الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

What the Muslims believe about Jesus peace be upon him? » آخر مشاركة: Said Interstellar | == == | خمس نقاط يعجز اليهودي عن الرد عليها Five facts the Jew cannot answer » آخر مشاركة: Said Interstellar | == == | تدمير المسيحية فى65 ثانية فقط : بسؤال قاتل لأنيس شروش يهرب منه(فيديو)!!!! » آخر مشاركة: د/احمدالالفي | == == | القمص زكريا بطرس يهرب في منتصف المناظرة ! » آخر مشاركة: د/احمدالالفي | == == | لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ » آخر مشاركة: د/احمدالالفي | == == | الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | السيرة النبوية لابن هشام 1 كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | بالفيديو:الأب زكريا بطرس يزعم أن رسول الإسلام كان يتمتع بالنساء مع الصحابة وبالأدلة! » آخر مشاركة: نيو | == == | بالفيديو: إثبات وجود سيدنا محمد تاريخيا من مصادر غير المسلمين القديمه » آخر مشاركة: نيو | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 36

الموضوع: الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 7: جاء في سورة النساء 3 " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ." ... وقد فسَّر البيضاوي ما ملكت اليمين بالسراري ... وجاء في سورة الأحزاب 50" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ " ... ونحن نسأل: هل هذا لكرامة النبي والمسلمين ؟؟؟ وهل هذا لكرامة الزوجات والبنات والأولاد؟ وهل هذا لتقدم الأسرة والأمة والمجتمع ؟؟؟

    نبذه تاريخيه عن الرق والسبي:

    § كان الرقيق (يسمى الذكور منهم عبد أو غلام & والإناث منهن يسمين أمة وجمعها إماء أو جارية أو سُرّية وجمعها سراري ... أو ملك يمين) نظاماً وعرفاً يقوم عليه الاقتصاد منذ قرون عديدة في العالم كله (الفرس / الرومان / الهند / الصين / أهل الكتاب ....) ... وكانوا واقعاً غير مؤلم ولا مستغرب ... لا يأبه لهم أحد ولا يفكر فيهم مصلح ... بل وكانت الأرض تباع بفلاحيها.

    §
    فكان العبيد في الدولة الرومانية المسيحية مثلا ... يقدم بعضهم في حلبات المصارعة الرومانية حتى يتسلى السادة بموتهم بين أنياب الوحوش ... بل وكان الرومان يدربون أبناءهم على السهام ويجعلون العبيد هم الهدف.

    § وقد ظل الأوربيون لعدة قرون يصطادون بوحشية البشر من أفريقيا ويسخرونهم كعبيد ... وتم خطف عشرات الملايين وهلاك مثلهم في أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم ... وأثناء نقلهم لأمريكا خلال رحلة شاقة ... كان يموت منهم ما يقرب من الثلث ... ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !!!

    §
    ولا أحد منا يغفل عن ظلم واضطهاد العبيد السود مثلا في أمريكا وحتى عهد قريب جداً ... حتى أنهم كانوا يمنعون من دخول كنائس السادة البيض.

    § وطوال تاريخ الإنسانية -وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي -امتلأ العالم بالعبيد، الذين كانوا يستعبدون لأتفه الأسباب، كالعجز عن سداد دين أو خسارة مال في قمار ... وحين قررت بريطانيا في العصر الحديث إلغاء الرق عام 1823م تم تحرير ما يربو على 800 ألفاً من رقيقها ... أسرى الحرب في التاريخ، عبد الكريم فرحان، ص 41

    وجاء موسى عليه السلام ورحل ... وجاء السيد المسيح عليه السلام وذهب .... فهل أتيا بشرائع إيجابية لإنهاء أو لحل مشكلة الرق ؟؟؟؟؟

    الإجابة ... لا ... ولماذا ...؟؟؟؟؟ لان الكتاب المقدس بشطريه لم يتعرض لذلك ... وما يأتي هو أمثلة لما ورد في هذا الصدد:

    §
    الإقرار بأن الرق أمر واقع في العالم أجمع:

    " إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْدًا عِبْرَانِيًّا، فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ، وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرًّا مَجَّانًا. إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ، تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ. إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ، فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ ... وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ. "
    خروج 21: 1-4

    §
    تشريع الرب عن العبيد والإماء:

    " لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ ... لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ ... وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ ... وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ" سفر الخروج 20 / 17

    " وَأَمَّا عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ لَكَ، فَمِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ ... مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ عَبِيدًا وَإِمَاءً ... وَأَيْضًا مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ وَمِنْ عَشَائِرِهِمِ الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَهُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَيَكُونُونَ مُلْكًا لَكُمْ. وَتَسْتَمْلِكُونَهُمْ لأَبْنَائِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ ... تَسْتَعْبِدُونَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ ... وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَتَسَلَّطْ إِنْسَانٌ عَلَى أَخِيهِ بِعُنْفٍ. "
    سفر اللاويين 25: 44 – 46

    §
    الله يجعل السبي كعقوبة للكفر والشرك:

    " سَتَعْصِفُ الرِّيحُ بِكُلِّ رُعَاتِكِ، وَيَذْهَبُ مُحِبُّوكِ إِلَى السَّبْيِ ... عِنْدَئِذٍ يَعْتَرِيكِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ لأجل كل شرك " ارميا 22: 22

    §
    وجود أمر باسترقاق الأسرى:

    " إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا، وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، َحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً . " تثنية 21: 10: 13

    " حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. "
    التثنية 20 / 10 -15

    §
    وجود أوامر للعبيد (الرق) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب:

    " أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ،" رسالة بولس لافسس 6 / 5 – 6

    " أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا. " 1بطرس 2: 18

    " وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ "
    رسالة بولس الى تيطس 2 / 9

    §
    عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس:

    " وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. لكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ. " خروج 21: 20 – 21

    " وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا." لوقا 12 -47

    جاء في الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح: أن طعام البنين لا يعطى للكلاب ... ويعنى
    " بالبنين " بنو إسرائيل (أي السادة) أما الكلاب فهم الكنعانيون (أي العبيد) الذين كانوا يسكنون فلسطين قديماً ... " ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب " إنجيل متى 15/22-27.

    §
    الإماء والسراري هو أمر متعارف عليه في الكتاب المقدس ولا يوجد أي نص يقننه أو يمنعه:

    " وإذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. " سفر الخروج 21 / 7 -11
    " وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ ابْنَةً." أخبار 2-11 عدد21
    " وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. " تكوين 25: 6

    §
    الأنبياءُ والجواري والسراري في الكِتابِ المُقدّسِ:

    أ - نبي الله إبراهيم عليه السلام ، وُلد له من هاجر المصرية ( والتي كانت جارية في بيته ) ولداً :
    " وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَ ذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ ... فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ." تكوين :16: 1 – 2

    ب - نبي الله داوود عليه السلام له سراري ونِساء من أورشليم , ويُنجِب منهم :
    " وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. " صموئيل الثاني 5: 13

    ج - سليمان ابن داود عليه السلام لديْهِ 300 من السراري ... و 700 مِن النساء !.
    " فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ " الملوك الأول 11/3

    إن ما ذكرناه من نبذة تاريخية عن الرق والسبي ... وما ورد في الكِتابِ المُقدّسِ عن تحليل ذلك وممارسته من الأنبياء ... وعدم وجود أي تشريع لحل مشكلة الرق أو لسد منابعه أو فتح مصارف لعتق الرقيق ... يجعلنا نتشوق حلاً لإنهاء ذلك.

    لقد جاء الإسلام فوجد الرق وضع اجتماعي واقتصادي دولي ... فهل أتي بشريعة إيجابية لإنهاء أو لحل مشكلة الرق:


    الإجابة ... نعم ...... ولماذا .... ؟؟؟؟؟ لأنه بإيجاز جاء الإسلام فوجد:

    أولا: منابع الرق:

    جاء الإسلام فوجد أن منابع الرق متعددة ... كما كان عليه الحال في الشرائع السابقة ... فحرّمها الإسلام جميعها إلا منبعاً واحداً ... وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب مشروعة ... وشريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل ... وذلك لردع المعتدى حتى يعلم أنه سيلحق بمحاربيه مثلما سيلحق بما في يده هو من أسرى للمسلمين ... فلا يعقل بالطبع أن يصبح أسرى المسلمين لدى الكفار رقيقاً بينما أسرى الكفار لدى المسلمين أحرارا ... فترجح كفة المعسكرات الكافرة على المعسكر الإسلامي ... وتطمع أيضاً هذه المعسكرات في المهاجمة وهي آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم ... بل وهي رابحة غانمة.

    إن من أول ما نحب بيانه بخصوص " التسرّي " .... الذي لا يقع إلا مع " ملك اليمين " ... أي الأسيرة المحاربة في حرب مشروعة شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... أن الإسلام لا يبيح استرقاق كل مخالف لنا في الدين ... بل لا يبيح السبي إلا للمحاربين الكفار ومن معهم في دار الحرب من النساء وللسبب الذي ذكرناه ... أما غير المحاربين فلا سبي عليهم في الإسلام أصلاً ... ولا يجوز لمسلم أن يتعدى على رجل أو امرأة إذا كان كافراً غير محارب للمسلمين، بأي نوع من أنواع الاعتداء كالقتل أو الضرب أو الاغتصاب للنساء ... وهذا أول فرق بين مطلق الاغتصاب وبين التسري في الإسلام.

    ثانياً: أسلوب معاملة الرق:

    وجد الإسلام أن الرق هو واقع مرير مليء بالاضطهاد والظلم يعامل فيه البشر على النحو الذي سبق وأن ذكرناه بعاليه ... فشرع الإسلام أسلوباً حضارياً وإنسانياً لمعاملة الرقيق ... وكما سيأتي تفصيله لاحقاً ...

    ثالثاً: مصارف الرق:

    كانت المصارف واحدة فقط قبل الإسلام وهي " إرادة السيد ".... فعدد الإسلام مصارف الرق وجعل منها:

    · الإفراج عن الأسير بدون مقابل / أو بمقابل مادي .... أو بقيامه بأداء عمل كتعليم المسلمين القراءة والكتابة " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " محمد 4

    ·
    كفارات لذنوب / مصرف للزكاة / المكاتبة / ....

    · " ملك اليمين " وهي الأسيرة المحاربة في حرب مشروعة والتي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر ... وليست المخطوفة ... شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك – كما هو الحال في عصرنا الحالي -فلا يجوز ولا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ... وسنفصل ذلك فيما بعد.

    لقد جاء الإسلام إلى المنابع المتعددة للرق فضيقها فجعل لها منبعاً واحداً وجاء إلى المصرف الواحد فعدده ووسعه ... وباختصار فان الإسلام جاء ليشرع العتق ويعدد الوانه ويحدد الرق ويوحد منابعه ... وبذلك يكون الاسلام قد أيّد العتق ولم يؤيد الرق ... حتى يأتي يوما ينتهي فيه الرق تدريجيا دون إحداث هزة اجتماعية لا يمكن ضبطها ... نظرا لان الإسلام جاء وكان نظام الرق أمراً اجتماعياً واقتصاديا وعرفاً دولياً وعالمياً.

    إن الإلغاء المفاجئ للرق آنذاك كان سيترتب عليه ضراراً بالغاً بالعبيد وبالسادة على السواء ... فأما العبيد فسيخسرون موارد رزقهم وكفالة مواليهم لهم ... وهذا يذكرنا بثورة العبيد على الرئيس الأمريكي إبراهام لنكون حين أصدر أمره بتحرير العبيد، فثاروا عليه لمّا فقدوا الرعاية والغذاء والسكن فالمجتمع لم يكن مؤهلا حينئذ لمثل هذا التغير الاجتماعي الكبير ... وأما السادة فتحرير العبيد يفقدهم أموالهم ... لان العبيد – آنذاك – كانوا عبارة عن مال قد لا يملك السيد غيره.

    هذا ... وقد تنبأ القرآن -ضمن إعجازاته -بنهاية الرقيق في العالم ... وذلك بفضل شرائعه التي لا تجد لها مثيلاً في الشرائع الأخرى ... وكيف كان ذلك كذلك ... اقرأ هذه الآية ...

    " وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا "المجادلة 3 – 4

    ستلاحظ عجباً ... لقد استخدم القرآن عبارة ...
    " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ " مع حالة ... " فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ " ... ولكنه استخدم عبارة ... " فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ " مع حالة " فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ " ... مما يُنبأ بأنه سيأتي على البشر زمان سيرغب الفرد فيه في أن يحرر رقيقاً ولكنه لن يجد.

    إن من الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه أعتق كل من كان عنده من رقيق الجاهلية وانه قد أعتق كذلك من أهدى إليه منهم ... وانه كان يبذل أقصى الجهد لإطلاق الأسرى كما حدث في غزوة بني المصطلق ... إذ تزوج الرسول ابنة حاكم بني المصطلق فقال المسلمون كيف نسترق أصهار رسول الله ... فأطلقوا الأسرى ... هذا وقد أطلق الرسول أيضاً الأسرى في غزوتي حنين والطائف.
    كان هذا هو الموجز واليكم موقف الإسلام بالتفصيل


    أولا: منابع الرق:


    جاء الإسلام فوجد أن منابع الرق متعددة ... كما كان عليه الحال في الشرائع السابقة ... فحرمها الإسلام جميعها إلا منبعاً واحداً وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب مشروعة ... وشريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... هذا وقد كانت منابع الرق قبل الإسلام على النحو التالي:

    §
    المعسر والمديون:
    رفض الإسلام هذا رفضاً حاسماً ولم يشرّع الرق في أي مخالفة ....... بل رصد من الزكاة المفروضة سهماً لسداد ديون المعسرين

    " وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " البقرة 280

    " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ (أي المدينين العاجزين عن الأداء) وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 60

    §
    الخطف / استعباد الأجير:
    واعتبر الإسلام ذلك من الظلم المتوعد عليه
    " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره " أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم :2227

    §
    عقوبة لارتكاب بعض الجرائم:
    وقد حرّم الإسلام ذلك أيضاً ... وفرض عقوبات وحدوداً للجرائم ولكن ليس من ضمنها استرقاق المذنب.

    §
    الإساءة إلى طبقة الأشراف:
    وقد حرّم الإسلام ذلك أيضاً وأكد أن الناس جميعهم سواسية وأنهم
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات 13

    §
    أسرى الحرب المشروعة وغير المشروعة:
    حرّم الإسلام بالطبع الحرب غير المشروعة وشرع الحرب المشروعة فقط ... والتي تكون في مواضع ثلاثة (ذكرت بالتفصيل بعاليه) .... وفى أول حرب مشروعة خاضها المسلمون (غزوة بدر) نزل على الدنيا أزكى وارق المبادئ في معاملة الأسرى وهو قوله تعالى ..
    . " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الأنفال 70

    والأسير: هو من كان حريصاً على أن يقتلك في الحرب ولكن تم أخذه بعد أن أصبح مقدوراً عليه ... والذي قدر على أخذه كان قادرا على قتله بالطبع ... والناس يقدّمون الأسر والاسترقاق على القتل، ويطلبون من المنتصر أن يبقيهم أحياء ... ولذلك لا منطق للمقارنة بين أسره وعتقه ... ولكن المقارنة تكون بين أسره وقتله ... والأسر بالطبع خير من القتل وبذلك حقن دم الكافر من المسلم ... فلا يُقتل إنساناً إلا مضطرا ...

    وحينما شرع الله البت في أمر الأسير قال " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا "محمد 4... أي فإما أن تمنوا بعد انتهاء المعركة مناً بإطلاق أسرى خصومكم دون عوض، وإمَّا أن تقبلوا أن يفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين ... ولكن لم تذكر الآية الكريمة استرقاق الأسرى ... ولكن ذكرت " حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " ... بمعنى وحتى نعرف كيف سيعامل خصومنا من اُسر عندهم من المسلمين ... لان استرقاق الأسرى كان هو المبدأ السائد في هذا الوقت ... فليس من المعقول أن يُطلق المسلمون من تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم ليباع ويسترق ... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخرا وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " .

    إن الباحث في نصوص القرآن والسنة لن يجد فيهما نصاً واحداً يحث على الاسترقاق أو يأمر به ... بل على العكس من ذلك جاءت آيات كثيرة في
    القرآن الكريم تأمر وتحث على إعتاق الرقاب، وتجعله من أفاضل العبادات، وتقرنه بالإيمان بالله وصالح الأعمال وكما سيذكر ذلك بالتفصيل لاحقاً ...


    واللــــــــــــه أعظم وأعلم

    يتبع بإذن الله بثانيا
    : أسلوب معاملة الرق


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    ثانيا: أسلوب معاملة الرق:

    وبالرغم مما قد يلاقيه الأسير أو الأسيرة من المسلمين في معسكرات الخصوم من عبودية وانتهاكات وحشية ... (وسجن أبو غريب والسجون الإسرائيلية ومعتقلات جوانتانامو خير شاهد على ذلك حديثاً) ... إلا أن الإسلام شرع منهجاً كريماً حدد فيه أسلوباً لمعاملة المسلمين لما تحت أيديهم من أسرى للكفار (ذكوراً وإناثاً) ... فأصبحوا جزءاً من الأسرة ... فالمسلم الذي استبقى عبداً تحت يده استبقاه بشروط ... وهي أن يكون مساويا له في الإنسانية ... وان يكون عبدا له لا عبداً لسواه ... فعبد غيرك حر مثلك ... وذلك على النحو التالي:

    · قال الله تعالى:
    " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " النساء: 36

    · قال الله تعالى:
    " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا "الإنسان 8 – 9

    · وصى بهم الرسول عليه الصلاة والسلام فقال:
    " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ (أي أنتم مخولين برعايتهم) جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " . الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري -المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 2545

    · قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    " لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ... كلكم عبيد الله ... وكل نسائكم إماء الله " ... ولكن ليقل : غلامي و جاريتي وفتاي و فتاتي " الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2249 خلاصة حكم المحدث: صحيح ... ومن أدب القرآن أنه استخدم تلك الألفاظ " وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ " يوسف 36 ... " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " الكهف 60

    · لقد حرص الإسلام حتى على تسمية المملوكة " ملك يمين " وليس ملك شمال ... لان اليمين تمدح وتخص بالمحاسن والمصافحة ...
    " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم:1423

    ·
    ولئن كانت الأديان الأخرى تغلظ للعبد في عقوبته على الذنب ما لا تغلظه على السيد ... فإن الإسلام يخفف عقوبة العبد ويجعلها دون عقوبة الحر ... مراعاة لحاله وضعفه الذي قد يوقعه بالمعصية ... ومن ذلك تخفيف عقوبة الزنا إلى النصف من عقوبة الحر " فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ " النساء: 25

    · قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : الرجل تكون له الأمة ، فيعلمها فيحسن تعليمها ، ويؤدبها فيحسن أدبها ، ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران " الراوي أبو موسى الأشعري – المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:3011 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·
    وما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالعبيد لضعفهم، ولم ينس الوصاية بهم حتى وهو على فراش الموت، في اللحظات الأخيرة من حياته يقول أنس بن مالك: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ... حين حضـره الموت
    " الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره، وما يكاد يفيض لها لسانه ". الراوي:أنس بن مالك المحدث: الألباني -المصدر: فقه السيرة -الصفحة أو الرقم: 468 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    · عن أبي مسعود الأنصاري قال:
    " كنت أضرب غلاما لي ... فسمعت من خلفي صوتا (اعلم، أبا مسعود! لله أقدر عليك منك عليه) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقلت: يا رسول الله! هو حر لوجه الله. فقال (أما لو لم تفعل، للفحتك النار أو لمستك النار ". الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1659 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · والعبد لا يجوز قتله ولا تعذيبه
    " من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه " الراوي: سمرة بن جندب المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 3/382 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · كما لا يجوز اتهامه والطعن في حقوقه الذاتية كسائر الأحرار
    " من قذف مملوكه ، وهو بريء مما قال ، جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال " الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6858 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    · وضرب الرقيق - ولو لطمه واحدة - كاف لضمان عتقه من سيده
    " من لطم مملوكه ، أو ضربه ، فكفارته أن يعتقه " الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6527 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · ونهى صلى الله عليه وسلم عن تعذيب العبيد وتكليفهم ما لا يطيقونه "
    من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تلبسون، ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله " الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني -المصدر: صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 5161 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " كفى بالمرء إثما أن يحبس، عمن يملك، قوته ". الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:996 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على المشاعر الإنسانية للرقيق ... توعد من يفرق شمل الأسرة المملوكة بقوله
    " من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه و بين أحبته يوم القيامة " الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8887 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    ·
    وانظر إلى ما لا تجده في حضارة أخرى أو دين آخر، ومن ذلك أن أمر السيد بمساواة رقيقه بنفسه في مطعمه ومشـربه وأن يؤمن له حاجاته الضرورية، فامتلاكه للرقيق مسؤولية وغُرم قبل أن يكون غُنماً..." إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمة أو لقمتين ، أو أكلة أو أكلتين ، فإنه ولي علاجه " الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2557 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    · إن من عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة " رقيقه " زيد بن حارثة جعلت زيداً يختار البقاء على العبودية عند النبي صلى الله عليه وسلم على المضـي حراً مع والديه ... فكافأه النبي صلى الله عليه وسلم بتبنيه، فكان يسمى زيد بن محمد إلى أن ألغى القرآن الكريم التبني، فصار ينسب لأبيه حارثة ...
    " ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ "الأحزاب 5

    ·
    دخل عمر بن الخطاب مدينة القدس ليتسلم مفاتيح بيت القدس ماشيا وغلامه راكب ... لأنه كان يركب بعض الوقت ثم ينزل فيركب الغلام بعض الوقت ثم ينزل الأمير والغلام وتمشى الدابة فارغة لتستريح قليلا ... ولكن شاء ربك أن تأتى النوبة على الغلام فيدخل عمر مدينة القدس ماشيا وغلامه راكب.

    · ألا تجد أن الإسلام قد قارب في المعاملة بين المسترق وبين الأبناء ... لقد أكرم الإسلام الرقيق بما لم يكرموا به في شريعة أخرى ... من يصدق أن هذه هي معاملة الأسير الذي قدرنا عليه وأصبح مسترقاً عندنا ... لقد أمرنا الإسلام بإكرامهم في المعاملة كأولادنا .... وأن يمكث الأسير في منزل سيده وله حرية التجول في أي منطقة خارجه بعد استئذانه ... إن هذه المعاملة الحسنة هي بالرغم أنهم كانوا منذ لحظات يحاربوننا وحريصون على قتلنا وأولادنا وزوجاتنا وأهلنا واستحلال ممتلكاتنا أو أسرنا لاستعبادنا ... ولا مجال بالطبع للمقارنة بين هؤلاء وبين حر لم يعتدي.

    ·
    ولذلك فان أول من سارع بالدخول في الإسلام كانوا هم العبيد رعاة الغنم ... فحولهم الإسلام من العبودية فأصبحوا سادة للأمم ... فلا نقول إلا سيدنا ... بلال بن رباح – صهيب الرومي – سلمان الفارسي – آل ياسر سميه وعمار ... وغيرهم.

    · إن الأسير حسب معاهدة " جنيف " يوضع في سجن ويحبس وتقيد حريته داخل زنزانة من طراز سجن أبو غريب والسجون الإسرائيلية ومعتقلات جوانتانامو ويُكهرب ويعذب وتطلق عليه الكلاب ناهيك عن الانتهاكات الغير إنسانية.

    · ولذلك فإننا نطرح سؤالاً على أي إنسان وقع في الأسر حاليا - أيهما يختار معاملة أسرى " جنيف " أم أسري الإسلام .

    ·
    ونسوق شهادة غوستاف لوبون: " إن الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند العرب -أي المسلمين -خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوربا، وأنهم يكونون جزءاً من الأسرة ... فهيهات بين من يعتبر العبد جزءاً من الأسرة وبين من يستمتع برؤيته بين أنياب الأسود." ... حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص 289

    · ولعل من الطريف أن نذكر هنا أن معظم خلفاء بني العباس كانوا جميعاً من أبناء الإماء يقول غــــوستاف لوبون " لا يكاد المسلمون ينظرون إلى الرق بعين الاحتقار ... فأمهات سلاطين آل عثمان -وهم زعماء الإسلام المـــحترمون -من الإماء، ولا يرون في ذلك ما يحط من قدرهم". حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص 376


    وأخيراً فإن الحضارة الإسلامية قدمت نموذجاً فريداً في معاملة العبيد .... فكان منهم العلماء، كـسالم رضي الله عنه مولى أبي حذيفة ، والأمراء كسلمان الفارسي أمير المدائن، وزيد بن حارثة قائد جيش المسلمين في مؤتة، " وبلال " خازن بيت المال الذي يقول عنه الخليفة عمر بن الخطاب: " أبو بكر سيدُنا، وأعتق سيدَنا " أي بلالاً.

    ثالثاً: مصارف الرق:

    · لقد ابقي الإسلام على طريقاً واحداً للرق هو الحرب المشروعة ... شريطة ألا يكون هناك معاهدة أو اتفاقاً على تبادل الأسرى (أخذاً بمبدأ المعاملة بالمثل) ... وبعد هذه الحرب يكون هناك أسرى حينئذ يحق لقائد المسلمين بالتعامل معهم بإحدى الطرق الآتية:

    1 -" فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " محمد 4
    ·
    إن المبدأ العام لمعاملة الإسلام للأسرى هو " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء " محمد 4 ... أي فإما أن تمنوا على أعدائكم بعد انتهاء المعركة بإطلاق سراحهم دون عوض ... وإما أن تقبلوا أن يفتدوا بالمال أو بالأسرى من المسلمين ... أو بتعليم عشرة مسلمين القراءة والكتابة مثلا -كما حدث مع أسرى غزوة بدر -والملاحظ أنه ليس في الآية تصريحا باسترقاق أحد.

    · وقد " منّ " المسلمون ... أي أطلقوا سراح أهل مكة بعد فتحها دون مقابل
    " معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم !!! قال: فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء. " المحدث: المصدر: فقه السيرة الصفحة أو الرقم: 382 ... " والمنّ " مبدأ لا تعرفه البشرية حتى حديثا ...

    2 -الاسترقاق:

    ·
    ولكن هل مطلوب من المسلمون تحرير الأسرى في الوقت الذي يباع فيه أبناؤهم هنا وهناك ... ولو أن الإسلام قرر إبطال استرقاق الأسرى لكان هذا الإجراء يومئذ مقصورا على الأسرى الذين يقعون في أيدي المسلمين بينما الأسارى المسلمون يلاقون مصيرهم السيء في عالم الرق هناك ... وفى هذا إطماع لأعداء الإسلام في أهل الإسلام ... إن موقف الأسرى ليس تشريعا محليا من جانب واحد ... انه تشريع يجب أن تلتزم به أطراف متشابكة المصالح متعاونة على احترام قيم معينة ... فهل وجد المسلمون هذه المعاني عند خصومهم ؟؟ ... كلا ... فان هؤلاء الخصوم آنذاك كانوا من عبدة الأصنام أو من أتباع الكتب الأولى الذين لا يقرون للمسلمين بحق الوجود.

    · لقد أبقى الإسلام على أمر الرق بهذه الشروط ولم يحرّمه حتى لا يكون ذلك سلاحا في يد المعسكر الآخر يتفوق به على المسلمين.

