رسالة إلي كل مسلمي العالم
يا أمة الاسلام.ياأتباع النبي محمد صلي الله عليه وسلم. ياخير أمة أخرجت للناس.ياأمة التوحيد الخالص.يامن تعبدون إلاها واحدا. وتدينون بدين واحد . وتتبعون نبيا واحدا.وتقرءون كتابا واحدا.وسماكم أبوكم إبراهيم اسما واحدا. وتولون وجوهكم إلي قبلة واحدة. وتأتمون بإمام واحد.وتلهج السنتكم باسم الواحد.وتهفوا قلوبكم وأفئدتكم إلي الواحد .لقد بذل نبيكم (صلي الله عليه وسلم) كل غال وثمين لتوحيد الجزيرة العربية ومسلمي العالم تحت راية واحدة ,راية التوحيد لاإله إلا الله. وحرص صلي الله عليه وسلم أن يجعلهم جميعا يستظلون بمظلة واحدة هي مظلة الإسلام وأن يلبسهم عباءة واحدة هي عباءة الإيمان.الله سبحانه وتعالي أمركم بالوحدة فإن في الاتحاد قوة ترهبون بها عدو الله وعدوكم وحذركم من الفرقة فإن فيها فناءكم.قال تعالي" وَأَطِيعواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين" ولنتأمل هذه الآية العظيمة .في بداية الآية أمرنا الله سبحانه وتعالي بالطاعة ولكن طاعة من ؟ هنا جمع الله سبحانه وتعالي بين طاعة الله وطاعة الرسول (صلي الله عليه وسلم) ووحد بينهما فطاعة الرسول هي طاعة لله لأننا هنا بصدد الحث علي الاتحاد.وفي المقابل تحدث الله سبحانه وتعالي عن الفرقة والاختلاف ونتيجتها الفشل . وكلمة الفشل كلمة موحية فلا أحد يحب الفشل وأيضا ذهاب القوة . الشيء العجيب والرائع أن الله شبه القوة بالريح فالريح هي اقوي الأشياء فهي تقتلع الأشجاروتدمركل شيء ولايقف في طريقها شيء . وكذلك حثكم الرسول علي الاتحاد وحذركم من الفرقة وهانحن نخالف الله ورسوله ونخالف ماجاهد من أجله الرسول صلي الله عليه وسلم. ومن أسفل مظلة الاسلام الفسيحة اتخذ بعضنا مظلات صغيرة وافترقنا الي جماعات واحزاب ومسميات ماأنزل الله بها من سلطان فهذا مسلم سني, وهذا مسلم شيعي, وهذا مسلم سلفي,وهذا مسلم صوفي,وهذا مسلم وهابي .وهذا مسلم اخواني وهذا يختلف مع هذا, وهذا لايحب هذا وهذا لايجالس هذا وكأن مظلة الاسلام وحدها لاتكفي . والعجيب أن كل جماعة احتكرت لنفسها اسما لايجوز لها ان تحتكره . إذا كان السلفي هو من يتبع الرسول والسلف الصالح فوالله كلنا سلفيون, وان كان الاخواني هم جماعة إخوان في الله فوالله كلنا إخوان لأن الله أمرنا بالاتحاد وعدم التفرق وألف الله بين قلوب المسلمين جميعا واصبحوا بنعمته إخوانا كما قال سبحانه" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا" ,وان كان الصوفي هو الذي يربي نفسه علي الحب في الله والخلق القويم فوالله كلنا صوفيون,وان كان السني هومن يتبع سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم فنحن والله كلنا سنيون. إذن لايجوز لفئة او جماعة أن تحتكر هذه الاسماء لنفسها حتي الشعار الذي اتخذه الاخوان المسلمون شعارا لهم" الاسلام هو الحل" لايجوز ان يكون حكرا علي احد لان المسلمين جميعا مجمعون علي أن الاسلام هو الحل لكل مشاكل المجتمع. والعجيب في الامر ان الخلاف بينهم لايستدعي التفرق فمثلا حينما يقول الرسول صلي الله عليه وسلم" من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وهذا اضعف الايمان" وهذا من سماحة وسعة التشريع في الاسلام حسب الظروف والاحوال فتتبني جماعة التغيير باليد فقط وتلوم الاخري وتخطئها علي تبنيها التغيير باللسان وهكذ تتكون الجماعات والفرق وكذلك في مسألة النقاب والحجاب مع أن كل ذلك من الاسلام.فمن غير المنكر باليد فهومسلم ومن غير باللسان فهو مسلم ومن غير بالقلب فهو مسلم. وكلمة "مسلم" هي هويتنا جميعا وهي الكلمة التي توحدنا جميعا في مشارق الارض ومغاربها بينما كلمات "سني" "شيعي" "صوفي" "سلفي" "اخواني" "وهابي""جماعات اسلامية" هي التي تفرقنا شيعا.ألم نقرأ جميعا قول ربنا " وَأَنَّ هَـذا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ" [الأنعام: 153].إن الصراط المستقيم هوالطريق الوحيد الحق لان الله سبحانه وتعالي نسبه الي نفسه ووصفه بالمستقيم أي لاإعوجاج فيه وهو الطريق الوحيد الذي إرتضاه الله للمسلم.وحذرنا الله من السبل والفرقة وهذا مالايرضاه الله للمسلم. ولاننسي قول الله سبحانه وتعالي" إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ"وقوله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل" ولا تكونوا من المشركين .مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" إنما هو دين واحد وكثرت الشيع والفرق والاحزاب وكل حزب متمسك بمالديه وفرح به وهذا هو والله حالنا وديننا بريء من ذلك ودعني أقتبس مما قاله الشيخ الشعراوي في هذا الموضوع يقول الشيخ" والذين فرقوا دينهم نسوا أن الدين إنما جاء ليجمع لا ليفرق، والدين جاء ليوحد مصدر الأمر والنهي في الأفعال الأساسية فلا يحدث بيننا وبين بعضنا أي خلاف" ويقول الشيخ أيضا"إذن الذين يفرقون في الدين إنما يناقضون منهج السماء الذي جاء ليجمع الناس على شيء واحد؛ لتتساند حركات الحياة في الناس ولا تتعاند، وإذا كان لك هوى، وهذا له هوى، وذلك له هوى فسوف تتعاند الطاقات، والمطلوب والمفروض أن الطاقات تتساند وتتعاضد"

إننا يجب أن نسأل أنفسنا ليل نهار هل هذه الانقسامات والجماعات والاحزاب المتشاحنة ترضي ربنا؟ هل ترضي رسولنا صلي الله عليه وسلم؟ لو كان محمد ابن عبد الله (صلي الله عليه وسلم) بيننا الآن,تري هل سيكون سعيدا فرحا بهذه الانشقاقات والاختلافات بين أتباعه ؟ ياإخواني كفي بمظلة الاسلام مظلة وكفي بنعمة الاسلام نعمة. إن هذه الجماعات يراها الغرب بصورة مغايرة ويسيءفهما وهي تعتبر حجر عثرة لمن يريد أن يعتنق الاسلام.فلنعد الي بساطة الاسلام ولنتذكر عالمنا الجليل الفخر الرازي الذي قال "أفضل الايمان إيمان العوام" إنني أهيب بكل المسلمين أن يعودوا الي بساطة ووسطية الاسلام وان يتحدوا ولايتفرقوا فقد امركم ربكم بذلك .اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين