بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
ــــــــــــــــــــ
.
قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:77]
مسألة الغلو فى المسيح

عند النصارى إلى حد التأليه ليست نابعة من برهان ولا دليل، وإنما هى أهواء وآراء، إتفقت مع عقائد وثنية سبقتهم، إدعت لمخلوقين صفات الخالق، ووصلت بهم إلى مرتبة الألوهية، فسار النصارى فى ركب هذه العقائد الوثنية، ونسبوا ما جاء عن آلهة هذه العقائد إلى المسيح

فلم تحد المسيحية عن الوثنية كثيراً فى الأفكار عن الإله وكذلك فى الطقوس والعبادات التى يؤديها ويؤمن بها أصحاب العقيدتين سواء الوثنية أو المسيحية .
جاء فى كتاب [المدخل إلى العهد الجديد] للقس [فهيم عزيز] :
[ص:66]
كما نرى، فقد إنتشرت الديانات السرية - الوثنية - فى بلاد اليونان قبل ميلاد المسيح

بقرون، فماذا كانت معتقداتهم ؟ وكيف كانت طقوسهم ؟ يُجيب القس الفاضل فى نفس الكتاب .
[ص:67]
بالنسبة للإله، فكما نرى: يتحد مع البشر فى الألم (يتجسد) ويموت، ثم يقوم من الموت، وهذا عينه ما نسبه النصارى إلى المسيح

.
أما الطقوس: فهناك طقس المعمودية، كما عند النصارى، وهناك طقس الأكل مع الإله، و هو ما يُشبه العشاء الأخير الذى ذُكِرَ فى الأناجيل ونُسِبَ إلى المسيح

والحواريين .
فاندايك - إنجيل لوقا - الإصحاح الثانى و العشرون :-
19:وأخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا:هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري .20:وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا:هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم.
والآن لنأخذ مثال على إحدى هذه العقائد الوثنية القديمة والتى ظهرت قبل ميلاد المسيح

بستة عشر قرناً من الزمان، وهى عقيدة الإله مثرا، حيث يقول القس الفاضل فى نفس الكتاب :
[ص:69]
الآن لنرى طقوس المؤمنين بهذا الإله والتى سبقت المسيح

بستة عشر قرناً من الزمان، وسيقص علينا هذه الطقوس القديس جيروم، كما يُخبر بذلك القس :
[ص:70]
والآن لنطالع هذه الطقوس ولنرى التطابق بينها وبين ما يؤمن به النصارى اليوم، حيث يقص جيروم الطقوس كالتالى :
[ص:71]
نرى هنا التطابق البيّن بين طقوس هذه العقيدة الوثنية والطقوس التى يقوم بها النصارى حول العالم .
أولاً طقس المعمودية، وبالمعمودية يولد الإنسان ولادة ثانية، وهذا عينه ما يؤمن به النصارى اليوم .. يقول الأنبا [غريغريوس] فى موسوعته - الجزء الثامن :
[ص:13]
وكما أنه فى المسيحية يحدث الخلاص بإتحاد الإله مع الإنسان - التجسد - والموت عنه، هذا أيضاً ما يحدث فى العقائد الوثنية، حيث يقول القس [فهيم عزيز] فى كتاب [المدخل إلى العهد الجديد] :
[ص:80]
ثانياً طقس الأكل مع الإله، وهذا سبق وأشرنا إليه فى المسيحية عن العشاء الأخير .
فاندايك - إنجيل لوقا - الإصحاح الثانى و العشرون :-
19:وأخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا:هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري .20:وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا:هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم.
ثالثاً طقس التناول: تناول الخمر والخبز (سر الإفخارستيا) ويؤديه النصارى، كما ذكر الأنبا [غريغريوس] فى موسعته - الجزء الثامن :
[ص:256]
فى النهاية يأتى عيد مثرا وهو فى الخامس و العشرين من شهر ديسمبر، ولازال النصارى فى خلاف حول عيد الإله يسوع ! لكن تذكر [دائرة المعارف الكتابية - الجزء الرابع - صفحة 258] : أن الإحتفال بهذا اليوم تبعاً للكنيسة الغربية يكون فى يوم 25 ديسمبر، وقد أخذوا ذلك عن الرومان الوثنين الذى يحتفلون فى هذا اليوم بعيد ميلاد إله الشمس، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
[ص:258]
وبذلك فالمسيحية نُسخة طبق الأصل من العقائد الوثنية، ولا عزاء لمن يؤمن بهذه العقيدة بعد كل هذه الحقائق .
قد لاحظنا فيما مر أن جناب القس [فهيم عزيز] عن الحقيقة التاريخية، فعن أى حقيقة تاريخية يتحدث للمسيحية لا أدرى ؟!
هناك الكثير من المؤرخين المعاصرين لتاريخ وجود المسيح

على الأرض ولم يذكر أى واحد منهم أى كلمة عنه فى كتاباته ولم يذكروا حادثًا واحدًا له ولم يعرفوه بالصورة التى يتحدث عنها النصارى اليوم ومنهم :-
1- المؤرخ الروماني Valerius Maximus مولود في أواخر القرن الأول قبل الميلاد ومعاصر تماما ليسوع وكتب كتابا باللاتينيّة مكوّنا من تسعة أجزاء بعنوان (أقوال وأفعال خالدة)
2- الكاتب الروماني Pétrone مولود بين سنتي 12 و17 ميلادي كتب مسرحية هزلية ساخرة بعنوان Satyricon ومشكوك في نسبتها إليه.
3- الفيلسوف اليهودي Philon d’Alexandrie عاش بين سنتي 12 قبل الميلاد و54 بعد الميلاد، كتب عشرات الكتب وروى الأحداث التي وقعتْ في فلسطين، ورغم ذلك لم يذكر شيئا عن يسوع.
4- الشاعر اللاتيني Perse مولود سنة 34 ميلادي.
5- الكاتب الروماني Sénèque عاش بين سنتي 4 قبل الميلاد و65 بعد الميلاد، كتب عشرات الكتب ونُسبتْ إليه بعض الرسائل المزورة بينه وبين "بولس" نعرف اليوم عدم صحتها فينضاف هذا الفيلسوف إلى قائمة شهود العيان المحايدين الذين لم يسمعوا بــــيسوع.
6- الشاعر الروماني Lucain مولود سنة 39 ميلادي، وصلتنا من كتاباته ملحمته المشهورة بعنوان (Pharsale) وهو اسم مدينة، تعرّض فيها إلى الحرب بين يوليوس قيصر والجنرال بومباي في القرن الأوّل قبل الميلاد.
7- الموسوعي الروماني Pline l'Ancien (23 قبل الميلاد-79 ميلادي) وصلتنا، من كتبه، موسوعته الضخمة المؤلَّفة من سبعة وثلاثين مجلّدا بعنوان "التاريخ الطبيعي" (Naturalis Historiae) وقضّى خمس سنوات في فلسطين (من 65 إلى 70 ميلادي) ولا يذكر كلمة واحدة عن يسوع.
8- رجل البلاغة اليوناني Dion Chrysostome (حوالي 30-116 ميلادي)
9- الشاعر الروماني Stace مولود حوالي 40 ميلادي.
10- رجل البلاغة والبيداغوجيا Quintilien (القرن الأوّل الميلادي)
11- الشاعر الروماني Flaccus (القرن الأول الميلادي)
12- الشاعر والسياسي الروماني Silius Italicus (القرن الأوّل الميلادي)
13- الفيلسوف Plutarque اليوناني (46-125 ميلادي) لا يعرف شيئا عن يسوع هو الآخر وخاصة في كتابه "الحياة المتشابهة للشخصيات المشهورة".
ولا يوجد فى هذا المقام أفضل من كلام أهل العقيدة أنفسهم، حيث جاء فى [دائرة المعارف الكتابية - الجزء السابع - ص : 130 ، 131] :"
المصادر غير المسيحية: لم تصل إلينا إلا إشارات قليلة في الكتابات غير المسيحية من القرن الأول المسيحي، عن الرب يسوع المسيح . فالإشارة المباشرة الوحيدة في كتابات المؤرخين الرومان، هي التي جاءت في كتابات تاسيتوس (Tacitus) عن صلب يسوع على يد بيلاطس البنطي في عهد طيباريوس قيصر . ولا يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس إلا القليل عن الرب يسوع، بل ويرى الكثيرون أن ما جاء في تاريخه بهذا الخصوص، ليس إلا إضافة من كاتب مسيحي، وأن يوسيفوس اكتفى بالإشارة إليه كصانع معجزات ومعلِّم اجتذب عدداً كبيراً من الأتباع، وصلب على يد بيلاطس. وهناك من يجادل في صحة كتابة يوسيفوس لذلك. ويوجد عدد من الإشارات الغامضة في التلمود اليهودي، ولكنها لا تضيف أي معلومات تاريخية، فلا تذكر أنه قد صُلب في ليلة الفصح بعد محاكمته كساحر ضلل شعب إسرائيل . فالمصادر غير المسيحية تؤكد حقيقة وجود المسيح تاريخياً وصلبه، والتاريخ التقريبي لذلك، فقد تولى بيلاطس حكم اليهودية من 26-36م."
[ص: 130 ، 131]
أما ما يذكرونه عن "تاسيتوس" فلم يزيد هو الآخر عن أن المسيح

رجل يهودى صُلِبَ على عهد بيلاطس .
حيث جاء فى [درائرة المعارف الكتابية - الجزء الرابع - ص: 256] : "كان المؤرخون للقرن الأول ينظرون إلي المسيحية باحتقار، ومن ثم نادراً ما اهتموا بذكر الأحداث المرتبطة بالكنيسة.وعندما تحدث "تاسيتوس" (Tacitus) المؤرخ الروماني عن اضطهاد المسيحيين الذي أعقب حريق نيرون لروما، أضاف للتوضيح، أن كلمة "مسيحي" مشتقة من اسم "المسيح" وهو لقب لرجل يهودي نفذ فيه بيلاطس البنطي الحكم بالإعدام."
[ص:256]
فأين هو الأساس التاريخى الذى يُعول عليه جناب القس الفاضل ؟!
بعضهم يرى الحقيقة التاريخية هى القيامة، حيث يقول [جوش مكدويل] فى كتابه [برهان يتطلب قرار] :
[ص:229]
لكن أى قيامة ؟! هدم هذا الإعتقاد – تاريخية القيامة – يجعل من المسيحية ديانة وثنية شأنها شأن البقية، فلن يعد لها ما يميزها عنهم وهو الحقيقة التاريخية كما حكمت المصادرالمسيحية نفسها، وهدم هذا الإعتقاد لا يحتاج إلى جهد كبير - فأقدم إنجيل معروف وهو إنجيل مرقس لم يُذكر فيه الكلام على القيامة مطلقاً، وأضيف فيما بعد وقد أخذ الباقين (متى، لوقا، يوحنا) عن مرقس، بما فيه من إضافة لهذه الزيادة التى لم ترد فى الأصل.
حيث يقول [حبيب سعيد] فى كتابه [المدخل إلى الكتاب المقدس] :
[ص 23]
وكذلك جاء فى [الترجمة اليسوعية] عن هذه الخاتمة أنها قد أُضيفت فيما بعد .
[ص: 124]
ومتى ولوقا أخذا إنجيليهما عن مرقس كما ذكر القس [فهيم عزيز] فى كتابه [المدخل إلى العهد الجديد]
[ص 215]
وكذلك ذات الأمر حدث مع يوحنا، حيث جاء فى [الترجمة اليسوعية]
[ص:282]
فأين هى الحقيقة التاريخية فى قيامة الإله الآن التى تجعل من المسيحية ديانة لها أصل وإلهية وليست كباقى الديانات الوثنية ؟ موضوع قيامة الإله - صلب المعتقد المسيحى - لم يرد فى أقدم الأناجيل (مرقس) والموجود حالياً ما هو إلا تحريف وزيادة لموضوع قيامة الإله لتسير المسيحية جنباً إلى جنب مع الديانات الوثنية، وأخذ هذا التحريف باقى كتبة الأناجيل !
فأين هو عنصر الحقيقة والتاريخ الذى يجعل المسيحية ديانة إله حق ؟ إن فقدان هذا العنصر يجعل المسيحية أسطورة وثنية شأنها شأن باقى الأساطير الوثنية القديمة .
ندخل فى شهادات كتبة العهد الجديد بإعتباره كتاب تاريخى، تقول [الترجمةاليسوعية]
[ص 287]
(( المؤلف ليس له قيمة تاريخية، إن لم يكن مؤلفه شاهد عيان ))
مرقس: ليس شاهد عيان، فمؤلفه ليس ذو قيمة تاريخية، فأين الحقيقة التاريخية ؟
بولس: ليس شاهد عيان، فمؤلفه ليس ذو قيمة تاريخية، فأين الحقيقة التاريخية ؟
لوقا: ليس شاهد عيان، فمؤلفه ليس ذو قيمة تاريخية، فأين الحقيقة التاريخية ؟
يوحنا: ليس هو كاتب الإنجيل المنسوب لاسمه، جاء فى المدخل إلى العهد الجديد .
[ص:546]
متى: ليس هو كاتب الإنجيل المنسوب لاسمه، جاء فى المدخل إلى الكتاب المقدس، لحبيب سعد .
[ص 245]
رأى الأناجيل
فاندايك - إنجيل متى - الإصحاح الثانى عشر :-
39: فأجاب وقال لهم:جيل شرير وفاسق يطلب آية ، ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. 40: لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.
أولاً: يونان كان فى بطن الحوت حى لم يمت :-
يونان17:1؛ 10:2
"وأما الرب فأعد حوتاً عظيما ليبتلع يونان، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال.. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر"
أى أن يونان بقى حياً ولم يهضم مع الطعام بالعصارات الهاضمة فى بطن الحوت.
ثانياً: يسوع قال بأنه سيدفن فى بطن الأرض :-
مر 15 : 46
"فاشترى كتاناً، فأنزله وكفنه بالكتان، ووضعه فى قبر كان منحوتاً فى صخرة، ودحرج حجراً على باب القبر"
ثالثاً: يسوع قال ثلاث أيام وثلاث ليال :-
يسوع دخل القبر ليلة السبت وأُخرِج الأحد فجراً
أى يوم وليلتان فقط .
وهذا يُبطل أن يكون هناك قيامة من الأساس مع ما تقدم من كلام علماءهم .
وهذا يؤكد أن المسيحية عقيدة وثنية .
المفضلات