطانه عليها، وغير مهتمة بغضبه، وغير مهتمة باستقرار أسرتها، فهكذا يفهم شعب كورنثوس الأمر ... وهذا عار للمرأة أن تقف في موقف تحدى لرجلها وللمجتمع، ويكون هذا كأنها حلقت شعر رأسها. "انتهى تفسير القس أنطونيوس فكري

    ·
    وفى رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11/13 " احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ ؟؟؟ " ... وتفسير ذلك كما ورد في تفسير القس أنطونيوس فكري " لكن على المرأة التي تصلى أن تقف في وقار أمام الله والناس، خاضعة لله ولزوجها صانعة سلاما في بيتها ... لا تبحث عن أن تظهر جمالها وزينتها بل تقف في احتشام مخفية جمالها فيظهر جمالها الإلهي، وتظهر عليها نعمة الله. " انتهى تفسير القس أنطونيوس فكري ...

    · إذن ما ورد في الكتاب المقدس يلزم
    " كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ " بتغطية رأسها وإلا يقص " إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى ... فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا " ... وذلك بهدف الاحترام والخضوع لزوجها امام الناس وإبراز سلطانه عليها ... وأيضاً حتى لا تظهر جمالها وزينتها بل تقف في احتشام ... ولا ندرى لماذا الاحتشام مطلوب اثناء الصلاة في الكنائس فقط وليس في خارجها ... والجميع في حضرة الله دائماً سواء كانوا داخل الكنائس أو خارجها !!!

    ·
    أما الإسلام فهو يحافظ على احتشام المرأة دائماً ... بل ويكرمها ويستر جسدها ليحميها من عين الرجل الشرير الذي يتوفر له بسهوله النظر ودون عوائق على الأخريات ممن يقدمن اجسادهن مكشوفة ورخيصة لتتمعن فيها كل عين خبيثة خائنة ... ولا يغفل في نفس الوقت عن دور المرأة اللازم سواء في بيتها أو في المجتمع ...



    واللـــه أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 7: جاء في سورة التوبة 60 " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "
    جاء في كتاب المرشد في الدين الإسلامي الذي طبعته وزارة التربية والتعليم المصرية سنة 1946 عن محاربة مانعي الزكاة: أرسل الخليفة أبو بكر الصديق خالد بن الوليد لمحاربة مانعي الزكاة ... فقصد إلى البطاح لمقاتلة مالك بن نويرة ... وما زال به حتى صرعه ... وعاد قومه إلى إخراج الزكاة (صفحة 139).
    ونحن نسأل: إذا كانت الزكاة ركناً من أركان الدين ... والدين لله ... فهل يُعتبر الدين ديناً قَيِّماً إذا كنا نمارسه لا رغبةً وتطوعاً بل جبراً وقسراً !!! إن زكاةً يجمعها سيف خالد بن الوليد وأمثاله ... يرفضها الله لأنها ليست إحساناً.

    § إن أبا بكر الصديق ومن حاربهم من المرتدين المعتدين مانعي الزكاة ... ينامون الآن تحت التراب منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ... فلقد حارب أبو بكر الصديق آنذاك المرتدين مانعي الزكاة والمعتدين على الدولة التي كانت وليدة في مهدها ... والتي تأسست على المبادئ التي حددتها آخر رسالة من السماء لأهل الأرض ... أما هؤلاء فقد حاربوا هذه الدولة لأهداف دنيوية وقتية (وكما سنفصل لاحقاً) ... فماذا كان حصاد ذلك كله حالياً ؟؟؟ وأي مبادئ الفريقين المتحاربين عاشت واستمرت وانتشرت بل ورسخ الدهر بقائها ؟؟؟ وهل يخرج المسلمون الزكاة اليوم كما أخرجوها بالأمس ؟؟؟

    §
    لقد امتدت رقعة دولة الإسلام الوليدة هذه في غضون بضع عشرات من السنين من وفاة أبى بكر الصديق من الصين شرقاً الى باريس غرباً ... وحالياً يؤمن بالمبادئ التي دافع عنها أبو بكر ما يقرب من ربع سكان كوكب الأرض ... ويخرج غالبية القادرين منهم الزكاة ودون أن يشهر أحداً في وجوههم سيفاً ... وذلك إيماناً منهم أنها ركن من أركان الإسلام الخمسة ... بل والكل يرى أن المسلمين يقومون بشعائر الإسلام رغبة وتطوعاً ... لأنهم يتقربون بذلك الى الله ... ويفرحون لأنهم بذلك ينالون جنته ورضوانه ... هذا والإسلام حالياً هو أسرع الأديان انتشاراً في البلاد الصليبية (أي في أوربا وأمريكا) ...
    ادخل في الرابط: http://www.ebnmaryam.com/vb/t20719.html

    § ولذلك رحم الله أمير الشعراء فقد قال:
    الحربُ في حقٍ لديك شريعة ... ومن السمومِ الناقعاتِ دواءُ


    §
    لقد قاتل أبو بكر المرتدين المعتدين مانعي الزكاة ليس لإكراههم على دفع الزكاة جبراً وقسراً ... بل لأنهم ارتدوا جماعة لإحداث فتنة والانقضاض على الدولة الإسلامية ... واعلنوا ذلك قبل اعلانهم عن ردتهم عن الإسلام ... بمعنى أنهم اعلنوا الخروج على المسلمين والحرب عليهم قبل أن يعلنوا عن المعتقد الجديد الذى يمارسونه ... فكانت ردتهم غطاء للعمل الحربى الذى أعلنوه ... إذن فالأمر هنا ليس حرية اختيار لمعتقد ولكن كان قتالهم دفاعي لوقف الفتنة وليس قتال لردة أو لمنع زكاة فقط ... ولو لم يفعل أبو بكر ذلك لانتهت الدولة الإسلامية في مهدها ... ولكن لم يحدث ذلك القتال مع افراداً دخلوا الإسلام ثم خرجوا منه واختاروا غير الإسلام ديناً ... ولم يقتل أحد منهم بوصف الردة ...

