بسم الله الرحمن الرحيم

الظروف المعاصره تجهد الكثير من العلماء(1)
وتجعل بعض الدعاه يبزل قصارى جهده بل وماله لتحقيق شئ يجد له بريق ايجابى
لذا وجدت وجت هذه الكليمات لتعبر عن محتوى ذلك الفكر
تفضلن بأذن الله

*************************************
**************
*****

إن الأزمة الحالية التي تعيشها أمتنا ضمن السياق العالمي المضطرب، تحتاج إلى مواقف راسخة ذات قوة فاعلة، تثبت في مواجهة الزلزلة التي ينهار فيها بعض رجالاتها على كل المستويات، ولا بد أن تتحمل في سبيل هذه المواقف كثيرا من التحديات التي قد تواجهها ، وهذه بلادنا حماها الله بمواقفها العالمية الجريئة، تتلقى ـ بين الفينة والفينة ـ هجمات إعلامية مختلفة، تستهدف عقيدتها وأمنها وتماسك بنيتها، وما ذلك إلا لما تتمتع به من نعم عظيمة، تقض مضاجع أعداء الإسلام، من تمسكها بتطبيق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن مواقف متميزة تتوافق مع مكانتها بين دول الإسلام الأخرى، ونظرة الأمة إليها بوصفها قبلة المسلمين، ومأوى أفئدتهم، لتبقى في مقدمة الصف الإسلامي دفاعا عن المسلمين في أنحاء الأرض، ودعوة من خلال مئات المراكز الإسلامية الشامخة، والمساجد العملاقة التي تعمرها في أنحاء الأرض وتدعمها بالمال والرجال.

وإذا كان للساسة دورهم في الثبات على حماية الدولة بمواقف قوية في السياسة الخارجية والداخلية، فإن للدعاة المخلصين، وطلبة العلم الشرعي وأئمة المساجد دورا في توعية الناس، والأخذ بأيديهم في ظل هذه الأزمات، لتوجيه مواقفهم حسب ما تقتضيه النصوص الشرعية، هذا من جانب، ومن جانب آخر للاستمرار في الدعوة إلى الله لحماية الجبهة الداخلية من لصوص الأزمات الذين يحاولون أن يبذروا السوس في الأحوال المربكة.
نعم يجب أن تستمر قوافل الدعاة الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، الذين تزودوا بعلم شرعي نقي يكفل لهم ـ بإذن الله ـ عدم الانحراف في مهاوي التطرف والغلو أو التميع والاستهتار، وتزودوا بالورع الذي يحميهم به الله من الانزلاق في وحول الرغبات الدنيئة التي تستهوي سائر البشر، وما قد يعتري بعضهم من مرض مقعد، أو ملل من طول الطريق إلى هداية القلوب وإصلاحها، أو انهيار وقتي أمام تكالب المغريات، المتسلطة على مدعويهم أو ربما عليهم.

إن الدعوة إلى الله تعالى تواجه اليوم مذاهب فاسدة، وعقائد باطلة، وهجمات ماكرة، وتخطيطا دقيقا، فإذا لم يتصد لذلك كله ثقات مأمونون، تربوا على منهج السلف الصالح، فإن مسيرة الدعوة قد تتعثر، أو تختل.
إن الداعية الحق يتخذ من ألم الواقع المؤلم زوادة خضراء، مفعمة بالنور، مملوءة بالخير، منسوجة من خيوط الأمل الرقيقة الوضيئة.. عرف طريق الحق فسلكه، وتلمس باب العزة فطرقه، ولكني أرى ـ فيمن أرى ـ داعية مؤهلا بالعلم والحمة والموعظة الحسنة، ولكنه بطيء الخطا، كأنه قد توقف في وسط الطريق مراوحا مكانه، لم يتقدم ولم يتأخر، لا يزال في درب الفضيلة، ولكن غلبت عليه الدعة والكسل، واستزله حب الدنيا وطول الأمل، فأراد أن يكون صالحا بلا عمل، وكأنه لم يبلغه قول المصطفى : ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء)) واه مسلم، فخدعته في لحظات ضعفه، واستسلم لها.

أهل العلم، وأئمة المساجد، ورجال الحسبة، وطلبة العلوم الشرعية، ومن آتاهم الله قدرة على المشاركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جميع التخصصات طبيبا ومهندسا، عاملا وموظفا، هم الرواحل الذين عليهم حمل الأمانة، وحماية الدين، وصيانة الإسلام، إليهم يوجه الكلام، وعليهم ـ بعد الله ـ يعتمد في المهمات والملمات، فإن عجزوا، أو تراجعوا فَمَن يُرجى لنصرة الدين، ومن يرغب إليه ويفزع في المهمات بعد الله عز وجل.
إن الدعاة إلى الله .. هم أملُ الأمة ونورُها الوضاء، وإن العمر مهما طال فهو قصير، ذهب جزء منه غير قليل، وما تبقى منه تقاسمته حظوظ الدنيا والجسد، ولم يبق مجال للعبادة والدعوة والتنافس في أمور الآخرة والدرجات العالية إلا قليل من كثير، والطامح في الخير لا يقف أمله عند حدود دخول الجنة ـ وإن كان يكفي مأملا ـ ولكن مأمله أن يكون في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا .

يتبع