حتمية التجسد

لقد صدع المسيحيون رؤوسنا وهم يتحدثون عن التجسد وعن حتمية التجسد
أي أن الله تجسد في صورة إنسان أي أنه تأنس
· وظهر باسم يسوع
· وذلك كي يفتدينا من خطيئة آدم بموته على الصليب
· ويعيبون علينا عدم الإيمان بذلك التجسد المزعوم مدعين أنه
·
- إذا ما كان الإله قادراً على فعل كل شيء فإنه من الممكن أن يصبح رجلاً أيضا ،
حيث أن إمكانيّة التجسد تندرج تحت نطاق

"
ان اللَّهَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
وزاعمين أن هذا المنطق لا غبار عليه ولا تشوبه شائبة

فهل هذا المنطق أي منطق التجسد يتفق مع القدرة الإلهية التي تحدثت عنها الآية الكريمة ؟

أقول وبالله التوفيق
ان الآية الكريمة التي يحتجون بها صحيحة ومحكمة بكل تأكيد
ولكن الاستدلال بها على التجسد تشوبه كل الشوائب
لأن القدرة حسب ذلك المفهوم هي قدرة عامة ومطلقة
أي أن القدرة الإلهية تعني فعل كل شيء مهما بلغ من العظمة ومهما دنى من النقائص
وهذا استدلال خاطئ ومعتقد باطل
فالآية الكريمة التي تتحدث عن القدرة
تقيدها آيات الصفات التي تتحدث عن جلال الله وعظمته
وعلى رأسها هذه الآيات :
(
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
(
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )
(
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
(
وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
·
وقبل الخوض في الحديث عن تقييد القدرة أرغب في وضع هذا المثال الذي يفيد تقييد العام
نقرأ هذه الآية التي تحدثت عن الريح التي أهلك الله بها قوم عاد فيقول :
(
تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ )
فهذه الريح
لم تدمر كل شيء كما صرحت الآية الكريمة
فقد بقيت الأرض ولم تدمر بالرغم من مرور الرياح عليها
وكذلك بقيت الجبال ولم تدمر وحتى بيوتهم بقيت لتكون عبرة لمن خلفهم وكذلك آثارهم
فالله على كل شيء قدير من باب العام المخصص وليس من باب العام المطلق
كما أن كلمة (
كل شيء ) تتحدث عن كل شيء مملوك ومخلوق لله عز وجل
من كائن في السماوات أو في الأرض ولكن
الله عز وجل مستثنى منها ،
لأن الله
ليس بمخلوق ولا مملوك ولا تابع وإنما هو الخالق المهيمن الفعال لما يريد ،
وكل شيء بأمره كان وكل شيء لعظمته وعنايته ورحمته فقير ومحتاج
وكل شيء مما لا يتنافى من جلال الله وعظمته وكبرياءه هو على الله يسير والله عليه قدير
أما مطلق القدرة فيتنافى إذا ما تعارض مع ما ينتقص من عظمة الله وعلوه وجلاله وكذلك لا يستقيم مع الآية الكريمة

لذلك فإن القدرة على التجسد في ذات الله نقيصة
لأنه يصبح بها
الإله أللآ محدود محدودا ، ويصبح بها الإله الكبير المتعال صغير وضيعا ، ويصبح بها الإله العظيم الجبار ضعيف ذليلا ، ويصبح بها الإله الغني المنزه عن كل شيء بحاجة إلى كل شيء ، ويصبح بها الإله الغني عن الطعام والشراب بحاجة إلى الطعام والشراب وإحداث الحدث أيضا ، ويصبح بها الإله الرحمن الرحيم بحاجة إلى من يرحمه ويعطف عليه ويساعده ويقويه ، ويصبح بها الإله الكبير المتكبر المتعال ذليلا بين يدي مخلوقاته يلطمونه ويبصقون عليه ويستهزئون به ويلبسونه فستانا قرمزيا ويحاكمونه ويصلبونه ويطعنونه بالحربة في جنبه ليستعجلوا موته

فالتجسد نقيصة ما بعدها نقيصة تعالى الله عنها علوا كبيرا
كما أن الذي يقول
بتجسد الإله بصورة إنسان لا يعارض أن يكون ذلك التجسد بصورة أنثى ضعيفة ولا يعارض أن يكون التجسد بصورة حيوان كقط مثلا أو بصورة طائر كعصفور مثلا أو بصورة حشرة كنملة مثلا أو بصورة فيرس كالإيدز مثلا أو بصورة نبتة كالصبار مثلا أو بصورة حجر أصم كالصنم مثلا أو بصورة حديدة صدئة كالتي تثبت في حافر الخيل مثلا أو غير ذلك .
فإن عارض ذلك صاحب نظرية التجسد يرد عليه بنفس منطقه أليس الله على كل شيء قدير
؟
أم أن الإله لا يستطيع أن يتجسد إلا في شخص يسوع
؟
فإن قال نعم فإنه يكون بذلك قد نفى أن الله على كل شيء قدير

كما أن هناك الكثير من النقائص غير التجسد لا تليق بجلال الله وعظمته عز وجل زعمها بعضها أهل الأهواء والنحل
كاتخاذ الزوجة أو اتخاذ الولد أو اتخذ الشريك أو اللهو أو الغفلة أو الخطأ أو النسيان أو التعب أو الندم أو النوم أو الفناء أو الحاجة إلى الطعام والشراب أو نقص العلم أو عدم الإحاطة أو عدم معرفة الغيب وما ستؤول إليه الأحداث ، وكل أمر من هذه الأمور بحاجة إلى توضيح وتبيان

ثم نسأل من يطلق عموم القدرة :
هل الإله قادر على خلق إله آخر بمثل صفاته أو بصفات أفضل ؟
فإن قال
نعم لأن الله على كل شيء قدير يكون بذلك قد نسب النقص إلى ذات الله وصفاته عز وجل ،
لأنه بذلك يكون معتقداأن هناك صفات كمال
لا يتصف بها الإله ومن الممكن أن يخلقها في إله غيره
ويكون أيضا قد أجاز الشرك بالله عز وجل ، كما أن الإله القادر على خلق إله آخر وبصفات أفضل من المؤكد أنه يستطيع خلق ألوف بل ملايين الآلهة
ولذلك أعود وأكرر أن القدرة
ليست مطلقة عامة دون قيد كما يظنه من أراد أن يستغل تلك الآية لتثبيت عقيدته الفاسدة من خلالها ، وذلك بادعاءه بتجسد الإله في شخص يسوع

ثم هل من تلك القدرة الإلهية أن يخرجك الإله من حدود ملكه ؟
فإن قال نعم لأن الله على كل شيء قدير يكون بذلك قد نسب النقص إلى الإله أيضا
وكذلك لو زعم أن من قدرة الله قدرته على أن يموت وأن يفنى وأن يتزوج ، فكلها دلائل نقص وليست دلائل عظمة

والتجسد المزعوم مفتاح لعبادة الأصنام وعبادة البقر وغير ذلك من العبادات والخزعبلات

فعابد الصنم أيضا يقول أن الإله تجسد في صنمه ، وكذلك يزعم عابد البقرة أن الإله تجسد في بقرته ، وفي الهند هناك من يعبد القرود لنفس السبب والفئران كذلك

ومن المؤكد أيضا أن الذين يعبدون الأصنام لا يعتقدون بأن تلك الأحجار الصماء والتي نحت بأيديهم هي الخالقة لهم ، وإنما يعتبرون تلك الأصنام هياكل للإله الذي يعبدونه أو أن الإله قد حل في تلك الأصنام أو تجسد فيها
ولذلك جاء على لسان مشركي قريش أنهم لا يعبدون الأصنام لذاتها وإنما يتقربون بها إلى الله فقالوا :
(
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ )

كما أن تجسد الإله في صورة إنسان أو في أي صورة من الصور المادية الأخرى يتطلب تغيرا جذريا في صفات الإله وطبيعته
هبوطا وتدنيا وانحدارا وليس رفعة وعلوا وكمالا وإجلالا لأن جميع أشكل الصور المادية محدودة وناقصة ومحتاجة
بينما العظمة
والجلال والكمال كله لله عز وجل وحده

فالإنسان الذي هو أفضل المخلوقات المادية يعتريه النقص في كل شيء
فهو محدود الوجود بزمن معين لا خيار له فيه
والإنسان محدود القوة محدود القدرة محدود الحياة محدود السمع محدود البصر محدود الرؤيا محدود التفكير محدود الذكاء محدود العلم محدود الطاقة محدود الإمكانيات محدود التحمل
لا يطيق انقطاع الهواء أو الماء أو الطعام
ولا يطيق التعرض لحرارة زائدة أو لبرودة ناقصة
والإنسان بحاجة إلى من يقوم على رعايته في ضعفه وفقره ومرضه والتخلص من جثته بعد موته كدفنه أو حرقه
والتخلص من مخلفاته
وكل ذلك لا يليق بجلال الله سبحانه ولا بكماله

فالله على كل شيء قدير تتمثل في كمال قدرة الله عز وجل على الخلق
فقد خلق الله السماوات والأرض وما بينهن وما بهن من مخلوقات عظيمة ودقيقة أوجدها بكمال قدرته من العدم
وتتمثل قدرته عز وجل في البعث والنشور يوم القيامة حيث قال :
(
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )
وكذلك في قوله
(
وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ )

وحتى يبين الله للناس عظيم قدرته على البعث وإحياء من في القبور وإعادة الحياة بعد الموت
أجرى بقدرته على يد بعض أنبياءه المعجزات التي تمثلت في إحياء الموتى وذلك كدليل على عظيم قدرته تعالى ،
فهذا
إبراهيم الخليل عليه السلام أخذ بأمر الله أربعة من الطير فذبحهن وقطعهن وقام بتوزيع تلك القطع وتفريقها
وقد بعثر تلك الأجزاء فجعل على كل جبل من تلك الأجزاء جزءا
وبعد أن فرغ من ذلك قام فنادى على تلك الطيور
فجاءته بعينها تطير بجناحيها سليمة معافاة ، وجاء ذلك في قوله سبحانه :
(
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )

وهذا المسيح ابن مريم عليه السلام يجري الله على يديه المعجزات والآيات فيقيم الميت بإذن الله ،
ويأمره ربه أن يصنع من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ في الطين فتصبح طيرا بإذن الله ،
وقد جاء ذلك في قوله تعالى :
(
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي )
وكذلك تجلت قدرته سبحانه وتعالى في إحياء الموتى على يد بعض أنبياءه
كدليل على قدرته عز وجل على إحياء جميع الأموات وبعثهم وإقامتهم بين يديه للحساب
وقد ذكر في العهد القديم أن
حزقيال النبي أحيا جيشا بأكمله وأن اليشع النبي أحيا الصبي كذلك
وبما أن تلك المعجزات -
إندرست وانتهت ولم يتمكن من مشاهدتها إلا من شاهدها في حينها – وأضحت بالنسبة لنا ولغيرنا خبرا تناقلته الكتب المقدسة، لذلك فإن إيماننا بتلك المعجزات جاء تصديقا للكتاب وتصديقا لمنزل الكتاب عز وجل ، فالذي يكذبها لا يكون مؤمنا بكتاب الله تعالى ، وبما أننا لم نشاهد تلك المعجزات ولن نستطيع مشاهدتها
أراد الله أن يجعل أمام نظرنا وعقولنا آية متكررة يشاهدها جميع الناس في كل عصر وفي كل مصر فقال سبحانه :
(
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

وهناك آية أخرى تجلت فيها عظمة قدرة الله عز وجل في الحفاظ على رسوله من كيد أعدائه
فهذا
إبراهيم الخليل عليه السلام أراد قومه أن يحرقوه كعقاب له بسبب تحطيمه آلهتهم الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله ، فبعدما أجمعوا أمرهم وجمعوا الحطب وأوقدوا نارا عظيمة قاموا بإلقاء إبراهيم عليه السلام في وسطها
وهنا تتدخل العناية الإلهية وتتجلى عظمة القدرة الربانية على مشهد ومرآى ممن كان في ذلك الإحتفال
تتدخل القدرة الإلهية بعظمتها لحماية إبراهيم من لهيب تلك النيران بإعجاز عظيم وبآية مبهرة لعقول وأنظار
ذلك الملأ من الناس ، فأمر الله النار بقدرته وعظمته أن لا تمس إبراهيم وأن تكون علىيه بردا وسلاما
إتفق قومه فقالوا :
(
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ )
فخاطب الله النار وأمرها أن تتحنن على حبيبه فقال :
(
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )
فغلبت قدرة الله قدرة القوم فانقلبوا خاسرين هم وأصنامهم وهذا تسجيل للنتيجة النهائية :
(
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ )

لقد كان باستطاعة الله أن يمنع القوم من جمع الحطب
وقد كان باستطاعة الله أن يمنع النار من أن تشتعل ،
وقد كان باستطاعة الله أن يرسل غيمة ماطرة فتطفئ نارهم وتفرق جمعهم ،
كل ذلك ممكن وأكثر من ذلك ولكن الله أراد أمرا خارجا عن المؤلوف تتجلى من خلاله القدرة والحكمة
أراد الله أن يظهر عظمتة وقدرته بمالم يخطر على قلب بشر
وذلك ليعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله ناصر رسله وأنبياءه بقدرته كذلك
نعم أراد أن يلقى إبراهيم في جحيم تلك النار ، والتي من شدة حرها لم يستطع
الذين أوقدوها من الاقتراب منها حتى يلقوا
بإبراهيم عليه السلام فيها
مما جعلهم يقذفون إبراهيم من بعيد كما يقذف المنجنيق ليتوسطها

وهنا تتجلى تلك المعجزة الربانية
على مشهد من الجميع ، فالكل يشاهد إبراهيم يسقط وسط النيران
ولكنهم
لم يسمعوا صراخا ولم يشاهدوا دخانا ولم يشموا رائحة شواء
وإنما
شاهدوا إبراهيم عليه السلام يتبختر وسط تلك النيران
بسلام
لا يبدو عليه شعور بالبحر بتاتا ولا يبدو أن النار تحرق شعرة من شعره
آية عظيمة ومعجزة رهيبة لم يسمعوا بمثلها من قبل ولم تخطر على قلوب البشر
أي عظمة تلك وأي قدرة
إبراهيم عليه السلام يتوسط تلك النيران وكأنه في نزهة بين الرياحين
يشعر بنوع من البرد بالرغم من أن النار تحيط به من كل مكان
ولكن شعرة من رأسه لم تحترق فضلا عن ثيابه
نار ملتهبة تلتهم الحطب ولا تأثر في الهواء الذي يتنفسه إبراهيم عليه السلام
لقد بقي إبراهيم عليه السلام في النار آمنا مطمئنا بقدرة الله على حفظه وحمايته
والناس من حولة غير مصدقين ما تراه أعينهم ظانين أنهم مسحورون
أحد منهم لا يستطيع الاقتراب من شدة حر تلك النار فكيف لو أنها مستهم ؟
آية بعظمتها تتفوق على عظمة إحياء الموتى وكل آيات ربي عظام
لقد قيل :
أن
أم إبراهيم عليه السلام عندما رأته وسط النيران فرحا برحمة ربه مسرورا
قلت له :
استأذن لي ربك أن أدخل عندك ،
فأذن لها ، فولجت ووصلت إليه وقبلته ثم خرجت دون أن تحترق شعرة من رأسها ودون أن تشعر بحرها ،
هكذا وبمثل هذه العظمة يعلن الله عظيم قدرته وعظيم جلاله عز وجل
فيا صاحب البصيرة أنظر إلى آيات ربك بعقلك وقلبك وبصرك إن كنت مبصرا
تأمل أين وكيف تتجلى قدرة العزيز الحكيم
(
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وتفكر يا ابن آدم في هذه الآية جيدا واعلم أنك غير معذور بعد هذه الآيات وبعد هذا البلاغ المبين
(
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وأشهد أنك على كل شيء قدير أستغفرك وأتوب إليك