    §
    إن من الجدير بالذكر أن أهل الردة من مانعي الزكاة كانوا هم البادئين بالعدوان على المدينة ... وأيضاً تم العدوان وقتل المسلمين الذين ظلوا على إسلامهم في القبائل المرتدة ... هذا فضلا عن الامتناع المسلح عن طاعة الخليفة ... ولذلك فهم يعدون في التشريع الإسلامي بغاة ... أي الجماعة التي تنصب القتال لولي الأمر ... وقد قال بعض علمائنا: إن من جحد شيئا مما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعي إليه فامتنع ونصب القتال يجب قتاله وقتله إذا أصر للحفاظ على أمن وسلامة الدولة ومواطنيها وممتلكاتها ... وإن أبا بكر رضي الله عنه إنما قاتلهم ولم يعذرهم بالجهل ... لأنهم نصبوا القتال فجهز إليهم من دعاهم إلى الرجوع ... فلما أصروا قاتلهم ... وفي زماننا المعاصر الا يعد الخروج على سلطان الدولة خرقا لدستورها وتهديدا للنظام الذي قامت عليه ... ويستوجب ذلك أقصى واشد العقاب ؟؟؟

    §
    إن هذا يعني أنَّ حُرُوْبُ الرِّدَّة لا يعدو كونها إلا مُجرَّد حملات شنَّها المُسلمون على حركاتٌ سياسيَّةٍ انفصاليَّة وعدوانية مسلحة على دولة المدينة المُنوَّرة التي أسَّسها الرسول مُحمَّد ... وعلى قُريش التي تسلَّمت زعامة هذه الدولة بِمُبايعة أبي بكرٍ الصدِّيقبِخلافة المُسلمين ... فضلاً على قتل المرتدين للمسلمين الذين حافظوا على اسلامهم داخل القبائل المرتدة ... هذا وقد كانت تلك الحركات الانفصالية تسعى للعودةٌ إلى نظام العصبيَّات القبليَّة الذي كان سائدًا في الجاهليَّة ... وإلى استرجاع مُلكٍ أو سُلطانٍ فقده البعض ... هذا وقد اتخذت هذه الحركة قناعًا زائفًا من الدين لِتستقل عن سُلطة المدينة المُنوَّرة ... فكان لا بُدَّ من الصِّدام المُسلَّح بينها وبين الإسلام ... وبانتهاء حُرُوبِ الرِّدَّة توحَّدت كامل شبه الجزيرة العربيَّة وحتى يومنا هذا تحت راية الإسلام ... ولا نرى ولا نسمع اليوم عن جماعات ترتد عن الإسلام أو تعلن عدم اقتناعها بإخراج الزكاة لمستحقيها ...


    § لقد سأل الناقد: إذا كانت الزكاة ركناً من أركان الدين ... والدين لله ... فالله يرفض الزكاة بأسلوب يمارس جبراً وقسراً بسيف خالد بن الوليد وأمثاله ... لا رغبةً وتطوعاً ... ونقول لسيادته وهل ترى أحداً في كوكبنا هذا اليوم يجمع الزكاة من المسلمين بسيف خالد بن الوليد أو بسيف أمثاله ؟؟؟ الإجابة لا بالطبع ... إن سيف خالد كان لرد العدوان الذي وقع على المسلمين في حينه وليس لجمع الزكاة كما فصّلنا ... ودليل ذلك أن لا وجود لسيف خالد أو أمثاله اليوم ... والكل يرى حالياً أن القادرين من المسلمين مازالوا يدفعون زكاة أموالهم دون أي اجبار عليهم من أحدٍ بل رغبةً وتطوعاً ؟؟؟

    §
    لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أخذ أي مال من أي أحدٍ إلا عن طيب نفس منه فقال: ... " أَلَا لا تَظْلِموا ... أَلَا لا يَحِلُّ مالُ امرِىءٍ إلا بِطِيبِ نفسٍ منه " المحدث: الألباني | المصدر: تخريج مشكاة المصابيح الصفحة أو الرقم: 2875 ... إذن فيحرم أخذ أي مال من غير رضا صاحبه ولو كان ذلك بسيف الحياء ... فما بالنا بحرمة أخذ المال بالسيف الحسي أي بالإكراه !!!

    § إن من الملاحظ أن الآية الكريمة التي استدل الناقد بها ...
    " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ... " التوبة 60 ... استخدمت لفظ " الصدقة " للدلالة على الزكاة ... فلماذا سميت صدقة ؟؟؟ لقد سُميت بذلك لأنها تدل على صدق طلب صاحبها لرضا الله عزّ وجل ...لأنها دليل على صدق إيمان المزكي ... وذلك لأن المال محبوب للنفوس ... والمحبوب لا يبذل إلا ابتغاء محبوب أكثر منه ... ولهذا سميت صدقة ...

