“الاسلام انتشر بالسيف” جملة نسمعها كثيرا بدءا من بابا الفاتيكان ونهاية باصغر طفل يلقن كره الاسلام في مدارس الاحد. وهو اتهام لم يستطع اعداء الاسلام اثباته بحقائق تاريخية وانما يستخدمون افتراءات وتأويلات خاطئة لآيات القرآن الكريم لمحاولة اثباته. ومن اعجب ما سمعنا هو ما قاله بابا الفاتيكان ان آية 256 سورة البقرة { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } قد نزلت اثناء فترة ضعف المسلمين في مكة وانها نسخت عندما قويت شوكة المسلمين في المدينة. وما لا يعلمه هذا البابا – الذي من المفترض انه معصوم – ان هذه الآية مدنية ونزلت والمسلمون اعزاء بالاسلام وبعد ان حققوا كثيرا من الانتصارات على اعدائهم. والحمد لله رد كثير من علماء المسلمين على مثل هذه الافتراءات وغيرها. وبالرغم من هذا لا نزال نسمع هذا الافتراء بنفس الاسلوب من كل النصارى وكأنهم ينهلون من نفس وعاء الجهل. وقد ورد ما يلي في تفسير ابن كثير عن هذه الآية واسباب نزولها “{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام, فإنه بيّن واضح, جلي دلائله وبراهينه, لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه, بل من هداه الله للإسلام, وشرح صدره, ونور بصيرته, دخل فيه علي بينة, ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره, فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً, وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الاَية في قوم من الأنصار, وإن كان حكمها عاماً. وقال ابن جرير: حدثنا ابن بشار, حدثنا ابن أبي عدي, عن شعبة, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: كانت المرأة تكون مقلاة, فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده, فلما أجليت بنو النضير, كان فيهم من أبناء الأنصار, فقالوا: لا ندع أبناءنا, فأنزل الله عز وجل {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}”- والمقلاة هي التي لا يعيش لها اولاد. فلو كان الاسلام يكره التاس على اعتناقه؛ لكان اولاد هؤلاء الاتصار اولى ان يكرهوا على العودة لاهلهم وان يجبروا على الاسلام. ان وجود آيات القتال في القرآن يمثل شريعة ودستور المسلمين في حالة نشوب قتال. وهذا يماثل قوانين اي دولة لتحديد اسلوبها ووسائلها في حالة نشوب حرب. وهنا لا يجب ان ننسى ان الاسلام دين ودولة يحكمها شرع الله في القرآن والسنة. ولم ترد آية في القرآن تخض على الاعتداء على غير المعتدين بل على العكس في سورة البقرة آية 190 { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }. وقد طبق المسلمون ذلك ولم يقاتلوا الا من اعتدى عليهم. وانتشر الاسلام في ارجاء الارض بعدما حرر الناس من ظلم الطغاة. ولذلك اتمنى ان يجيبني احد النصارى عن بعض الاسئلة باجابات موثقة: ما هي المعركة التي خاضها المسلمون لاجبار اهل المدينة على الاسلام؟ ما هي المذابح التي ارتكبها المسلمون في حق من يرفض الاسلام وما عدد ضحاياها؟ ما هي الحروب التي خاضها المسلمون لنشر الاسلام في شرق وجنوب شرق آسيا ويوجد بها معظم مسلمي العالم؟ لماذا استمر وجود اصحاب عقائد اخرى في جميع البلاد التي فتحها المسلمون وعلى العكس من ذلك في البلاد التي يستعمرها النصارى؟ ما هو السيف المسلط على الدول الغربية ليكون الاسلام هو اكثر الديانات انتشارا هناك؟ واسئلة اخرى كثيرة… اما النصرانية، فقد نشرها الرومان عنوة بعد ان اصبحت الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية التي كانت تتبع قاعدة “الدين هو دين الملك”. وسنرى في باقي هذا المقال والمقالات القادمة ان شاء الله كيف تعامل الكنيسة مع مخالفيها في المعتقد وكيفية نشر النصرانية بالقوة والقهر. وانا اعترف ان النصرانية لم تنتشر بالسيف ولكنها انتشرت بوسيلة اخرى واكتشفت انها الطريقة المفضلة للنصارى منذ بداية النصرانية وحتى الآن. واطلب من القارئ ان يخمن هذه الطريقة وسأذكرها ان شاء الله في آخر مقال. قبل بداية سرد تاريخ انتشار النصرانية الاسود، احب ان اوضح عدة نقاط: النقطة الاولى هي ان الاحداث المذكورة هي الاحداث التي اشرفت عليها الكنيسة مباشرة ولذلك لا سبيل لانكار مسئولية النصرانية عنها بدعوى انها احداث فردية لا تمثل النصرانية. ثانيا، هذه الاحداث لا تمثل الا امثلة فقط لان تاريخ الكنيسة الاسود لا ينتهي ومستمر حتى الآن ويحتاج مجلدات لا تنتهي لرصده. اخيرا، دوري فقط في هذا السرد هو تجميع وترجمة ابحاث قام بها آخرون وسأسرد كل المراجع لاحقا ان شاء الله.
لنبدأ اولا بسرد بعض اعداد من الكتاب المقدس التي استخدمت في تبرير وحشية الكنيسة مع كل من يخالفها: لوقا 19:27 “اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي” متى 10:34 “لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا” صموئيل الثاني 12:31 “و اخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون. ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم” العدد 31:17 “فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال. وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها” حزقيال 9:5 “و قال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا. لا تشفق اعينكم ولا تعفوا” حزقيال 9:6 “الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك. ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي. فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت” حزقيال 9:7 “و قال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى. اخرجوا. فخرجوا وقتلوا في المدينة” صموئيل الاول 15:3 “فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة. طفلا ورضيعا .بقرا وغنما. جملا وحمار” العدد 31:10 “و احرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار” يشوع 6:21 “و حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف” اشعياء 13:16 “و تحطم اطفالهم امام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم” هوشع 13:16 “تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون. تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ” مزامير” 137:9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة” هذه مجرد امثلة على الاوامر الوحشية للكتاب المقدس والتي لا ترحم احد حتى الاطفال والنساء والشيوخ. واعترف ان الكنيسة نجحت اعلاميا في اخفاء هذه النصوص والتشدق بشعار “المحبة”…
والآن سنرى كيف طبق النصارى هذه النصوص عبر التاريخ:
بداية النصرانية وتعاملها مع اصحاب المعتقدات الاخرى بمجرد ان اصبحت المسيحية الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية عام 315، دمرت العصابات المسيحية الكثير من المعابد الوثنية وقتلوا الكهنة الوثنيين.
بين عام 315 والقرن السادس تم ذبح الكثير من الوثنيين.
اشتهر كثير من القساوسة مثل مارك اريثوسا وسايرل من هليوبوليس بلقب “مدمروا المعابد”.
في عام 356 صدر قرار بان يعاقب بالاعدام كل من يقيم طقوس وثنية. وكان الامبراطور النصراني ثيودوسيوس (408-450) يقوم باعدام الاطفال اذا لعبوا ببقايا التماثيل الوثنية (و هو بذلك – حسب المؤرخون النصارى – فانه “كان ينفذ التعاليم المسيحية بكل دقة…”).
في اوائل القرن الرابع تم اعدام الفيلسوف سوباتروس بناءا على طلب الكنيسة.
في عام 415 مزق جسد الفيلسوفة الشهيرة هيباتيا اربا بشكل هستيري داخل كنيسة في الاسكندرية باستخدام شظايا الزجاج بواسطة عصابة نصرانية برئاسة كاهن نصراني يدعى بيتر.
عندما تتحكم الكنيسة في عام 782 امر الامبراطور كارل شارلمان بقطع رأس 4500 شخص لانهم رفضوا اعتناق المسيحية.
في عام 1234 فرضت الكنيسة ضرائب مجحفة علي الفلاحين في ستيدينج بالمانيا ولم يكونوا قادرين على دفعها، فتم ذبح ما بين 5 آلاف و 11 الف رجل وامرأة وطفل.
في معركة بلجراد عام 1456 تم ذبح 80 الف من الأتراك.
في القرن الخامس عشر في بولندا تم نهب 18 الف قرية باوامر من الكنيسة – عدد الضحايا غير معروف.
في القرنين السادس عشر والسابع عشر، قام الجنود الانجليز بمهاجمة ايرلندا بدعوى تعريفهم بالرب كما وصفوهم “الايرلنديون متوحشون: انهم يعيشون كالوحوش بدون ان يعرفوا الرب او الاخلاق الحسنة. انهم ونسائهم واطفالهم وحيواناتهم سواء”. ولذك امر القائد همفري جلبرت بانه “يجب ان تقطع وتفصل رؤوس هؤلاء الرعاع من اجسادههم وتصبح رأس كل منهم ملقاة بجانبه” واضاف “ان منظر الرؤوس المفصولة يصيب الايرلنديين بالرعب خاصة عندما يروا رؤوس آبائهم واخوانهم واطفالهم واصدقائهم على الارض” وكانت نتيجة هذه المذابح عشرات الآلاف من القتلى الايرلنديين.
من بداية المسيحية وحتى عام 1484 تم قتل الآلاف من السحرة والمشعوذين.
في عصر مطاردة السحرة (1484-1750) تم حرق وشنق بضعة آلاف (حوالى 80 ٪ منهم من النساء).
الحروب الصليبية (1095-1291)
الحملة الأولى: عام 1095 تحت قيادة البابا اربان الثاني.
عام 1096 قتل الآلاف بسيملين وويسلبورج بالمجر.
عام 1096 قتل الآلاف بمنطقة نيكايا وكسيريجوردون التركية.
حتى يناير عام 1098 تم غزو ما مجموعه 40 عاصمة و200 قلعة (عدد القتلى غير معروف).
في يونيو 1096 تم غزو انتيوشيا التركية و وقع ما بين 10 آلاف و 60 الف قتيل. وبعدها بايام قتل 100 الف تركي (رجال ونساء واطفال). وقد علق المؤرخ فولشر على مذابح الصليبيين قائلا “كان النصارى لا يكتفون بايذاء نساء ‘الاعداء’ المختبئات في بيوتهن، بل كانوا يبقرون بطونهن بالرماح”.
عام 1098 قتل الصليبيون الآلاف. وبسبب المجاعة التي اصابتهم كان الصليبيون يأكلون الجثث المنتنة لاعدائهم كما ذكر المؤرخ البرت اكينسيس.
احتلال القدس عام 1099 وكان عدد الضحايا اكثر من 60 الف(مسلمون ويهود ورجال ونساء واطفال). وقد قال احد الشهود العيان: “لقد كانت مجزرة لدرجة ان ارجلنا كانت تغوص في دماء الاعداء ـ يقصد المسلمين ـ الى الكاحل. وبعد ذلك كنا نصرخ في سعادة ونبتهج ونحن نسير الى قبر يسوع المخلص لنمجده ونقدم امتناننا له”.
ولقد كتب اسقف صور وهو شاهد عيان: “كان من المستحيل النظر الى الاعداد الكبيرة من القتلى دون احساس بالرعب. ففي كل مكان تجد اجزاء من اجساد بشرية ممزقة والأرض كلها كانت مغطاة بدماء القتلى. والغريب ان مشهد الجثث مفصولة الرأس والاطراف المبتورة في كل مكان لم يكن هو فقط مصدر الرعب في كل من شاهده، بل المنظر الاكثر اثارة للفزع هو النظرة التي كانت في اعين المنتصرين انفسهم وهم ملطخون ويقطرون دما من الرأس الى القدمين من دماء القتلى الذين قتلوههم مما اصاب هلع كل من التقيت بهم. وفي محيط المعبد فقط كان يوجد حوالي عشرة آلاف قتيل من الكفار ـ يقصد المسلمين”.
ذكر المؤرخ المسيحي ايكهارد “ان الرائحة الكريهة لتحلل جثث القتلى استمرت تعكر هواء فلسطين حتى حلول الصيف التالي” وقد بلغ عدد القتلى مليون قتيل في الحملة الصليبية الاولى فقط.
معركة اسكالون في ديسمبر عام 1099، ذبح 200 الف “باسم سيدنا يسوع المسيح”.
الحملة الصليبية الرابعة في ديسمبر 1204: القسطنطينية دمرت ونهبت. عدد الضحايا غير معروف ولكنه يقدر بآلاف عديدة منهم نصارى.
بقية الحملات الصليبية: حتى فتح عكا 1291 على يد القائد المسلم “الأشرف بن قلاوون” بلغ عدد الضحايا 20 مليون قتيل (في مناطق الاراضي المقدسة والعربية والتركية فقط).
تعامل الكنيسة مع النصارى من عقائد مخالفة ومحاربة الهرطقات في عام 385 قام المسيحيون الاوائل باعدام الاسباني بريسكيليانوس وستة من اتباعه بقطع روؤسهم بعد اتهامهم بالهرطقة في تراير بالمانيا.
البدعة المانوية: قامت جماعة دينية سرية نصرانية باستخدام وسائل لتحديد النسل مما اعتبر مناقضا للايمان الكاثوليكي. ولذلك تم القضاء عليهم في حملات ضخمة في جميع انحاء الامبراطورية الرومانية بين عامي 372 و444 وقد كان عدد الضحايا آلاف عديدة.
البيجنزيانس (اول حملة صليبية تهدف الى ذبح مسيحيين): البيجنزيانس او الكاتار اعتبروا انفسهم مسيحيين حقيقيين ولكنهم لم يقبلوا حكم الكاثوليك والضرائب التي فرضوها ومنعهم لتحديد النسل. وقد بدأت حملة العنف ضدهم في يوليو 1209 بقيادة البابا انوسنت الثالث (و يعتبر اكبر مجرم حرب وابادة وقتل جماعي حتى ظهور النازية). فقد دمر مدينة بيزيرس بفرنسا بمن فيها و ذبح كل سكانها. وقد بلغ عدد الضحايا 20 الى 70 الفا (منهم كاثوليك رفضوا تسليم من اتهموا بالزندقة من الجيران والاصدقاء). ثم لحقهم الآلاف في كاركاسون ومدن اخرى. وبعد 20 عاما من الحرب ابيد جميع الكاتار(ما يوازي نصف سكان اورليان بجنوب فرنسا). وبعد انتهاء الحرب عام 1229 تم انشاء محاكم تفتيش للبحث عن والقضاء على الفارين من الكاتار او من تبقى منهم على قيد الحياة. وقد تم اعدام آخرهم حرقا عام 1324. وقد قدر العدد الاجمالى للضحايا مليون قتيل من الكاتار فقط.
وقد ظهرت هرطقات اخرى كثيرة وتم ابادة معظم اتباع هذه الهرطقات بواسطة الكنيسة ويقدر عددهم بحوالي مائة الف قتيل (لا يشمل مذابح العالم الجديد).
القاضي الاسباني توركيمادا وهو قاضي بمحاكم التفتيش كان مسئولا بمفرده عن اعدام 10220 فرد حرقا.
جون هاس الذي كان معارضا لعصمة البابا وصكوك الغفران تم حرقه في عام 1415.
اعدم البروفيسور هوبمايير حرقا عام 1538 بفيينا.
الراهب الدومينيكي جيوردانو برونو سجن لمدة سبع سنوات ثم حرق بتهمة الهرطقة في روما عام 1600.
سؤال للقارئ: هل اكتشفت الطريقة المفضلة التي اتبعها النصارى لنشر النصرانية ولماذا قلت ان “النصرانية لم تنتشر بالسيف…”؟
سنواصل بمشيئة الله تعالى في هذا المقال سرد الفظائع التي ارتكبتها الكنيسة باسم النصرانية ونشر كلمة الرب. وسنعرف لماذا اتجه الغرب الى العلمانية ورفضوا النصرانية بعد قرون من المعاناة من حكم الكنيسة. وللاسف تم تعميم هذه النظرة على الاسلام ويصروا على فصل الاسلام كدين عن الدولة. وهؤلاء لا يعرفوا العدل والرخاء التي نعمت به الدول تحت الحكم الاسلامي. اود ان اذكر القارئ بقراءة الجزء الاول ان لم يكن قد قرأه بالفعل. وما زال السؤال مطروحا: ما هي الوسيلة المفضلة للقتل لدى النصارى في حروبهم عبر التاريخ وحتى الآن حيث ان السيف لم يكن يكفي لاشباع وحشيتهم؟
الحروب الدينية القرن الخامس عشر: الحروب الصليبية ضد هوسيتس وقد قتل فيها الآلاف.
في عام 1538 اعلن البابا بولس الثالث حربا صليبية ضد انجلترا المرتدة واعلن ان كل الانجليز رقيق وعبيد ملك للكنيسة (و لحسن الحظ لم تتم الحرب فعليا بسبب ضعف البابا).
في عام 1568 امرت محاكم التفتيش الاسبانية بابادة 3 ملايين من المتمردين الهولنديين وكانت هولندا تحت الحكم الاسباني وبالفعل تم قتل الآلاف.
في عام 1572 تم قتل حوالى 20 الف بروتستانتي في فرنسا حتى القرن السابع عشر باوامر من البابا بيوس الخامس عشر وقد تمكن 200 الف من الفرار من القتل.
القرن السابع عشر: ذبح الكاثوليك الزعيم البروتستانتي جاسبار دي كوليجني. وبعد قتله قاموا بالتمثيل بجثته: قطعوا رأسه ويديه واعضاءه التناسلية… ثم القوا به الى النهر… ولكن، قرروا انه لا يستحق ان يكون غذاء للسمك ولذلك انتشلوه ثانية وسحلوا ما تبقى منه… وتركوه في الخلاء لتنهشه الطيور الكاسرة والحيوانات المتوحشة.
القرن السابع عشر: نهب الكاثوليك وسطوا على مدينة ماجدبرج بالمانيا و قتلوا 30 الفبروتستانتي تقريبا. وقد ذكر الشاعر فريدريش شيلر “في كنيسة واحدة تم العثور على خمسين امرأة مفصولة الرأس بينما اطفالهن ما زالوا يرضعون منهن“.
القرن السابع عشر قامت حرب بين الكاثوليك والبروتستانت استمرت ثلاثون عاما و قتل خلالها 40% من السكان على الاقل معظمهم في المانيا.
اليهود في القرنين الرابع والخامس احرق المسيحيون معابد اليهود و قتلوا منهم اعداد لا تحصى.
في منتصف القرن الرابع تم تدمير اول معبد يهودي بامر الاسقف ينوكنتيوس بدرتونا في شمال ايطاليا.
احرق معبد يهودي كان بالقرب من نهر الفرات بامر الاسقف كالينيكون في سنة 388.
في عام 694 اتخذ مجلس توليدو قرارا باستعباد اليهود ومصادرة ممتلكاتهم و اجبارهم على تنصير اطفالهم وتعميدهم بالقوة.
امر اسقف ليموج بفرنسا في عام 1010 بقتل او نفي اليهود الذين لا يعتنقون المسيحية.
الحملة الصليبية الأولى عام 1096: تم ذبح الآلاف من اليهود قدر عددهم الاجمالي 12 الف يهودي في انحاء متفرقة من اوروبا خاصة المانيا.
الحملة الصليبية الثانية عام 1147: تم قتل المئات من اليهود في انحاء متفرقة من فرنسا.
الحملة الصليبية الثالثة عام 1189: تم نهب وتدمير ممتلكات اليهود بانجلترا.
مدينة فولدا بالمانيا عام 1235: قتل 34 يهودي (رجال ونساء).
بين عامي 1257 و1267 تم ابادة اليهود في لندن وكمبريدج واماكن اخرى كثيرة في انجلترا.
في بوهيميا ببولندا عام 1290: قتل 10 آلاف يهودي.
عام 1337 بدأت حالة هوس بقتل اليهود في مدينة ديجندورف بالمانيا ثم امتدت الى 51 مدينة في بافاريا والنمسا وبولندا.
عام 1348 احرق جميع يهود بازل بسويسرا وستراسبورج بفرنسا (الاجمالي الفين يهودي).
عام 1349 قتل جميع اليهود فى اكثر من 350 مدينة المانيةمعظمهم احرقوا احياء (في هذا العام فقط قتل من اليهود أكثر مما قتل من النصارى في مائتي عام من الاضطهاد الروماني للنصارى).
عام 1389 ذبح 3 آلاف يهودي في مدينة براغ.
عام 1391 تم قتل يهود اشبيلية بقيادة المطران مارتينيز (4 آلاف قتلوا وتم بيع 25 الف كعبيد). وكان تحديد اليهودي سهل جدا لانهم ارغموا على ارتداء علامة ذات الوان مميزة تسمى “شارة العار” وكان يجبر اي يهودي فوق العاشرة على ارتدائها.
عام 1492: العام الذي بدأ فيه كولومبوس رحلته لغزو العالم الجديد تم فيه نفي أكثر من 150 الف يهودي من اسبانيا ومات الكثير منهم في الطريق اثناء الرحلة.
عام 1648 مذابح تشميلنيتسكي في بولندا: في هذه المجازرقتل حوالي 200 الف يهودي.
ابادة الشعوب والسكان الاصليين بدأ كولومبوس (و كان تاجر للعبيد ثم لقب بالصليبي المقدس بعد ذلك) بغزو العالم الجديد. وكالعادة اتخذت حجة نشر النصرانية كذريعة لغزو العالم الجديد.
في غضون ساعات من وصوله ودخوله لاول جزيرة وجدها مأهولة بالسكان في البحر الكاريبي، قام كولومبوس باحتجاز ستة اشخاص من السكان الاصليين ثم قال : “هؤلاء سيكونون خدم جيدين… ويمكن بسهولة ان نجعلهم نصارى لأنه يبدو لي انهم لا ينتمون الى اى دين” ثم اضاف “هؤلاء سيوفروا لنا عبيدا بأي عدد نريد”.
كان كولومبوس يقوم ببناء صليب على كل جزيرة تطأها اقدامه لاعلان ملكيتها للكاثوليك الاسبان متجاهلا السكان الاصليين. وفي حالة ما اذا رفض الهنود الحمر او تأخروا في الاستسلام، كان يتم ابلاغهم بالتالى: “نؤكد لكم ـ بمشيئة الرب ـ اننا سندخل وطنكم بالقوة وسنعلن عليكم الحرب… وسنفرض عليكم الطاعة والعبودية للكنيسة… وسنقوم باستخدام جميع طرق التعذيب التي في استطاعتنا لمن يعصى ويرفض الرب ويحاول مقاومته ومعارضته”
مات ثلثي السكان الاصليين نتيجة الاصابة بمرض الجدرى الذي نقله لهم المستعمرون وذلك قبل ان يبدأوا العنف ضدهم. وكانت هذه الوفيات مؤشر عظيم على “روعة وطيبة الرب” من وجهة نظر المسيحيين. وقد صرح حاكم مستعمرة ماساشوستس في 1634 “لقد قارب السكان الاصليون على الفناء وتقريبا ماتوا جميعا نتيجة لمرض الجدري وبذلك ازاح الرب كل العقبات امام الاستيلاء على الارض”.
كان سكان جزيرة هسبانيولا الاصليين مسالمين ويعيشون في سعادة على جزيرة غنية بمواردها الطبيعية وكانوا يعتبرونها جنة. وما ان دخلها كولومبوس، كان السكان يبكون حدادا على 50 الف قتيل قتلهم الغزاة.
الناجون من الهنود الحمر وقعوا كانوا ضحية الاغتصاب والقتل والاسترقاق والهجمات الاسبانية.
وقد قال احد شهود العيان “عدد من قتل من الهنود الحمر لا يحصى. لقد كانت جثث القتلى في كل مكان وكانت رائحة الجثث المنتنة فظيعة ومقززة وتملأ كل مكان”.
فر الزعيم الهندي الاحمر هاتوي مع قومه ولكن تم القبض عليه بعد ذلك و تم حرقه حيا. واثناء محاكمته تمهيدا لاعدامه حثه راهب فرنسيسكاني على قبول يسوع بقلبه حتى تذهب روحه إلى الملكوت او الجنة ولا تهبط الى الجحيم. فاجابه الزعيم هاتوي “اذا كان الملكوت هو المكان الذي يذهب له النصارى، فانا افضل الذهاب للجحيم”.
وصف شاهد عيان: “لقد وجد الاسبان متعة في ابتكار كل انواع البطش والتعذيب الغريبة. فقد نصبوا مشانق يكفي طولها ان تمس اصابع القدم الارض فقط فلا يموت المشنوق خنقا بل يعذب على المشنقة. وكانوا يعلقون على المشانق ثلاثة عشر شخصا في وقت واحد تكريما ليسوع المخلص وتلاميذه الاثني عشر… وبعد ذلك كانوا يلفون اجسادهم الممزقة بالتعذيب بالقش ثم يحرقونهم احياءا” واضاف شاهد العيان “كان الاسبان يقطعون ايدي البعض، والبعض الآخر كانت تقطع ارجلهم او افخاذههم، والبعض الآخر كانت تقطع رؤوسهم بضربة واحدة. كانوا كالجزارين الذين يقطعوا اللحم في الاسواق ولقد قتلوا بهذه الطريقة الوحشية 600 فرد. ولقد امر فاسكو ان تنهش الكلاب اربعين شخصا وتقطع اجسادهم اربا”.
كان عدد سكان الجزيرة حوالى ثمانية ملايين نسمة وقت وصول كولومبس في عام 1492. و تراجع عددهم بنسبة الثلث ثم النصف قبل نهاية عام 1496. وبمرور الوقت انقرض سكان الجزيرة الاصليين مما اضطر الاسبان الى جلب عبيد من جزر الكاريبي الاخرى التى واجهت نفس المصير. وبذلك تم تصفية الملايين من سكان جزر الكاريبي الاصليين في اقل من ربع قرن. اي انه في سنوات اقل بكثير من متوسط حياة عمر شخص عادي، تم القضاء نهائيا على ثقافة ملايين من البشر الذين انقرضوا بعد ان عاشوا لآلاف السنين على ارضهم.
بعد ذلك ركز الاسبان على المكسيك وامريكا الوسطى. وابتدأت عمليات الذبح والقتل بمدينة تينوشتيتلن (مكسيكو سيتي حاليا).
كورتيز بيزارو دى سوتو ومئات من الغزاة الاسبان اقتحموا ونهبوا ارض وحضارة امريكا الجنوبية والوسطى باسم المسيح (دي سوتو هو من استولى على فلوريدا).
بانتهاء القرن السادس عشر، هاجر 200 الف اسباني الى الامريكتين. وعندئذ كان قد بلغ اجمالي عدد الضحايا من السكان الاصليين 60 مليون قتيل.
ما زلنا نواصل سرد بعض الاحداث البشعة التي قامت بها الكنيسة على مر العصور وكيف انتشرت النصرانية بالقتل والذبح والتشريد. وفي هذا الجزء سرد لبعض احداث من تاريخ الولايات المتحدة الاسود وكيف اباد اجداد دعاة الحرية والديمقراطية ملايين من سكان البلاد الاصليين ولم يتبقى منهم الآن الا اعداد قليلة تعيش في ما يشبه محميات يزورها باقي الامريكيين ليشاهدوا هذا الكائن المنقرض.
التاريخ المشرف للولايات المتحدة الامريكية بالرغم من ان قدرة المستعمرين على مواجهة الظروف المناخية السيئة الا بمساعدة السكان الاصليين من الهنود الحمر، الا انهم شرعوا في طردهم وابادتهم. وكان المستعمرون يرون ان الحروب مع الهنود سهلة مقارنة بالمجازر التي تعودوا عليها في حروبهم باوروبا وذلك لان الهنود الحمر بطبيعتهم مسالمون.
تعاطف بعض الانجليز مع الهنود الحمر، فامر الحاكم توماس دايل ان تتم ملاحقتهم واعدامهم. و كان بعضهم يشنق والبعض للآخر يحرق وآخرون تكسر عظامهم احياء ومجموعة تعدم رميا بالرصاص. وتم الاعلان ان “هذا سيكون مصير كل من يتعاطف مع الهنود”.
عندما اتهم رجل انجليزي احد الهنود بسرقة كوب وعدم ردها، رد الانجليز بحرق كل قبيلته.
في المنطقة التي تعرف الآن بماساشوستس ارتكب المستعمرون ابادة جماعية للهنود الحمر. والغريب ان هؤلاء القتلة كانوا لاجئين بروتستانت فارين من الاضطهاد الكاثوليكي في وطنهم الام انجلترا.
عندما وجد احد المستعمرين مقتولا وبدا ان القاتل كان هندي احمر، ارد المستعمرون البروتستانت الانتقام بالرغم من توسلات زعيم الهنود لهم وبرغم ذلك هاجموهم. ويبدوا انهم فقدوا صوابهم حيث هاجموا وحرقوا قبيلة اخري غير قبيلة القاتل وكانت هذه القبيلة ترحب بهم لانها كانت على عداء مع قبيلة القاتل.و لهذا “ان الرب يسره قتل اعدائنا في الاماكن التي تقاوم تقدمنا ويورثنا الرب ارضهم” كما جاء في سفر التثنية العدد 20-16 “واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما”.
وقد ذكر احد مساعدي القائد مانسون ومرافقه الدائم “كم كان منظر الدم المقزز في كل مكان رائعا في اعين جنودنا” واضاف “الكتاب المقدس ذكر احيانا ان النساء والاطفال يجب قتلهم مع آبائهم”.
كان يتم احيانا قتل الهنود الحمر بدس السم لهم عمدا وبطريقة منظمة. وقد كان لدي المستعمرين كلابا مدربة تدريبا خاصا على قتل الهنود الحمر وافتراس الاطفال وامهاتهم ترضعهم وقد وصف احد المستعمرين ذلك قائلا “كانت كلاب الصيد تجلبهم وكلاب اخرى مفترسة تجهز عليهم” (وقد استلهم ذلك من الاساليب الاسبانيه في التعذيب). واستمرت هذه الاساليب متبعة حتى تمت ابادة كثير من القبائل.
البقية الباقية من الهنود الحمر كان يتم اتخاذهم عبيدا. وقد كتب احد القساوسة للحاكم يطلب منه حصته في الاسرى وحدد المواصفات قائلا “امرأة او بنت صغيرة وصبي ويكونوا جيدين”.
واجهت كل قبائل الهنود الحمر نفس المصير: اما القتل او العبودية.
وكان تعليق الكنيسة على هذه الابادة هو “هذه مشيئة الرب التي تجعلنا نقول: يا لعظمة نعمة الرب! وما اعظم جماله! ان الرب يسوع يجعلهم ينحنوا امامه ويلعقوا تراب الارض ذلا”.
كعادة النصارى، الكذب وانتهاك المعاهدات مباح: فقد كانت توقع معاهدات السلام مع وجود نية مبيتة لانتهاكها. فعندما شعر الهنود الحمر بالامان بعد توقيع معاهدة سلام، اتخذ مجلس ولاية فرجينيا قرارا بالهجوم عليهم قائلا “سنملك عنصر المفاجأة ونقطع دابر الهنود” ففي عام 1624 هاجم ستون رجل انجليزي مدجج بالسلاح على الهنود و قتلوا 8 آلاف هندي اعزل من السلاح وكان من القتلى رجال ونساء واطفال. وفي احدى المذابح في حرب الملك فيليب في عامي 1675 و1676 تم قتل 600 هندي احمر. وقد علق على هذه المذبحة كوتون ماثير راعي كنيسة بوسطن قائلا “كانت المذبحة اشبه بحفلة للشواء” في تعبير عن سعادته بها.
الخلاصة: قبل وصول المستعمرون الانجليز الى نيو همبشاير وفيرمونت كان عدد الهنود الحمر من قبيلة ابيناكي حوالي 12 الف. وبعد ربع قرن فقط لم يتبقى منهم احياء الا 250 فقط اي تم القضاء على 98%منهم. اما قبيلة بوكومتوك فكان عدد افرادها 44 الف على الاقل وانخفض عددهم الى 920 فقط في خلال خمسين عاما فقط اي تم القضاء على 95%منهم. بينما كان يبلغ عدد افراد قبيلة كيريبي – اونكاشوج 30 الف وانخفض عددهم الى 1500 فقط في خلال خمسين عاما فقط اي تم القضاء على 95%منهم. اما عدد افراد قبيلة ماساشوستس فقد كان 44 الف وانخفض عددهم الى 6 آلاف فقط في خلال خمسين عاما فقط اي تم القضاء على 81% منهم. وهذه فقط مجرد امثلة قليلة لبعض القبائل التي كانت تعيش هناك قبل ان تطأ اقدام المستعمرين النصارى ارض العالم الجديد. وهذه الارقام قبل انتشار وباء الجدري عامي 1677 و1678 وايضا استمرار المجازر. كل ما سبق لم يكن سوى بداية الاستعمار الأوروبي الفعلى وبداية عصر التوسع. في الفترة من 1500 الى 1900 تم القضاء على اكثر من 150 مليون من الهنود الحمر في الامريكيتين: مات منهم الثلثين نتيجة الاصابة بالجدري واوبئة اخرى نقلها لهم المستعمر. اما الـ 50 مليون الباقين فقد قتلوا نتيجة اعمال العنف وسوء المعاملة والرق. والمثير للعجب ان هذه الافعال لا تزال مستمرة حتى اليوم في كثير من البلدان مثل البرازيل وجواتيمالا.
أحداث اخرى مشرفة في تاريخ الولايات المتحدة في عام 1703 قدم القس سولومون ستودارد – وهو من اكبر القساوسة والزعماء الدينيين في نيو انجلاند – طلبا رسميا لحاكم ماساشوستس ان يقدم للمستعمرين الدعم المادي الكافي لشراء اعداد كبيرة من الكلاب وتدريبها على مطاردة واصطياد الهنود الحمر.
مذبحة ساند كريك بكلورادوا في نوفمبر عام 1864: قاد العقيد جون شيفنجتون – الذي كان قسا بالكنيسة ايضا – مذبحة على احدى قبائل الهنود قتل فيها 600 معظمهم من النساء والاطفال. وقد تم اطلاق النار عليهم بالرغم من استسلامهم ورفع قائدهم للراية البيضاء. وروى احد شهود العيان ان حوالي 30 او 40 امرأة من القبيلة اجتمعن واختبأن في حفرة لحماية انفسهن. ثم ارسلوا طفلة صغيرة تبلغ من العمر ست سنوات تحمل الراية البيضاء على عصا اعلانا للاستسلام. وما ان خطت الطفلة عدة خطوات حتى اطلقوا عليها النار وقتلوها. ثم اتجهوا الى النساء وقتلوهن جميعا.