    ·
    وعندما يوجد تفاهم دولي على " المن أو الفداء " فالمسلمون هم أول من سيهرعون إلى الإسهام فيه ويفعّلون حينئذ قاعدته الايجابية الوحيدة في قرآنهم وهي " فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء " محمد 4 ... وذلك لانقضاء الأوضاع التي كانت تقضى بالاسترقاق .... فليس الاسترقاق وملك اليمين قاعدة حتمية من قواعد معاملة الأسرى في الإسلام ... إن مبدأ المعاملة بالمثل له أثر عميق في العلاقات والمعاملات الدولية ... فلو عرفت أمريكا أن اليابان تمتلك رادعا نوويا لما فكرت في إلقاء قنابلها الذرية فوق هيروشيما وناجازاكى.

    · والى أن يتم تفاهم دولي عالمي على أسلوب إنساني في موقف الأسرى ... انفرد الإسلام بتعاليم تحنو على الرقيق وتذكر بالإخوة الإنسانية وتوصى بالرحمة وتعاقب على الغلظة ... وبعبارة موجزة جفف الإسلام منابع الرق جهد الطاقة ونوّع أسباب التحرر والانطلاق فليس هناك أمراً باسترقاق وإنما هناك أوامر بالإعتاق.

    ثم شرع وعدد الإسلام بعد ذلك مصارف وسبل لتحرير الرقيق (بعد أن كانت واحدة ... وهي إرادة السيد) فأصبحت كالتالي:

    1. رغّب الإسلام في تحرير الرق والعبيد دون قيد أو شرط ابتغاء الأجر من الله دون مصلحة دنيوية أو مقابل دنيوي:

    § قال الله تعالى:
    " فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ " البلد 11 – 16 (أي من يرد النجاة من عقبات يوم القيامة والنجاة من النار فعليه أن يحرر رقبة من العبودية في سبيل الله تعالى) ...

    § قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه"
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري -المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6715خلاصة حكم المحدث: صحيح

    §
    قلت: يا رسول الله ... أي الأعمال أفضل ؟؟؟ قال: " الإيمان بالله، والجهاد في سبيله " قال قلت: أي الرقاب أفضل ؟؟ قال: " أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا " الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم-المصدر: صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم:84 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    2. جعل الإسلام تحرير العبيد كفارة لكثير من الأخطاء:
    - فجعله كفارة للقتل الخطأ ... فقال تعالى:
    " وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ "النساء: 92.

    - وجعله كفارة للحنث في اليمين ... فقال تعالى:
    " لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ "المائدة: 89 ... فهم الإسلام تحرير البشر من العبودية.

    - وجعله كفارة للظهار: فقال تعالى:
    " وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "المجادلة 3 وذلك لحرص الإسلام على تحرير البشر بصفة عامة من العبودية.

    - وجعله كفارة لمن جامع زوجته في نهار رمضان:
    بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت ... قال: ما لك ... قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها ... قال: لا ... قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ... قال: لا ... فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا ... الراوي: أبو هريرة -المحدث: البخاري -المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم:1936 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    3. جعل الله تعالى العبد يُعتق إذا ملكه قريب له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " من ملك ذا رحم محرم فهو حر "المحدث: الألباني ارواء الغليل صفحة او رقم:1746

    4. جعل الله تعالى كفارة ضرب العبد عتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لطم مملوكه ، أو ضربه ، فكفارته أن يعتقه " الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6527 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    5.
    جعل الله تعالى الإنفاق على الرقيق وعتقهم من أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه: " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (أي في إعتاقهم) وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة: 60.

    6. المكاتبة:

    أمر الله تعالى بمكاتبة من طلب المكاتبة من الأرقاء (أيا كان دينه) لقوله تعالى:
    " وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ .... " النور 33 ... بمعنى أن الله قد الزم المالك بان يكاتب (أي يتعاقد ويتفق) مع من يريد التحرر من العبيد والإماء على تسديد قيمته التي اشتراه بها على أقساط ... وبذلك يحرر نفسه بعمله أو بمساعدات الآخرين.
    ومنذ اللحظة التي يريد فيها هذا الرقيق الحرية فانه يملك حينئذ حرية العمل وحرية الكسب والتملك فيصبح اجر عملة له ... وله أن يعمل في غير خدمة سيده ليحصل على فديته – أي انه يصبح كيانا مستقلا ويحصل على أهم مقومات الحرية ... ثم يصبح له نصيبه من بيت مال المسلمين في الزكاة ... والمسلمون أيضاً مكلفون بعد هذا أن يساعدوه بالمال على استرداد حريته.

    وللمالكين للرقيق أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه ... وهذا أمر صريح بعتق الرقيق الذين يريدون ذلك ... مادام المالك سيحصل على ماله.

    لا ينكر منصف أن الإسلام له الأسبقية في هذا التشريع ... بل إن الإسلام أمر بمساعدتهم بالمال ليحصلوا على حريتهم فقال تعالى:
    " وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ " ... التفسير الميسر

    إن من الواضح أن المسترق في الإسلام يستطيع أن يحرر نفسه بهذا الأسلوب (المكاتبة) ... أما مسجون " جنيف " القابع في سجن أبو غريب أو السجون الإسرائيلية أو في معسكرات الاعتقال والتعذيب في " جواتانامو " فانه لا يستطيع بالطبع أن يحرر نفسه ...

    7. ملك اليمين:

    بالإضافة إلى قاعدة " المن أو الفداء " وبالإضافة أيضاّ إلى المصارف الست المذكورة بعاليه لتصفية الرق ... فقد شرع الاسلام مصرفاّ سابعاّ للرق ألا وهو ... الوطأ بملك اليمين ... ولكن من هي ملك اليمين .... إنها الأسيرة المحاربة التي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر خلال حرب مشروعة للمسلمين ... وليست المخطوفة ... وشريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى ... فإذا كانت هناك معاهدة بذلك – كما هو الحال في عصرنا الحالي -فلا يجوز و لا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ... هذا لأنه ليس من المعقول بالطبع أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم حتى يباع ويسترق ... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخراً وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " .

    ·
    إن البديل للمرأة الرقيق أنها كانت ستقتل خلال حربها مع المسلمين ... لذلك فالمقارنة تكون بين " رق وقتل لا بين رق وحرية " ... هذا مع الأخذ في الاعتبار المعاملة الكريمة التي ستلقاها في الأسر ... والتي ذكرناها بالتفصيل بعاليه وليس معاملة سجون أبو غريب ومعتقلات وأقفاص جوانتانامو.

    · ولا يستبعد أحد أن تكون المرأة محاربة ... فحديثاً نرى مجندات في الجيش الإسرائيلي / مجندات التعذيب في أبو غريب وجوانتانامو ... هذا وقد كانت المرأة المسلمة تخرج مع الجيوش المسلمة أيضاً للتمريض.

    ·
    ولأن الوطأ بملك اليمين هو باب من أبواب تصفية الرق لذلك فكما أحل الله فروج الزوجات بعقد زواج شرعي ... أحل فروج ملكات اليمين أيضا شريطة تطبيق كل ما ذكرناه " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " المؤمنون: 5 -7... وبهذا الأسلوب فانه لا يعتبر زنا .... لأنه شرع الله الذي تتحقق به الفائدة والمنفعة لملك اليمين ولتحريرها هي وذريتها أيضاً ... وكما سنفصّل فيما بعد.

    ولكي نوضح ذلك فإن هناك سؤالاّ يطرح نفسه أولاً ...؟؟؟ عند وجود أسرى من النساء المحاربات في حرب مشروعة لا يوجد بها اتفاقيه لتبادل الأسرى ... ما هي الاختيارات العقلية المتاحة أمام المعترضين على منهج الإسلام مع" ملك اليمين " ؟؟؟

    1. قتل هذه المرأة الأسيرة التي كانت حريصة على قتل المسلمين من لحظات ... أو تقديمها طعاماّ لأنياب الأسود للترفيه عن السادة كما كان الحال في الدولة الرومانية المسيحية مثلاّ.

    2.
    تركهن ليعدن مرة أخرى لمهاجمة المسلمين أو ليتقوى بهن الأعداء ... في الوقت الذي يمسك فيه المعسكر الآخر نساء المسلمين عنده للأبد يفعل بهم ما يشاء.

    3. حبسهن في معسكرات إيواء أو سجون وتركهن هناك حتى الموت ... ولكن مع عدم معاملتهن المعاملة التي يلقاها نزلاء سجن أبو غريب أو معتقلات جوانتانامو ... من تعذيب وانتهاكات لا إنسانية وإطلاق للكلاب وتسليط للكهرباء على رأس المسجون أو ما يماثله.

    4.
    تركهن في الطرقات للبغاء وإفساد المجتمع.

    5. إكراههن على البغاء كعادة الجاهلية ... ولكن الإسلام حرم ذلك ... قال تعالي
    " وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ " النور 33.

    هذا وقد أضاف الإسلام على ما ذكر بدائلاً وحلولاً أخرى هي:

    6.
    " ملك اليمين " يمكن أن تتزوج عبد غير مسلم مثلها (بعد إذن سيدها الذي تحرم عليه حينئذ) ... ولكنها بذلك لا تتحرر ... ولو أنجبت منه فالمولود منها يصبح عبداَ أيضاَ.

    7. إذا أسلمت " ملك اليمين " بعد وقوعها في الرق أتاح لها الشرع إمكانية زواجها من مسلم غير قادر على الزواج من امرأة حرة (لأن أي رجل حر يفضل بالطبع الزواج من حرة مثله)
    " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ... (أي سيدها) وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " النساء 25 هذا وقد أقر الإسلام ذلك لتحصين كليهما وبالتالي رُفع شأن " ملك اليمين "

    8.
    حث الإسلام على تعليم من يلتمس في " ملك اليمين " الرشاد وتحريرهن والزواج بهن ... وهذا أمر لا تحلم به أي ملك يمين أو أسيرة في دار غير دار الإسلام في ذلك الوقت، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..." مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَالَهَا فَأَحْسَنَ إِلَيْهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ ". المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم:2544 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    9. " ملك اليمين " يمكن تحريرها أيضاً عن طريق مصارف الرق الست التي شرعها الإسلام والتي ذكرت بعاليه ... هذا فضلاً على إمكانية تحريرها من البدايةً أيضاً عن طريق قاعدة " المن أو الفداء ".

    10.
    ولكن بعد كل هذه الحلول المذكورة التي أتاحها الإسلام " للأسيرة المحاربة " بهدف تحريرها مع ذريتها ... أتاح الإسلام أيضا لمن لم تحظى منهن بأي من هذا أن تكون " ملك يمين " في منزل شخص في مرتبة أقل قليلاً من الزوجة ... بحيث تقتصر عليه فقط ولها حرمه الزوجة -هذا مع فتح الطريق لها للترقي بأن يطأها سيدها -إن شاء -وبذلك تصبح " سُرّية " بعد أن كانت أمة أو ملك يمين ... ويصبح حالها أحسن من حال الإماء العاديات (اللائي يخدمن السيد فقط) وبذلك تكون قد فضلت عليهن ... مما يرفع شانها بين الإماء وتنقلب من خادمة في الدار إلى سيدة في الدار ... وبمجرد حملها منه ( ولا يشترط أن تلد بالضرورة ) صارت السُرّية " أم ولد " ... وأصبحت لا تباع ولا تشترى وتعتق بوفاة سيدها ولا تورّث ... وابنها من سيدها يولد حراّ ويرث في مال أبيه .. وبذلك يتقلص الرق ...

    إن هذا الوضع يحترم أنوثة المرأة أيضا حينما ترى أن سيدها يستمتع بها كما يستمتع بزوجته الحرة فتشعر بالمساواة مع الحرة ولا تشعر بالحقارة لأنها مهملة جنسيا في البيت ...

    إن من البديهي أن ترغب وتتمنى كل امة في هذه الحال أن تكون " سُرّيه " لسيدها لتحصل على هذه المميزات وتتحرر من العبودية ويصبح ابنها حرا بدلا من أن تظل هي وذريتها في فئة العبيد إلى الأبد ...
    ولذلك سمح شرع الله الحكيم بأن يطأها سيدها على هذا النحو ...
    " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " المؤمنون 5 – 7 ... ليس لإطلاق شهوة الرجال وزيادة في التمتع ولكنه في حقيقته وسيلة من وسائل تحرير الرقيق ... لأن الأمة بمجرد حملها من سيدها لا يستطيع أن يبيعها أو يهبها ... وإذا مات لا تورّث كما يورّث المتاع ، بل تصير حرة ، وابنها يكون حراً لا رقيقا.


    والمعترض على ما سبق وأن ذكرناه لتحرير العبيد وملك اليمين .... يبرز لنا من كتابه المقدس حلاً أفضل من هذا (إن وُجد ... ؟؟؟) لنناقشه.


    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن الله وفضله بالسؤال رقم 7


    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 18-04-2016 الساعة 02:21 PM سبب آخر: تعديل حجم الكتابة
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    السؤال رقم 7 للسيد الناقد:


    · ورد في كتاب البابا شنودة " سنوات مع أسئلة الناس، أسئلة لاهوتية وعقائدية " أ "
    السؤال رقم 18 ...كيف نصدق لاهوت (أي الوهية) المسيح بينما هو نفسه لم يقل عن نفسه إنه إله ... ولا قال للناس اعبدونى ؟؟؟؟
    http://www.alkalema.net/pope/q1.htm#18

    الجواب:

    · لو قال عن نفسه إنه إله ... لرجموه ... ولو قال للناس " أعبدوني " لرجموه أيضاً ... وانتهت رسالته قبل أن تبدأ ... إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر ... بل هو نفسه قال لتلاميذه
    " عندي كلام لأقوله لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الآن " يوحنا 16/12

    · وبرر البابا شنودة في اجابته لماذا لم يكن ممكناً أو عملياً أن يقول لهم إنه إله ... أو أن يقول لهم اعبدوني ... لأنه لما قال لليهود
    " أنا والآب واحد " ... تناولوا حجارة ليرجموه (يو 10: 30، 31) ... متهمين إياه بالتجديف وقائلين له " لأنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً " (يو 10: 33).

