افهموا وتعلموا
قبل أن تندموا
( لكنى أقول لكم الحق : إنه خيرٌ لكم أن أنطلق ، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّى ، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم )
يوحنا 16 / 7
والسؤال : من هو المعزِّى ؟ !!! ....
وللإجابة نقول :
أولاً : المعزى لا يأتى إلا إذا انطلق المسيح وذهب !! وبناءً على ذلك فالمعزى ليس هو المسيح ولا الروح القدس لأن الروح القدس كان 1- مع يوحنا المعمدان ( لوقا 1 / 15 : لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ) 2- ومع أليصابات ( لوقا 1 / 41 : فلما سمعت أليصابات سلام مريم إرتكض الجنين فى بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس ) 3- ومع زكريا ( لوقا 1/67 : وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس ) 4- وسِمعان ( لوقا 2/26 : وكان قد أوحى إليه بالروح القدس ) 5- ويسوع ( لوقا 3 / 22 : ونزل عليه الروح القدس بهيئةٍ جسمية مثل حمامة ) وكان الروح يساعده فى إنجاز المعجزات وهو الموصوف بروح الله ( متى 12 / 28 ) نعم كان الروح القدس يساعده وليس بعلزبول رئيس الشياطين كما زعم اليهود لكى يردوا معجزات المسيح الظاهرة !! ومعلوم أيضاً أنه – الروح القدس- كان يساعد الحواريين .. 6- وتلاميذ المسيح ( يوحنا 20 / 21 ، 22 : فقال لهم يسوع أيضاً سلامُ لكم كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا ، ولما قال هذا نفخ وقال لهم : اقبلوا الروح القدس .. ) والتلاميذ لابد وأنهم قد تلقوا هذا العطاء لأن أقوال وأفعال المسيح ليست عبثاً !! وبهذا يتضح أن الروح القدس كان موجوداً وبصورةٍ دائمة فلا يقبل أبداً الادعاء بأنه هو المعزى المنتظر ..
ثانياً : الحواريون لا يصلحون لخلافة المسيح لأنه قال لهم إن لى أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن ( يوحنا 61 / 12 ) وقال لهم أيضاً : ما بالكم خائفين يا قليلى الإيمان ! ففى الحال مدّ يسوع يده وأمسك به ( بطرس كبير الحواريين ) وقال له : يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟! ( متى 14 / 31 ) وقال لهم أيضاً ( أى للتلاميذ ) : لماذا تفكرون فى أنفسكم يا قليلى الإيمان ؟! إنكم لم تأخذوا خبزاً ( متى 16 / 8 ) ثم قال لهم : أين إيمانكم ؟ ( لوقا 8 / 25 ) ثم انفجر فيهم فى إحباطٍ ظاهر : هل أنتم أيضاً حتى الآن غير فاهمين ؟ ( متى 15 / 16 ) أيها الجيل غير المؤمن والملتوى !! إلى متى أكون معكم وأحتملكم ؟ ( لوقا 9 / 41 ) .. ما أشدّ معاناة المسيح !!! ..
ما أشد معاناة المسيح خاصة وأن عائلته وقومه اليهود لم يكونوا يؤمنون به، بل كانوا يكذبونه ( لأن إخوته أيضاً لم يكونوا يؤمنون به )( يوحنا 7 / 5 ) ( ولما سمع أقرباؤه فخرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا : إنه مختل !!!) ( مرقس 3 / 21 ) ما هذا ؟ عقل المسيح ليس سليما !! ويقول ذلك والدته وإخوته !! ( راجع كتاب تفسير الإنجيل ج.ر.ميللو ص 726 ) واليهود قالوا : إنه مسكون بالشيطان نفسه .. ما أشد معاناة المسيح !! ( إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ) ( يوحنا 1 / 11 )
ونتساءل : لماذا فى النهاية تركه الحواريون وفرّوا ؟! لعلّ هذا يبين لنا أنه ترك المهمة للنبىّ القادم الى بشّر به موسى ( فإن موسى قال للآباء : إن نبيّاً مثلى سيقيم لكم الربّ إلهكم من إخوته له تسمعون فى كلّ ما يكلمكم به ) ( أع 3 / 22 ) .. ترك المسيح المهمة لروح الحق ( وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ، ذاك يمجدنى ... ) ( يوحنا 16 / 13 )
ثالثاً : البارقليط أو الباراكليت كثير الحمد ! هو المعزِّى وهو روح الحق ، ومعلوم أن كلّ نبىّ مرسل من الله يكون قدسيّاً معصوماً ، وكلّ نبىّ روح قدس من الله لأن حياة قومه لا تكون إلا به وفى الإنجيل : أيها الأحباء لا تصدّقوا كلّ روح ، بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله ؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم ... تأمل ! واحفظ ! النبىّ = الروح ، والروح الحقيقى هو النبى الحقيقى ، والروح المزيف هو النبى المزيف .. وراجع للإضافة متى 7 / 15 .. وحتى لا تضيع الحقيقة وسط ركام العواطف والأهواء تذكَّر : ( بهذا تعرفون روح الله ( نبىّ الله ) ، كل روح ( نبىّ ) يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد فهو من الله ) ..
والنبىّ محمد e قال عن المسيح أنه ابن مريم وأنه من الصالحين وهو من أولى العزم من الرسل ، وقال عنه أنه كلمة الله وروح منه .. إذن النبىّ محمد e مجّد المسيح فى حين خذله كل من حوله ، أعطاه حقّه وبيّن مكانته ومنزلته فهو عبد الله آتاه الكتاب وجعله نبيّا .. وهذا مصداق قول المسيح عن المنتظر أنه يمجّده ، وقوله عنه أيضاً ( فهو يشهد لى ) ( يوحنا 14 / 16 ) ..
نعم !! فهو لم يجعله ابن زنا كما زعم اليهود لعنهم الله ، ولم يجعله مضروباً مهاناً مصلوبا ميتاً مقبوراً !!! وإنما جعله معجزةً مصاناً مرفوعاً إلى السماء.. إذن هو النبىّ محمد e ، إنه هو النبىّ المنتظر مصداقاً لقول المسيح : ( وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيّا آخر ليمكث معكم إلى الأبد ) ( يوحنا 14 / 16 )
إنه محمد بن عبد الله ، من نسل قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم .. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته ومن والاه واهتدى بهداه ..إنه المعزى روح الحق .. إنه من بشّر به الأنبياء السابقون .. إنه من بشّر به المسيح يسوع ليمكث معنا إلى الأبد !! فليس بعد رسالته رسالة ولا بعد شريعته شريعة .. والعجيب أن أمته الوضيعة بعبادة الأوثان والأصنام أصبحت أمةً رفيعة بعبادة الواحد الديّان والإيمان بنبىّ الإسلام محمد e .. أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
وإن كان الذين لا يزالون أحياء لا يسمعون من موسى والأنبياء السابقين البشارات بنبىّ الإسلام محمد e ولا يسمعون أيضاً من المسيح فلن يسمعوا ولو قام لهم واحد من هؤلاء الأموات .. ( راجع لوقا 16 / 31 )
*******
باختصار وتصرف وإضافات من كتاب العلامة أحمد ديدات رحمه الله " محمد الخليفة الطبيعى للمسيح "
*******
وختاماً أقول : لا تزعم أنك بحثت فى كتابك المقدس فلم تجد شيئاً من ذلك لأن ذلك روغان كروغان الثعالب يهلك صاحبه يوم القيامة ، ثم اعلم أن كتابك المقدس يختلف كثيراً باختلاف الطبعات ! ولك أن تتأكد من ذلك بنفسك .. ولا يزال التحريف مستمراً .. وخذ مثالاً على ذلك : قارن بين كتاب الحياة طبعة 1988م ، والكتاب المقدس طبعة 2004م ، وقارن بين كتاب طائفتك التى أنت منها وكتاب طائفة أخرى غير طائفتك ، والاختلافات بين كتاب البروتستانت ذى الأصل العبرانى وكتاب الأرثوذكس أو الكاثوليك ذى الأصل اليونانى معلومة للجميع..!! والكل مع التناقضات والمشاكل والاختلافات : كتاب الرب !!!!! عند من لا يريد أن يفهم قبل أن يندم .
نسأل الله العافية ... آمين
*******
المفضلات