في ستينات القرن التاسع عشر كتب القس والمنصر روفوس اندرسون في تقريره عن مجازر ارتكبت بجزر هاواي “لقد انخفض عدد السكان الاصليين بنسبة 90% او اكثر” ورفض ان يطلق على هذا مأساة قائلا “ان موت هؤلاء لشيئ طبيعي: انه يماثل بتر عضو مريض من اعضاء الجسد”.
في هذا الجزء ـ وهو الرابع والاخير ـ سرد لبعض فظائع النصرانية خلال العصر الحديث. ولن اقوم بسرد فظائع الاستعمار الاوروبي واحداث اخرى مروعة على مدار قرون لانني – كما ذكرت من قبل – ملتزم بعرض الاحداث التي شاركت فيها الكنيسة وحرضت عليها بشكل مباشر حتى لا يعترض معترض ويقول انها افعال فردية لا تعبر عن النصرانية. وبالرغم من ذلك لم يكن للكنيسة اي اعتراض على هذه الافعال بل على العكس كانت ترسل المنصرين لينتهزوا فرصة الدمار والجوع لنشر النصرانية على البقية الباقية من الشعوب المدمرة.
جرائم الكنيسة في القرن العشرين معسكرات الاباده الكاثوليكية قد تكون مفاجأة للبعض ان يعرف ان معسكرات الاباده النازية في الحرب العالمية الثانية ليست بأي حال الوحيدة في اوروبا في ذلك الوقت. ففي كرواتيا خلال العامين 1942-1943 كانت هناك العديد من معسكرات الابادة التي كان تديرها جماعات كاثوليكية بقيادة الدكتاتور انتي بافيلي وهو كاثوليكي متدين وكان على علاقة وطيدة بالبابا آنذاك ودائم الزيارة له بانتظام. وكانت هناك من ضمن هذه المعسكرات معسكرات للأطفال فقط. وكان افظع هذا المعتقلات هو معتقل بقيادة راهب صربي فرنسيسكاني متدين من صربيا وقد قتل فيه اعداد كبيرة من اليهود. ومثل النازيين، كان الكاثوليك يحرقون ضحاياهم احياء في افران وهم بذلك ابشع من النازيين الذين كانوا على الاقل يقتلون ضحاياهم بالغاز قبل حرقهم. وكان كثيرا من الضحايا يطعن او يذبح او يقتل رميا بالرصاص. وقد كان الكثير من القتلة من الرهبان الفرنسيسكان. وقد بلغ عدد القتلى ما بين 300 الف و 600 الف قتيل وهو عدد ضخم مقارنة بصغر حجم كرواتيا. ولفظاعة ما يحدث في هذه المعسكرات انتقدها بعض النازيين المقربين لهتلر. وقد كان بابا الفاتيكان على علم بكل ما يحدث من فظائع ولم يقم بأي محاولة لمنعها.
الارهاب الكاثوليكي في فيتنام في عام 1954 تمكن الفيتناميون من هزيمة فرنسا الاستعمارية والحكومة الموالية لها في فيتنام الشمالية والتي كانت تدعمها الولايات المتحدة. وبالرغم من اعلان المنتصرون الفتناميون وتأكيدهم على الحرية الدينية لجميع المواطنين (اغلبية بوذية والباقي كاثوليك)، قامت حملات اعلامية ضدهم مما ادى لفرار الكثير من الكاثوليك للجنوب وكانت هذه الحملات بمساعدة جماعات الضغط (اللوبي) الكاثوليكي في واشنطن وكذلك الكاردينال سبيلمان المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان في الولايات المتحدة ايضا (فيما بعد اطلق هذا الكاردينال على القوات الامريكية في فيتنام لقب “جنود المسيح”). وقد منع هذا المخطط اقامة انتخابات ديمقراطية في فيتنام مما قد يأتي بالشيوعيين للسلطة في فيتنام الجنوبية ثم نصبوا كاثوليكي متعصب رئيسا لفيتنام الجنوبية. وقد اعتبر هذا الرئيس ان المساعدات الامريكية يجب ان تعطى للكاثوليك فقط. ولذلك كان على البوذيين شراء طعام المساعدات في حين انه كان يعطى للكاثوليك مجانا. ولمحاربة الشيوعية، كان يتم اعتقال الآلاف من المتظاهرين والرهبان البوذيين وحبسهم في معسكرات اعتقال. واحتجاجا على ذلك قام العشرات من المعلمين البوذيين من الذكور والاناث وكذلك الرهبان بسكب البنزين على انفسهم واحرقوا انفسهم. ومن هنا ظهرت مقولة “ان البوذيين بحرقون انفسهم؛ بينما النصارى يحرقون الآخرين”. وبمرور الوقت تحولت معسكرات الاعتقال المليئة عن آخرها الى معسكرات موت. ففي الفترة ما بين عامي 1955 و1960 جرح على الاقل 24 الفا (معظمهم اثناء المظاهرات) و اعدم حوالي 80 الف شخص واعتقل وعذب 275 الف آخرين وارسل نصف مليون شخص الى معسكرات الاعتقال. ولمساندة مثل هذه الحكومة قتل آلاف من الجنود الامريكيين في فييتنام.
الصورة التي افزعت العالم وعجلت بانهاء حرب فيتنام: الطفلة كيم فوك فان تجري عارية هي واطفال آخرين وقد اصابهم الرعب بعد هجوم القوات الامريكية على قريتهم بالنابالم. وقد نجت من الموت بعد التخلص من ملابسها المحترقة.
المذابح والتطهير العرقي في البوسنة والهرسك في خلال ايام معدودة من شهر يوليو عام 1995 تم قتل 8 آلاف مسلم بواسطة الصرب في ما يعرف بمذبحة سربرنيتشا وهذا تم بمباركة الكنيسة الصربية الارثوذكسية. والفيديو التالي يصور مباركة قساوسة لجنود صرب قبل ارتكابهم للمذبحة
(تحذير: الفيديو يحتوي مشاهد دموية لا تناسب كل مشاهد)
وقد قتل من المدنيين البوسنيين فقط حوالي 38 الف مسلم هذا بجانب عمليات الاغتصاب الجماعي التي تعاني منها كثيرات من نساء البوسنة حتى الآن.
دفن الضحايا المدنيين في البوسنة
مذابح رواندا في عام 1994 استيقظ العالم على مذابح مروعة في رواندا بلغ عدد ضحاياها 800 الف قتيل من الهوتو والتوتسي. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون ان كثير من المتهمين بالاشراف على والقيام بهذه المجازر هم قساوسة وراهبات انجيليين وكاثوليك. وقد انكرت الكنيسة الكاثوليكية في بادئ الامر ضلوع قساوستها في تلك المذابح الا انها اعترفت بذلك مؤخرا بعد توجيه اتهامات للعديد منهم واصدار احكام ضد بعضهم. فعلى سبيل المثال قام احد القساوسة الكاثوليك في كنيسة العائلة المقدسة بالعاصمة الرواندية كيجالي بالاشتراك في قتل اعداد ضخمة من التوتسي على مدار شهور قليلة. فقد شوهد وهو يرافق ميليشيات الهوتو مرتديا لزيه الكهنوتي وهو يحمل بندقية مشاركا في المذابح. وقام ايضا بذبح كثير من التوتسي الذين حاولوا الاحتماء بكنيسته ظنا منهم انها ملجأ آمن. وقد حدثت مذابح مماثلة للآجئين في جميع كنائس رواندا حيث قتل الاطفال والنساء وكبار السن بوحشية على يد قساوسة وذلك كله باسم الصليب. وقد ذكر شهود عيان ان رجال الدين المسيحي كانوا يدعون توفير ملاذ آمن للتوتسي ثم يسلمونهم لميليشيات الهوتو ليقوموا بقتلهم. وشارك في هذه الاحداث البشعة راهبتان هربتا الى بلجيكا واقامتا بدير هناك لمحاولة الهروب من الملاحقة القضائية. وقد روى احد شهود العيان ان واحدة منهن ارشدت ميليشيات الهوتو الى الالآف من التوتسي الذين كانوا يختبئون في الدير الذي تقطن فيه الراهبة بحثا عن مكان آمن. وكان يتم اخراج اللآجئين بالقوة من داخل الدير و كان يتم قتلهم في وجودالراهبة امام بوابة الدير. اما الاخرى فقد كانت تشارك ميليشيات الهوتو فعليا في عمليات القتل. وذكر شهود عيان ان هذه الراهبة شاهدت عمليات ذبح بدم بارد وبدون ابداء اي رد فعل. بل انها متهمة بشراء البنزين المستخدم في اضرام النار وحرق الضحايا احياء. وقد تم مؤخرا الحكم على بعض الراهبات ورجال الدين المسيحي لضلوعهم بتلك المذابح ومازالت المحاكمات مستمرة حتى اليوم…
حروب بوش الصليبية الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ينتمي لليمين الامريكي المتطرف الذي يستنبط سياسته من النصرانية الصهيونية التي تؤمن بوجوب رجوع اليهود لارض الميعاد لعودة المسيح. وصرح بوش في عدة حوارات انه يتلقى وحي من الله وانه اختير لتنفيذ مهمة حرب الشر في العالم. ولا نتعجب من هذه التصريحات اذا عرفنا ان ملهم بوش الروحي هو المنصر الشهير بيل جراهام الذي يؤمن بالمبادئ الصهيونية وان اقرب المقربين الشخصيين لبوش هو القس المتعصب بات روبرتسون الذي صرح في عدة مرات بتصريحات بشعة في حق الاسلام والمسلمين ويشجع على قتل كل من يقف في طريق الولايات المتحدة ومشروعها الصهيوني.
و قد صرح بوش في احدى التصريحات الصحفية ان حروبه في العالم الاسلامي بحجة محاربة الارهاب ما هي الا حروب صليبية.
http://www.dailymotion.com/video/x1g...%8A%D8%A9_news وقد نتج عن السياسات الامريكية موت حوالى 2 مليون عراقي في الحصار الذي استمر لسنوات وقتل حتي الآن في العراق حوالي 655 الف مدني عراقي منذ بداية الحرب. وقد ظهرت الفظائع الامريكية في تعذيب وقتل المساجين في سجن ابو غريب والمذابح في انحاء العراق والفلوجة.
و قد ظهرت بعض ملامح الوحشية الامريكية في وقائع عديدة مثل القتل بدم بارد لمصابين عراقيين داخل احد مساجد الفلوجة وظهر فيها الجنود الامريكيون وهم يسخرون من الجرحى قبل رميهم بالرصاص كما نرى في الفيديو التالي.
كما رأينا، النصرانية لم تترك فرصة منذ نشأتها وحتى الآن لاراقة الدماء وذبح وقتل كل مخالف في العقيدة. واصرح الآن بسبب تسميتي للمقالات بـ “نعم، النصرانية لم تنتشر بالسيف…” لان النصارى فضلوا الحرق على مر العصور بدءا بحرق الناس احياء مرورا بالديناميت والنابالم والقنابل النووية ونهاية بالقنابل الذكية والعنقودية وما زال عقل النصارى يبتكر الاسلحة المختلفة ويتفنن في احراق البشر…
المفضلات