    · وبالتالي فإن الذي حدث هو أنه لم يقل للناس إنه إله، ولكنه اتصف بصفات الله ... ولم يقل أعبدوني، لكنه قبل منهم العبادة

    وضرب البابا أمثلة مما قاله السيد المسيح نفسه عن نفسه تدل على ذلك:

    نسب السيد المسيح لنفسه الوجود في كل مكان، وهي صفة من صفات الله وحده.

    ونسب نفسه إلى السماء، منها خرج وله فيها سلطان.

    ونسب إلى نفسه مجد الله نفسه.

    كذلك تقبل من الناس الصلاة والعبادة والسجود.


    مما تقدم فإن

    · البابا شنودة أقر بأن السيد المسيح خوفاً على نفسه من الرجم لم يعلن صراحة أنه إله ... ولم يطلب أن نعبده على أنه الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ... ولكن من عدة شواهد استنتج البابا الوهية المسيح وبالتالي ضرورة عبادته.

    ·
    ولما كانت قضية الوهية السيد المسيح هي العمود الفقري لديانة الأخوة النصارى بل وهي أمر جلل وحدث لا يمكن تصديقه بسطحية دون أدلة دامغة ... ولذلك فقد كان من الواجب أن يعلن السيد المسيح صراحة وبوضوح وبعبارات لا تقبل الـتأويل لعدة معاني أخرى فيقول " أنا الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ... وعليكم عبادتي وحدي ".

    · أما أن يترك للناس استنتاج الوهيته من عدة نصوص غير حاسمة وجميعها مردود عليها وتحتمل عدة تأويلات وذلك خوفاً على نفسه من الرجم ... فإن ذلك يجعلنا لا نؤمن بإله يخشى على نفسه من الناس ... وكما يقول الشاعر:
    فلو كان رباً لكان يمنعُ نفسه ... فلا خير في ربٍ نأته المطالبُ

    ·
    لقد حفظ الله محمداً صلى الله عليه وسلم من الناس حتى بلغ رسالته بالرغم من كافة محاولات القتل والاعتداء " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ " المائدة 67 ... أي يا أيها المرسل من الله، أخبر الناس بكل ما أوحى إليك من ربك وادعهم إليه، ولا تخش الأذى من أحد، وإن لم تفعل فما بلغت رسالة الله، لأنك قد كُلِّفْت تبليغ الجميع، والله يحفظك من أذى الكفار إذ جرت سننه ألا ينصر الباطل على الحق. تفسير المنتخب ... وبالفعل حفظ الله محمداً من الناس حتى أتم رسالته " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "المائدة 3

    · كما حفظ الله موسى رسوله الكريم فقد رباه فرعون الذي كان يبحث عن من هم في حالته فيذبحهم ... ثم شقَ البحر لموسى فعبر خلاله بمعجزة خارقة لنواميس الكون ... ثم أطبق بعد ذلك البحر على كل من كان يطارد موسى ليقتله
    " فقال الرب لموسى: مد يدك على البحر ليرجع الماء على المصريين على مركباتهم وفرسانهم ... فمد موسى يده على البحر فرجع البحر عند إقبال الصبح إلى حاله الدائمة والمصريون هاربون إلى لقائه ... فدفع الرب المصريين في وسط البحر ... فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم البحر ... لم يبق منهم ولا واحد " سفر الخروج 14/26-29

    · وحفظ الله رسوله الكريم إبراهيم عندما القاه اعداءه في النار ... فجعل الله النار باردة وسلاماً لا ضرر فيها على إبراهيم ...
    " قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ... قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ... وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ " الأنبياء 68-70

    ·
    لقد حفظ الله رسله بطرق شتى ليتمكنوا من ابلاغ رسالة السماء للأرض بالكامل كلٌ في حينه ... فهل يُعقل أن يخفى الله جل في علاه الوهيته عن الناس خوفاً من أن يرجموه وتنتهي رسالته قبل أن تبدأ كما يقول البابا شنودة !!!

    · وفضلً عما ذكرناه فإن هناك سؤالاً يطرح نفسه ... لقد واصل يسوع رسالته واحكم الخطة العجيبة لخلاص البشرية ... وحانت لحظة الصفر وصعد إلى الصليب لوضع نهاية دراماتيكية دموية لإتمام عملية خلاص البشرية من خطيئة آدم من خلال موته على الصليب ... وحيث أنه كان يعلم كل سيناريو القصة مسبقاً ونهايتها لأنه الله ... فلماذا في لحظة وجوده على الصليب لم يعلن صراحة وبكل وضوح أنه الله رب العالمين ويحسم قضية الوهيته تماماً ولا يتركها للاستنتاجات ... وبدلاً من أن يصرخ حينئذ على الصليب ويستغيث
    " وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ " متى 27/46 ... فهل هناك إله للإله ؟؟؟ إن يسوع لم يكتفِ بعدم التصريح بألوهيته في أنسب وقت بل أنكرها !!

    ·
    ولماذا أيضاً لم يُعلن المسيح الوهيته صراحة وبوضوح بعد ان انتهت عملية الصلب والفداء والموت ... ثم قيامته بعد ذلك من الأموات حيث انتهت رسالته تماماً آنذاك ... بل وظل أربعين يوماً على الأرض ظهر فيها وتحدث مع التلاميذ جميعًا في الجليل ... هذا ولم يكن حينئذ بالطبع أي تخوف من ابلاغهم بانه الله رب العالمين صراحة لان رسالته قد تمت بالفعل تماماً ... وأيضاً لا معنى لخوفه من رجمه بعد صلبه وموته ثم عودته للحياة مرة اخرى ... كما يؤمن النصارى بذلك !!!!


    إن كل ذلك ينفى تماماً الادعاء بألوهية السيد المسيح

    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على السؤال رقم 8: جاء فيسورة النور 31 " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " ... وجاء في سورة الأحزاب 59 " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ. "... والناقد يسأل وهل يمنع حجاب المرأة عين الرجل الشرير من أن تشتهي ؟؟؟ إن عين الشرير ترى بعين الخيال !!! لقد تحدث الإنجيل عن الولادة الجديدة وتغيير القلب بعمل الروح القدس، الذي نتيجته" أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ العَتِيقَ الفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الجَدِيدَ المَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللّه فِي البِرِّ وَقَدَاسَةِ الحَقِّ " أفسس 4: 22-24.


    · لقد اجاب الناقد على نفسه بنفسه ... وكيف ؟؟؟ لأنه أقر أنه بالرغم مما تحدث عنه الإنجيل من الدعوة الى ميلاد جديد للإنسان وتغيير قلبه وكيانه بالروح القدس ليتحول من الشهوات للحق ... إلا أن عين الرجل الشرير كانت وستظل موجودة تشتهى وتتخيل الى قيام الساعة ...

    ·
    وإذا استعرضنا البدائل المتاحة للتعامل مع موضوع ملابس المرأة سنجدها كما يلي:

    1. كشف المرأة أي مساحة من جسدها كما يروق لها ... ويتاح لعين الرجل أن تشتهي وتتخيل دون عوائق كيفما شاء.

    2
    . تحفيز المرأة على ارتداء ملابس الحشمة والوقار دون تحديد مقياس لذلك ... ويترك لكلٍ منهن تحديد ذلك المقياس ... مع عدم اغفال ان ما تراه احداهن فاضحاً قد تراه اختها مناسباً ... هذا مع توجيه النصيحة للرجال لتغيير قلوبهم من الشهوات للحق ... فيستجيب من يستجيب ويعمل الروح القدس عمله (كفكر الناقد) ... ويترك للرجل الشرير بعد ذلك يشتهي ويتخيل.

    3. تحفيز النساء على ستر اجسادهن بملابس تعلن عن الوقار وتحجب عين الرجل الشرير عن تفحص جسد المرأة وتكون على نحو مماثل لملابس السيدة العذراء مريم التي لا تخلو كنيسة على وجه الأرض بصورة أو أيقونة لها بهذه الملابس المحترمة والمحجبة وبعباءتها الفضفاضة ... وفى نفس الوقت ندعو الرجال
    " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ " النور 30 ... ونقول لهم أيضاً أن الله يعلم نظرة الخلسة للمرأة " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " غافر 19 ... وحينئذ سيكون متاحاً بعد ذلك أمام عين الرجل الشرير نموذجين للمرأة: النموذج الأول يرتدى ثياب مريم العذراء المحجبة الوقورة ... والنموذج الآخر يرتدى ثياباً تكشف عن جسد المرأة (مثلما يدعو الناقد) دون عوائق بل ويسهل على الشرير أن ينظر ليشتهي ويتخيل ... وسنترك للقارئ الذكي المفاضلة واختيار أفضل بديل مما ذكر يحقق الصالح العام ...

    ·
    إن ستر المرأة لجسدها يعود بالنفع في المقام الأول علي المرأة نفسها قبل المجتمع ... أما كشف المرأة لجسدها فيعود عليها وعلى المجتمع بالضرر ولا محالة ... وكيف ؟؟ لأن الرجل الشرير ينظر الى الجسد العاري الخالي من العوائق بسهولة فيشتهيه ويتخيله فيشعل ذلك نار الشهوة الجنسية بين جنباته ... فيحاول بعد ذلك أن يطفئ هذه النار على ارض الواقع ... فاذا كان هذا الرجل أعزب فسنرى منه التحرش والاغتصاب للمرأة ... وأما إذا كان متزوجاً فإن ذلك سيضع زوجته المسكينة في مجال مقارنة مع العديد والعديد من بنات جنسها حيث لا بد وان تتفوق عليها الكثير منهن ... لا سيما إذا كان الزمن قد طبع علي الزوجة المسكينة بصماته ... الأمر الذي سيلحق بهذا الزوج كرهاً لا ارادياً لزوجته بالطبع ... وسيدفعه لأن يبحث عن طريق آخر يطفئ به النار التي اشتعلت.

    · إن من العجيب أن الناقد يتغافل عن ستر الراهبات لأجسادهن في الأديرة بحجة أن الراهبات ماتوا عن العالم وصلوا عليهن في الدير صلاة الجنازة وهن بتوليات ... ويرتدين الثوب كالكفن وتغطي شعرها علامة عن تخليها عن أنوثتها ومغادرتها هذا العالم من أجل الوفاء بنذورها الثلاثة العفة والفقر والطاعة ... بل ويقضين حياتهن في الصلاة والصوم دون زواج ويغطين اجسادهن على هذا النحو كدلالة على الوقار ... لكن في المقابل الإسلام دين عملي وواقعي جمع بين العمل للدار الآخرة ... والتمتع في نفس الوقت بما خلقه الله حلالاً للبشر في الدنيا...
    " وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا " القصص 77 ... فما المانع من تمتع المرأة بمباهج الدنيا الحلال ومشاركتها في تعمير الكون ... على أن يكون ذلك بوقار وحشمة وعفة تستفيد منه المرأة في المقام الأول ويستفيد منه المجتمع وكما ذكرنا ؟؟؟؟

    ·
    ومن العجب أيضاً ما ورد في كورنثوس الاولى 11/ 5-6 " وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى ... فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ ... إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا ... وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ ... فَلْتَتَغَطَّ ... " ... وتفسير ذلك كما ورد في القس أنطونيوس فكري " أمّا المرأة التي تصلى وتتنبأ دون أن تغطى رأسها مقلدة الرجل، فأنها في الواقع تشين رجلها (أي رأسها)، فهي تظهر بهذا أنها لا تحترم زوجها وهي تعلن أنها غير خاضعة لرجلها أمام كل الناس، وكأنها تستنكر سلطانه عليها، وغير مهتمة بغضبه، وغير مهتمة باستقرار أسرتها، فهكذا يفهم شعب كورنثوس الأمر ... وهذا عار للمرأة أن تقف في موقف تحدى لرجلها وللمجتمع، ويكون هذا كأنها حلقت شعر رأسها. "

    · وفى
    رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11/13 " احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ ؟؟؟ " ... وتفسير ذلك كما ورد في تفسير القس أنطونيوس فكري " لكن على المرأة التي تصلى أن تقف في وقار أمام الله والناس، خاضعة لله ولزوجها صانعة سلاما في بيتها ... لا تبحث عن أن تظهر جمالها وزينتها بل تقف في احتشام مخفية جمالها فيظهر جمالها الإلهي، وتظهر عليها نعمة الله. " ...

    ·
    إذن ما ورد في الكتاب المقدس يلزم " كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ " بتغطية رأسها وإلا يقص " إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى ... فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا " ... وذلك بهدف الاحترام والخضوع لزوجها امام الناس وإبراز سلطانه عليها ... وأيضاً حتى لا تظهر جمالها وزينتها بل تقف في احتشام ... ولا ندرى لماذا الاحتشام مطلوب اثناء الصلاة في الكنائس فقط وليس في خارجها!

    · أما الإسلام فهو يحافظ على احتشام المرأة دائماً ... بل ويكرمها ويستر جسدها ليحميها من عين الرجل الشرير الذي يتوفر له بسهوله النظر ودون عوائق على الأخريات ممن يقدمن اجسادهن مكشوفة ورخيصة لتتمعن فيها كل عين خبيثة خائنة.


    السؤال رقم 8 للسيد الناقد:

    ·
    التعميد هو طقس من طقوس المسيحية يقوم الأب الكاهن فيه بتغطيس الفرد عاريا (الأطفال حديثي الولادة ... أو الرجال والنساء في حالة رغبتهم الدخول في المسيحية) في جرن المعمودية ... وهو عبارة عن مغطس به ماء نقى وزيوت قام الأب الكاهن بأداء صلوات وشعائر عليه ... فيحل على هذا الماء الروح القدس (الاقنوم الثالث للإله) ويصبح هذا الماء قادرا على منح الميلاد الجديد للمعمدين فيه وتطهيرهم من خطاياهم.

    · والمعمودية بمثابة ختم الإيمان ... وهو الباب الوحيد الذي يدخل منه الفرد إلى الإيمان بالمسيح ... وهي شرط أساسي للحصول على الخلاص من الخطيئة الأصلية التي ورثها كل فرد منا من آدم بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة ... قال السيد المسيح:
    " من آمن واعتمد خلص " مر16:16 ... ولم يقل من آمن فقط ... وانما جعل المعمودية من شروط الخلاص ... أي أنه من غير الممكن أن يدخل احداً ملكوت السماوات بدون سر المعمودية التي بموجبها تغفر له خطيئته التي ورثها من جده الأكبر ... آدم ...

