المجد الضائع

المجد رمز العز والرفعة والفخار بل هو تراث التضحية بالروح والمال. فهو الصرح الذي
شيده دم الشهداء والطور الذي رفعته أرواح الأجداد، بدر يأبى الاعتلاء، وكوكب لا تصله
أيدي الجبناء، ومنار يهتدى به في الظلمات.

لمن يكون هذا المنار وذلك المجد؟

أللأمة الخاملة، أللأمة النائمة عن حقوقها، أللأمة التائهة في لجج الشقاء ودياجير الجهالة.

لا جرم أن الأمة التي حافظت على نواميسها الشرعية متحدة متعاونة متضافرة
هي تلك الأمة التي تحظى بالمجد.

الأمة التي خاضت غمار الوغى وقدّمت كل رخيص وغال هي تلك الأمة التي تحظى بالمجد.


نعم هي تلك الأمة التي هب شعبها شيباً وشباناً متكاتفين للدفاع عن تلك الدرة الثمينة ألا
وهي روح الشعب! روح الأمة فإذا ماتت مات الشعب وإذا عاشت عاشت الأمة.

أين ذلك المجد التالد مجد الإسلام الذي كانت ترفرف أجنحته الممتدة فوق أرجاء المعمورة
فتظللها؟ أين ذلك العز الخالد الذي كان غرة في جبين الدهر؟ أين تلك الأرواح السامية التي
خاضت ميادين القتال دفاعاً عن عزها وشرفها؟ اذكروا ولو قليلاً تلك الأعمال العظيمة التي
قام بها ذلك الليث المقدام والبطل المغوار خالد بن الوليد والتي سجلت له مفخرة خالدة على
صفحات التاريخ لا تبلى جدتها على مرور الأيام وكرِّ العشي. اذكروا ما قام به ذلك البطل
الهمام طارق بن زياد من فتوح ومغامرات.

اذكروا ما فعله أمثال الخليفة هارون الرشيد من العلوم والفنون التي سجلها لهم التاريخ
بمداد الفخر في عزة الدهر.

نعم كل هذا نعلمه ونذكره ولكن ويا للأسف ذهب أدراج الرياح وأنسانا إياه مرور الأيام.


فيا شبان سيدنا محمد اتبعوا سنة سيدنا محمد وامتثلوا لأوامر سيدنا محمد صلى الله عليه
وآله وسلم فورب السماء لا تتحقق لنا الآمال إلا إذا استرجعنا سيرتنا الأولى وسلكنا سبيل
نبينا الذي لولاه لما كان لنا مجد نتغنى به وتراث نفاخر به وصرح ننافس به أمم الأرض.

فلنعمل مقتدين به

ها هي الحماسة العربية قد غلت في صدورنا وها هو نداء الواجب ينادينا باسم الإسلام
لإرجاع ذلك المجد الضائع والصرح الرفيع العماد والشرف الخالد فلنتحفز للوثوب ولنقف
صفاً واحداً لنصل إلى الهدف الأوحد المنشود، ألا وهو المجد.

تسألون كيف الوصول؟ فاسمعوا تاريخ الإسلام بعد الجاهلية ففيه الجواب الكافي والبرهان
القاطع على أن مجدنا المنشود يقوم على ما قام عليه مجد الجدود، ألا وهو الإسلام.

فسيروا سيرة يرضى بها عنكم تنالوا ما تحاولون الوصول إليه بغير طريقة.


وإذا صلح الأفراد صلحت الأمة ونالت غايتها المشروعة.


منقول بتصرف