السيرة الحلبية
وهو الكتاب المسمى
( إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون)
علي بن برهان الدين الحلبي


رقم الجزء: 1 رقم الصفحة: 229

قيل أهبط آدم وطوله ستون ذراعاً: أي على الصفة التي خلق عليها، وهو المراد بقوله : «خلق الله تعالى آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً» أي أوجده الله تعالى على الهيئة التي خلقه عليها، لم ينتقل في النشأة أحوالاً، بل خلقه كاملاً سوياً من أول ما نفخ فيه الروح، فالضمير في صورته يرجع لآدم، وعلى رجوعه إلى الحق سبحانه وتعالى المراد على صفته: أي حياً عالماً قادراً مريداً متكلماً سميعاً بصيراً مدبراً حكيماً.
وقد يخالف هذا قول ابن خزيمة قوله : «إن الله خلق آدم على صورته» فخرج على سبب، وهو «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يضرب وجه رجل فقال: لا تضربه على وجهه، فإن الله تعالى خلق آدم على صورته» أي صورة هذا الرجل، فهو ينتقل أطواراً. . ولا يخفى أن هذا خلاف الظاهر، ومن ثم عبر بقوله أوجده