هل دعا نوحٌ قومَه ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا؟!
مِنَ الاعتراضاتِ التي قالَها أحدُهم أنّ القرآنَ أخبرَ أنّ نوحًا النبيَّ عاشَ في قومِه، ودعاهم لعبادةِ اللهِ ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا فهل هذا يُعقلُ، إنسانٌ يعيشُ هذه المدّةَ مِنَ الزمنِ؟!
اعتمدوا على قولُه : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ(14) (العنكبوت).
الردُّ على الشبهةُ
أولًا: إنّ الذي يظهرُ لي أنّ المعترضَ لم يقرأْ كتابَه المقدّسِ جيّدًا، لذا آتيه أنا بالنصِّ مِنَ الكتابِ المقدّسِ الذي يُؤمنُ به؛ ليُؤكّدَ جهلَه...
جاءَ في سفرِ التكوينِ إصحاح 9 عدد 28 " وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. 29فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ".
واتسآءلُ: هل بعد هذا النصُّ مِن حقِّه أنْ يعترضَ على ما أدّعى جهلًا وكذبًا...؟!
ثانيًا: إنّ الكتابَ المقدّسِ أظهرَ لنا تناقضًا قوّيًا كما يلي:
نصُّ يقولُ: إنّ عمرَ نوحٍ تسعَ مئةٍ وخمسين سنّةً كما تقدّم معنا.
ونصُّ آخَرُ يقولُ: إنّ عمرَ الإنسانِ لا يزيدُ عن مئةٍ وعشرين سنةً، وذلك في سفرِ التكوينِ إصحاح 6 عدد 3 "فَقَالَ الرَّبُّ: "لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً".
نلحظُ مِنَ النصُّ الأخيرِ الذي فيه إنّ عمرَ الإنسانِ لا يزيد عن مئةٍ وعشرين سنةً يسبقُ النصَّ الأوّلِ الذي فيه أنّ عمرَ نوحٍ 950 سنةً...
واتسآءلُ: أليس هذا تناقضًا واضحًا يدعو المعترضَ إلى التفكّرِ فيه، والاشتغالِ به لحلِه وفهمِه...؟!
كتبه أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الاديان
المفضلات