    ·
    حتى السيد المسيح نفسه ... فقد قام يوحنا المعمدان بتعميده في نهر الأردن (عيد الغطاس) ... " وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا ... وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. "لوقا 3/21-22 ... ولا ندرى كيف يقوم يوحنا المعمدان وهو بشر بتعميد السيد المسيح الذى حسب اعتقاد الاخوة النصارى هو الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما والموجود داخل جسد المسيح ... " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ "رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16... ولا ندرى أيضاً لماذا يُعمّد الله رب العالمين الذى لم يرث بالطبع خطيئة آدم ...!!!! وإذا كان الرد هو أنه اعتمد باسم الكنيسة كلها لأجلنا، كي يصعد بنا من خطايانا ... إذن فما الداعي للتكرار وتعميد البشر مرة أخرى واحداً واحداً طالما كفاهم المسيح ذلك بقيامه بتلك المهمة عوضاً عنهم ؟؟؟

    · وبموجب عقيدة النصارى فان كل مولود رضيع يكون محملاً بخطيئة آدم المذكورة بل ويحتاج الى المعمودية حتى تغفر له هذه الخطيئة ... وإلا هلك !!!! ... ولذلك فهناك سؤالاً يطرح نفسه ... ماذا لو توفى الرضيع قبل معموديته ... هل سيكون خاطئاً ومحملاً بهذه الخطيئة ومن ثم يكون مصيره بحيرة النار والكبريت كما جاء في
    سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21/ 8 ..." وَأمّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ " رؤ 21/8

    ·
    لكن المنطق يحتم استحالة القاء الله سبحانه وتعالى الرضيع في بحيرة النار والكبريت لتنافي ذلك بالطبع مع حكمة الله ورحمته وقوله تعالى " نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " الحجر 49 ... فإذا كان عفو الله وغفرانه ورحمته سيشمل ولا محاله هذا الرضيع البريء المحمل بخطيئة آدم دون أي ذنب له في ذلك ... إذن فما المانع أصلا في ان يشمل عفو الله وغفرانه ورحمته كافة البشر الذين لم يروا آدم أصلاً ... وبالتالي هم ليسوا مسؤولين عن خطيئته ... وهذا ما أكده أيضاً ما ورد في سفر الملوك الثاني 14 / 6 " حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلاً: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ ... إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ». " ... ؟؟؟؟ بمعنى أنه ... " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " الاسراء 15



    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه






    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 9:جاء في سورة البقرة 158" إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " ... قال البيضاوي: " إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ " هما علَمَا جبلين بمكة ... " مِنْ شَعَائِرِ اللهِ " أي من أعلام مناسكه، جمع شعيرة وهي العلامة ... " فمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ " الحج في اللغةً: القصد ... والاعتمار: الزيارة ... فغلبا شرعاً على قصد البيت وزيارته على الوجهين المخصوصين ... " فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " ... هذا وقد كان هناك صنم يسمى " إساف " على الصفا ... وصنم يسمى " نائلة " على المروة ... وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما ... فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام تحرَّج المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلك فنزلت ... والإجماع على أنه مشروع في الحج والعمرة.

    والناقد يسأل: كيف يجعل القرآن الشعائر الوثنية شعائر الله في الحج ؟؟؟ هل كان الوثنيون ملهَمين فيها من الله ؟؟؟

    § إن شعيرة الحج قد شرعها الله منذ أيام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (أي قبل عادات العرب المشركين) ... فهما اللذان بنيا البيت الحرام ... وهو أول بيت وُضِعَ للناس في الأرض لعبادة الله ... ولما فَرَغا من بنائه أمر الله ابراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج ففعل ... هذا وقد حج البيت أول فوج زمن ابراهيم عليه السلام ... قال تعالى
    " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ... وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " الحج 26-27

    §
    واستمر الناس يحجون منذ عهد ابراهيم عليه السلام ويتوارثون الحج منذ ذلك التاريخ ... لكن العرب المشركين في الجاهلية ادخلوا فيه كثيرا من مظاهر الشرك والمخالفات ... ومن امثلة المخالفات ... كان المشركون رجالاً ونساء يطوفون حول البيت عراة ... ففي صحيح مسلم (3028) عن ابن عباس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافاً تجعله على فرجها ... وتقول اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله ... فنزلت هذه الآية: " يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ."الأعراف 31

    § فلما جاء الاسلام طهر الحج من كل ممارسات الجاهلين الباطلة واعاد صلته الايمانية بإبراهيم عليه السلام واعطاه طابعه الروحاني وجعله عبادة خالصة لله عز وجل ... وبذلك عادت شعائر الحج اسلامية ربانية وليس وثنية جاهلية ...


    §
    ومن اركان الحج السعي بين الصفا والمروة بنص الآية المذكورة وبفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقد كان العرب الجاهليين الوثنيين يسعون بين الصفا والمروة لكن القرآن الكريم لم يأخذ تشريعه عنهم ... ولماذا ؟؟؟ لأن شعائر الحج في الإسلام هي أساساً امتداد لأعمال الحج الذي فُرِضَ منذ ابراهيم عليه السلام ...

    §
    ولكن ما قصة الصفا والمروة كما ورد في تفسير الآية المذكورة في تفسير الشعراوي ؟؟؟ إنها كالآتي:

    § الصفا والمروة جبلان صغيران كانت سيدتنا هاجر أم إسماعيل قد ترددت بينهما لتطلب الماء لولدها بعد أن تركهما إبراهيم عليه السلام عند بيت الله الحرام ... لقد عطش ولدها وأرادت أن تبحث عن نبع ماء أو طير ينزل في مكان لتعلم أن فيه ماء، أو ترى قافلة تسير ومعها ماء؛ لذلك خرجت إلى أعلى مكان وتركت الوادي، وصعدت إلى أعلى جبل الصفا فلم تجد شيئا، فنظرت إلى الجهة الأخرى؛ إلى المروة، وصعدت عليها فلم تجد شيئا ... وظلت تتردد بين الصفا والمروة سبعة أشواط.

    §
    ويريد الحق أن ينتهي سعيها سبع مرات بلا نتيجة، وتعود إلى وليدها؛ فتجد الماء عند قدم الوليد ... وهكذا صدقت هاجر في يقينها، عندما وثقت أن الله لن يضيعها، وأراد الله أن يقول لها: نعلم لن أضيعك ... وليس بسعيك ... ولكن بقدم طفلك الرضيع ... يضرب بها الأرض ... فينبع منها الماء ... وضرب الوليد للأرض بقدمه سبب غير فاعل في العادة ... لكن الله أراده سببا حتى يستبقى السببية ولو لم تؤد إلى الغرض.

    § وحين وجدت هاجر الماء عند قدم رضيعها أيقنت حقا أن الله لم يضيعها ... وظل السعي (أي بين الصفا والمروة) شعيرة من شعائر الحج إلى بيت الله الحرام (وحتى يومنا هذا وحتى قيام الساعة) ... استدامة لإيمان المرء بالمسبب وعدم إهماله للسبب ... وحتى يقبل الإنسان على كل عمل وهو يؤمن بالمسبب.
    §
    وعندما غفل الناس عن عبادة الله ... ودخلت عبادة الأصنام في الجزيرة العربية أوجدوا على جبل الصفا صنما أسموه «إسافا» وعلى المروة صنما أسموه «نائلة» ... وكانوا يترددون بين إساف ونائلة ... لا بين الصفا والمروة، لقد نقلوا العبادة من خالصية التوحيد إلى شائبية الوثنية.

    § فلما جاء الإسلام أراد الله ألا يتوجه المسلمون في صلاتهم إلى البيت المحرم إلا بعد أن يطهر البيت ويجعله خالصا لله ... فلما ذهب بعض المؤمنين إلى الكعبة تحرجوا أن يسعوا بين الصفا والمروة ... لأن «إسافا» و «نائلة» فوق الجبلين ... فكأنهم أرادوا أن يقطعوا كل صلتهم بعادات الجاهلية ... واستكبر إيمانهم أن يترددوا بين «إساف» و «نائلة» ... فأنزل الله قوله الحق:
    " إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " ... أي لا تتحرجوا في هذا الأمر لأنكم ستسعون بين الصفا والمروة ... لا بين إساف ونائلة كما كان يفعل المشركون الوثنيون ... إذن فالعمل هنا كان بالنية.

    §
    لقد كانت نية السعي الأولى هي الإيمان بالله والأخذ بالأسباب ... لكن الوثنية قلبت قمة الإيمان إلى حضيض الكفر، وكان لابد أن يستعيد المسلمون نية الإيمان الأولى عند زيارة البيت المحرم بالسعي بين الصفا والمروة ... وكأن الحق بهذه الآية يقول للمؤمنين: إن المشركين عبدوا «إسافا» و «نائلة» ... لكن أنتم اطرحوا المسألة من بالكم ... واذهبوا إلى الصفا والمروة ... فالصفا والمروة من شعائر الله ... وليستا من شعائر الوثنية ... ولكن ضلال المشركين هو الذي خلع عليهما الوثنية في إساف وفي نائلة ... لقد أراد الوثنيون بوضع «إساف» على الصفا «ونائلة» على المروة أن يأخذوا صفة التقديس للأوثان ... فلولا أن الصفا والمروة من المقدسات سابقا لما وضعوا عليهما أحجارهم ... ولما جاءوا بأصنامهم ليضعوها على الكعبة ... هذا دليل على أن قداسة هذه الأماكن أسبق من أصنامهم ... لقد حموا وثنيتهم بوضع «إساف» و «نائلة» على الصفا والمروة.

    § وبعد أن بين الحق للمؤمنين أن الصفا والمروة من شعائر الله ... ينبه على أن ساكن المكان لا ينجس المكان ... بدليل أن الإيمان عندما كتبت له الغلبة (أي عندما دخل المسلمون مكة منتصرين) ... كسر الأصنام وأزالها من الكعبة وأصبح البيت طاهرا ... انتهى تفسير الشعراوي


    السؤال رقم 9 للسيد الناقد:

    §
    لا يوجد اطلاقا أي نص قال فيه السيد المسيح صراحة " انا الله فأعبدونى " ولكن يستنتج النصارى ذلك من عدة نصوص ... ومن اقوى النصوص التي يعتمدون عليها في ذلك النص الوارد في تيموثاوس الأولى 3/16 " وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " ... ولكن هذا النص في عدة تراجم يخلو من لفظ ... " الله " ... وبذلك لا يمكن القطع بأن الذي ظهر في جسد المسيح هو ذاتية الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض وما بينهما ... حيث يحتمل المعنى ان الذى ظهر في الجسد غير ذاتية وكينونة الله ... كما يؤمن بذلك الأخوة النصارى ... واليكم نصوص تلك التراجم:

    ولا خلاف أن سر التقوى عظيم ((الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم ورفعه الله في المجد)) ... ترجمة الاخبار السارة

    ولا خلاف أن سر التقوى عظيم: ((قد أظهر في الجسد وأعلن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبشر به عند الوثنيين وأومن به في العالم ورفع في المجد)) ... الترجمة اليسوعية


    §
    هذا ومن المعاني المحتملة أن الذي ظهر في الجسد (تأسيساً ًعلى النصوص أعلاه) هو: سر التقوى العظيم ... فهل هذه النصوص تحتمل أي معنى بخلاف ما ذكرناه ؟؟؟



    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 10:
    جاء في سورة البقرة 198 " لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ " ... وقد اعترض الناقد على ورود آية قرآنية تبيح التجارة في موسم الحج ... لأن الأمر سهل لا يستدعى نص القرآن عليه ... فقد كان العرب في الجاهلية يتَّجرون في أسواق عكاظ ومجنة وذي المجاز ... وكان لهم مواسم ... فكانوا يقيمون بعكاظ عشرين يوماً من ذي القعدة ... ثم ينتقلون إلى مجنة وهي عند عرفة فيقيمون بها ثمانية عشر يوماً ... عشرة أيام من آخر ذي القعدة وثمانية أيام من أول ذي الحجة ... ثم يخرجون إلى عرفة.
    فلما كان الإسلام فكأنهم تأثَّموا أن يتجروا في المواسم ... فأجاز لهم محمد ذلك ... وعن أبي ماجة التيمي قال: كنت رجلاً أكري في هذا الوجه ... وكان الناس يقولون لي إنه ليس لك حج ... فلقيت ابن عمر وسألته عن ذلك قال إن لك حجاً ... وجاء رجل إلى محمد فسأله عن مثل ذلك فلم يجبه ... وأخيراً قال بالجواز.

    والناقد يسأل: هل كان في الأمر شيء جديد يحتاج إلى وحي ؟؟؟ أليس إباحة محمد للتجارة في موسم الحج شيئاً عادياً يتناسب مع مصالح العرب الدنيوية ؟؟؟

    § السيد الناقد يرى أن اباحة التجارة في موسم الحج لا يحتاج الى نزول آية ... لأن ذلك الأمر كان سارياً قبل الإسلام ... وأيضاً يتفق مع المصالح الدنيوية للحجاج ... فما الداعي لإنزال آية تبيح شيئاً مباحاً ؟؟؟

    §
    لقد كان العرب في الجاهلية يتاجرون في موسم الحج ... فلما أسلموا تحرجوا من ذلك ... وتأثموا منه ... ولذلك توقفوا عنه ... لأنهم ظنوه غير جائز ولا يتفق مع التجرد لله أثناء أداء مناسك الحج ...

    § فجاء أحدهم الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن جواز ذلك ... فتوقف النبي صلى الله عليه وسلم عن الجواب ... لأنه ليس عنده فيه شيء جديد ... فأنزل الله الآية المذكورة جواباً على السؤال مبيحاً التجارة في الحج ...

    §
    إن هذا التحرج والتوقف بانتظار معرفة الحكم الشرعي شهادة لصالحهم ... لأنه يدل على مدى حساسيتهم والتزامهم بحكم الله ورغبتهم في عدم مخالفته ... بحيث يتوقفون عما كانوا يعملونه بانتظار حكم الله فيه ...

    § وبعد أن انزل الله الآية وأباح فيها التجارة في موسم الحج أزال تحرجهم وتأثمهم وأعطى تصرفهم السابق بعداً إسلاميا ...

    §
    إن هذا الموقف يدل على مدى حرص هؤلاء المسلمين في مراقبة تصرفاتهم ... وأيضاً مشاركة السماء للأرض في دقائق الأمور ... الأمر الذي ربى في هذه النبتة الإسلامية آنذاك حضور عظمة الله في ضمائرهم على الدوام ... فاستطاعوا (كما جاء في كتاب الخالدون مائه أعظمهم محمد لمايكل هارت) في فترة ثلاثة وعشرين سنه فقط -هي عمر دعوة محمد- أن يتحولوا من عبّاد للحجر إلى ساده للبشر ... وأن يمتد دينهم ومنهجهم في فترة عشرين سنه لاحقه ليشمل بقاع الأرض من الصين شرقا إلى باريس غربا ... وأن يصبح تعداد أحفادهم اليوم مليار ونصف من البشر في مشارق الأرض ومغاربها ...

    § لكن الرواية الصحيحة في نزول الآية المذكورة ليست كما ذكر السيد الناقد ... فبالرجوع إلى صحيح البخاري نجد النص الآتي:
    " كانت عُكَاظٌ ومِجَنَّةُ وذو المَجازِ أسواقًا في الجاهليةِ ... فتَأثَّموا أن يَتَّجِروا في المواسمِ ... فنَزَلَتْ: " لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ " .... في مَواسِمِ الحَجِّ. " الراوي: عبد الله بن عباس ... المحدث: البخاري ... المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4519 ... خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    §
    والسبب المباشر لنزول هذه الآية ما رواه عبد الله أبن عمر " قلت لأبن عمر: إنا نكرى، فهل لنا من حج، قال: أليس تطوفون بالبيت، وتأتون المعرف، وترمون الجمار، وتحلقون رؤوسكم ؟؟؟ قال: قلنا: بلى ... فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني فلم يجبه، حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: " لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ " ... فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم ... فقال: أنتم حجاج ... المحدث: أحمد شاكر | المصدر: عمدة التفسير الصفحة أو الرقم: 1/247



    السؤال رقم 10 للسيد الناقد:

    §
    لا يوجد اطلاقا في الكتاب المقدس أي نص قال فيه السيد المسيح صراحة " انا الله فأعبدونى " ولكن يستنتج النصارى ذلك من عدة نصوص ... ومن اقوى النصوص التي يعتمدون عليها في ذلك هي عبارة " ربي وإلهي " يوحنا 20/28 ... وهذه العبارة قالها توما أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر حينما دعاه السيد المسيح بعد قيامته من الأموات ليضع توما إصبعه في محل المسامير التي كانت في يد السيد المسيح وقت الصلب ... وأيضا ليضع يده في موضع طعنة الحربة التي أصيب بها المسيح في جنبه وهو على الصليب ... ليتأكد توما بنفسه أن المسيح قد قام بالفعل من الأموات بعد صلبه وموته ...


    § هذا وقد سبق وان شك توما كأي بشر في قيامة المسيح من الأموات ... ولذلك قال توما لباقي التلاميذ عندما أخبروه برؤيتهم للمسيح بعد قيامته من الأموات ...
    " إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ ... لاَ أُومِنْ " يوحنا 20/25 ... أي أنه لن يؤمن ان المسيح قام من الأموات بعد صلبه وموته ... إلا بعد مشاهدته للمسيح بل وفحص أثر المسامير والحربة على جسده بالفعل ...

    § ولذلك عندما قام المسيح من الموت وحضر للتلاميذ بعد ذلك ... " قَالَ لِتُومَا:
    «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً».يوحنا 20/27 ... فماذا حدث ؟؟؟؟ أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». " يوحنا 20/28

    §
    ولذلك يستنتج النصارى أن العبارة التي قالها توما «رَبِّي وَإِلَهِي» تدل على ان المسيح هو الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما الواجب عبادته ... هذا بالرغم أن المسيح نفسه لم يصرح بألوهيته اطلاقا ولا مرة واحدة !!!!

    § إن نسب الالوهية للمسيح هو أمر جلل ... ولا يتأتى بالاستنتاج من عبارات فضفاضة تحتمل العديد من المعاني ... ولكن يتأتى فقط بتصريح المسيح نفسه الواضح والصريح والحاسم لذلك وبعبارات لا تحتمل العديد من المعاني على غرار ما ورد في العهد القديم:
    فلقد أعلن الله عن ذاته لإبراهيم صراحة: " ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ:
    «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ ... سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً"التكوين 17 -1

    وأيضا أعلن الله عن ذاته صراحة عندما ظهر ليعقوب:
    " وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ ... أَثْمِرْ وَاكْثُرْ." التكوين 35 -11

    §
    إن قول توما ... "ربي وإلهي" ... لم يكن خطاباً منه للمسيح يقرر فيه أنه الله رب العالمين ... ولكن كانت العبارة للاستعجاب والاندهاش ... لأن من الطبيعي أنه لما رأى توما السيد المسيح حياً ... وقد كان يظنه ميتاً استغرب واندهش لذلك ... فقال متعجباً: "ربي وإلهي" ... ومما يؤكد صحة هذا الفهم أن المسيح أخبر في نفس السياق بأنه سيصعد إلى إلهه (انظر يوحنا 20/17)، قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي ... وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ» ... إذن فالله هو إله المسيح وإله البشر جميعاً.

    § إن عبارة: " ربي وإلهي " ... تقال عامة في اصطلاح الناس عند التعجب والاندهاش ... ومثال ذلك ما قاله توما: " ربي وإلهي " ... تعجباً واندهاشاً من قدرة الله ... وليس وصفاً لطبيعة المسيح ... لأنه رأى المسيح حياً بعد صلبه وموته ... وهذا أمر لم يحدث أو يسمع عنه البشر من قبل ... بل وشاهد أيضاً ثقوب مسامير الصلب في يديه ومكان طعن الحربة في جنبه فصرخ متعجباً
    "ربي وإلهي" ... هذا ويستخدم الأجانب هذه العبارة أيضاً عند التعجب فيقولون: oh … my God.

    § ولو فهم المسيح أن توما أراد ألوهيته لما سكت المسيح عليه السلام ... ولماذا ؟؟؟ لقد رفض المسيح عليه السلام حتى أن يدعى صالحاً ... إذ لما ناداه بعض تلاميذه:
    " أيها المعلم الصالح ... فقال له: لماذا تدعوني صالحاً ؟؟؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله " متى 19/17... فكيف يقبل أن يدعى رباً وإلهاً على الحقيقة ؟؟؟

    §
    إن تقرير ألوهية المسيح يكون فقط بإعلان المسيح نفسه وبصراحة وبوضوح وبكلمات لا تقبل التأويل ولا تحتمل عدة معاني بأنه الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما وأنه هو وحده الواجب العبادة ... أما استنتاج ذلك من عبارات وردت على لسان غيره وتحتمل التأويل أو معاني أخرى فلا يمكن الاعتماد عليها لتقرير الوهية السيد المسيح ...

    § ولأن القرآن الكريم نص سماوي فعندما أراد نفى الوهية المسيح نفاها تماما ... وبعبارة واضحة وصريحة وحاسمة لا تقبل التأويل ... ولا تحتمل إلا معنى واحد ... ولا تتضمن أيضاً أي مجاملة لأي أحد لأنها تتعلق بنسب الألوهية على غير الحقيقة ... فقد قال تعالى في
    سورة المائدة 17 " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ "


    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله



    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 29-04-2016 الساعة 02:58 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على السؤال رقم 11:

    أولاً: ادعى الناقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي حدد وقت الحج وأنه في شهر ذي الحجة ... وقال فى نقده: كان بعض أهل الجاهلية يقف بعرفة ... وبعضهم بمزدلفة ... وكان بعضهم يحج في ذي القعدة ... وبعضهم في ذي الحجة ... وكل يقول: الصواب فيما فعلتُه ... فقال محمد: لا شك أن الحج في ذي الحجة ... ثم سأل الناقد: أليس هذا القول هو من الأدلة على أن ديانته هي من مشركي العرب ؟؟؟؟
    § إن شعيرة الحج قد شرعها الله منذ أيام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (أي قبل عادات العرب المشركين) ... فهما اللذان بنيا البيت الحرام ... وهو أول بيت وُضِعَ للناس في الأرض لعبادة الله ... ولما فَرَغا من بنائه أمر الله ابراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج ففعل ... هذا وقد حج البيت أول فوج زمن ابراهيم عليه السلام ... قال تعالى
    " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ... وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " الحج 26-27

    §
    واستمر الناس يحجون منذ ابراهيم عليه السلام ويتوارثون الحج منذ ذلك التاريخ ... لكن العرب المشركين في الجاهلية ادخلوا الأصنام في الكعبة واحدثوا كثيرا من مظاهر الشرك والمخالفات ... ومن امثلة المخالفات ... كان المشركون رجالاً ونساء يطوفون حول البيت عراة ... ففي صحيح مسلم (3028) عن ابن عباس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافاً تجعله على فرجها ... وتقول اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله ... فأنزل الله على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآية: " يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ." الأعراف 31

    § ولما جاء الاسلام طهر الحج من كل ممارسات الجاهلين الباطلة واعاد صلته الايمانية بإبراهيم عليه السلام واعطاه طابعه الروحاني وجعله عبادة خالصة لله عز وجل ... وبذلك عادت شعائر الحج اسلامية ربانية وليس وثنية جاهلية ...

    §
    وبخصوص اختلاف القبائل العربية الجاهلية في وقت ومكان الحج ... فقد كان هؤلاء في الجاهلية يختلفون في كل شيء ... فلما بعث الله محمداً نبياً ورسولاً أمره بزمان ومكان وأفعال الحج ... فقال تعالى " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " البقرة 197

    § ولذلك سقطت شبهة الناقد التي حاول أن يوهم بها القاري السطحي بأن محمداً قد أخذ ديانته من مشركي العرب ... بل إن حقيقة الأمر أن محمداً يتبع فقط ما يوحى اليه من الله ...
    " إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ " يونس 15 ... ولقد كان القرآن واضحاً صريحاً في تقرير حقيقة أن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لنا جميعاً ... قال تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "المائدة 3

    ثانياً:اعترض الناقد على الأمر بالتزود للحج فقال إن الآية تقول " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " البقرة 197 ... وسبب هذا أن أناساً من أهل اليمن كانوا يخرجون للحج من غير زاد ويقولون: نحن متوكلون ... ويقولون: نحن نحج بيت ربنا، أفلا يطعمنا؟؟؟ فإذا قدموا مكة تسوّلوا طعامهم ... وربما أفضى بهم الحال إلى السلب والنهب ... فقال لهم محمد " فتزودوا ... " وهو أمر بديهي ليس فيه شيء فوق مستوى العقل يحتاج إلى وحي.
    § لقد أخطأ أناسٌ أمس ... كما يخطئ آخرون اليوم من عدم معرفتهم ما هو الفارق بين التوكل على الله والتواكل ... فالتوكل على الله لا يعنى عدم الأخذ بالأسباب ... بل انه يوجب على المتوكل ضرورة الأخذ بالأسباب ... ولذلك كان إنزال الله لهذه الجملة من الآية الكريمة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ...
    " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " البقرة 197 لتصحيح هذا المفهوم الخاطئ وإبطاله للناس جميعاً وحتى قيام الساعة.

    § فقدوم الحجاج متوكلين على الله يوجب عليهم ضرورة التزود بالزاد المادي والزاد المعنوي الذي هو التقوى ... وهكذا يجب أن يكون حال المسلم عند اقدامه على أي أمر من امور الدنيا ... ألا وهو ضرورة الاستعداد والاعداد الكامل لهذا العمل ماديا ومعنويا قبل الشروع فيه ... ثم تأتي من بعد ذلك كله مرحلة التوكل على الله ... ولكن ليس التواكل ... وليس التواكل ... وليس التواكل منذ البداية ... كما حدث وما زال يحدث مع من لا يأخذ بالمبدأ الذي رسخت له هذه الآية الكريمة فتكون النتائج على نحو لا يرضى.

    السؤال رقم 11 للسيد الناقد:


    § لا يوجد اطلاقا في الكتاب المقدس أي نص قال فيه السيد المسيح صراحة
    " انا الله فأعبدونى " ولكن يستنتج النصارى ذلك من عدة نصوص ... ومن اقوى النصوص التي يعتمدون عليها في ذلك هي عبارة قالها السيد المسيح لفِيلُبُّسُ في إنجيل يوحنا 14/9 وهي: " أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ !!! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ... فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ " ... ولكن ورد في يوحنا 1/18 " اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ " ... وورد أيضاً في سفر الخروج 33/20 اعلان الله لموسى: " لا تقدر أن تري وجهي ... لأن الأنسان لا يراني ويعيش " ... وأيضاً ورد في تيموثاوس الأولى 6/16" الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، " ... إذن فالمسيح ليس الله ...

    §
    وفى هذا المقام أيضاً وبالمثل فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه للتبشير في العالم قال لهم " اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي " لوقا 10/16 ... فهل بالمثل المسيح أو الله تجسدا في التلاميذ !!!!

    § وبالمثل أيضاً قال السيد المسيح
    " مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. " متى 10/40 ... فهل تجسد المسيح أو الله فيهم !!!!

    § ولكن فضلا عن ذلك فإن عبارة
    " اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ " ... يترتب عليها العبارات الآتية:
    الذي بصق على السيد المسيح فقد بصق على الآب
    والذي استهزأ بالسيد المسيح فقد استهزأ بالآب
    والذي ضرب السيد المسيح فقد ضرب الآب
    والذي صلب السيد المسيح فقد صلب الآب

    ولماذا ؟؟؟
    " وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُود !!! وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِه .... وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ ... وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ. " متى 27/28-35


    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 12: قال تعالى في سورة البقرة 199 ..." ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "... في هذه الآية أمر لقريش بالتخلي عن عادتهم التي كانوا عليها في الجاهلية ... فقد كان اهل قريش في الجاهلية يسمون أنفسهم " الحُمْس" ... لأنهم سدنة بيت الله الحرام ويقولون نحن أهل الله وقطعان حرمه ... وكانوا يتعاظمون لمنزلتهم الدينية أن يقفوا مع سائر الناس بعرفات ويقفون في المزدلفة ... فإذا أفاض الناس من عرفات أفاض" الحُمْس" من المزدلفة ... فلما جاء محمد أمرهم أن يقفوا مع سائر الناس ثم يفيضوا منها إلى جمع.

    والناقد يسأل: أليس الأمر بالوقوف على عرفات والإفاضة منها كسائر الناس في الجاهلية هو دليل على أن أركان الحج من أصل وثني ... وأنه ليس من التشريع السماوي في شيء ؟؟؟؟

    لن نمل من تكرار أن:

    § شعيرة الحج شرعها الله منذ أيام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (أي قبل عادات العرب المشركين) ... فهما اللذان بنيا البيت الحرام ... وهو أول بيت وُضِعَ للناس في الأرض لعبادة الله ... ولما فَرَغا من بنائه أمر الله ابراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج ففعل ... هذا وقد حج البيت أول فوج زمن ابراهيم عليه السلام ... قال تعالى
    " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ... وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "الحج 26-27

    §
    واستمر الناس يحجون منذ ابراهيم عليه السلام ويتوارثون الحج منذ ذلك التاريخ ... لكن العرب المشركين في الجاهلية ادخلوا الأصنام في الكعبة واحدثوا كثيرا من مظاهر الشرك والمخالفات ... ومن امثلة المخالفات ... كان المشركون رجالاً ونساء يطوفون حول البيت عراة ... ففي صحيح مسلم (3028) عن ابن عباس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافاً تجعله على فرجها ... وتقول اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله ... فأنزل الله على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآية:" يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ." الأعراف 31

    § ولما جاء الاسلام طهر الحج من كل ممارسات الجاهلين الباطلة واعاد صلته الايمانية بإبراهيم عليه السلام (أبو الأنبياء كعقيدة الناقد أيضاً) واعطاه طابعه الروحاني وجعله عبادة خالصة لله عز وجل ... وبذلك عادت شعائر الحج اسلامية ربانية وليس وثنية جاهلية ...

    §
    هذا ولقد كان اهل قريش في الجاهلية يتعاظمون ويتعالون فلا يحجون مع باقي الناس ... فلما أوجب الله على المسلمين الحج دعا المسلمين من أهل قريش الى عدم التميُّز عن باقي الحجاج ... وأوجب عليهم الوقوف بعرفة معهم ... والإفاضة من عرفات الى المزدلفة ليلة العيد معهم ... والسير معهم ... وعدم التميز عنهم ... وترك ما كانوا يمارسونه في الجاهلية.

    §
    إن الأمر بالوقوف على عرفات لكل الناس ثم الإفاضة منها دون أي تميز لأحد عن أحد يستفاد منه الآتي:

    1. رسخ ذلك مبدأ المساواة بين البشر جميعاً دون أي تفرقة ... قال تعالى
    " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " الحجرات 13... قال صلى الله عليه وسلم ... " أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ " الألباني 313

    2.
    حذر هذا الموقف من تسرب التعاظم أو التعالي لقلب أي بشر " لا يدخل الجنَّةَ من في قلبه مثقالُ ذَرَّةٍ من كِبرٍ " الألباني 2910

    3. أثبت هذا النص أن ما ورد فيه هو وحي السماء للأرض وليس من كلام راعى غنم في الصحراء لا يعرف القراءة أو الكتابة ... ولماذا ؟؟؟ لأننا ما زلنا بعد أكثر من مرور أربعة عشر قرناً على هذا النص نرى طوفان سنوي من ملايين البشر من مشارق الأرض ومغاربها ملتزمون به ... فيقفون جميعاً بعرفة دون استثناء ... ثم يفيضون بعد ذلك الى المزدلفة في سكينة وخشوع رهيب لله عز وجل وحده ... لا لصنم أو لحجر ... سائلين الله العفو والمغفرة ...

    4.
    أن محمداً لم يأخذ احكامه من الجاهلية بل دعي الناس للتخلي عن ممارساتهم الخاطئة في الجاهلية كوحى السماء له !!!


    السؤال رقم 12 للسيد الناقد:

    §
    ورد في إنجيل يوحنا 17/1-3 ... " تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ ... قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ ... مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا ... إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ ... وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. "

    §
    إذن فالمسيح يتكلم مع الآب ويقرر للكافة أن الحياة الأبدية هي:

    1. أن يعرفوا أن الآب هو الإله الحقيقي وحده وليس سواه (أي وليس معه الابن ولا الروح القدس أو أي شيء آخر) ...
    2. أن يعرفوا أن المسيح هو رسول أرسله الآب ... بمعنى أن لا إله إلا الآب وأن المسيح رسول للآب.

    ولقد جاءت كلمة " وحدك " في هذا النص قاطعة وحاسمة لكي تفرد الألوهية للآب وحده دون سواه ... بل وتحجب وتنفى اشتراك الابن والروح القدس تماما في الألوهية مع الآب كما لا يخفى على أي قارئ ... ولو كان الأمر عكس ذلك لكان النص كالاتي: " وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوا أنك ويسوع المسيح الَّذِي أَرْسَلْتَهُ والروح القدس هم الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ "
    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 13:
    جاء في سورة البقرة 197-200" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ... لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ... ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ... فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا "

    كان اسم شهر ذي الحجة المخصص للحج موجوداً قبل الإسلام ... وكذلك كان الإحرام (وهو البُعد عن الرَّفث والصيد) ... موجوداً قبل الإسلام ... كما كانت التجارة في الحج موجودة قبل الإسلام ... وكذلك الإفاضة من عرفات وإلقاء الخطب وذكر المناقب عند المشعر الحرام ... فاتَّخذ الإسلام عاداته وشعائره من عادات العرب المشركين !!!


    مرة أخرى يحاول الناقد أن يوهم القارئ السطحي بأن اعمال الحج مأخوذة من جاهلية المشركين وليست وحي الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ... ولذلك فإننا لن نمل من تكرار أن:

    §
    شعيرة الحج شرعها الله منذ أيام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (أي قبل عادات العرب المشركين) ... فهما اللذان بنيا البيت الحرام ... وهو أول بيت وُضِعَ للناس في الأرض لعبادة الله ... ولما فَرَغا من بنائه أمر الله ابراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج ففعل ... هذا وقد حج البيت أول فوج زمن ابراهيم عليه السلام ... قال تعالى " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ... وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " الحج 26-27

    § واستمر الناس يحجون منذ ابراهيم عليه السلام ويتوارثون الحج منذ ذلك التاريخ ... لكن العرب المشركين في الجاهلية ادخلوا الأصنام في الكعبة واحدثوا كثيرا من مظاهر الشرك والمخالفات ... ومن امثلة المخالفات ... كان المشركون رجالاً ونساء يطوفون حول البيت عراة ... ففي صحيح مسلم (3028) عن ابن عباس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول من يعيرني تطوافاً تجعله على فرجها ... وتقول اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله ... فأنزل الله على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآية:
    " يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ." الأعراف 31

    §
    ولما جاء الاسلام طهر الحج من كل ممارسات الجاهلين الباطلة واعاد صلته الايمانية بإبراهيم عليه السلام واعطاه طابعه الروحاني وجعله عبادة خالصة لله عز وجل ... وبذلك عادت شعائر الحج اسلامية ربانية وليس وثنية جاهلية كالوقوف بعرفات والإفاضة والإحرام وكلها ليست عادات وشعائر مأخوذة من الجاهلية ...

    § ولكن ما زال السيد الناقد يثبت دون أن يدري أن هذه النصوص التي تتعلق بأعمال الحج هي وحي السماء للأرض وليس من كلام راعى غنم في الصحراء لا يعرف القراءة أو الكتابة ... ولماذا ؟؟؟ لأننا ما زلنا بعد أكثر من مرور أربعة عشر قرناً على هذا النص ... بل وبعد تقدم البشرية ورقيها ... نرى أفئدة أكثر من مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها تتطلع لحج بيت الله ... ونرى أيضاً طوفاناً سنوياً من ملايين البشر منهم ملتزمون بالحج وبشعائره كما وردت في شريعة الإسلام ... فيقفون جميعاً بعرفة دون استثناء ... ثم يفيضون بعد ذلك الى المزدلفة في سكينة وخشوع رهيب لله عز وجل وحده ... لا لصنم أو لحجر ... سائلين الله العفو والمغفرة ...



    السؤال رقم 13 للسيد الناقد:


    § ورد في إنجيل يوحنا 8/40 ... " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: " لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ !!! وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي ... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. " ... أي أن المسيح إنسان ...

    § وورد في
    إنجيل يوحنا 12/23 " وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلاً: " قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ. " ... أي أن المسيح أيضاً ابن الإنسان ...

    § ولكن في
    سفر العدد 23/19 " لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. " إذن فالله ليس انسان وليس ابن انسان ...


    وبالتالي فالسيد المسيح ليس الله ... لان الله ليس انسان ولا ابن انسان


    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 14: جاء في سورة التوبة 58-60 " وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ... وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ... إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "
    قال البيضاوي:
    {وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ} يعيبك ... {فِي الصدقات} أي في قسمتها ... {فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} قيل إنها نزلت في ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج ... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين فاستعطف قلوب أهل مكة بتوفير الغنائم عليهم فقال: اعدل يا رسول الله فقال: " ويلك إن لم أعدلْ فمن يعدل "
    {والمؤلفة قُلُوبُهُمْ} قوم أسلموا ونيتهم ضعيفة فيه ... فسيتألف قلوبهم ... أو أشراف قد يترتب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظرائهم ... وقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس لذلك ... وقيل أشراف يستألفون على أن يسلموا ... فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيهم من خمس الخمس الذي كان خاص ماله ... وقد عد منهم من يؤلف قلبه بشيء منها على قتال الكفار ومانعي الزكاة ... وقيل كان سهم المؤلفة لتكثير سواد الإسلام فلما أعزه الله وأكثر أهله سقط ... { وَفِى سَبِيلِ الله } وللصرف في الجهاد بالإِنفاق على المتطوعة وابتياع الكراع والسلاح ... وقيل وفي بناء القناطر والمصانع ...
    وقد ذكر سيادته سوء استخدام الاسلام للزكاة ولماذا ؟؟؟ لأنه معلوم أن الزكاة هي أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة التي هي الصلاة والزكاة والصوم والحج والشهادتين ... وهي من صميم الدين الإسلامي ... ولكنها ليست مخصصة للفقراء والمساكين ... ويُصرف منها في أغراض إسلامية بحتة ... وصُرف منها للمؤلفة قلوبهم ولو كانوا أغنياء لاستمالتهم لقبول الإسلام ... وتُصرف في شراء الأسلحة وتجهيز الجند لقتال الكفَّار والجهاد في سبيل الإسلام.
    وللمسيحيين كتابهم المقدس الذي يقضي بتقديم العشور للصرف على الفقراء وتعمير الكنائس وإعالة رجال الدين، ونشر الكتاب المقدس ومبادئ المسيحية ... ويحرم الكتاب المقدس الدعوة للدين باستخدام المال للاستمالة أو السيف للإرهاب ... فأتباع الدين المسيحي قدموا دعوته بالمحبة والشجاعة والتضحية على مثال المسيح.


    § إن الانتقاد غير العادل هو مجاملة مبطنة ... وكيف ؟؟؟ لقد قال السيد الناقد " ومعلوم أن الزكاة هي أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة ... وهي ليست مخصصة للفقراء والمساكين ... " !!!! هذا مع العلم أن الآية الكريمة التي أوردها سيادته حتى يطعن ما جاء فيها قد حددت مصارف الزكاة فجعلتها ثمانية مصارف ... ونصت وكما لا يخفى على القارئ حتى السطحي أن من ضمن هذه المصارف ... بل وفي أولها الفقراء والمساكين ...
    " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ... وَالْمَسَاكِينِ ... وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ... وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ... وَفِي الرِّقَابِ ... وَالْغَارِمِينَ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ... وَابْنِ السَّبِيلِ "التوبة 60 ... فلا أدرى هل غفل سيادته عن قراءة ذلك دون قصد ... أم أن في نية سيادته هدفاً آخر ؟؟؟؟

    §
    كما قال سيادته أن الزكاة في الاسلام " يُصرف منها في أغراض إسلامية بحتة ... " ... ولذلك سنطلع القارئ الكريم دون أن نملى عليه أي رأى ... تفسير مصارف الزكاة الثمانية التي وردت في تلك الآية وكما ورد في تفسير " أيسر التفاسير ":
    " بمناسبة لمز المنافقين الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في قسمته الصدقات ... بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أهل الصدقات المختصين بها ... والمراد بالصدقات ... الزكوات وصدقة التطوع وهي محصورة في الأصناف الثمانية:


    1.
    {للفقراء}: جمع فقير وهو من ليس له ما يكفيه من القوت ولا يسأل الناس.
    2.
    {والمساكين}:جمع مسكين وهو فقير ليس له ما يكفيه ويسأل الناس ويذل نفسه بالسؤال.
    3.
    {والعاملين عليها}: أي على جمعها وجبايتها وهم الموظفون لها.
    4.
    {والمؤلفة قلوبهم}:هم أناس يرجى إسلامهم أو بقاؤهم عليه إن كانوا قد أسلموا وهم ذوو شأن وخطر ينفع الله بهم إن أسلموا وحسن إسلامهم.
    5. {وفي الرقاب}: أي في فك الرقاب أي تحريرها من الرق، فيعطى المكاتبون ما يسدون به نجوم أو أقساط كتابتهم.
    6.
    {الغارمين}:جمع غارم وهو من ترتبت عليه ديون بسبب ما أنفقه في طاعة الله تعالى على نفسه وعائلته، ولم يكن لديه مال لا نقد ولا عرض يسدد به ديونه.
    7.
    {وفي سبيل الله}: أي الجهاد لإِعداد العدة وتزويد المجاهدين بما يلزمهم من نفقة.
    8.
    {وابن سبيل الله}: أي المسافر المنقطع عن بلاده ولو كان غنياً ببلاده.

    § أما بخصوص المصرف الرابع للزكاة وهو ...
    {والمؤلفة قلوبهم}: فقد ذكر البيضاوي وكما ذكر الناقد ثلاثة أصناف من الناس يُعطون من الزكاة في هذا المصرف:

    1. قـوم دخلوا في الإسلام ولكن نيتهم في الإسلام ضعيفة فهؤلاء يعطون من الـزكاة لتتألف قلوبهم ويتقوى إيمانهم ويثبتوا على الإسلام ...
    2. أشراف في أقوامهم ... يعطون من الزكاة أملا في إسلامهم وإسلام أتباعهم -علما بأن الإسلام ليس بحاجة إلى أحـــد لكنه حريص على هداية كل أحد ...
    3. أشراف ... لقوتهم يرجى منهم المساعدة في قتال الكافرين لدفع شرّهم عن المسلمين وأيضا مانعي الزكاة ...

    §
    هذا وذكر البيضاوي بعد ذلك أن هؤلاء أعطوا من الزكاة لما كان المسلمون قلائل وكان الإسلام ضعيفا .... فلما اعز الله الإسلام والمسلمين ولم يعودوا يحتاجون إلى تأليف قلوب الناس ... سقط سهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة ...

    § إن إعطاء الإسلام فئة
    " المؤلفة قلوبهم " نصيبا من الزكاة ليس فيه سوء استخدام الاسلام للزكاة ولماذا ؟؟؟

    قال الشعراوي في تفسيره ..
    ." لقد كان المسلمون في الزمن الأول للإسلام ضعافاً لا يقدرون على حماية أنفسهم ... ولذلك كانوا في موقف يفرض عليهم أن يستميلوا البعض (رجاء هدايتهم) ... أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عن المسلمين ... وعندما أعز الله دولة المسلمين بالقوة والعزة والمكانة ... منع الخليفة عمر بن الخطاب إعطاء المؤلفة قلوبهم نصيباً من الزكاة ... لأنه لم يجد أن قوة الإسلام حينئذ تحتاج أحداً غير صحيحي الإيمان ... لذلك لم يدخلهم عمر بن الخطاب في فئات الزكاة ... وقول الحق سبحانه: " وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ " ... يثير سؤالاً: هل يُؤلَّف القلب ؟؟؟ نقول: نعم، فالإحسان يؤلف قلب الإنسان السَّوي ... وكذلك يؤلف جوارح الإنسان غير السوي ... فلا يعتدي على من أحسن إليه باللسان أو باليد. " انتهى تفسير الشعراوي

    §
    إن هذا العطاء المبذول الذي شرعه الله وكما هو واضح كان لتأليف القلوب و الترغيب للإقبال على الإسلام ... و لم يكن يتضمن أي مصلحة شخصية تعود على هؤلاء المسلمين الأوائل الضعفاء (الذين اقتطعوا ذلك من أموالهم) ... ولكن كان بهدف تمكنهم من تبليغ رسالة السماء الأخيرة لأهل الأرض ... والتي من ضمنها إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ... " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " الفاتحة 5 وأيضا لنشر دين الرحمة ... " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " الأنبياء 107 ... وأيضا لإتمام مكارم الأخلاق " إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ " الألباني 45 ... هذا إلى آخر ما تضمنته رسالة السماء الخاتمة لأهل الأرض ...

    § إن إعطاء المال لتأليف القلوب لا يتضمن أي سوء استخدام للزكاة ... ولماذا ... لأن ما يدفع من مال لا يحقق أي مصلحة شخصية دنيوية لأي أحد ... إنما المصلحة تكون في ترغيب الناس لما فيه مصلحتهم هم ... وهي عبادة الله عز وجل وحده واتباع آخر رسالة للسماء لأهل الأرض ...
    قال صلى الله عليه وسلم ... " تهادُوا تحابُّوا " الألباني 3004

    §
    لقد اعتاد الإنسان أن يصغي بقلبه وجوارحه لمن يكرمه دون أن ينتظر منه منفعة دنيوية ... فكان ذلك فرصة حتى يصغي غير المسلم للإسلام فيهديه الله إلى طريقه المستقيم ... وذلك بعد أن يلمس صفاء الإسلام ونقاءه، ورحمته وإحسانه، وبذل أهله أموالهم (تقرباً إلى الله) لإخوانهم ... وتوادهم وتعاطفهم ... ويدرك أن ديناً يصنع بأهله ذلك هو دين رباني إلهي لا يـقارن بمذاهب الناس وأهوائهم ...

    § لقد جعل الله تعالى للمؤلفة
    قلوبهم سهمًا في الزكاة ... قال تعالى ... " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم "التوبة 60 ... وهذا السهم يأخذه الحاكم ويعطيه لمن يرى أنه قريب من الإسلام ، وقد أعطى صلى الله عليه وسلمالمؤلفة قلوبهم أموالاً وقد أدى ذلك إلى إسلام قبائل بأكملها لهذا الأمر ... فأصبح المسلمون اليوم أحفاداً لهؤلاء.

    §
    إن هذا العطاء دليل علي نبوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم ... ولماذا ... لأنه لو كان باحثًا عن مال لما أعطي المؤلفة قلوبهم من المال ليؤلف قلوبهم، ولكنه أعطي من مال لو أراد لكان له خالصًا ... فهل هذه حاله باحث عن ثروة !!!!!

    § وهل دين يقاتل غنيا لمنعه الزكاة يغري فقيرا لاعتناقه !!! فهلا ترك القتال لإغراء الناس بالدخول فيه !!! وهل دين يجعل من مصارف الزكاة إعتاق الرقاب للعبيد الضعفاء الذين لا يملكون موردا للحرية ... يخطط ليغري الأغنياء بالمال !!!

    §
    إن أسس انتشار الإسلام متوافرة فيه عن حب وقناعة ... وهذا يرجع إلى متانة أصوله التي تخاطب العقل ... ولذلك فالسؤال المطروح الآن: كيف انتشر الإسلام في جنوب شرق آسيا وبلاد الهند ؟؟؟ هل كـان بالإغراء بالمال ... أم كان بالمعاملة الحسنة وحسن مقاصد الإسلام ؟؟؟؟؟ وهل دفع المسلمون مالا للذين يؤمنون به حالياً ليلا ونهارا في أوربا وأمريكا لتأليف قلوبهم ... أم أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارا في العالم حالياً وكما يوضح هذا الرابط:

    موقف المسيحية من الإغراء بالمال

    §
    إذا كان الناقد قد انتقد المسلمين عندما كانوا مستضعفين ... وفي موقف فرض عليهم أن يستميلوا البعض (رجاء هدايتهم) ... أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عنهم ... فأعطوا المؤلفة قلوبهم نصيباً من الزكاة ... إذن فما موقف الناقد العادل من المنظمات التنصيرية العالمية (المدعومة من الدول العظمى) في بلاد المسلمين وفى غير بلاد المسلمين و التي تستخدم المال بشتى صوره (علاج -طعام – سفر – زواج – عمل ...) كسبيل لإقناع الناس بالنصرانية ... وذلك بعد أن فشلت في إقناع ذوي العقول بالحجة والإقناع !!!

    §
    ولكن من ناحية أخرى دعنا ننظر كيف اضطر يسوع لدفع رشوة لليهود حتى يتركوه ...
    " ولما جاءوا إلى كفر ناحوم ... تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس ... وقالوا أما يوفي معلمكم (أي المسيح) الدرهمين ... قال بلى ... فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا: ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية امن بنيهم أم من الأجانب ... قال له بطرس: من الأجانب ... قال له يسوع: فإذا البنون أحرار ... ولكن لئلا نعثرهم ... اذهب إلى البحر والق صنارة ... والسمكة التي تطلع أولا خذها ... ومتى فتحت فاها تجد أستارا فخذه وأعطهم عني وعنك " ... متى 17: 24 -27
    هذا وقد ورد في تفسير تادرس يعقوب لذلك ... " خضع السيّد المسيح مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية ... ليؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء ... ثم أضاف ... يُعلن القدّيس كيرلّس الكبير على تصرُّف السيّد المسيح هنا بقوله: إذ صار الابن الوحيد كلمة الله مثلْنا ... وحمل قياس الطبيعة البشريّة انحنى لنير العبوديّة ... فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى ...


    §
    أما بخصوص اعتراض السيد الناقد في صرف جزءاً من الزكاة في ... " شراء الأسلحة وتجهيز الجند لقتال الكفَّار والجهاد في سبيل الإسلام " ... فإننا لن نمل من تكرار أن الله اوجب على المسلمين مقاومة المعتدين الطامعين فيهم وقتالهم لإيقاف ودفع عدوانهم وابطال مكائدهم ومخططاتهم ضدهم ووعدهم على ذلك جزيل الأجر والثواب ... كما نهاهم تماماً عن البدء في العدوان على أي أحد ... وما دليل ذلك ؟؟؟ قال تعالى ... " وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ...

    §
    وبالطبع فإن أي صاحب عقل أو منطق لا يحتاج إلا أن يسجد لله احتراما وتعظيماً لما في النص المذكور من عظمة التشريع ... ولماذا ؟؟؟ لأن الناس إن لم يقاوموا العدوان والشر لطغى الفساد وانتشر الظلم ... ولو أن المعتدى لم يجد من يقاومه ويصد عدوانه ... ولكن يكتفى بأن يدير خده الأيسر للمعتدى بعد أن يلطمه على خده الأيمن ... ثم بعد خده الأيسر يدر له ... ثم بعد ... وهكذا ... إذن فما الذي يردع المعتدى عن أن يكرر ويكرر ذلك بل ويعيث في الأرض فساداً !!! ولو أن كل دولة لم تتحصن بجيش يدافع عن حدودها لغزاها كل طامع ...

    § وإنه لمن المعلوم ان مقاومة الأعداء المعتدين الطامعين وقتالهم لإيقاف ودفع عدوانهم يتطلب بالطبع شراء الأسلحة وتجهيز الجند لذلك ... وهذا الأمر يحتاج بالطبع الى أموال تنفق عليه ... ولذلك جعل الله من أسهم الزكاة الثمانية سهماً كموارد للدولة للإنفاق على الدفاع عن الدولة ... والله سبحانه عليم حكيم في تشريعه ...

    السؤال رقم 14 للسيد الناقد:

    لا يوجد اطلاقا في الكتاب المقدس أي نص قال فيه السيد المسيح صراحة " انا الله فأعبدونى " ولكن يستنتج النصارى ذلك من عدة نصوص ... ومن اقوى النصوص التي يعتمدون عليها في ذلك هي النص الوارد في يوحنا 1/1 ... " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ " ... وهذا النص حسب نسخة الملك جيمس:
    “In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was God “
    ولكن هناك سؤالاً يطرح نفسه ... من هو الله في هذا النص هل هو الآب أم الكلمة (أي السيد المسيح الابن) أم الروح القدس ... أم الثالوث (أي الآب والسيد المسيح الابن والروح القدس معاً كإله واحد) ؟؟؟

    الاحتمال الأول:الله هو الآب ... وعليه يكون النص هكذا ...
    فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... وَالسيد المسيح كَانَ عِنْدَ الآب ... وَكَانَ السيد المسيح الآب ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟؟

    الاحتمال الثاني: الله هو السيد المسيح ... وعليه يكون النص هكذا ...
    فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... وَالسيد المسيح كَانَ عِنْدَ السيد المسيح ... وَكَانَ السيد المسيح السيد المسيح ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟؟
    الاحتمال الثالث:الله هو الروح القدس ... وعليه يكون النص هكذا ...
    فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... والسيد المسيح كَانَ عِنْدَ الروح القدس ... وَكَانَ السيد المسيح الروح القدس ...فهل يستقيم المعنى ؟؟؟؟
    الاحتمال الرابع:الله هو الثالوث (الآب والسيد المسيح الابن والروح القدس إله واحد) ... وعليه يكون النص هكذا ...
    فِي الْبَدْءِ كَانَ السيد المسيح ... والسيد المسيح كَانَ عِنْدَ الثالوث ... وَكَانَ السيد المسيح الثالوث ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟

    ولكن قد يقول قائل أن هناك احتمالاً أخيراً وهو أن يكون السيد المسيح الكلمة هو الله ... لأن النص يقول
    " وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ " ... وعليه يكون النص هكذا:
    فِي الْبَدْءِ كَانَ الله ... والله كَانَ عِنْدَ الله ... وَكَانَ الله الله ... فهل يستقيم المعنى ؟؟؟

    ونترك الاختيار والحكم للقارئ


    والله أعظم وأعلم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله

    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على تدليس بعنوان .. مغالطات منطقية في القرآن الكريم ( 1 / 2 )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-01-2015, 10:48 AM
  2. الرد على سلسلة تدليس بعنوان - بالدليل والبرهان .. القرآن من تأليف البشر-
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 13-11-2014, 11:01 AM
  3. الرد على تدليس بعنوان " أخطاء حسابية في القرآن "
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-06-2014, 06:01 PM
  4. بطلان دعوى أن السنة النبوية تشريعية وغير تشريعية
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-05-2014, 11:30 AM
  5. محاضرة بعنوان: إعجاز القرآن الكريم – الشيخ محمد حسان
    بواسطة دفاع في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-07-2008, 06:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية

الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية