كتبت إليكِ يا أمي كتابا خطه حبي كلاما من صدى قلبي
وما قلبي سوى دفء المحبة منك من عينيك يا أمي ..
وضعت جبيني الواني على القلب الذي ما زلت أغرق فيه أحزاني ..
على القلب الذي ما كان في يوم من الأيام ينساني ..
على القلب الذي ما زلت أقبس منه ألواني ..
على القلب الذي ما زال يرسم نبض شرياني ..
وكم جربت أوطانا وكم جربت بلدانا ..
فكان جبينك الفضي أجمل كل أوطاني ..
وعينك نورت دربي كنبراس من الحب ِ
يداريني ويرعاني.. يعانقني.. يخاطب سحر وجداني ..
أنا ما زلت يا أمي صغيرك طفلك الباكي ..
أنا الطفل الذي يهفو لفرحة عيد لقياك و يبهجه محياك ..
فقصي لي حكاياك ..
حكاياك التي ما زلت كالأطفال أرويها و أغرق في معانيها
و أنسى عندك الدنيا وما فيها ومن فيها ..
فوجهك بهجة الدنيا و أجمل كل ما فيها ..
لأنسى عندكِ الدنيا وما فيها ومن فيها ..
كم اشتقت أيا أمي لغابة حبك الأخضر ..
لزهر الفل و العنبر . لليمون إذا أزهر ..
أنا الطفل الذي علمته أنشودة الكلمات..
تعلم منكِ كل حروفه الأولى بصوتكِ أجمل الأصوات ..
مشى خطواته الأولى على وقع من الأشواق و الهمسات ..
و تنتظرين عودته على الأبواب و الشرفات ..
فمنكِ الكلمة الأولى.. ومنكِ الخطوة الأولى ..
و أنت أميرتي الأولى ..ومدرستي ..وجامعتي..
وبهجة فرحتي الأولى.. وقلبكِ جنتي الأولى..
يناديني فأرسل نحوه شوقي مراسيلا مراسيلا ..
فهاتي منكِ منديلا بعطر الورد مشغولا.. ليمسح كل آلامي..
وتزهر كل أحلامي.. أنيري كل أيامي.. أنيري العمر قنديلا..
فحبكِ مثل نور الشمس لا يحتاج تأويلا ..
على قدميكِ يا أمي تزغرد كل أحلامي..
ويرجع لي بريق العين.. ينطق حبر أقلامي ..
فهاتي منك دعوات تباركني تخلصني من الهم ..
فإني أعشق السكنى على قدميك يا أمي ..
فأذكر أنك الأحلى ..و أذكر أنك الأغلى ..و أذكر أنني إنسان....