قضية يأجوج ومأجوج, قضيّة مهمة, لأن كونك مؤمن بالإسلام, باالأدلة التي تثبت وجود الله تعالى, ونبوة محمد صلى الله عليه وسلّم, اقول في حالة إيمانك بههذ الأدلة, تصبح مسألة الإيمان بيأجوج ومأجوج, قضيّة سهلة ليست بصعبة مطلقاً..
إذا آمنت بأن الله قادر على كلّ شيء, فاعلم, أن الله قادر على حجب يأجوج ومأجوج, في مكان من الأرض, أنا وأنتم وغيرنا, نأتي عن يمينه وعن شماله ولكن لا نقع عليه,
وأنا اضرب لك مثال من الواقع: فمثلاً أنت, عندما تبحث عن شيء تفقده, ولنقل بأن هذا الشيء هو الملاحة, ثم تدخل المطبخ لتبحث عنه, ثم لا تراه, رغم أنه أمامك, حتى يأتي من يقول لك: ها هو ذا .. فتتعجب من نفسك كيف لم تره ..
وأخرى عندما تقلب بيتك رأساً على عقب لتبحث عن مفاتيح سيارتك التي تحملها في يدك, حتى يأتيك من يقول لك, ها هي المفاتيح بين يديك .. فتتعجب كيف لم ترها !!
كذلك انظر إلى هذا المقطع الغريب, وشاهد كيف اختفت السيارة أمام ناظري الناس, ولم يعودوا يرونها:
ملاحظة: المقطع يحتوي على موسيقى, وبعض صور النساء.
ولك أن تسأل كيف احتجبت؟ ما الذي حجبها؟ مع إيماني أن الأسباب في حجب السيارة وصاحبها, هي غير الأسباب التي حجبت يأجوج ومأجوج عنّا, إلا أن القوة التي فعلت هذا واحدة, واصبحت منطقية وغير ممتنعة. مع الأخذ في الحسبان, أنه لا يعني أننا لا نستطيع رؤية يأجوج ومأجوج, أي أننا لا نمر بالسد ولا نراه, أو أننا نطأ منازلهم من وسطها ولا نراهم ولا يروننا, ولكننا نأتي عن أيمانهم وشمائلهم, ولا نهتدي لمكان تواجدهم,
مع الأخذ في الحسبان أن هناك نظريات أخرى, حول قضية يأجوج ومأجوج, اقرأها في موضعها, وأنا أملي عليك الآن, ما اقتنعت به, إذ للشيخ عبدالكريم الحميد كتيب قيم عن هذه المسألة.
إذا فبما أن الله قادر على كل شيء, فهو قادر, على أن يحجب عنّا يأجوج ومأجوج, العلة الظاهرة من هذا الحجب, هو حت لا يختلط هذين الشعبين بالنّاس, لأنهما شعبان بدائيّان, وسوف يبقيان بدائيّان إلى حين ظهورهما, ثم هم يخرجون على أناس قد رجعوا إلى الحياة البدائية, طبعاً بعد أن ينفذ المخزون العالمي للبترول..
أتمنى أن الصورة وضحت ..
إضافة:
فكما نعلم أن نبي إسرائيل تاهو في سيناء, وعاشوا في التيه أربعين سنة, وكانت القوافل تضرب سيناء من الشام ومصر, فلا يقعون على بني إسرائيل, ولا بني إسرائيل وقعوا عليهم, وهذا من أعظم الأدلة على قضيّة الحجب.
مسألت كثرتهم من قلته, لتعلموا أنهم يقيمون في أقصى الشرق, ليس وراءهم إلا أقصى الغرب, وهم شعب من شعوب الترك, وحتى يصلوا إلينا كما أخبر ربنا تبارك وتعالى على لسانه نبيه, يجب أن يخضعوا سائر الشعوب التي بيننا وبينهم لرايتهم, وهذا يعني أنهم سوف يستخدمون الكثيرين منهم لحربنا.
فنحن ما ندري, أكثرتهم المقصودة, خاصة بهم هم, أم أنهم يلحق بهم شعوب الترك التي سوف يخضعونها, هذا من جهة.
ومن جهة أخرى, أنا اقول لكم, هم موجودين, ولكن نحن لا تستطيع أن تصل إلى ديارهم, فالله جعل بني إسرائيل يتيهون في سيناء أربعين سنة, لا يعرفون منازلهم, وضربت لكم أمثلة من الواقع, وقلت أن المسألة منطقية, ولا يمكن نفيها عقلاً.
فهم ليسوا اشباحاً بل بشر مثلنا ..
إضافة إلى أنه إلى الآن, ما زالت الروّاد يكتشفون شعوب بدائيّة في مجاهل العالم, لم يتم اكتشافهم عن طريق الأقمار الصناعية حسب علمي, بل عن طريق البحث الميداني, وهذا يعني أنه لم يتم حتى الآن حصر شعوب العالم بأسره.
التصور التاريخي الصحيح القائم على الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة, أن هذين الشعبين, يقبعون خلف السور, وهم يعيشون معيشة بدائية, يحفرون السور كل يوم, وعندما يريد الله خروجهم, يكون خروجهم بعد نزول عيسى المسيح عليه السلام, وبعد وفاة المهدي, تقريبا, ثم باقي الخبر معروف لديكم.
مسألة: لماذا لا يبحث يأجوج ومأجوج, عن سبيل آخر للخروج, أو لماذا لم يصنعوا سلما يصعدون عليه من فوق السور؟
الجواب: هذه قضية تخضع للإلهام, الله تعالى لم يلهمهم هذا, فمثلاً السيارة, قبل 200 سنة كان مجرد تصور السيارة مجرد جنون, لكن الله ألهم الناس صناعة السيارات, فوجدت السيارة, وقس على ذلك سائر الأدوات, كذلك السلالم, لم يلهم الله تعالى هذين الشعبين أن يصنعوا السلالم, ولم يلهمهم البحث عن طريق آخر للخروج.
أنا أتذكر مرة من المرات كنت في المسجد, وفي الصف الأول, وجاء خلفي أثناء الصلاة أناس كثر للصلاة (متأخرون) فلما قمت لأستدير وأخرج, لم أتمكن لأن المصلين كانوا يحجبون علي الطريق, فوقفت لا أدري كيف أتصرف, فنظر إلي شيخ كان جالساً بجانبي, فقال: يا هذا, تعال من خلف حوامل القرآن, واخرج من آخر الصف, الحقيقة أن ضحكت قليلاً ولم استغرب هذا التصرف مني, لأن الله لم يلهمني هذا الطريق, بل وقفت انتظر أحد المصلين لينتهي من صلاته فأخرج من خلاله. حتى نبهني هذا الشيخ لهذا الطريق :)
مستفاد من كتاب يأجوج ومأجوج للشيخ عبدالكريم الحميد
المفضلات