
-
من كان بالله اعرف كان لله اخوف

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)
سورة الحج
-
نُورًا مُبِينًا
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (سورة النساء: الآية 174)
الإنسان خُلق في الأرض لماذا خُلق؟ ماذا ينبغي أن يفعل ؟ أيأكل ويشرب وينام وانتهى الأمر ؟!، أم عليه مهمة لا يعرفها ؟ متى يموت ؟ لماذا يموت ؟ لماذا يعيش ؟ يُحسن، يُسيء يصدق يكذب، يُؤتَمن يخون ماذا يفعل ؟ يأتيه كتاب من الله تعالى يقول له أنت خُلقت لجنة عرضها السماوات والأرض أنت خُلقت في الدنيا لتعمل عملاً صالحًا يدخلك الجنة، أنت لا يُسعدك إلا أن تتصل بالله عزّ وجل، لا تَسلمَ إلا إذا أطعت الله عز وجل ، لا تسعد إلا بِقُرب الله عز وجل، الله تعالى الذي خلق السماوات والأرض هو إلهٌ عظيم، ربٌ كريم، سميعٌ بصير، عليم قوي، مُجيب جل جلاله ، و القرآن الكريم عرّفك بالله، عرّفك بالكون، عرّفك بحقيقة الحياة، عرّفك بحقيقة الإنسان،
قال لك افعل ولا تفعل، بيَّنَ لك الحلال والحرام، الخير والشر، الحق والباطل، ما ينبغي وما لا ينبغي، نشأةُ العالَم ومصيرُ العالَم، تاريخ الأمم والشعوب، قصص الأنبياء، مشاهد يوم القيامة.
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (سورة النور35)
الكون بما فيه من أدلة ساطعة على أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى نور.
والكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه فيه الأمر والنهي، وفيه الحلال والحرام، وفيه الآيات الدالة على عظمته، وفيه أخبار من كان قبلنا، وفيه نبأ ما بعدنا، وفيه الوعد والوعيد، وفيه البشارة والإنذار، هذا القرآن الكريم الذي فيه بيان كل شيء، وتفصيل كل شيء هو نور.
والنبي عليه الصلاة والسلام ببيانه وسنته وأقواله وأفعاله وإقراره وصفاته نور أيضا.
والعقل الذي أودعه الله في الإنسان هو أيضا نور.
فالله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض، ونورها بالأدلة التكوينية، ونورها بالآيات القرآنية، ونورها ببعثة الأنبياء والرسل، ونورها بالعقل الذي هو أكبر نعمة أخذها الإنسان من رب العالمين
أحيانا تكون الفكرة مجردة، غير محسوسة، نشبهها لشيء محسوس تقريبا للأذهان، ربنا عز وجل شبه الكفار في إعراضهم عن الحق، وفي جمود عقولهم، وفي ضيق أفُقِهم، كأنهم خشب مسندة، هذا تشبيه، وشبه الكفار تارة ثانية بأنهم كالأنعام.. كالبهائم، والله الذي لا إله إلا هو هذا الذي لا يعرف الله عز وجل، ولا يعرف لماذا خلقه، ولا لماذا أوجده، ولا يعرف مهمته، إن هو إلا كالأنعام، بل أضل سبيلا،
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
خلق الله جل جلاله السماوات والأرض، ونصب الأدلة التي تشير إليه .. التي تدل عليه، ما من اسم من أسمائه الحسنى إلا وملايين الأدلة التي تدل عليه وتشير إليه "، فالأدلة الكونية التي نصبها الله عز وجل لتكون تجسيدا لأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى هي بمثابة النور، فهذه الأدلة نور، تهدي الى الحق والايمان وتهدي الى الصواب ناطقة بعظمة الخالق سبحانه ، مُسبّحة بحمده تبارك وتعالى
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ
يوضع المصباح في المشكاة لأنه أجمع للضوء، ولأن المصباح وهو بالمشكاة أكثر إنارة منه في غيرها
الْمِصْبِاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ
والزجاجة تمنع تأثير الرياح على المصباح، وتزيد من تألق الضوء، فالمصباح في زجاجة أكثر منه إضاءة في غيرها،
فربنا عز وجل بين أن نوره في قلب المؤمن كأن صدره مشكاة، وكأن نور الله هو المصباح، وكأن قلبه زجاجة، يوقد هذا المصباح من شجرة الزجاجة، كأنه كوكب دري، كوكب شديد اللمعان، كثير التألق.
يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ
وصفها الله عز وجل بأنها زيتونة، هذا المصباح، الذي هو في مشكاة، وهذا المصباح الذي هو في زجاجة، وهذه الزجاجة التي كأنها كوكب دري، وهذا النور الذي يمد المصباح يوقد من شجرة مباركة،
لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ
ولا تكون ذات طعم طيب إلا إذا تلقت الشمس من كل جهة، فالأشجار المزروعة في حديقة مكتظة، وحولها أبنية أو جدران، هذه الأشجار لا تعطي ثمرا طيبا،
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
وكأن الدهن الذي يمد المصباح هو أعلى دهن في صفائه، وفي استعداده للاشتعال، بل إن من استعداده للاشتعال أنه يكاد يضيء، ولو لم تمسسه نار تعبير عن استعداده التام للاشتعال، وعن صفائه من الشوائب، الوقود مع مواد أخرى يطلق دخانا كثيفا، ولكن الوقود الصافي الذي ليس فيه شوائب يكاد يضيء، ولو لم تشعله، هذا تعبير عن هذا النور
نُورٌ عَلَى نُورٍ
الله سبحانه وتعالى جعل الكون نوراً تستنير به لمعرفة الله، وجعل القرآن لك نوراً، فهو نور على نور، وجعل الأنبياء والرسل لك نوراً، وجعل العقل لك نوراً، وجعل الأحداث التي تقع في الدنيا نوراً،
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
موضوع دقيق جدا، فمن هذا الذي يشاء الله أن يهديه إلى النور ؟
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (سورة العنكبوت: الآية 69)
فالذي يجاهد نفسه وهواه يدفع ثمن هذا النور، يهدي الله لنوره من يشاء هذا أول ثمن.
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ (سورة المائدة: الآية 16)
والله الذي لا إله إلا هو إن الإنسان يعلم بفطرته ما إذا كان في سلوكه يرضي الله أو يسخطه، فمن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط الناس، فالذي يتبع رضوان الله عز وجل يهديه إلى هذا النور، وهذا ثمن ثان.
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ (سورة الجن: الآية 13)
الهدى لابد أن تستمع إليه، والهدى له أمكنة توضح فيه ، ويقال فيها الحق
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ (سورة يونس: الآية 9)
لابد من حضور مجالس العلم، لأن طلب العلم فريضة،
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا (سورة النور: من الآية 54)
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (سورة النحل: الآية 15)
هل فكرت في الكون، فإن أحد أسباب الهداية أن تفكر في هذا الكون
موانع الهدى: الظلم – الفسق - الخيانة – الكذب – الإسراف - الاستكبار
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
مشيئة الله تعالى
هناك شيء دقيق في الهدى...الهدى ليس بيد أحد لقوله عز وجل:
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (سورة القصص: الآية 56)
فإن الإنسان مخير، و الهدى اختيار
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا عنه أمثاله وحكمه تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا.
والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء وهو أعلم بمن يستحق الهداية
تفسير الآية 35 من سورة النور لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)
سورة الحج
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة gardanyah في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 08-01-2012, 07:08 PM
-
بواسطة (طالب الحق) في المنتدى استفسارات غير المسلمين عن الإسلام
مشاركات: 33
آخر مشاركة: 04-10-2011, 08:14 PM
-
بواسطة حقيقة المسيحية في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 07-02-2010, 08:40 PM
-
بواسطة downtown في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-03-2008, 08:11 AM
-
بواسطة muslim1979 في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 13-08-2006, 03:15 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات