الرد على سلسلة تدليس بعنوان أخطاء القرآن الأخلاقية
تدليس رقم 4 / 9 " الادعاء بتحليل القتل "


نشر أحد النصارى على موقع
YOUTUBE فيديو بالعنوان أعلاه ادعى فيه تحليل الإسلام للقتل ..... و لماذا .... لأن القرآن الكريم قد وردت فيه الآيات الآتية :

1. " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " البقرة 216
2. " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ " البقرة 217
3. " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " البقرة 244
4. " وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " آل عمران 121
5. " الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " النساء 76
6. " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ .. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الأنفال 12 - 13
7. " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " الأنفال 39
8. " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " الأنفال 60
9. " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ " الأنفال 65
10. " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " الأنفال 67
11. " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29
12. " انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " التوبة 41
13. " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ " التوبة 73
14. " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "التوبة 111
15. " فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ... سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ... وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ " محمد 4 - 6



و النصراني يدعى أن هذه الآيات تجعله يسأل ..

1. لماذا يحلل الإسلام القتل كما ورد في آيات القرآن الكريم المذكورة ؟
2. هل يكرهون الناس على قبول الدين بالسيف ؟
3. كيف يحرض نبي على القتال و انتهاك الأشهر الحرم .. وتجهيز القبائل بالعتاد والسيوف ليقتل و ينهب ويقول إن هذا في سبيل الله ؟
4. ما هذا الدين الذي يغرى أتباعه بأخذ الجزية في الدنيا و حور العين في الآخرة ؟

ثم ختم المدلس تدليسه فقال .. جاء في حديث مسلم أن محمدا قال " اغزوا باسم الله في سبيل الله فاقتلوا !!!!! من كفر بالله ... اغزوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا "





الرد على التدليس رقم 4 / 9 " الادعاء بتحليل القتل "

اولا : مقدمة لازمة عن القتل و السيف فى الاسلام و المسيحية :

· بداية و قبل الرد على ادعاءات المدلس .. يجب أن نفرق لُغوياً بين لفظ " القتل " وبين لفظ " القتال " ... فالقتل يكون من طرف قوى لطرف اضعف منه .. أما القتال فيكون بين طرفين على قدر كبير من المثلية أو التكافؤ ...... ولذلك فنحن لا نقاتل الذبابة... إنما نقتل الذبابة ... و لكننا نقاتل من يعتدي على بلادنا وأعراضنا مثلا ...

· وقتل النفس بغير الحق : هو أمر منهي عنه في الإسلام تماماً ... ولماذا ...

قال تعالى
" وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الأنعام 151

" مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " المائدة 32

ولكن هناك مواطن ثلاثة يجب على المسلم " القتال " فيها :

1. الحفاظ على الدم والمال والعرض ..
" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ " الشورى 39 .
2. منع الفتنه ... فقد يتعرض المسلمون في بعض البلاد للترويع والأذى حتى يرتدوا عن دينهم فلا يجوز تركهم تحت وطأة عذاب المعتدى ولكن يجب قتال هذا المعتدى حتى يؤمن من شاء من المسلمين دون خوف
" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " الأنفال 39 - 40.
3. تامين الدعوة ... فمن واجب المسلمين أن يعرضوا على العالم كله ما عندهم من خير في رسالة السماء الخاتمة للأرض - وبما تتضمنه من خير للبشرية - عرضاً عادياً وبالموعظة الحسنة ... لا يقترن بذلك رغبة أو رهبه – أي رشوة أو تخويف –
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125 .... فالكل له أن يعرض ما عنده ولكل فرد أن يختار ما يريده حيث .. " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256 .. وأيضا .. " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 .... هذا ولم يحملنا الله سبحانه و تعالى نتيجة هذه الدعوة هل اهتدى الناس أم لم يهتدوا .... و لماذا ؟؟؟ لأنه ...

" لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " البقرة 272
" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " القصص 56

ولكن إذا عطلت إذاعتهم أو صودرت كتبهم أو حبس دعاتهم .... جاز لهم أن يقاتلوا جيوش الطغاة المعتدين ( وليس الشعوب) حتى يتموا ما عليهم من واجب ... أي جاز لهم أن يحطموا السياج الحديدي الذي يمنع وصول خير وعطاء السماء لأهل الأرض ( وليس للاستيلاء على منابع النفط مثلا أو نهب ثروات الشعوب ) .. هذا بالرغم من الضرر الذي سيلحق بالدعاة نتيجة ذلك .. حيث يمكن أن يكون الثمن .. حياتهم ...

ومن هنا نخلص انه .. لا قتل ولا قتال في الإسلام لنعره جنسيه أو لأطماع شخصيه أو لفرض الإسلام على الناس بقوة السلاح فهذا مرفوض ..... ولماذا .... لأن الآيات التالية وحدها و ببساطة كافية شافية ناسفة لهذه الشبهة و داحضة لها :


" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " البقرة 256
" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" يونس 99
" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " الغاشية 21 - 22
" فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ " الشورى 48
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190
" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الممتحنة 8
" وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " سورة الكافرون
" فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا " النساء 90
" وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " الأنفال 61
" ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " المائدة 8
ولا يجرمنكم = أي لا يحملنكم ..... شنآن = أي بغض و عداوة .

· و من ناحية أخرى فانه لا يمكن لأي إنسان يستخدم عقله أن يقتنع بأن الإسلام اكره الناس على قبوله بالسيف ( كما ادعى المدلس ) ... و ذلك لأن هناك اليوم ما يزيد عن مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها ولا أحد يرى من يشهر في وجوههم سيفاً أو " مدفع " ليجبرهم على البقاء على إسلامهم ... فكان من المنطق أن يترك هؤلاء جميعاً الإسلام ويعودوا إلى ما كان عليه آباءهم ( قبل إسلامهم بالسيف لو صح ذلك !!! ) أو حتى يتحولوا إلى ديانة أخرى - الأمر الذي لم يحدث ولم نسمع عنه إطلاقاً ..... إن الإسلام منذ ظهوره بمكة منذ أكثر من 14 قرناً ..... لم يضعف عددياً بل دائما في ازدياد واتساع ... ورحم الله من قال ... " إن السيف قد يفتح بلداً .... ولكنه لا يفتح قلباً "

· إن التاريخ يثبت عكس ما ادعاه المدلس تماماً .... و كيف ..... لقد رأينا المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام ( وعلى سبيل المثال لا الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش / التطهير العرقي في البوسنة وكوسوفا ...) لإخراج المسلمين من إسلامهم ..... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق و شامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبيه - أي في أوربا وأمريكا - وذلك بالطبع دون الحاجة الى اى سيف ولا مدفع !!!!!!

الرابط :
http://www.ebnmaryam.com/vb/t20719.html


· إننا نرى اليوم الإسلام منتشراً بكثافة في جنوب شرقي آسيا ... خاصة في اندونيسيا وماليزيا مثلا ... ولم يسمع أحد عبر التاريخ عن جيش توجه نحو هذه البلاد ولا غاز رفع فيها سيفا ..... بل نشر الإسلام فيها قوافل التجار والدعاة .

· لقد هجم المغول على مشرق العالم الإسلامي كالإعصار المدمر .. ولكن بعد هلاك قائدهم جنكيزخان انقسمت إمبراطوريته الكبيرة إلى أربعة فروع ، تحول ثلاثة أربــــاعها في أواسط آسيا وغربها والقوقاز وجنوب روسيا إلى الإسلام ....... ومن السخف بالطبع القول بأن هؤلاء قد أكرهوا على الإسلام ، فقد كانوا الرعاة ، والمسلمون هم الرعية المستضعفة .... ولكن الإسلام هو الذي جذبهم نحوه وصهرهم في بوتقته ومزجهم بحضارته ، فتحولوا إلى بناة حضارة و رعاة بشر بعدما كانوا هادمي مدنيات ورعاة أغنام وبقر .
للمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع .. الرابط :
http://www.bayanelislam.com/
ولكن اذا اردنا الحديث عن السيف فعلينا ان نذكر ما ياتى :
· إن كلمة " سيف " أو أي من مشتقاتها لم تذكر في أي آية من آيات القرآن الكريم بينما ذكرت كلمة " سيف " و مشتقاتها في 390 موضعاً في الكتاب المقدس.
المرجع :

