بارك الله فيك أخي الحبيب أبو طارق
فقد لفت نظري إلى أمرين، وبالطبع يدلان على أن هذا الكتاب غير المعصوم يخضع دائما للتلاعب والتطوير (أبديت) مع مرور الزمن !:
الأول منهما: المترجم في طبعة روما المستشهد بها هنا قال: (اصعد يا أصلع اصعد يا أصلع)، بينما الترجمات الأحدث قالت: (اصعد يا أقرع اصعد يا قرع) !
وهناك فرق بين الأصلع: وهو من انحسر شعره في مقدمة رأسه أو وسطها. والأقرع: هو من لا شعر له!
وبناء على ذلك نسأل المسيحي: هل كان اليشع أصلع أم أقرع؟!
الأمر الأخير: في ترجمة روما أن من فتك بالصبية دبان (ذكران). بينما في الترجمات الأحدث دبتان (مفردها دبة، وهي أنثى الدب)!
وعليه نقول لعابد الصليب: هل هما دبان أم دبتان؟!
طيب إذا كان اليشع أصلح الماء فلا موت ولا جدب، فلماذا لم يعالج بها رأسه لتجنب السخرية من الصبية والتسبب في قتل صبيه آخرين فيما بعد؟!
أما ما قيل من فبركات مفسري هذا الكتاب أصحاب الرموز والأوهام بجعل الصبية شباب أو رموز لغير المؤمنين فهذا لا يستقيكم والعقل السوي، فهل مؤلف هذا الكتاب المنسوب للقداسة لا يستطيع أن يقول شباب كفار ويحسم الأمر ؟!
فهي مجزرة بشعة المفروض أنها تنسب لنبي غضب على صبية فأهلكهم لمجرد التعيير!
ويكفي الأصلع أو الأقرع أو كلاهما بان يلعن من يعيروه حتى يخرج دبان أو دبتان للفتك بهم!
ونشير هنا إلى صورة عن أعظم خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وما تعرض له من أذى فكان يعفو عمن أذوه:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أنها قالتْ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : هل أتى عليك يومٌ أشدُّ من يومِ أُحدٍ ؟ قال : لقد لقيتُ من قومك ما لقيتُ، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ، إذ عرضت نفسي على ابنِ عبدِ ياليلِ بن عبدِ كلال، فلم يجبني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفقْ إلا وأنا بقرنِ الثعالبِ، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريلُ، فناداني فقال : إن اللهَ قد سمع قول قومِك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث اللهُ إليك ملكَ الجبالِ، لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني ملكُ الجبالِ، فسلَّم عليَّ، ثم قال : يا محمدُ، فقال : ذلك فيما شئتَ، إن شئتَ أن أُطبقَ عليهم الأخشبَينِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يخرجَ اللهُ من أصلابهم من يعبد اللهَ وحده، لا يشركُ به شيئًا ".
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3231
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك سيدي يا رسول الله
المفضلات