    §
    ولا ينكر عاقل أن الزكاة التي يدفعها القادرون اليوم من المسلمين والتي قال الرسول عنها ... " أن اللهَ افتَرَضَ عليهم صدقةً في أموالِهم ... تُؤْخَذُ مِن أغنيائِهم وتُرَدُّ على فقرائِهم " صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1395 ... إن هذه الزكاة تجعل المجتمع الإسلامي كأنه أسرة واحدة ... يعطف فيه القادر على العاجز ... والغني على المعسر ... فتحجّم الجرائم المالية ... ويشعر الإنسان بأن له إخواناً يجب عليه أن يحسن إليهم كما أحسن الله إليه ... قال تعالى ... " وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ " القصص 77 ... وبذلك يصبح المجتمع وكأنه عائلة واحدة ... وهذا ما يعرف حديثاً بالتكافل الاجتماعي ... إذن فالزكاة هي خير ما يكون لذلك ... لأن الإنسان يؤدي بها فريضة ... وينفع بها المجتمع في نفس الوقت.

    § من ناحية أخرى فإن زكاة المال في الإسلام مثلاً تجب على المال الذي بلغت قيمته ما يعادل قيمة خمسة وثمانون جراما من الذهب أو ما يزيد ... ومرت عليه في حيازة مالكه مدة سنة كاملة (الأمر الذي يبرهن عدم الاحتياج اليه) ... حينئذ وجب اخراج زكاة هذا المال بواقع 2.5% من قيمته ...

    §
    أما في المسيحية وكما ورد في كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث: " كل مال يصل إليك ... افرز (خصص) عشره للرب سواء كان مرتبك الثابت ... أو موارد أخرى إضافية ... أو منحًا أو موارد طارئة ... سواء كان مالًا أو أشياء عينية تعرف قيمتها ويدفع عشرها ... الكل تخصم عشره ... وتفرزه في صندوق خاص بالرب ... ولا تقع في الخطأ الذي يقع فيه كثيرون: إذ ينفقون من إيراداتهم أولًا، ثم يفحصون هل تبقى لله شيء أم لم يتبق !!! جاعلين استحقاقات الرب في آخر القائمة، أو قد ينسونها !!! أو يعتبرون مصروفاتهم الأخرى تحت قائمة الضروريات ... أما نصيب الرب، فمن الكماليات أو من الفائض !!! أما أنت فاخصمه من إيرادك مباشرة، كما تخصم منك أمور رسمية معينة .... واعلم أن العشور هي الحد الأدنى في العطاء. " انتهى ما ورد في كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


    واللــــه أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللــــه وفضـــله

    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 8:جاء في سورة الأنفال 41 " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " ... وبعد أن اورد الناقد بعضاً مما ذكره البيضاوي فى تفسيره لهذه الآية ... سأل سيادته: كيف تُستباح أموال الناس بعد إراقة دمائهم باسم الله ؟؟؟ وكيف يأخذ القائد الديني غنيمة ؟؟؟

    · من البديهي أن الله لا يأمر بقتل الناس ... وقتل النفس بغير الحق هو أمر منهي عنه في الإسلام تماماً ... قال تعالى:

    " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الأنعام 151

    " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " المائدة 32

    ·
    ومن البديهي أيضاً أن الله لا يأمر باستباحة أموال الناس بعد إراقة دمائهم ... ولماذا ... قال تعالى:

    " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "المائدة 33

    و قد ورد في " تفسير المنتخب " لهذه الآية الكريمة ... " إنما عقاب الذين يحاربون الله ورسوله ... بخروجهم على نظام الحكم وأحكام الشرع ... ويفسدون في الأرض بقطع الطريق ... أو انتهاب (أي نهب) الأموال: أن يُقْتَلوا بمن قتلوا ... وأن يُصلبوا إذا قتلوا وغصبوا المال ... وأن تُقطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف إذا قطعوا الطريق وغصبوا المال ولم يقتلوا ... وأن يُنفوا من بلد إلى بلد ... وأن يُحبسوا إذا أخافوا فقط ... ذلك العقاب ذل لهم و إهانة في الدنيا ... ولهم في الآخرة عذاب عظيم وهو عذاب النار " ... انتهى تفسير المنتخب .. بمعنى أن الإسلام وضع للنهب واستباحة أموال الناس حداً يسمى حد الحرابة على النحو المذكور ...

    ·
    إذن فما هو مفهوم الآيات التي أوردها سيادة المدلس وادعى أنها تدعو الى استباحة أموال الناس بعد إراقة دمائهم باسم الله !!!

    · إن الغنائم في الإسلام هي ما يأخذه المسلمون المجاهدون ... عندما يهزمون من يعتدي عليهم من المحاربين في الحرب ... وهذه الغنائم تشمل الأموال والسلاح والدواب ... ومختلف الأشياء المنقولة ...

    ·
    ونظرا لأن الحرب في الإسلام شرعت لتكون حرباً دفاعية فقط ... في كل المواقف ... لقوله تعالى " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... ولذلك يَحْرُم على المسلمين بدء القتال أو الاعتداء على أحد إطلاقا ... ولكن يحل لهم رد الاعتداء عليهم في أي وقت بالطبع ... وهذا أمر منطقي لا جدال فيه ...

    § إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة ... لماذا ... يقول الله عز وجل
    " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 ... {أن تبروهم}: أي تحسنوا إليهم ... {وتقسطوا إليهم}: أي تعدلوا فيه فتنصفوهم ...

