رد شبهة : نبيٌّ يشتهي طفلةً فوق الفطيم !

قالوا : وصل الأمرُ برسولِ المسلمين أنه أشتهى طفلةً فوق الْفَطِيمِ ، وأراد أن يتزوجها ! فهل هذا الفعل من أخلاق النبوة ؟!

الحديث في مسند أحمد باقي مسند الأنصار حديث أم الفضل بن عباس 25636 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ - مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r رَأَى أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ عَبَّاسٍ وَهِيَ فَوْقَ الْفَطِيمِ قَالَتْ فَقَالَ :" لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ لَأَتَزَوَّجَنَّهَا ".

الرد على الشبهة

أولًا: إن هذه الرواية ضعيفة الإسناد كما قال المحققون فيما يلي:

1- قال الشيخُ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على هذا الحديثِ في مسندِ أحمدَ: إسناده ضعيف ؛ حسين بن عبد الله وهو ابن عبيد الله بن عباس – ضعيف .

2- قال الشيخُ حسين سليم أسد في تخريجه لمسندِ أبي يعلى حديث برقم 7075 إسناده ضعيف جدًا .


ثانيًا : إنني افترض صحةَ الرواية وأقول : إن القارئ للحديث قراءة متأنية لن يجد فيه ما افتراه المعترضون على رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ! ولن يجد أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –اشتهى رضيعةً كما زعموا ! بدليل أنه تكلم عن زواجٍ بها حال البلوغ يعني: بعد (عشرة أو خمس عشرة سنة) مثلًا.

وإنما قال ذلك تكرمةً للعباس ، وعليه فإن هذا الافتراء ليست من الحديث الذي بين أيدنا ؛ وإنما هو من بنات أفكارهم العفنة التي تريد الطعن في هذا الرسول المكرم ؛ فالنبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تزوج بنت الصديق ، وبنت الفاروق ليقربهم منه أكثر ، والعباس كان له مكانة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فأراد النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يقربه منه أكثر بتلك الكلمات لا أكثر.
فقَالَ النبيُّ r : " لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ لَأَتَزَوَّجَنَّهَا ".

إذًا : لم يشتهيها وهي فوق الْفَطِيمِ كما قالوا ، ولكن لو بلغت وأصبحت امرأة كاملة النضج والرسول r حي لتزوجها ، وبالتالي لا يوجد أدني شبهة في ذلك؛ بل هذا دليل علي حبِ النبيِّ r للعباس ؛ حتى يُعلِمَه مكانتَه عنده ، وفيه أيضًا دليل على أن النبيَّ لم يتزوج من عائشةَ وهي طفلة كما زعموا فحاشاه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يتزوج من طفلة؛ فالرواية التي معنا تتحدث عن حالِ بلوغِ بنت العباس ،هذا على فرضِ صحتِها ، فالرواية لا تصح البتة كما تقدم معنا.

ثالثًا: إن الكتابَ المقدس نسب لنبيِّ اللهِ موسى - عليه السلام- أنه أمر أتباعه أن يقتلوا كل ذكرٍ من الأطفالِ، وكل امرأةٍ عرفت رجلاً وضاجعته....إلا الأطفال من النساءِ ... وذلك بعد أن يأخذوا السبيَّ....

جاء ذلك في سفرِ العدد إصحاح 31عدد 17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ.

قلتُ: إن هناك أسئلة تفرض نفسها علينا بعد قراءةِ هذا النص: 18:31 لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ ! هي :

1- لماذا أبقى موسى - عليه السلام - لهم جميع الأطفال من النساءِ اللواتي لم يعرفن مُضَاجَعَةَ ذَكَر حَيَّاتٍ لهم بعد سبيهن.... ؟!

2- ماذا يفعل جيشٌ من الرجال بأطفال من البنات اللواتي وقعن في السبي .... ؟!

3- أسألهم كسؤالهم : هل هذا الفعل من أخلاقِ النبوةِ ....؟!

4- هلّا طعنوا في ذلك النص كما طعنوا في حديثِ أُشكل عليهم فهمه ، ولا نؤمن بما جاء فيه.....؟!

كتبه / أكرم حسن مرسي
نقلًا عن كتابي/ رد السهام عن خير الأنام محمد -عليه السلام-