http://www.ebnmaryam.com/vb/t173966.html


· وفى هذا الصدد سنسرد بعضاً من نصوص الكتاب المقدس ( بخصوص القتل والسيف وما شابه ذلك ) ... والتي نطلب من السيد المدلس إجابة موضوعية لها تتمشى بالطبع مع عقولنا حالياً ....هذا مع الأخذ في الاعتبار أن النصوص السماوية هي نصوص لا تقبل التأويل بالطبع على غير ما تحمله كلماتها و ألفاظها الصريحة الواضحـة المعاني ... ولا تحتاج أيضاً إلى لىّ لأعناقها لتبرئتها مما تحمله من معان تنسب لوحي السماء للأرض ...

1. " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ... فان أجابتك إلى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير و يستعبد لك ..... و إن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ...... و إذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف .. و أما النساء و الأطفال و البهائم و كل ما في المدينة ... كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك .. و تأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك ...... هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ... و أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا .. فلا تستبق منها نسمة ما .. بل تحرمها تحريما .. .. كما أمرك الرب إلهك .. " سفر التثنية 20 / 10- 17

2. " و كلم الرب موسى قائلا .. انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك .. فكلم موسى الشعب قائلا جردوا منكم رجالا للجند .. فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب على مديان .. ألفا واحدا من كل سبط من جميع أسباط إسرائيل ترسلون للحرب ... فاختير من ألوف إسرائيل ألف من كل سبط ... مجردون للحرب ..... فأرسلهم موسى ألفا من كل سبط إلى الحرب .. فتجنـدوا على مديان كما أمر الرب ... و قتلوا كل ذكر .. و ملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم .. قتلوه بالسيف .. و سبى بنو إسرائيل نساء مديان و أطفالهم .. و نهبوا جميع بهائمهم و جميع مواشيهم و كل أملاكهم ........ و احرقوا جميع مدنهم بمساكنهم و جميع حصونهم بالنار .. و اخذوا كل الغنيمة و كل النهب من الناس و البهائم ......... و قال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية ...... فألان اقتلوا كل ذكر من الأطفال ... و كل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ... لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات " سفر العدد 31 / 1 – 18

3. " متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها و طرد شعوبـا كثيرة من أمامك.... و دفعهم الرب إلهك أمامك .. و ضربتهم ... فانك تحرمهم لا تقطع لهم عهدا و لا تشفق عليهم ... و لا تصاهرهم .. بنتك لا تعطي لابنه و بنته لا تأخذ لابنك ... لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى ... فيحمى غضب الرب عليكم و يهلككم سريعا .... و لكن هكذا تفعلون بهم .. تهدمون مذابحهم .. و تكسرون أنصابهم و تقطعون سواريهم و تحرقون تماثيلهم بالنار . " سفر التثنية 7 / 1 – 5

4. " و كلم الرب موسى قائلا .. أحص النهب المسبي من الناس و البهائم ..... أنت و العازار الكاهن و رؤوس أباء الجماعة .. و نصف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين إلى الحرب و بين كل الجماعة .. و ارفع زكوة للرب من رجال الحرب الخارجين إلى القتال .. نفسا من كل خمس مئة من الناس و البقر و الحمير و الغنم .. من نصفهم تأخذونها و تعطونها لالعازار الكاهن .. رفيعة للرب .. و من نصف بني إسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس و البقر و الحمير و الغنم من جميع البهائم .. و تعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب .. ففعل موسى و العازار الكاهن كما أمر الرب موسى .. " سفر العدد 31 / 25 – 31