    ·
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤثر السلم على الحرب ما وجد إلى ذلك سبيلا ... ولم يقاتل إلا مضطرا ... يقول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية» صحيح البخاري ... الصفحة أو الرقم :7237

    · لذلك أباح الله للمجاهدين أخذ الغنائم التي يمكن أن يحصلوا عليها في حربهم الدفاعية ... قال تعالى
    " فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الأنفال 69

    ·
    هذا وقد بين القرآن كيفية توزيع الغنائم وذلك في قوله تعالى " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " الأنفال 41 ... فما تفسير ذلك كما ورد في التفسير الميسر؟؟؟

    أي " واعلموا أيها المؤمنون أن ما ظَفِرتم به مِن عدوكم بالجهاد في سبيل الله فأربعة أخماسه للمقاتلين الذين حضروا المعركة (تكريماً ومكافأة لهم) ... والخمس الباقي يجزَّأُ خمسة أقسام: الأول لله وللرسول ... فيُجْعل في مصالح المسلمين العامة (التي يقررها الرسول في حياته ... أما بعد وفاته فيقررها إمام المسلمين وقائدهم حينئذ) ... والثاني لذوي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وهم بنو هاشم وبنو المطلب، جُعِل لهم الخمس مكان الصدقة فإنها لا تحلُّ لهم (حيث يَحْرُم علي بنو هاشم وبنو المطلب أخذ الزكاة لشرفهم) والثالث لليتامى، والرابع للمساكين، والخامس للمسافر الذي انقطعت به النفقة " انتهى التفسير الميسر ...

    إذن ما سيخصص للقائد لن يأخذه القائد لنفسه كما ادعى السيد الناقد ولكنه سيقوم بتوزيعه في مصالح المسلمين العامة ...

    ·
    والناقد يدعى أن إباحة الإسلام للغنائم هو استباحة لأموال الناس !!! الأمر الذي يجعلنا أمام اختيارات ثلاثة (لا رابع لها) ... تجاه تصرفنا فيما تمكنا من الاستحواذ عليه ... بعد أن نهزم المحاربين المعتدين علينا !!!!

    ·
    الاختيار الأول: حرق هذه الغنائم وجعلها رماداً وهباءاً منثورا وبالتالي عدم استفادة أحد منها ... وهذا أمر غير منطقي بالطبع ...
    ·
    الاختيار الثاني:إعادة هذه الغنائم للمحاربين المعتدين ليستفيدوا ويستعينوا ويتقووا بها لمعاودة اعتدائهم على المسلمين مرات ومرات ... وهذا الاختيار لا يختاره أي صاحب عقل بالطبع أيضا ...
    ·
    الاختيار الثالث: استفادة المسلمين المعتدى عليهم من هذه الغنائم والتقوى بها لرد أي عدوان مستقبلي عليهم ... لاسيما وأن شريعتهم تنص على " وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "البقرة 190 ... وهذا الاختيار هو الذي اختاره الله للمسلمين ...
    أما من يحب أن يختار أياً من الاختياريين عاليه فهو وشأنه ...


    أضواء على " الغنيمة " في الكتاب المقدس

    ·
    " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ... فان أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الـموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك ... وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ... وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ... و أما النساء و الأطفال و البهائم و كل ما في المدينة ... كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك ... وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك ... هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ... و أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما ... بل تحرمها تحريما ... كما أمرك الرب إلهك ... لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم " . سفر التثنية 20 / 10-17

    ·
    " وكلم الرب موسى قائلا ... انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك ... فكلم موسى الشعب قائلا جردوا منكم رجالا للجند ... فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب على مديان ... ألفا واحدا من كل سبط من جميع أسباط إسرائيل ترسلون للحرب ... فاختير من ألوف إسرائيل ألف من كل سبط ... اثنا عشر ألفا مجردون للحرب ... فأرسلهم موسى ألفا من كل سبط إلى الحرب هم وفينحاس بن العازار ... الكاهن إلى الحرب وأمتعة القدس وأبواق الهتاف في يده ... فتجنـدوا على مديان كما أمر الرب ... وقتلوا كل ذكر ... وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم ... اوي وراقم وصور وحور ورابع ... خمسة ملوك مديان وبلعام بن بعور ... قتلوه بالسيف ... وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ... ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم ... واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار ... واخذوا كل الغنيمة و كل النهب من الناس و البهائم ... و أتوا إلى موسى و العازار الكاهن و إلى جماعة بني إسرائيل بالسبي و النهب و الغنيمة ... إلى المحلة إلى عربات مواب التي على اردن اريحا ... فخرج موسى و العازار الكاهن و كل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة - فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف و رؤساء المئات القادمين من جند الحرب ... و قال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية ... إن هؤلاء كن لبني إسرائيل حسب كلام بلعام سبب خيانة للرب في أمر فغور فكان الوبا في جماعة الرب ... فألان اقتلوا كل ذكر من الأطفال ... و كل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ... لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ... أبقوهن لكم حيات " سفر العدد 31 / 1 – 18

    ·
    " وكلم الرب موسى قائلا ... أحص النهب المسبي من الناس والبهائم ... أنت والعازار الكاهن ورؤوس أباء الـجماعة ... ونصف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين إلى الحرب وبين كل الجماعة ... وارفع زكوة للرب من رجال الحرب الخارجين إلى القتال ... واحدة نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم ... من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب ... ومن نصف بني إسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس والبقر والحمير والغنم من جميع البهائم ... وتعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب ... ففعل موسى والعازار الكاهن كما أمر الرب موسى " سفر العدد 31 / 25 – 31

    ·
    " وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ ... وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ ... لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً ... كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ ... هكَذَا أَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ ... وَهكَذَا فَعَلَ يَشُوعُ ... لَمْ يُهْمِلْ شَيْئًا مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى ... فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ تِلْكَ الأَرْضِ: الْجَبَلَ ... وَكُلَّ الْجَنُوبِ ... وَكُلَّ أَرْضِ جُوشِنَ ... وَالسَّهْلَ وَالْعَرَبَةَ وَجَبَلَ إِسْرَائِيلَ وَسَهْلَهُ " . يشوع 11 / 14 – 16

