س : كيف نجيب عن شبهة تحليل الكذب فى ثلاث حالات عند المسلمين ؟؟
————————–————
ج : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد ,
فإذا محاسني اللائي أُدلُّ بها… كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذرُ؟!
أولاً من الذي يقول هذا الفعل حلال وهذا الفعل حرام ؟
الجواب طبعاً الخالق وحده , فإذا أخبرنا أن الكذب حرام فقد حرم الاسلام الكذب فى القرآن والسنة واخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكذب ليس من صفة المؤمن .
قال الله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَاللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [ [سورة الصف : 2-3]
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة:119
وفى الحديث : عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا”
عن صفوان بن سليم انه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا”
ولكن الكذب لا يكون خبيثاً فى ثلاثة حالات فلا ينبغي ان نسأل كيف يُحل لنا الأشياء التى ليست خبيثه ؟؟؟
هذا أول شيء
ثانياً : لماذا يُحرم الله أشياءً ويحلل أشياءً أخرى
قال تعالى ” يحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث ” إذن رسول الله يحل لنا الطيب ويحرم علينا الخبيث
ثالثاً : ما الخبيث فى أن يقول الإنسان لزوجته إني احبك وهو لا يحبها ؟ وما الخبيث فى أن يموه الإنسان المؤمن ويقول انه سيذهب تجاه الشمال ثم يذهب تجاه الجنوب ؟؟؟
وما الخبيث فى أن يكذب الإنسان وهو يصلح بين إثنين ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلا فِي ثَلاثٍ ” ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ الْكَذِبَ يَحِلُّ فِي الْحَرْبِ ، وَإِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا ”
فإذا قال لك تحلون الكذب فى ثلاث فقل له ولماذا يكون الكذب حراماً فى هذه الحالات ؟؟؟؟؟
ثم لو نظرت فى دين النصارى ستجد بولس لا يكذب على الناس ليصلح بينهم ولا يكذب عليهم ليحارب أعداء الدين ولكن تجده يكذب على الله فبولس يقول ” Rom 3:7 فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ ”
ويقول بولس في الانجيل عندما كان يجلد : “أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً” (أعمال22/25).
ويقول ايضا ::”صرت لليهود كيهودي…وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس…و للذين بلا ناموس كأني بلا ناموس…صرت للكل كل شيء” (كورنثوس(1)9/20-21).
فهذا مثلهم الأعلى متلون كالحرباء فلماذا ندان نحن بعد كخطاه ؟؟
ونجد أنه فى كتاب النصارى قد قد ورد فى انجيل يوحنا عندما طلب منه التلاميذ أن يصعد معهم الى العيد :
يوحنا 7 : 8 “اصعدوا انتم الى هذا العيد انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد* 9 قال لهم هذا و مكث في الجليل* 10 و لما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء”
بالطبع هذا كذب واضح عندما يقول أنا لست أصعد الى هذا العيد ثم يصعد بعدهم , بينما يقول النصارى أنه قال أن وقتى لم يكمل بعد وبعد أن صعدوا كمل وقته وصعد .
وبالطبع على الرغم من أن هذا الرد يدعوا الى الضحك والسخريه إلا اننا اذا افترضنا جدلا هذا الامر فلم يرد فى النص ما يوحى أن وقته قد كمل , كما أنه إن كان كمل وقته فلماذا صعد فى الخفاء ولم يظهر نفسه ؟؟
فالخلاصه من هذا أن الكذب أيضا مباح عند النصارى فى امور لا مبرر فيها أو لو كان فيها مبرر على حسب اعتقادهم فلما ينكرون على الناس ما يجدونه مباحا لهم ؟
وهذه بعض كلمات المُفسرين والقديسين عند النصارى حول الكذب الحلال !
يقول القديس يوحناالذهبي الفم
” إذا بحثت في تاريخ قادة الحرب منذ القدم, تجد ان الذين برزوا ووصلوا ذروة المجد, تجدهم هؤلاء القادة حققوا معظم انتصاراتهم بالحيلةالحربية, والفتوحات عن طريق الخداع يمتدح أكثر الحرب المفتوحه
( الكتاب الأول, ص( 36 – 37 )
يري القديس يوحناالذهبي الفم
ان الحالات التي يباح فيها الكذب تمتد إلي الأصدقاءوأفراد الأسرة وذلك في أمور الدنيا والدين يقول القديس ان الكذب يجوزفي معاملة الزوج لزوجته الزوجة مع زوجها, الابن مع الأب بين الأصدقاء وكذلك الأطفال مع الوالدين
(الكتاب الأول, ص 37
ويعلق القديس يوحنا علي ما استشهد به وبقول
” انه أمر خير أن يستخدم هذا النوع من الخداع ليس فقط في الحرب مع الأعداء بل وفي السلم ومع أعز الأصدقاء, والفائدةتعود علي الخادع والمخدوع ”
(الكتاب الأول, ص 37
يقول مارتن لوثر “ما الضرر الذي سيحدث, لو ان شخصاً كذب بنية صافية من اجل الخير ومن اجل الكنيسة ولدواعي الضرورة؟ انها كذبة مفيدة,كذبة نافعة ..ان مثل هذه الاكاذيب لا تتناقض مع الله… والله سيتقبلها”
وفى النهاية نقول
إذا محاسني اللاتي أدل بها = كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..