بسم الله الرحمن الرحيم
1- النفس البشرية تتوق دائماً إلى التغيير وعدم الركون إلى أمر ما لفترة طويلة . ألا تلاحظ أننا نرغب أحياناً في تغيير الروتين اليومي الذي نعيشه ، سواء في البيت أم العمل ؟ لماذا يحرص كثيرون منا على الخروج في إجازة ، ولماذا يحرص الأكثرية على السفر في إجازاتهم حتى لو كانت لأيام معدودات ؟ بالطبع يحدث ذلك من باب دفع الملل والسأم عن حياتنا اليومية ، وتغيير الروتين اليومي القاتل الذي نعيشه أغلب الوقت .. ومع ذلك نشعر بالملل والسأم ..

لكن ماذا عن الصلاة اليومية ؟


2- ألم يفكر أحدكم ذات يوم عن عمل معين نقوم به يومياً ولكن دون أن يتطرق الملل والسأم والزهق إلى النفوس ؟ ألم يقل أحدكم لنفسه يوماً ما لماذا لم نمل من الصلاة ، وهي العمل اليومي الذي نؤديه خمس مرات بالليل والنهار ولسنوات طوال ؟ أليس هذا عملاً ذهنياً وبدنياً نقوم به كما نقوم بأي عمل آخر ؟ لماذا نمل من أي عمل ولا نمل من هذه الصلاة رغم أنها هي هي ، نفس عدد الركعات ونفس العبارات والكلمات نرددها كل يوم ، ولكن من دون أن نقول يوماً عنها أنها مملة ؟


3- الخوف من الله والخشية منه سبب بارز مهم لتجنب الوقوع في متاهات وسخافات القول حول الصلاة ، بدءاً من التأفف منها وانتهاء بالتصريح أنها عبادة شاقة ومملة والعياذ بالله .. لكن ظني أن هناك سبباً آخر مهم أيضاً يجعلنا لا نمل هذا العمل مطلقاً ، هو أنه عمل يرتبط فيه الإنسان بربه دون أن يراه ، ويعمل دون أن ينتظر النتيجة الفورية كأي عمل دنيوي ، فيترسخ شعور خفي بالنفس حول هذا العمل وأهميته دون أن يدرك المرء منا كنه هذا الشعور ، الذي هو أشبه بملف خفي كملفات الكمبيوتر الخفية ، التي لها أهميتها وعملها دون أن يدرك كنهها المستخدم العادي ، والذي لا يدركها سوى خبير بهذا الجهاز .


4- الشعور الخفي الذي تحدثنا عنه في التغريدة السابقة ، هو الذي يعمل على منع النفس من التأفف من عبادة الصلاة . ولعل هذا من إحدى عجائب الصلاة ، التي تجد المرء غير المصلي يلجأ إليها وقت الحاجات والأزمات ، لماذا ؟ لأن العمل الذي يلجأ إليه الإنسان في أزماته وهو الصلاة ، هو بالطبع ليس أي عمل ، وليس بالذي يمكن أن يمل المرء منه مطلقاً ولو مارسه على الدوام لمئات السنين .. لكن السؤال المهم : هل أنت من المصلين ؟

الاسلام اون لاين