الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهديه أقتفى .
أما بعد .

الذي يطالع هذه الإناجيل يجد تناقض عجيب بينها بل التاقض يقع في الإنجيل الواحد

واأنظر الى هذا التناقض يسوع يعظم سمعان بطرس تعظيما عجيبا ثم في نفس الأصحاح ولكن بعده بقليل يذمه ويدعوه بالشيطان .... ففي متى 16 : 16 – 19 , فاجاب سمعان بطرس : أنت المسيح ابن الله الحي : فقال له يسوع :هنيئا لك ياسمعان يونا ! ماكشف لك هذه الحقيقة أحد من البشر بل ابي الذي في السموات . وأنا أقول لك : أنت صخر . وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي . وقوات الموت لن تقوى عليها . وساعطيك مفاتيح ملكوت السموات . فما تربطه في الارض يكون مربوطا في السماء . وما تحله في ألأرض يكون محلولا في السماء : وفي نفس الأصحاح 16 : 22 -23 , فانفرد به بطرس وأخذ يعاتبه فيقول لاسمح الله . ياسيد ! لن تلقى هذا المصير! فالتفت وقال لبطرس أبتعد عني ياشيطان ! أنت عقبة في طريقي لأن أفكارك هذه أفكار البشر لاافكار الله .
كيف يزكي المسيح سمعان بطرس تزكية يتمنى كل تلاميذ المسيح أن تكون هذه التزكية من نصيبهم يجعل المسيح الحلال والحرام الذي يقوله بطرس هو الذي يقوله الرب ولكن بعدها ببضع أرقام يخاطب المسيح بطرس ويسميه شيطان .
فما هذا التناقض وبأي قول نأخذ . هذا في متى وهناك الكثير من هذه التناقظات والأختلافات ولو راجعنا ميلاد المسيح كما ورد في إنجيل لوقا وهل المسيح ولد في الشتاء كما يدعي القوم في 25 ديسمبر . ولكن النص في لوقا لايسعفهم بهذا التأريخ الذي يدعوه !
ففي لوقا 2 : 8 - 11 , وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم . وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجدُ الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فقال لهم الملاك لاتخافوا فها أنا أُبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . أنه وُلِد لكُم اليوم في مدينة داود مُخلص هو المسيح .
أنا أخاطب عقول النصارى هذا النص الذي أمامكم الأن ماهي فحواه ؟ أُجيبك عندما يكون وقت الرعى في الحقول المجاوره لبيت لحم المدينة التي بشر الملاك بولادة المسيح فيها. فمن الأستحالة أن يكون هذا الوقت التي يرعى فيها الرعاة هو الشتاء لما لأن هذه الأماكن تنخفض فيها درجات الحرارة في الشتاء وخاصة في الليل بل تتكاثر الثلوج فهذه الأماكن وفوق تلالها ومعلوم لكل من له أدنى خبره من الرعاة يعلم أن الفصل المناسب للرعي ليس هو الشتاء بل هو الربيع او الصيف .
ويقول صاحب كتاب ظهور المسيحية الأسقف بارنز [ غالباً لايوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد المسيح , وإذا ماكان في مقدورنا أن نضع موضع الإيمان قصة لوقا عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول , قريباً من بيت لحم , فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية , ويبدو أن عيد ميلادنا قد أتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد ] . أنتهى .
هذا شاهدٌ منكم ! فمن أين لكم هذا التأريخ لميلاد عيسى عليه السلام .
ويقول د / سهيل زكار في كتابة الإناجيل النصوص الكاملة ص14 [ والمثير للدهشة أن النقاد الغربين قالوا والإناجيل التي عدتها الكنيسة على أنها الكتابات الأقدم , هي بالفعل لم تكتب قبل منتصف القرن الثاني , ولم يعرف كتابها كثيراً حول البلاد وحول الخقبة التأريخية التي يكتبون عنها وتحتوي الإناجيل على أخطاء جغرافية وتأريخية كثيرة جداً , فقد ذكروا حيوانات ونباتات لم تكن موجودة في تلك اليام في فلسطين ( من ذلك على سبيل المثال : الخنازير التي آمن اليهود بنجاستها ولذلك لم يربوها , أو انها لم توجد في أي مكان آخر من ذلك مثلاً الخردل , الذي وصف بمثابة شجرة كبيرة ذات أغصان ) وقد مزجوا أيضاً بين الحوادث والأفراد في أوقات مختلفة ( من ذلك على سبيل المثال : الملك Herod الذي مات في العام الرابع قبل الميلاد , وقورينيوس Quirinius الذي حكم سوريا في العام السادس الميلادي) ] .
هذه شيء قليل من التناقض بين الإناجيل و يضع علامات أستفهام كثيرة حول هذه الإناجيل الأربعة الذي يعتقد النصارى أنها كلام الله فإن كلام الله لايأتيه الباطل ولاتجد فيه الأختلاف والتناقض [لايأتيه الباطلُ من بينِ يديهِ ولامن خلفهِ تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ ] فصلت 42 . [ولو كانَ من عندِ غير اللهِ لوجدُوا فيهِ اختلافاً كثيراً ] النساء 82 .

من هم رواة الإناجيل :-

لابد من معرفة رجال الإناجيل الأربعة بعد ماذكرنا احوال إناجيلهم وما فيها من مفاسد عقدية وتناقض بالروايات ونبدء بما بدء القوم العهد الجديد .
1 . متى وإنجيله :-
هو لاوي بن حلفي هذا مايزعمه علماء الكنيسة ويقولون هو الأسم الثاني لمتى وهو أحد الأثني عشررسولاً كما تدعي الإناجيل وكان جابياً في كفرنا حوم وكان يجبي الخراج للدولة الرومانية .( ذكر ذلك حبيب جرجس في كتابه المبادئ المسيحية ص4 نقلاً عن كتاب دراسات في الكتاب المقدس . د/ محمود علي حماية ).
وسبب دخوله النصرانية ذكره مرقس في 2 : 14 ,( وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفي جالساً عند مكان الجباية فقال له أتبعني فقام وتبعه )
ويقول الدكتور موريس بوكاي ( لنقل صراحة إنه لم يعد مقبولاً اليوم القول إنه متى أحد حواري المسيح ) ( نقلاً عن كتاب مصادر النصرانية د / عبدالرزاق عبد المجيد ألارو) .
ولم يذكر أسم متى في العهد الجديد سوى مرتين . المرة الأولى عندما ناداه المسيح ليتبعه وهو في مكان عمله في الجباية والمرة الثانية عندما ذكر متى ولوقا أسماء التلاميذ الأثني عشر ,
ومعلوم لكل من قرأ الإناجيل أن النصوص التي كتبها متى مقتبسه من إنجيل مرقس فأذا كاتب الإنجيل هو متى العشار الذي رافق المسيح وهو أحد تلاميذه فلما يقتبس نصوص من مرقس الذي كان لم يبلغ العشر سنين أيام دعوة المسيح أليس الحق أن يقتبس مرقس من متى جميع النصوص كون الأخير من التلاميذ الأثني عشر وهو أعلم من غيره بحال المسيح وأقواله .
يقول د / منقذ السقار في كتاب هل العهد الجديد كلمة الله [ أن متى أعتمد في إنجيله على إنجيل مرقس , فقد نقل من مرقس 600 فقرة من فقرات مرقس الستمائة والأثني عشر . كما أعتمد على وثيقة أخرى يسميها المحققون M .
يقول ج ب فيلبس أستاذ علم اللاهوت في الكنيسة الإنجليزية في مقدمته لإنجيل متى ( إن القديس متى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس , وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله ) .
ويضيف القس فهيم عزيز في < المدخل إلى الإنجيل > أن أعنتماد متى على مرقس حقيقة معروفة لدى جميع الدارسين. فإذا كان متى التلميذ هو كاتب الإنجيل فكيف ينقل من مرقس الذي كان عمره عشرة سنوات أيام دعوة المسيح؟ كيف لأحد التلاميذ الأثني عشر ينقل عنه ؟ هل ينقل الشاهد المعاين للأحداث عن الغائب الذي لم يشهدها ؟
وقد أنكر كثير من علماء النصرانية نسبة إنجيل متى إلى متى العشار أو كما يزعمون لاوي بن حلفي أحد التلاميذ الأثني عشر للشبهات الكثيره حول هذا الإنجيل ولم نجد مخاطبة من المسيح الى متى في هذا الأنجيل سوى ماذكرنا عند الجباية ولو كانت هذه الرواية صحيحة وتخص متى صاحب الإنجيل لقال متى قال لي المسيح أتبعني فتبعته كونه هو الكاتب ولكن جعلها بصيغة الغائب .
وقد أنكر جملة من علماء النصرانية نسبة إنجل متى الى متى تلميذ المسيح فقد نقل د/ منقذ السقار في كتابه اعلاه ص 52 . أقوال من أنكر, فقال [ وقد أنكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث صحة نسبة الإنجيل إلى متى , يقول فاستس في القرن الرابع ( إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه) وكذا يرى القديس وليمس . والأب ديدون في كتابه < حياة المسيح > ويقول ج ب فيلبس في مقدمه لإنجيل متى " نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى , ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي "
ويقول البرفسورهارنج : إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري , بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما ] .
ومن لسان القوم ندينهم فهذه أقوال علماءهم بخصوص إنجيل متى وكاتبه فمن أين لكم أنه كلام الله وللموضوع بقية إن شاء الله