5. " فَفَعَلَ يَشُوعُ بِهِمْ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ ..... عَرْقَبَ خَيْلَهُمْ .... وَأَحْرَقَ مَرْكَبَاتِهِمْ بِالنَّارِ
... ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ .. لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ .... وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ .. حَرَّمُوهُمْ .. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ .. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ ...... فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ ... حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ . " سفر يشوع 11: 9-12

6. " وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا.. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ ... اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ .. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ .. وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي ... فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ .. وَقَالَ لَهُمْ : نَجِّسُوا الْبَيْتَ .... وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى ... اخْرُجُوا... فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ " سفر حزقيال 9: 5-7

7. " أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي " لوقا 19: 27

8. " فَقَالَ لَهُمْ "يسوع" : لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ , فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ ... وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً " . لوقا 22: 37

9. " ملعون من يمنع سيفه عن الدم" . سفر إرمياء 48 / 10

10. " وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم " سفر اشعياء 13 : 16

11. " تجازى السامرة ... لأنها تمردت على إلهها ... بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق " سفر هوشع 13 : 16

12. " واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال .. وهذا ما تعملونه ... تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر " سفر القضاة 21: 10-11


13. " يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا ..... طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ " سفر المزامير 137: 8-9

14. " فاعلم اليوم أن الرب إلهك .. هو العابر أمامك .. نارا آكلة .. هو يبيدهم و يذلهم أمامك ... فتطردهم و تهلكهم سريعا كما كلمك الرب " . سفر التثنية 9: 3

15. قول الرب لموسى " لا تسجد لإلهتهم و لا تعبدها و لا تعمل كأعمالهم .. بل تبيدهم و تكسر أنصابهم " الخروج 23: 24

16. " هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ : فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ ... وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ .... وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ ... بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً .... بَقَراً وَغَنَماً ..... جَمَلاً وَحِمَاراً .... وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً ... وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ " سفر صموئيل الأول 15: 2 – 11..

17. هذا .. كما يرجى الاطلاع على ما يماثل ذلك فى النصوص الآتية :

سفر الخروج 34 : 11 ...... سفر حزقيال 11 : 8 – 10 ...... صموئيل الثاني : 10 : 18 ...... سفر الخروج 32 / 27 – 28 .... سفر أخبار الأيام الأول 20 / 2 – 3 ........ سفر يشوع 6: 20-24 .... متى 10: 34-35 ....... سفر العدد 25: 5 ...... القضاة 15 -15

و للمزيد إليكم هذا الرابط .....
http://www.ebnmaryam.com/vb/t182239.html

فأين هذا من " الحديث " الذي نسبه المدلس إلى محمد صلى الله عليه و سلم .... و ظن انه بذلك قد طعن الإسلام في مقتل .. حيث قال سيادته :

جاء في حديث مسلم أن محمدا قال " اغزوا باسم الله في سبيل الله فاقتلوا !!!!! من كفر بالله ... اغزوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا " .. و لكن صحة هذا الحديث هو كالآتي :

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فقال :
اغزوا بسم الله وفي سبيل الله .. قاتلوا ( وليس اقتلوا كما كتبها المدلس ) من كفر بالله ؛ اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ... الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم :1408 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

و لا تعليق بعد أن وضحنا الفرق اللغوي بين كلمتى القتل و القتال .. وأيضا المواطن الثلاثة التى يجب على المسلم القتال فيها ... و ما تضمنه الحديث نفسه من كلمات مبهرة " لا تغلوا .. ولا تغدروا .. ولا تمثلوا .. ولا تقتلوا وليدا " .

· سبحانك ربى كان من وصايا النبي السمح قبل الخروج لرد الأعداء كان يقول
" انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا " الراوي :أنس بن مالك - المحدث : ابن حجر العسقلاني - الصفحة أو الرقم :4 / 60 خلاصة حكم المحدث :[حسن كما قال في المقدمة] ...

· إن مثل ما ذكر من فظائع لم يقع في جهاد المسلمين لأعدائهم .... فما كانوا يقتلون النساء و لا الأطفال و لا الدهماء من الناس .. و يجدر بنا أن نذكر وصية الصديق حيث قال لأسامة بن زيد و جنده : " لا تخونوا و لا تغدروا و لا تغلوا و لا تمثلوا ... و لا تقتلوا طفلاً و لا شيخاً كبيراً و لا امرأة ، و لا تعزقوا نخلاً و لا تحرقوه ، و لا تقطعوا شجرة مثمرة ، و لا تذبحوا شاة و لا بقرة و لا بعيراً إلا للأكل ... و إذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم في الصوامع ( مثل الرهبان ) فدعوهم و ما فرغوا أنفسهم له …

ثانيا : الرد على ما ادعاه المدلس ومحاولته تحريف مدلول بعض الآيات :

إذن فما هو مدلول الآيات التي اقتطعها المدلس من سياقها ومما قبلها أو بعدها من آيات .... و أيضاً من سبب نزولها وخلافه و حاول أن يلوى أعناقها حتى يوهم القارئ السطحي بغير مدلولها الحقيقي ... وهل هي تحلل القتل أو تتضمن أياً من الـمعاني التي ادعاها سيادته !! و لذلك سنتناول بالشرح كل آية طبقا لما ورد في كتب التفسير .. ليقرر كل قارئ بعد ذلك ما يراه ...

1.
" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " البقرة 216 ..... فما تفسير ذلك كما ورد فى تفسير المنتخب مثلا ..

" إن القتال حماية للمجتمع من أعدائه في الخارج .. ولذلك فرض عليكم - أيها المسلمون - القتال لحماية دينكم والـدفاع عن أنفسكم .. وأن نفوسكم بحكم جبلتها تكره القتال كرهاً شديداً .. ولكن ربما كرهتم ما فيه خيركم وأحببتم ما فيه شركم ... والله يعلم ما غاب من مصالحكم عنكم ... وأنتم لا تعلمون فاستجيبوا لما فرض عليكم " ....

· و المنصف هنا يجب ألا يغفل عن قراءة الآية رقم 190 في نفس السورة ...
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190


فأين تحليل الإسلام القتل في ذلك .. يا سيادة المدلس ... وأين هي المعاني التي ادعاها سيادته !!!!!!!!!!


2.
" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ " البقرة 217..... فما تفسير ذلك كما ورد فى تفسير المنتخب مثلا ..
" وقد كره المسلمون القتال في الشهر الحرام فسألوا محمد صلى الله عليه وسلم ... فقل لهم : نعم إن القتال في الشهر الحرام إثم كبير " ..

· و في هذا المقام فإننا نود أن نقول أن الإسلام قد جاء و كانت العرب قبله تحرم القتال في الأشهر الحُرُم .... كما كان معروفا و محرماً في ملة إبراهيم عليه السلام .. وجاء الإسلام فأقر تحريمه ..... وأبقى لهذه الأشهر حرمتها لتكون هدنة يتمكن العرب معها من السفر للتجارة وللحج والعمرة ولا يخافون أحداً .. يقول تعالى :
) إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ( التوبة 36

· ولذلك فالمسلمون جميعاً وعلى رأسهم إمامهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم هم أحفظ الناس لحرمة الأشهر الحرم وعدم القتال فيها واعتبار القتال فيها حدثًا كبيرًا أو كأنه كبيرة من الكبائر ..

· إن الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم طبقا لما ورد في شريعتهم هو السلام والموادعة .. لماذا .... يقول الله عز وجل
" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة(8)
· وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤثر السلم على الحرب ما وجد إلى ذلك سبيلا ..... ولم يقاتل إلا مضطرا .. يقول
صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية » ... الراوي:عبد الله بن أبي أوفى المحدث:
البخاريالمصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم :7237 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

· ولكن هل يبدأ أو يبادر المسلمون بالقتال ... الإجابة لا بالطبع .... إذن و ما الدليل على ذلك ........ الدليل هو قوله تعالى
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ولذلك يَحْرُم على المسلمين بدء القتال أو الاعتداء على أحد إطلاقا .. ولكن يحل لهم رد الاعتداء عليهم في أي وقت بالطبع .. وهذا أمر منطقي ..

· ومن هنا فلا يحل للمسلمين البدء بالقتال في الأشهر الحرم .... إلا إذا بدأهم العدو بالقتال فيها .... ولم يستجب لقبول الموادعة فيها .. فحينئذ يضطر المسلمون للقتال لرد العدوان الظلم .. وتحريمه حينئذ غير منطقي ولا يتفق مع الطبيعة العدوانية لأعداء الإسلام ... فليس من المعقول أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي أمام اعتداء غيرهم عليهم بحجة أنهم في الشهر الحرام .. لأن هذا قد يغري أعداءهم بالاعتداء عليهم ، والفساد في الأرض ، وهذا ما لا يقبله عقل منصف ، ولا منطق سليم ...

· إن من الجدير بالذكر في هذا المقام ... انه بالرغم من نص ميثاق باريس وميثاق الأمم المتحدة على تحريم الحرب فإنهما ما زالا يقرران مشروعية الحرب التي تدخل فيها دولة دفعا لاعتداء واقع عليها – لأن من حق كل إنسان أن يدافع عن نفسه .... المرجع : المعاهدات في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام، د. محمود إبراهيم الديك، المكتبة الوطنية، مصر، ط2، 1997م، ص31:26 بتصرف.

فأين تحليل الإسلام القتل في ذلك .. يا سيادة المدلس ... وأين هي المعاني التي ادعاها سيادته !!!!!!!!!!!


3.
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " البقرة 244 .. فما تفسير ذلك كما ورد فى تفسير المنتخب مثلا ..

· يجب أولا أن نقرأ الآية التي قبلها .. أي رقم 243 ثم نعرف تفسيرها .. ثم نقرأ رقم 244 .. المشار إليها و نعرف تفسيرها أيضا .. هذا مع عدم إغفالنا للفرق اللغوي بين كلمتي القتل والقتال .. وأيضا المواطن الثلاثة التي يجب على المسلم القتال فيها ... و كما ذكرنا بعاليه ..
· " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ " 243 .. أي تنبه أيها النبي إلى القصة العجيبة واعلمها .. وهى حالة القوم الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الجهاد خشية الموت فيه .. وهم ألوف كثيرة فقضى الله عليهم بالموت والهوان من أعدائهم .. حتى إذا استبسلت بقيتهم وقامت بالجهاد أحيا الله جماعتهم به .. وإن هذه الحياة العزيزة بعد الذلة المميتة من فضل الله الذي يستوجب الشكران .. ولكن أكثر الناس لا يشكرون .. ثم ماذا .. " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " 244 .. أي وإذا علمتم أن الفرار من الموت لا ينجى منه .. فجاهدوا وابذلوا أنفسكم لإعلاء كلمة الله .. وأيقنوا أن الله يسمع ما يقول المتخلفون وما يقول المجاهدون .. ويعلم ما يضمر كُلٌّ في نفسه فيجازى بالخير خيراً وبالشر شرا ..

· و المنصف هنا يجب ألا يغفل عن قراءة الآية رقم 190 في نفس السورة ..."
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190

فأين تحليل الإسلام القتل في ذلك .. يا سيادة المدلس ... وأين هي المعاني التي ادعاها سيادته !!!!!!!!!

يتـــــــــــــــــــــــبع بإذن الله