    ·
    " لكِنَّ الْبَهَائِمَ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا وَغَنِيمَةَ الْمُدُنِ الَّتِي أَخَذْنَا مِنْ عَرُوعِيرَ الَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ ... وَالْمَدِينَةِ الَّتِي فِي الْوَادِي ... إِلَى جِلْعَادَ ... لَمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ قَدِ امْتَنَعَتْ عَلَيْنَا ... الْجَمِيعُ دَفَعَهُ الرَّبُّ إِلهُنَا أَمَامَنَا ". التثنية 2 / 35 -36

    ·
    " واخذ داود تاج ملكهم عن رأسه فوجد وزنه ... وزنة من الذهب ... وفيه حجر كريم ... فكان على رأس داود ... واخرج غنيمة المدينة وكانت كثيرة جدا ... واخرج الشعب الذين بها ونشرهم بمناشير ونوارج حديد وفؤوس ... وهكذا صنع داود لكل مدن بني عمون ثم رجع داود وكل الشعب إلى أورشليم ". سفر أخبار الأيام الأول 20 / 2 – 3

    واللـه أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 9: جاء في سورة التوبة 29 " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " ... وبعد أن أورد الناقد بعضاً مما ذكره البيضاوي فى تفسيره لهذه الآية ... سأل سيادته: كيف يبيح قوم لأنفسهم أن يقاتلوا الناس باسم الدين ويخيّروهم بين الإسلام أو الموت أو الجزية ؟؟؟

    § بديهياً أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجبر الناس بالقتال لقبول رسالته كما ادعى الناقد ... ولماذا ؟؟؟ لأنه لو كان محمد صلى الله عليه وسلم أجبر الناس على قبول رسالته ... فما الذي يجبر حالياً مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها (بل وأجدادهم ومنذ مئات السنين) بالاستمرار في الايمان برسالته.

    §
    ولكننا نجد عكس ذلك تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية -أي في أوربا وأمريكا -وذلك بالطبع دون إجبار من أحد ... ادخل الرابط:
    § إننا نرى اليوم الإسلام منتشراً بكثافة في جنوب شرقي آسيا، خاصة في اندونيسيا وماليزيا مثلا، ولم يسمع أحد عبر التاريخ عن جيش توجه نحو هذه البلاد ولا غاز رفع فيها سيفا لإجبارهم على الإسلام ... بل نشر الإسلام فيها قوافل التجار والدعاة.

    §
    لقد هجم المغول على مشرق العالم الإسلامي كالإعصار المدمر، ولكن ... بعد هلاك قائدهم جنكيزخان انقسمت امبراطوريته الكبيرة إلى أربعة فروع، تحول ثلاثة أرباعها في أواسط آسيا وغربها والقوقاز وجنوب روسيا إلى الإسلام ... ومن السخف بالطبع القول بأن هؤلاء قد أجبروا على الإسلام، فقد كانوا الرعاة، والمسلمون هم الرعية المستضعفة، ولكن الإسلام هو الذي جذبهم نحوه وصهرهم في بوتقته ومزجهم بحضارته، فتحولوا إلى بناة حضارة ورعاة بشر بعدما كانوا هادمي مدنيات ورعاة أغنام وبقر. للمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع الرابط:
    http://www.bayanelislam.com //

    §
    والآيات القرآنية التي تدل على انه ليس هناك أي اجبار للناس على قبول رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة نذكر منها:

    " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " البقرة 272
    " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " القصص 56
    " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " البقرة 256
    " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" يونس 99
    " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " الغاشية 21 -22
    " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ "الشورى 48
    " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
    " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ "سورة الكافرون

    إذن فماذا تعنى الآية الكريمة ... " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29

    §
    صدقت يارب ... وأحكمت كل شيء حتى ترتيب أحرف كلمات قرآنك ... نعم قال " قا
    تلوا" ولكنه لم يقل ... " أقتلوا " ... إن حروف الكلمتين واحدة ... ولكن الاختلاف في ترتيب أول حرفين (القاف والألف) ليأخذ المعنى من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ... وكيف ؟؟؟ إننا نقاتل لنرد من يعتدي علينا ويريد قتلنا ولا نبدأ بالعدوان ... ولكننا لا نقتل الضعيف المقدور عليه ... وما الدليل على ذلك ؟؟؟ الدليـل " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إذن وما هو موقفنا مع من لم يعتدي علينا ... وما علاقتنـا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 ... والقسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...

    § فيا أيها المعترض ... طالما أنك قرأت سوره التوبة التي بها هذه الآية التي تعترض عليها ... كان عليك من الأمانة أن تذكر الآية التي تأمر بحماية المشركين المخالفين إن لم يكونوا محاربين .... فقد قال الله تعالى في نفس هذه السورة
    " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ (أي طلب حمايتك و أستأمنك) فَأَجِرْهُ (أي فوفر له الأمان) حَتَّى يَسْمَعَ كَــلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ " التوبة 6 ... إنه لم يقل له: فإذا سمع كلام الله فأمره أن يترك دينه وليتبع دينك الحق ... بل قال له أطلق سراحه ورده آمنًا إلى وطنه ... فإذا أحب أن يدخل في الإسلام فسيأتي طائعًا لا كارهًا ... والآية لم تقل اقتله ... ولا تستبق منهم نسمة ... أو وخذ أمواله ... وأبقر بطن امرأته الحامل ... واقتل أطفاله ....!!!!!!

    §
    لقد صان الإسلام لغير المسلمين معابدهم ورعى حرمة شعائرهم، بل جعل القرآن من أسباب الإذن في القتال حماية حرية العبادة ... وذلك في قوله تعالى " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا " الحج 39 – 40 .... وتفسير ذلك حسب " تفسير المنتخب " ... أي أَذِنَ الله للمؤمنين الذين قاتلهم المشركون أن يردوا اعتداءهم عليهم بسبب ما نالهم من ظُلْم صبروا عليه طويلا ... وإن الله لقدير على نصر أوليائه المؤمنين... الذين ظلمهم الكفار وأرغموهم على ترك وطنهم مكة والهجرة منها .... وما كان لهم من ذنب عندهم إلا أنهم عرفوا الله فعبدوه - وحده - ولولا أن الله سخر للحق أعواناً ينصرونه ويدفعون عنه طغيان الظالمين .. لساد الباطل ... وتمادى الطغاة في طغيانهم ... وأخمدوا صوت الحق ... ولم يتركوا للنصارى كنائس ... ولا لرهبانهم صوامع ... ولا لليهود معابد ... ولا للمسلمين مساجد يذكر فيها اسم الله ذكراً كثيراً ... الصوامع = معبد رهبان النصارى ... البيع = كنائس النصارى " شرْحُ كلمَات القرْآن الكَريم " للشيخ محمد غازي الدروبي

    § بالطبع لا يصح الاستدلال على شيء من قول واحد وإهمال باقي الأقوال الشارحة لهذا القول والتي لا تنفك عنه ... خاصة وأن بقية الأقوال تنفي مدلول ما يستدل به المعترض ... فالأمانة العلمية في البحث تحتم أن يتم وضع كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن موضوع ما من أجل دراسته !!! وليس كما يفعل البعض بادعاء أن القرآن الكريم يأمر بالقتل ...

    §
    إن الخطاب في هذه الآية الكريمة موجه لولى أمر المسلمين لقتال جيش أمام جيش ... وهذا القتال بالطبع يكون في حدود الجيش المقاتل فقط ولا يتعداه للمدنيين ... إذن وما سبب نزول هذه الآية التي يدعى المدلس أنها تجبر الناس على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

    § لقد ذكر الطبري في تفسيره ... أن هذه الآية
    " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ ... " نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمره بحرب الروم ... فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزولها غزوة تبوك. "

    §
    ولذلك فإننا سنذكر ما ورد عن غزوة تبوك في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة .... لنعرف هل كان المسلمون معتدون أم معتدى عليهم ؟؟؟

    §
    سبب الغزوة:

    §
    بعدما فتح المسلمونمكة دخلت العرب أفواجاً في دين الإسلام ... مما شكل قوة إسلامية كبيرة في المنطقة أخذت تهدد كيان الرومان المُهيمن على المنطقة آنذاك .. وقد سبق للروم أن أحدثوا مناوشات مع القوات الإسلامية وذلك بقتل سفير رسول الله الحارث بن عمير الأزدي ... مما أحدث معركة مؤتة ... والتي انتهت بانفصال تدريجي جعل للمسلمين هيبة في قلوب العرب كقوة تجابه الرومان ...

    § لكن الآن وقد اختلف الوضع وأصبحت
    مكة في أيدي المسلمين ... وبدأ العرب أفواجاً يحالفونهم ... أصدر قيصر الروم أوامره باجتثاث هذه القوة من جذورها وفرض سيطرته مجدداً على جميع أرجاء المنطقة ... فبدأ قيصر بجمع قواه وبناء جيشه المحلي من الرومان ... والخارجي من الحلفاء العرب وعلى رأسهم واقواهم آل غسان ... قتلة السفير الإسلامي ... فخرج هذا الجيش العرمرم مستعداً بعدة وعتاد ... وقد بلغ عدده الأربعين ألف مقاتل ...

    §
    كانت كل هذه الأخبار تصل إلى المدينة بأنباء مختلفة غير واضحة جعلت المسلمين في خوف مستمر وهاجس من هذه القوة الجبارة التي تهدد كيانهم ووجودهم ... وما زاد هذا أن المنافقين استغلوا الموقف بالدسائس والمكر ومراسلة الرومان ... وقد قاموا ببناء مسجد الضرار ليكون مكان تجمعهم موهمين المسلمين أنه مسجد للعبادة ... فقاموا ودعوا رسول الله للصلاة فيه ليكملوا الحيلة و يأمن المسلمون لهذا المسجد ... لكن الرسول أجل الصلاة فيه إلى ما بعد الغزوة .. وفي الحقيقة أنه عندما انتهت هذه الغزوة قام الرسول بهدمه بدلاً من الصلاة فيه ... وذلك لما أُسس عليه من نفاق وتآمر على المسلمين ...

    § ظل
    المسلمون على هذه الحالة من الخوف والترقب إلى أن جاء الخبر الأكيد مع الأنباط المتاجرين من الشام للمدينة ... وذلك بأن أخبروهم ... أن هرقل قد أعد لهم جيشاً يجر أطرافه ... قوامه أربعين ألف مقاتل من الرومانوالعرب المتحالفين معه.

    §
    خرج المسلمون من المدينة بعدد كبير قوامه ثلاثين ألف لم يتخلف منهم إلا المنافقون والثلاثة المشهورين ...و فيما كان الجيش يسير قاصداً تبوك ... اتضح أن العدد كان كبيرا بشكل لم يعتده المسلمون من قبل ... وكان من الملاحظ أيضاً أن العدة و التزويدات شحيحة مقارنة بهذا العدد الهائل ... مما جعل الجيش يأكلون الأوراق ويذبحون البعير ويشربون مما في بطونها من ماء ... ولهذا عُرف اسم هذا الجيش باسم جيش العسرة ...

    § كان خبر جيش
    محمدللرومان صاعقة لم تكن بالحسبان ... فشلتهم عن الحركة وأوقفتهم في مكانهم ولم يتقدموا أكثر ... إلى أن تفرقوا في الأمصار ... وتبددت قواهم ولم يحدث أي صدام بين الجيشين ... وبهذا اكتسب المسلمون سمعة عسكرية وهيبة قوية في قلوب الناس .. مما جعل الكثير من حلفاء الروم يتركونهم ويتوجهون للجيش الإسلامي ... ودفع الجزية للنبي ... وكان على رأسهم الكثير من قبائل العرب التي أدركت أن الروم لم يعد حليفاً قوياً بعد اليوم ..

    §
    رجع الجيش الإسلامي إلى المدينة وقد حمل لواء الانتصار وإن لم يكن خاض القتال ... وأصبحت له سمعة لم تكن له من قبل بين الناس ...

    § إن ما سبق يدل على مدى خطورة الموقف الذي كان يواجهه المسلمون من قبل أهل الكتاب من الرومان .... بالطبع فإن القارئ المنصف يدرك أن المسلمين كانوا مضطهدين من أهل الكتاب من الغساسنه والرومان ... فأمر الله المسلمين بقتالهم إذا ما اعتدوا فقال ...
    " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29

    §
    الخلاصة ... مما تقدم يتضح أن المسلمين لم يكونوا معتدين بل كان معتدى عليهم ... وأن الآية التي أمامنا من سورة التوبة لا تحض على قتال كل أهل الكتاب من اليهود والنصارى بصفة عامة ... بل لقتال من اعتدى منهم فقط ... وآية التوبة هذه والتي أمرت بقتال أهل الكتاب الذين أشعلوا نار الحرب ... كانت لها أسبابها ألا وهي غزوة تبوك التي شرحناها.

    §
    أما فيما يتعلق بالجزية ... فإننا نوجز فيما يلي ملخصا عنها:

    §
    لقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم .... كما نصت الآية على ذلك " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29 ... قال القرطبي: " قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين فقط .... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على الرجال الأحرار البالغين ... وهم الذين يقاتلون ... دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني ". الجامع لأحكام القرآن (8/7)

    §
    والجزية في الإسلام ليست إتاوة وليست فرض قهر يدفعها المغلوبون لغالبهم (كما كان الحال قبل الإسلام) أو لونا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام ... ولكن الجزية بعد دفعها توجب:

    *
    قيام المسلمين بالدفاع عن الذميين (أي الذين أصبحوا في ذمة ورعاية المسلمين) ودفع من قصدهم بأذى وحمايتهم ... والمحافظة عليهم في البلاد الإسلامية التي يقيمون فيها ... فإذا دافعوا هم عن أنفسهم سقطت الجزية.

    *
    الدفاع عن الدولة الإسلاميــة في أي حرب ضد عدو للمسلمين ... لأنه من غير المعقول أن يشترك غير المسلمين في جيش المسلمين الذي ينصر قضايا المسلمين ... فكان العوض عن ذلك دفع بدل دفاع ومعافاة من الخدمة العسكرية للذمي القادر على حمل السلاح ليقوم جيش المسلمين بتحقيق غرضه وبذل دم المسلم عوضاً عن دم من في ذمة المسلمين ... إلا إذا تطوعوا هم بذلك .... فحينئذ تسقط الجزية ... فان عجز المسلمون عن حمايتهم سقطت الجزية أيضا.

    *
    لقد فرض الإسلام الجزية على الذميين في مقابل فرض الزكاة على المسلمين، حتى يتعادل الفريقان في الإنفاق ... لان المسلمين والذميين يستظلون براية واحدة ... ويتمتعون بجميع الحقوق وينتفعون بمرافق الدولة بنسبة واحدة كالقضاء والشرطة والجيش ... وكذلك بالمرافق العامة ... كالطرق والجسور ونحوها ... ولا شك أن هذه الخدمات والمرافق تحتاج إلى نفقات يدفع المسلمون القسط الأكبر منها ... ويسهم أهل الكتاب أو من في ذمة المسلمين في جزء من هذه النفقات عن طريق ما يفرض عليهم من الجزية ... فإذا كان المسلم يدفع لبيت المال زكاة تقوم بمصالح الفقراء والمسلمين فأهل الكتاب و غيرهم الموجودون في المجتمع الإسلامي في ذمة المسلمين ينتفعون أيضاً بالخدمات التي يؤديها الإسلام لهم ... ولذلك يجب عليهم أن يؤدوا شيئاً من مالهم نظير تلك الخدمات.

