بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ديدات : أين وحي العهد الجديد من مبادئ تيموثاوس (3 : 16) ؟!
لتفنيد نسبة أسفار العهد الجديد لله – عز و جل- يرى ديدات بضرورة إخضاع العهد الجديد لاختبارات تمحيص تثبت أو تنفي قدسيته، وبالتالي تفصل في مسألة صلته بالله، وقد اعتمد الشيخ في ذلك عدة اختبارات منهاهذاالاختبار المتميز : مبادئ تيموثاوس.
مبادئ تيموثاوس (3 : 16) : وهذا الإختبار مستقى من صميم نصوص العهد الجديد ونقصد بذلك ما ورد بـ : رسالة القديس بولس الثانية إلى تيموثاوس (3 :16)، والنص هو : (فإن الكتاب قد أوحي به من الله وهو مفيد للتعليم وللحجاج وللتقويم وللتهذيب بالبر )، فقد ترجمته الطوائف النصرانية الإنجليزية من المخطوطات الإغريقية الأصلية :( إن لكل كتاب موحى فائدة في تعليم الحقيقة و دحض الخطأ أو إصلاح الأخلاق، وتعليم النظام في الحياة المستقيمة)، وحسب الشيخ ديدات يستخرج من هذا النص أربع أغراض للكتاب الموحي به هي :
- إما أن يعلم المبادئ و العقائد .
- أو يوبخ على خطأ ارتكب .
- أو يقدم لنا الصواب .
- أو يهدي إلى الصلاح . (أحمد ديدات، هل الكتاب المقدس كلام الله، ص 65).
وبهذه الأغراض يمكن فحص العهد الجديد بطريقة موضوعية، يتفق عليها المسلمون والنصارى حيث يقول ديدات عن هذه الأغراض : " ونحن لن ننتقد هذه الكلمات، فالمسلمون و النصارى يتفقون على أن ما يصدر من الله عن طريق الوحي أو الرؤيا يجب أن يخدم واحدا من هذه الأغراض"، وقد سبق الإشارة إلى استخدام ديدات لهذه المبادئ، وقوله في نقد أخلاق العهد الجديد :"... سلهم عما إذا كانت أية عبرة أو عظة يمكن استنباطها من إدراج مثل هذه المعلومات بالإنجيل أو الكتاب المقدس، سيتضح أنه لا توجد عبرة، ولا عظة... وهكذا يتبين ويتضح أن الكتاب المقدس كتاب غير أخلاقي ". (أحمد ديدات، عتاد الجهاد والرد على خصوم الإسلام بالحجج والبرهان، تر: علي الجوهري، ص 9).
فعن الخمر مثلا وتحت عنوان ( هل يعقل أن توجد مثل هذه النصيحة الشيطانية؟) فتوصية من القديس بولس – كما يرى ديدات- بتفضيل الحمر على الماء وفق نص ( لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة) ( الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 5: 23)... فديدات هنا يتساءل هنا عن محل هذه النصيحة في نصوص العهد الجديد وأين هي من مبادئ تيموثاوس الأربعة، إذ الخمر في حقيقة أمرها إنما هي من عمل الشيطان فيما يؤكده القرآن الكريم: يأيُّهَا الذيم آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْس مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فاجْتَنِبُوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ( سورة المائدة: الآية 90).
كما يتساءل ديدات عن سبب دسِّ أسماء ( أبناء الزنا) في نسب المسيح- عليه السلام- في إنجيل متى، في حين أوردت نصوص من العهد القديم عن جرائمهم في زنا المحارم ( سفر التكوين 38: 26) ، يقول ديدات: " انظر إنجيل متى (1: 3) لتجد الأسماء يهوذا و ثامر وفارض و زارح، ولكن ماذا عن العبرة؟ هل يبارك الرب يهوذا لجريمة الزنا، وتحت أي تصنيف سيضع النصارى هذا التكريم في كتاب الرب، اسألوا ذلك المتحمس لكتابه حين يطرق بابكم وإذا استطاع أن يضع هذا تحت واحد من التصنيفات الأربعة فسوف يستحق جائزة حقا، لم ولن يولد هذا الذي يستطيع أن يبرر هذه القذارة والحقارة تحت أي من تلك التصنيفات الرئيسية..."(انظر أحمد ديدات، هل الكتاب المقدس كلام الله، ص 69).
بل إننا نجد في رسالة بولس إلى العبرانيين، وهي من كتب العهد الجديد ما نصُّه :
( ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فأنتم نغول لا بنون) ( الرسالة إلى العبرانيين 12: 8)؛ يعلق ديدات:" والنغول هم أبناء الزنا، تهديد وسبٌّ وشتم في رسالة من الرسائل المدرجة بالكتاب المقدس". (أحمد ديدات، عتاد الجهاد، ص 18).
المفضلات