مقال رائع للدكتور خالد المنيف

يُحكى أن رجلا يدعى (شفيق جبر) كان مولعا

بالسفر مغرما باللهو

وحدث أنه زار ذات يوم إحدى المدن..

وقد ضمّن برنامجه زيارة لمقبرة المدينة..

وبينما هو يسير بين القبور متأملا قد رق قلبه وسكنت روحه

وإذ به يجد لوحة على أحد القبور وقد كُتب عليها

(فلان بن فلان ولد عام 1934ومات سنة 1989 ومات وعمره شهران!)

امتلكته الدهشةُ ونال منه العجبُ..

فتوجه نحو حفار القبور وسأله عن هذه المفارقة!

رد عليه حفارُ القبور: نحن في مدينتنا نقيس عمر الإنسان بقدر إنجازاته وعطاءاته وليس بحسب عمره الزمني

فرد عليه صاحبنا وكان ذا دعابة وطرافة:

إذا وافني الأجلُ في مدينتكم.. فاكتبوا على قبري: شفيق جبر من بطن أمه إلى القبر!


تذكرت هذه الطرفة وأنا أرى الكثير من الناس للأسف أمثال شفيق جبر

رضوا بأن يكونوا مع الخوالف..

لا يقدمون ولا يؤخرون.. لا إنجازات تذكر.. لإعطاءات تشكر

أوقات ضائعة.. وحياة مملة

حالهم أشبه ما يكون بالمشجع.. كثير الصياح دائم الانتقاد.. لا يتورع عن الشتائم.. ولا يتعفف من السباب

يعيش حياة هامشية لا أثر له ولا ذكر..

وقد شبه أحدُ الفلاسفة M.R.Copmeyer هؤلاء البطالين ب(الترمومتر)

وبالتأمل لوظيفة هذه الجهاز فإن أقصى ما يفعله هو قياس درجة الحرارة!

فهو مجرد آلة لا تملك قرارا ولا تأثيرا ولا تغير حالا ولا تبدل واقعا

وكثير من البشر حالهم أشبه بالترمومتر. فهو لا يملك أية خطة للحياة ونتيجة هذا أنهم أصبح جزءا من خطة الآخرين!

إن سُئل أجاب وإن تُرك غط في نوم عميق..

أن حضر فهو كقطعة أثاث وإن غاب لم يسأل عنه!

ويُقضى الأمر حين تغيب تيمٌ &&& ولا يستأمرون وهم شهود

كلٌّ.. لا يقدر على شيء.. أينما توجهه لا يأت بخير

يلعنُ الظلامَ والنورَ ويلوم الناسَ ونفسه ويتأفف من كل شي فهو (الضحية الشهيد)

وعكس (الترمومتر) هناك الجهاز الأكثر إيجابية والأعظم نفع وإيجابية وهو الترموستات (منظم الحرارة) حيث إنه لا يكتفي بالملاحظة والمشاهدة وإنما يتحرك بكل إيجابية لتعديل درجة الحرارة رفعا أو خفضا حسبما هو مطلوب

وكذلك بعض الأشخاص نراه عظيم التأثير دائم التفاعل..

متيقظا لما يدور حوله منتبها لما يحدث في محيطه

يتفاعل مع الأحداث ويغيرها..

ليس لديه وقت للتوقف أو التفكير في سقطات الماضي

لا يذعن لأزمة ولا يستكين لمصيبة.. يقاتل لتحقيق أهدافه... ويجاهد لتحسين حاضره... لا يهب إرادته لكائن من كان..

مؤمنٌ بحقه الكامل في أن يعيش ليفوز وأن يربح معركة الحياة

أهدافه واضحة لا يساوم عليها وخططه جلية لا يتراجع عنها


وما المرء إلا حيث يجعل نفسه

فكن طالبا في الناس أعلى المراتب

فاختر لنفسك أنت تكون رقما فاعلا وعنصرا مؤثرا ورقما صعبا في معادلة الحياة
.........انتهت المقالة

قد كنت أفكر من سنين ماذا يمكن أن أعمل للإسلام فبدأت الاجتهاد بدراسة العلم الشرعي وتدريسه ........ وفكرت بالنت لأنه أشمل وأوسع فتحت منتدى ورابطه أسفل توقيعي ......ونظرا لولادتي لابني أهملت كل شيء وراعيته....ثم حين بدأت من جديد قدر الله أن أتعرف على هذا المنتدى وبعد أن قرأت الكثير من الموضوعات سجلت لأني وجت ضالتي وجدت ما كنت أبحث عنه هنا أكملت ما يتقصنيلا تقتصر الدعوة على المسلمين بل النصارى كذلك وشعرت فعلا أن هناك فائدة من وجود بعض الناس بيننا كالاستاذ السيف البتار حين يبكي ان اسلم احدهم والدكتور اكس والأستاذ أسد الاسلام والدكتور وديع وبقية الاخوة والأخوات وأخص الأخت فداء الرسول والدكتورة مسلمة ووالله من ترك أثرا بالغا كثر صعب أعدهم حددوا لأنفسهم هذف وأخلصوا لله ولا نزكي على الله أحد أسأل الله العظيم أن يجعل عملهم خالصا صوابا متقبلا
هؤلاء غيروا واجتهدوا وتركوا بصمة في كفة حسناتهم فعمركم مليارات السنين بارك الله بكم وبجهودكم