    *
    ولا شك في أن الذين يعيشون في الدولة مع المسلمين من أهل الكتاب ... ويشاركونهم في الإخلاص والولاء لها ... ليسوا ممن يجوز قتالهم ولا تفرض عليهم الجزية التي هي ثمرة القتال بعد النصر على المعتدين ... وهذا ما يفهم من آيات الجزية والقتال المذكورة من غير تأول ولا تعسف.

    v
    هذا ... وقد أمر الله في كتابه والنبي في حديثه بالإحسان لأهل الجزية وحسن معاملتهم ....... وتحرّم الشريعة أشد التحريم ظلمهم والبغي عليهم ... هذا وقد حثّ القرآن على البر والقسط بأهل الكتاب المسالمين الذين لا يعتدون على المسلمين " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "الممتحنة 8 ... والبر أعلى أنواع المعاملة، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ... وهو الذي وضحه رسول الله في حديث آخر بقوله .... " البر حسن الخلق " الراوي:النواس بن سمعان الكلابي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2880 - خلاصة حكم المحدث: صحيح

    v
    ويقول صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير حقه فأنا حجيجه (أي خصمه) يوم القيامة .... وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى صدره ألا ومن قتل رجلا له ذمة الله ورسوله حرم الله عليه الجنة ... وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا ... الراوي:آباء عدة من أبناء أصحاب النبي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/184 خلاصة حكم المحدث : حسن


    والإسلام لم يخترع الجزية إنما كانت موجودة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد:

    § إن الإسلام لم يكن أول الأديان والملل تعاطياً مع شريعة الجزية، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم ... فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم ... والتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك ... بل إن أخذ الجزية هي شريعة معهودة عند أهل الكتاب يعرفونها كما يعرفون أبناءهم ... ولماذا ؟؟؟
    §
    فالأنبياء عليهم السلام في الكتاب المقدس حين غلبوا بعض الممالك بأمر الله ونصرته أخذوا الجزية من الأمم المغلوبة .... بل واستعبدوا الأمم المغلوبة ... كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب عليهم ..." فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ ...... فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ. " يشوع 16/10 ...فجمع لهم بين العبودية والجزية.

    § ونجد في الكتاب المقدس أيضاً أن نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطاً على جميع الممالك من نهر الفرات إلى ارض فلسطين والى تخوم مصر ... وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته كما في
    سفر الملوك الأول 4: 21 ... فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة: (فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته) ...

    §
    بل أن الكتاب المقدس فيه من الشرائع والأحكام ما هو أشد وأعظم بكثير من حكم الجزية ... فالرب مثلاً يأمر أنبيائه أن يضعوا الناس تحت نظام التسخير والعبودية بخلاف الجزية التي أهون بكثير من هذا النظام ... فعلى سبيل المثال نجد في سفر التثنية 20: 10 – 16 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً: .... " حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ ... فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ - فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ ... بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا ... فَحَاصِرْهَا ... وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ ... فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ... وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ ... كُلُّ غَنِيمَتِهَا ... فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ ... وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ... هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا - وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ".

    § ويقول كاتب سفرصموئيل الثاني 8: 1 – 2 كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود: ....
    " وبعد ذلك حارب داود الفلسطينيين وأخضعهم واستولى على عاصمتهم جت ...... وقهر أيضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة ... وقاسهم بالحبل ... فكان يقتل صفين ويستبقي صفا ... فأصبح الموآبيون عبيدا لداود يدفعون له الجزية. "

    §
    إذن فقد كانت الجزية من شرائع العهد القديم والمسيح عليه السلام لم يذكر كلمة واحدة لإلغائها أو استنكارها ... بل بالعكس لقد جاء المسيح متمماً لا ناقضاً للعهد القديم ...... وكما أكد هو على ذلك فيإنجيل متى 5/17 ... " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ."... ولذلك فقد أكد بولس على ضرورة الالتزام بدفع الجزية أيضا ... وذلك في قوله في رسالة رومية 13: 7 " فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ ... الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ .... وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ .... وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ. "

    § بل وأمر السيد المسيح أتباعه بدفع الجزية للرومان ... وسارع هو إلى دفعها ... وكما ورد في
    متى 17 / 24-27 " وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَ نَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: " أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟؟ قَالَ:" بَلَى" ... فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: " مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟ " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: " مِنَ الأَجَانِبِ "... قَالَ لَهُ يَسُوعُ: " فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ ... وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ ... اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ " ... هذا وقد ورد في تفسير تادرس يعقوب ملطى لذلك ... أن السيّد المسيح خضع مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية ... لـيؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء ... فنلتزم بتقديم واجباتنا الوطنيّة ... وأن السيد المسيح انحنى لنير العبوديّة ... فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى (أي كما ورد في العهد القديم).

    §
    ولما سأله اليهود (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء الجزية ... أقر بحق القياصرة في أخذها ولم يعترض على ذلك في حينه أو حتى في أي موضع آخر ... اقرأمتى 22/16-21"فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: يا معلّم نعلم أنك صادق، وتعلّم طريق الله بالحق، ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقل لنا: ماذا تظن ... أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟ ... فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة ... قالوا له: لقيصر ... فقال لهم أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر، وما لله لله".

    § ويعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً ... بل ويعطيه قداسة ويجعله أمراً دينياً .... إذ يقول في
    رومية 13/1-7 " لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ ... وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ ... وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً ... فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ ... أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ ؟؟؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ ... لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ !!! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا ... إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ ... لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ ... بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ... فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا ... إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ ... فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ .... الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ .... وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ ... وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ."

    ولكن ... لماذا الجزية في الإسلام هي النموذج الأمثل في علو الأخلاق والتسامح مقارنة بالجزية في الشرائع الأخرى... ؟؟؟؟ ... يرجى الاطلاع على ما ورد في هذا الرابط

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t194169-2.html


    والله أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-05-2017, 11:39 AM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM
  3. الرد على تدليس بعنوان .. مغالطات منطقية في القرآن الكريم ( 1 / 2 )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-01-2015, 10:48 AM
  4. الرد على شبهة ( توهم خطأ قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ التكوير: 1 )
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 03:26 PM
  5. نصرانى مخدوع توهم انه اكتشف اخطاء املائية بالقرأن الكريم
    بواسطة mostafa581 في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-11-2010, 02:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية